Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
لماذا غابت الجزائر عن قائمة الدول التي قبلت «بريكس» عضويتها؟
مشاهدة المرفق 615684
■ الجزائر/إسطنبول – الأناضول: قد يكون مفاجئاً للبعض أن تغيب الجزائر عن قائمة الدول الست التي وافقت مجموعة «بريكس» على انضمامها إليها، رغم الدعم الذي حظيت به من الصين وروسيا وبدرجة أقل من جنوب أفريقيا.
ففي الأشهر الأخيرة ترددت أسماء أربع دول عربية كان يُعتقد أن لها حظوظ كبيرة للانضمام لبريكس، وهي السعودية والإمارات ومصر والجزائر. غير أنه بعد انتهاء قمة «بريكس» انضمت الدول الثلاث الأولى إلى قائمة الدول الأعضاء في المجموعة بداية من مطلع العام المقبل، وغابت الجزائر.
وأمس الأول، أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن المجموعة قررت دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات، لتصبح دولًا كاملة العضوية في المجموعة.
وتضم بريكس الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، وتعد الدول الأربعة الأولى الاقتصادات الأسرع نموا، وتسعى للتخلص من الهيمنة الغربية وسيطرة الدولار، وتشجع التعامل بالعملات المحلية في المبادلات التجارية.
وشهدت قمتها الأخيرة في جوهانسبرغ تباينات بين الدول الأعضاء حول توسيع المجموعة، بعد أن أبدت كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تحفظاتها بهذا الشأن، غير أن قادة المجموعة اتفقوا بالنهاية على توسيع المجموعة.
وبالنسبة للجزائر كان هناك عدة مؤشرات مسبقة على احتمال عدم انضمام الجزائر إلى المجموعة. فالرئيس عبد المجيد تبون توقع في حوار مع «الجزيرة بودكاست» في أبريل/نيسان أن بلاده «ستدخل قريبا كعضو ملاحظ، بعد أن تنهي من إصلاحاتها الاقتصادية وتصبح عضوا كامل الحقوق والواجبات».
أي أن الجزائر كانت مدركة مسبقاً أن انضمامها بعضوية كاملة لن يكون خلال هذا العام، وأقصى ما كانت تطمح له «عضو مراقب»، خاصة وأنها لم تخرج من أزمتها الاقتصادية إلا في عام 2022، بعد انهيار أسعار النفط ما بين 2014 و2020.
المؤشر الثاني عدم حضور تبون أو رئيس وزرائه أيمن بن عبد الرحمن، ولا حتى وزير خارجيته أحمد عطاف، إلى قمة جوهانسبوغ، وإيفاده وزير المالية لعزيز فايد، رغم أنه سبق وأن شارك كضيف شرف في القمة السابقة التي عقدت بالصين، وألقى كلمة بالمناسبة وأعلن بعدها رغبة بلاده في الانضمام إلى التكتل.
*معايير الاختيار
المؤشر الثالث عدم مشاركة الجزائر في لقاء «أصدقاء بريكس» بمدينة كيب تاون، الجنوب أفريقية في يونيو/حزيران، والذي شاركت فيه السعودية والإمارات، بينما شاركت مصر في اللقاء عن بُعد.
وعدم دعوة الجزائر للمشاركة في اجتماع كيب تاون، كان مؤشرا ذا دلالة على عدم حصولها فيما بعد على العضوية الكاملة خلال قمة جوهانسبورغ.
رغم أن الجزائر أكبر مصدر للغاز في أفريقيا، واقتصادها متحرر من الديون، وسجلت نسبة نمو إيجابية العام الماضي بلغت 4 في المئة، وبها ثالث أكبر احتياط عالمي للفوسفات، وثاني أكبر منجم للحديد، واحتياطات هامة من المعادن النادرة والثمينة، إلا أن ذلك لم يشفع لها للانضمام إلى «بريكس».
ويرجع ذلك لعدة أسباب مرتبطة بحجم ناتجها الداخلي الخام وتنوع صادراتها ونسبة النمو، والاعتبارات الجيوسياسية والإستراتيجية والديمغرافية وعدد السكان.
ورغم أن «بريكس» لم تكشف عن المعايير التي اعتمدتها لضم 6 دول من 23 دولة تقدمت بطلبات رسمية، إلا أنه يمكن استنتاج ذلك، من خلال الأهمية التي تمثلها كل دولة.
