ابطال مجهولين

عزت

عضو مميز
إنضم
1 مايو 2011
المشاركات
21,530
التفاعل
46,854 199 22
الدولة
Egypt
كثير من المسلمين لا يعرف ابطال الماضى المجهولين الذين اقاموا الحضارة الاسلامية فى السابق ومن هؤلاء الابطال المقاتل المسلم تشنغ هيه اميرال البحر الصينى
هو واحد من افضل البحارة الصينين عبر التاريخ وقائد اكبر اسطول بحرى فى الصين قديما حيث قاد اسطولا مكونا من اكثر من 340 سفينة جابت بحار العالم
والمقال بالاسفل منقول يوضح بالكامل من هو تشنغ هيه


ن الصين تحتفل هذه الأيام بذكرى مرور ستمائة عام على أول رحلة قام بها تشنغ خه في عام 1405، وهذه مناسبة يجب أن يُحتفل بها عربيا وإسلاميا أيضا، فبعض المصادر تُرجع أصول أمير البحر الصيني إلى أبناء قحطان، كما أن حقيقة صدق عقيدته ليست محل شك، برغم الكتابات التي ذهبت إلى أنه آمن بالبوذية والطاوية، فهو الذي بنى المساجد وهو الذي أدى والده وجده فريضة الحج إلى بيت الله في مكة، ولم يثبت أنه أقام معبدا بوذيا أو طاويا، ولكن من المؤكد أنه كان يحترم عقائد الآخرين ويقيم علاقات طيبة مع الجميع ولذا سادت مشاعر الود والاحترام والتقدير بينه وبين الذين تعاونوا معه في رحلته. لقد ولد تشنغ خه، وهذا ليس اسمه الحقيقي، في مقاطعة يوننان، تلك البقعة التي أنجبت أعظم علماء الإسلام وشهدت أكثر الأحداث الإسلامية فخرا، ومرارة أيضا، في تاريخ الصين، فهي المقاطعة التي تحتضن مدرسة مينغده الإسلامية التي أرسلت دفعتين من طلابها في ثلاثينات القرن الماضي للدراسة بالأزهر الشريف، وكان من بينهم ما يون تينغ ومحمد مكين ما جيان ونا شيون وعبد الرحمن نا تشونغ، وهي المنطقة التي تعتز بحاكمها، في فترة أسرة يوان، المسلم ذي الأصول العربية، السيد الأجل شمس الدين، المعروف صينيا باسم شمس الدين ساي يان.

ولد ما مينغ خه، الذي حمل اسم تدليل في طفولته هو ما سان باو، وعُرف فيما بعد باسم تشنغ خه، عام 1371 لأسرة مسلمة من قومية هوي، وهي القومية الرمز للمسلمين الصينيين. عندما بلغ ما سان باو الثانية عشرة من العمر، ونظرا لفقر أسرته، انتقل الصغير ما إلى بكين، التي كانت تسمى آنذاك منطقة يان، للعمل في "إدارة الشؤون الداخلية" للبلاط الإمبراطوري، وتم توزيعه إلى قصر الأمير تشو دي، أحد أفراد أسرة مينغ الإمبراطورية (1368-1644).


