الجزائر نجحت في خلق قاعدة صناعية للمنتوجات الكهرومنزلية
نجحت شركات الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية، خلال السنوات الأخيرة، في خلق قاعدة صناعية حقيقية بمواد أولية جزائرية، لاسيما بعد إطلاق أول مصنع لإنتاج ضاغط الثلاجات.
و استغلت هذه الشركات فرصة مشاركتها في الطبعة ال31 لمعرض الإنتاج الجزائري، التي أسدل عنه الستار أمس السبت بقصر المعارض بالصنوبر البحري (العاصمة)، لإبراز الجهود التي قامت بها لمواكبة توجيهات السلطات العليا، و على رأسها رئيس الجمهورية، بخصوص رفع نسب الإدماج والاعتماد على المواد الأولية المحلية، دون إغفال ضمان جودة المنتجات.
و كان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لدى وقوفه على مستوى جناح شركة “كوندور”، خلال اشرافه على افتتاح المعرض منتصف الشهر الجاري، قد نوه بالجهود التي بذلتها الكفاءات الجزائرية لزيادة معدل الإدماج في الصناعة، وكذا ب”جهود الصناعيين النزهاء الذين تكيفوا مع السياسة الوطنية الجديدة والتي سمحت باقتصاد العملة الأجنبية”.
و قد استغلت هذه الشركة وقوف الرئيس تبون بجناحها للإعلان عن إطلاق أول مصنع في الجزائر لإنتاج ضاغط (كومبريسور) الثلاجات بطاقة إنتاجية قدرها 4 ملايين وحدة في السنة، “ما سيسمح بتغطية الطلب المحلي المقدر بمليون وحدة، وتصدير ثلاثة ملايين وحدة، برقم أعمال قد يصل إلى 100 مليون دولار سنويا”، حسبما أكده ل/وأج نائب المدير العام لمجمع “كوندور”، محمد صالح دعاس.
وأوضح السيد دعاس أن الأجزاء الحديدية الخاصة بتصنيع الثلاجات والغسالات وغيرها من الأجهزة الكهرومنزلية، سيتم إنتاجها محليا في إطار شراكة مع مجمع “توسيالي” للحديد والصلب الذي سيشرع في إنتاج الحديد المسطح ابتداء من السنة القادمة، وهو ما “سيخفض سعر المنتجات محليا، ويزيد تنافسية المنتوج الجزائري في الأسواق الخارجية”.
وأضاف قائلا: “نسب الإدماج تتراوح بين 45 و85 بالمائة، لقد خلقنا قاعدة صناعية وقاعدة للتصدير من الجزائر نحو الدول الإفريقية، الخليج العربي وحتى أوروبا”، مشيرا إلى أن انضمام الجزائر إلى مبادرة التجارة الحرة الموجهة في إطار التجسيد الفعلي لاتفاقية منظمة التجارة الحرة القارية الإفريقية “زليكاف”، سيفتح أسواقا جديدة أمام المنتجات الجزائرية.
من جهتها، أبرزت مسؤولة الاتصال بشركة “براندت”، فاطمة سواسي، ل/وأج نجاح الشركة في تصنيع أغلب أجزاء آلات الغسيل، الطبخ، التبريد، الأجهزة الكهرومنزلية، التلفزيون والتكييف، على غرار الأجزاء الحديدية والبلاستيكية واللوحات الأم التي يتم تصديرها.
وأشارت السيدة سواسي إلى تحقيق الشركة نسبة إدماج قدرها 70 بالمائة في صناعة الثلاجات و80 بالمائة في آلات الغسيل، و”نسعى للوصول إلى نسبة 90 بالمائة”، لافتة إلى تصدير منتجات الشركة نحو عدة وجهات على غرار الدول الإفريقية والبلدان العربية.
وتسعى من جهتها شركة “إيريس” عبر استثماراتها إلى “تحفيز الإنتاج المحلي ولعب دور أساسي في تنمية صناعة الأجهزة الكهرومنزلية”، حسبما أفادت به مديرة الإعلام بالشركة، كاهينة أرحاب، التي أبرزت تحقيق نسب إدماج مرتفعة في مختلف المنتجات “ذات الجودة العالية التي تنافس العلامات العالمية”.
أما شركة “ماكستور” المتواجدة في السوق الجزائري منذ أزيد من 20 سنة، فأكد مدير الحسابات الرئيسية بالشركة، محمد بولعواط، أنها نجحت في زيادة اعتمادها على المواد الأولية المحلية، ما سمح برفع نسبة الإدماج في أجهزة التبريد على سبيل المثال لا الحصر إلى 60 بالمائة “ونسعى لرفع هذه النسبة في سنة 2024”.
في هذا الإطار، كشف السيد بولعواط عن تعاون “ماكستور” مع عدة شركات جزائرية لتوفير المواد الأولية التي تدخل في إنتاج الأجهزة الكهرومنزلية، لافتا الى أن “جودة المنتوج مكنت الشركة من تصديره نحو موريتانيا، مع السعي للتوسع في مالي والسنغال، وكذا زيمبابوي”.