فالسعودية أكبر مصدر للنفط، وتعتبر مركز للعالم الإسلامي بفضل احتضانها للبقاع المقدسة، وصادراتها غير النفطية تتجاوز 70 مليار دولار.
أما الإمارات فتعتبر من كبار منتجي النفط عالمياً، وتعتبر دبي مركزا إقليميا في قطاع العقار والخدمات، وتقوم بتسيير العديد من الموانئ بالعالم خاصة بأفريقيا. أما مصر ورغم أنها لا تملك احتياطات نفطية كبيرة مثل السعودية والإمارات، إلا أنها تحتل موقعاً إستراتيجياً، خاصة امتلاكها قناة السويس التي تقع على طريق التجارة العالمية، وتضم كتلة سكانية تفوق 105 ملايين نسمة، وتحتضن جامعة الدول العربية، واقتصادها يعد الثاني بعد نيجيريا من حيث الناتج الداخلي الخام.
وبالنسبة لإيران فإلى جانب امتلاكها احتياطات هامة من النفط والغاز، فهي تسيطر على مضيق هرمز الإستراتيجي، وتقع على طريق الحرير الجديد، وعدد سكانها يفوق 85 مليون نسمة.
لكن إثيوبيا لا تمتلك احتياطات نفطية ولا غازية لافتة ولا منافذ بحرية، واقتصادها أصغر من اقتصاد الجزائر، إذ يحتل المرتبة السادسة أفريقيا بحجم يقل عن 178 مليار دولار في عام 2022، وتعاني من صراعات وحروب إثنية.
إلا أن قوة إثيوبيا تتمثل باحتضانها لمقر الاتحاد الأفريقي، واحتلالها للمرتبة الثانية من حيث عدد السكان قاريا، وسيطرتها على منابع نهر النيل الأزرق، وتحقيقها نسبة نمو عالية في 2019 بلغت 9 في المئة.
أما الأرجنتين فتمثل منطقة أمريكا اللاتينية، حيث أخذت «بريكس» بمعيار التوزيع الجغرافي، وتعتبر ثاني أكبر اقتصاد في القارة بعد البرازيل، والناتج الداخلي الخام يبلغ نحو 633 مليار دولار، وحققت نسبة نمو تجاوزت 5 في المئة في 2022.
ويبدو أن قادة «بريكس» ركزوا على تنويع التوزيع الجغرافي، فأربع بلدان من منطقة الشرق الأوسط (السعودية والإمارات ومصر وإيران)، وبلد من أفريقيا جنوب الصحراء (إثيوبيا)، وبلد من أمريكا الجنوبية (الأرجنتين).
كما تم التركيز على الدور الإقليمي لكل بلد، فالسعودية تحتضن مقر منظمة التعاون الإسلامي، ومصر تحتضن مقر جامعة الدول العربية، وإثيوبيا تحتضن مقر الاتحاد الأفريقي، وإيران تمثل مركز الطائفة الشيعية، والأرجنتين عضو مؤسس بمجموعة «السوق المشتركة الجنوبية» (ميركوسور).
لكن المعيار الأهم في الاختيار، وفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «هيبتها ووزنها (السياسي) وبطبيعة الحال، موقفها على الساحة الدولية».
الجزائر تتفوق على إثيوبيا بحجم الاقتصاد وإنتاج النفط، وعلى الإمارات والسعودية والأرجنتين ومصر وإثيوبيا من حيث حجم صادرات الغاز، ولا يتفوق عليها من حيث المساحة سوى الأرجنتين، وعدد سكانها أكبر من سكان السعودية والإمارات ويتساوى مع عدد سكان الأرجنتين.
*إصلاحات لم تكتمل
ورغم أن الجزائر لا تتحكم بمضائق مائية إلا أن موقعها الإستراتيجي بين أوروبا ودول أفريقيا جنوب الصحراء منحها ميزة إستراتيجية.
لذلك من الصعب معرفة سبب عدم اختيار الجزائر ضمن التوسعة الثانية لـ»بريكس»، لأن معايير الاختيار قد تخضع لحسابات سياسية لكل دولة في المجموعة.
وهذا ما أشار إليه لافروف، قائلا: «النقاشات حول توسيع بريكس كانت مكثفة. لم تخلُ من مشاكل، لكن بشكل عام كانت كل دولة تستهدف اتخاذ القرار بضم أعضاء جدد». ولكن الأسباب الرئيسية سبق وأن ذكرها الرئيس تبون والمتعلقة بحاجة الجزائر إلى هيكلة اقتصادها بعد خروجها من أزمتها الاقتصادية في 2022، ومن أزمتها السياسية في 2019.
والخلل الرئيسي الذي يعاني منه اقتصاد الجزائر اعتماده على مداخيل النفط والغاز بنسبة كانت تصل أحيانا حتى 98 في المئة، ما جعله متأثرا بتقلبات أسعار برميل النفط صعودا أو نزولا.
لذلك سعت الجزائر لمعالجة هذا الخلل من خلال رفع الصادرات خارج المحروقات من 2 في المئة إلى 11 في المئة في 2022، أو ما يعادل 7 مليارات دولار، وتطمح إلى رفع الرقم إلى 10 ثم 15 مليار دولار.
أما الخلل الهيكلي الثاني فيتعلق بحجم الاقتصاد الذي بلغ نحو 192 مليار دولار في 2022، حسب البنك الدولي، لكن تبون قال أن «الجزائر لم ترد التصريح بأكثر من 225 مليار دولار كرقم رسمي للناتج المحلي الخام لسنة 2022، في حين أنه قد يراوح بالواقع بين 240 أو 245 مليار دولار».
وربط الإعلان عن الناتج الداخلي الخام الفعلي بـ»اعتماد الرقمنة»، بدون احتساب «السوق الموازية» التي تمثل نحو 40 في المئة من الاقتصاد الجزائري، وفق تقرير أمريكي. النقطة الثالثة تتعلق بحجم النمو، فما يميز دول «بريكس» قبل توسعها إلى جنوب أفريقيا، أنها مانت الدول الأكثر نمواً في العالم، بينما نسبة نمو الاقتصاد الجزائري تبلغ 4 في المئة، في حين يفترض أن لا تقل عن 5 في المئة.
لكن السبب الأبرز يتمثل في الجانب السياسي، حيث لم تحظ الجزائر بدعم الهند، ولا بدعم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، على عكس دعمه للأرجنتين والسعودية والإمارات.
2-حقائق وأرقام عن اقتصادات الأعضاء الجدد في» بريكس»
إسطنبول – الأناضول: وافقت مجموعة «بريكس»، الخميس، على دعوة 6 دول لعضويتها في خطوة توسع من شأنها أن تدفع التكتل إلى مرحلة جديدة من الحصة الاقتصادية العالمية.
والدول الست الي دعيت لعضوية «بريكس»، إلى جانب الأعضاء الخمسة المؤسسين الحاليين، هي: السعودية، الأرجنتين، الإمارات العربية المتحدة، مصر، وإثيوبيا.
ويعتبر إدراج المملكة العربية السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- إلى جانب روسيا وإيران والإمارات العربية المتحدة والبرازيل، جمعاً للعديد من أكبر منتجي الطاقة مع أكبر المستهلكين في العالم النامي.
هذا المزيج، يمنح المجموعة نفوذاً اقتصادياً هائلاً. وبما أن معظم تجارة الطاقة في العالم تتم بالدولار، فإن التوسع يمكن أن يعزز أيضاً قدرتها على دفع المزيد من التجارة إلى عملات بديلة.
*السعودية: بحسب بيانات منظمة «أوبك»، تنتج السعودية في اليوم 10 ملايين برميل نفط يومياً في الظروف الطبيعية، بينما تنتج الإمارات متوسط 3.5 مليون برميل، وإيران 3.8 مليون برميل، وروسيا 10 ملايين برميل يومياً، والبرازيل نحو 2.8 مليون برميل يومياً، والصين تنتج متوسط 4 ملايين برميل يومياً.
بمعنى آخر، بإمكان دول المجموعة إنتاج قرابة 35 مليون برميل يومياً من النفط الخام، أي نحو 34 في المئة من حجم الطلب العالمي على النفط الخام يومياً.
كما تعتبر السعودية أكبر مُصدِّر للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي يتجاوز 7.4 مليون برميل. وثاني أكبر مصدر، وهي روسيا بمتوسط يومي 6 ملايين برميل يومياً.
وفي التكتل الأصلي أيضاً، يتربع أكبر مستورد للنفط الخام عالميا، وهي الصين، بمتوسط يومي 10 ملايين برميل، وثالث أكبر مستورد وهي الهند بمتوسط يومي 4.2 مليون برميل.
** السعودية والإمارات
وإلى جانب كونها بلدا نفطياً، فالسعودية عضو في مجموعة العشرين، وهي كذلك عرّاب تحالف «أوبك+». والأهم أنها تقع في نقطة جغرافية حيوية على طريق الحرير، إلى جانب الإمارات.
وتملك الرياض وأبوظبي، مجموعة من أحدث المناطق اللوجستية والمناطق الحرة على مستوى آسيا، وإحدى أكثر المناطق الحرة استيعابا للحاويات، ممثلة بميناء جبل علي في الإمارات.
ويبلغ الناتج المحلي للسعودية في 2022 بالأسعار الجارية نحو تريليون دولار أمريكي في أعلى مستوى سجلته المملكة على الإطلاق، بينما بلغ في الإمارات 506 مليارات دولار.
* مصر وإثيوبيا: تقع مصر كذلك على إحدى أهم طرق الملاحة العالمية، ممثلة بقناة السويس، التي يمر منها أكثر من 10 في المئة من التجارة العالمية، ونحو 17 مليون برميل نفط ومشتقات يومياً.
ويبلغ تعداد سكان مصر أكثر من 104 ملايين نسمة، وهي سوق رئيسة للسلع الزراعية الأساسية، وقد تكون مستفيدة على نطاق واسع من الانضمام للتكتل، والسبب أزماتها الاقتصادية.
وشح الدولار الأمريكي أحد أكبر أزمات مصر الحالية، إذ تبلغ قيمة فاتورة واردتها السنوية نحو 95 مليار دولار، بينما يعد أحد أهم أهداف «بريكس»، توسيع التجارة البينية بالعملات المحلية بعيدا عن الدولار.
وأصبح الدولار هاجس مصر خلال العامين الجاري والماضي، ودفعها ذلك للتوقيع على برنامج اقتصادي مع «صندوق النقد الدولي» العام الماضي بقيمة 3 مليارات دولار.
إلا أن لمصر وزن على مستوى أفريقيا والدول العربية، خاصة في القضايا الجيوسياسية، وهي نقطة الضعف الأبرز لمجموعة «بريكس» المتباينة في قراراتها تجاه القضايا العالمية والمحورية.
قد يكون انضمام مصر وإثيوبيا في نفس التكتل، فرصة لحل أبرز أزماتها ممثلة بسد النهضة، والمخاوف المصرية مع تعميق أزمة شح المياه في نهر النيل.
إثيوبيا بدورها، عانت خلال السنوات الخمس الماضية من تباطؤ الاقتصاد، وانخفاض قيمة العملة، وتجاوز التضخم السنوي 33 في المئة، وانخفاض نسبة النمو من 9.5 في المئة قبل 2018، إلى متوسط 2 في المئة.
إلا أن البلاد قد تكون ورقة رابحة للتكتل، الباحث عن تعزيز نفوذه في القارة السمراء، من خلال استثمارات في قطاعات البُنى التحتية والطاقة والتعدين، والتكنولوجيا والنقل.
وسيزيد هذا النفوذ من الصراع على أفريقيا، خاصة بين المجموعة التي تقول إنها صوت الاقتصادات النامية «بريكس»، وبين الغرب بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.
* إيران والأرجنتين: أما إيران المنبوذة من الغرب، والتي تشير بياناتها النفطية لتجاوز العقوبات الأمريكية على صناعة الخام وتجارته، فإنها تمثل في الوضع الطبيعي، ثالث أكبر منتج للخام في «أوبك»، بمتوسط يومي 3.8 ملايين برميل في الظروف الطبيعية.
كما تقوم إيران حالياً، بتطوير حقل الشمال «حقل بارس»، بالشراكة مع قطر، والذي يعتبر أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، بحسب بيانات رسمية مشتركة.
وإيران، هي حليف تقليدي خلال العقدين الماضيين لكل من روسيا والصين، إذ أصبحت الأخيرة مقراً لمخزونات طهران من النفط الخام، وسوقا له خلال سنوات العقوبات الأمريكية.
بينما الأرجنتين، والتي تعاني من أزمات اقتصادية حادة، إلا أنها ورقة قوية إضافية إلى جانب البرازيل في مجموعة بريكس، ومن خلالها يكون التكتل قد حقق ورقة قوة إضافية في أمريكا الجنوبية.
الجزائر مرشحة لدخول "بريكس" في توسعة ثانية
الرفيق بوتين الذي ذهب اليه تبون وشكره لانه يحمي الجزائر ونعته بصديق العالم لم يصوت للجزائر والصين التي زارها تبون وفي نشرة الثامنة صدعتونا بانها حليف استراتيجي رفضت والهند رفضت ...