وقد خضع هذا الصبي المسلم لنظام العبيد الذي كان معمولا به في قصور البلاط، حيث تم خصيه لينضم إلى فئة خصيان القصر ذوي المكانة الاجتماعية الوضيعة. غير أن أميره، الذي أصبح إمبراطورا للصين عام 1405، لاحظ ذكاء وكفاءة هذا الصبي ومواهبه الملاحية فقربه منه ومنحه اسما جديدا هو تشنغ خه وجعله من أهم معاونيه. وشب الفتى عن الطوق وبرزت كفاءته واشتد عوده. الإمبراطور الجديد الذي حمل اسما إمبراطوريا هو تشنغ تسو، أصدر مرسوما بتكليف تشنغ خه بإعداد أسطول بحري يقوم بجولة في البحار الغربية، والتي قصد بها المياه الدولية الواقعة غرب الصين في المحيط الهندي. لم يكن هدف الإمبراطور من الرحلة هو إبراز قوة جيشه وعظمة بلاده فحسب بل البحث عن الإمبراطور هوي الهارب إلى خارج الصين وتصفية القوى الموالية للإمبراطور الهارب والقرصنة والقوة اليابانية في البحر الخ، وإقامة علاقات مع الدول الواقعة على الخط البحري بجنوب غربي الصين، وكسب قلوب الشعوب، في سبيل تهيئة بيئة سلمية دولية يمكن للصين أن تحقق فيها القوة والاستقرار لأبناء الشعب وتحقيق الانفتاح البحري على الخارج من خلال التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي مع الدول الآسيوية والأفريقية.


بعد أن أصدر الإمبراطور أوامره بدأ الشاب المسلم على الفور إجراءات تنفيذ المرسوم الإمبراطوري بأن بعث عددا من مساعديه إلى مدينة نانجينغ ومقاطعات جيانغسو وتشجيانغ وفوجيان وجيانغشي وهونان وقوانغدونغ، وكلها مناطق ساحلية، لمعاينة صناعة السفن للأغراض المختلفة. وكانت الصين في ذلك الزمان تمتلك اكبر ناقلة جنود بحرية في العالم. تقول السجلات التاريخية إن طول هذه السفينة كان مائة وخمسين مترا وعرضها ستين مترا وتبلغ حمولتها ألف طن. واستدعى الأدميرال تشنغ خه المتخصصين في الملاحة من أنحاء الصين لمرافقته في رحلته التي بدأت في الحادي عشر من يوليو عام 1405. وبلغ عدد البحارة على متن سفن الأسطول الضخم 27800 ، منهم عسكريون ومترجمون وأدباء وعلماء وأطباء وغيرهم. كان أسطولا مهيبا تكون من 62 سفينة بضائع ومجوهرات و700 سفينة خيول و300 سفينة جنود و100 سفينة حربية. وحملت السفن بكميات هائلة من المنسوجات الحريرية والعقاقير التقليدية الصينية. انطلق أسطول تشنغ خه من ميناء ليوجيا القريب من مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو، ومر بنهر اليانغتسي متجها نحو بحر الصين الشرقي ثم إلى المحيط الهادي والمحيط الهندي. وصل الأسطول إلى فيتنام وسومطرا وسيلان وغيرها. وقد تعرض الأسطول في رحلته هذه لهجوم قراصنة البحر، ولكن الأدميرال تشنغ خه أفلت منهم بل وأسر عددا من القراصنة! في أكتوبر عام 1407عاد تشنغ خه بأسطوله مظفرا إلى الصين ومعه مبعوثون من دولة جاوا وغيرها لتقديم احترامهم لإمبراطور أسرة مينغ وعشرات السفن محملة بالمنتجات النفيسة التي حصل عليها تشنغ خه من الخارج عن طريق التبادل التجاري، فخلع عليه الإمبراطور العديد من الألقاب ومنحه الكثير من الهدايا.


في النصف الثاني من عام 1407 قام تشنغ خه برحلته البحرية الثانية على خط مشابه لخط رحلته الأولى، لمدة سنتين. وفي صيف عام 1409، قام برحلته الثالثة. كان مركز الرحلة لا يزال في المحيط الهندي، وأقام تشنغ خه سور مدينة على شكل سياج وضع داخله مستودعات بحيث كان بمثابة مركز ترانزيت للتجارة البحرية في ملقا. وفي رحلة عودته من كلكتا، وقعت معركة بينه وبين ملك سيلان، وعاد تشنغ خه منتصرا.


بأوامر من الإمبراطور تشنغ تسو قام تشنغ خه بالرحلة الرابعة في نوفمبر1412يث واصل أسطوله رحلته إلى الغرب حتى وصل إلى ساحل أفريقيا الشرقي وعاد تشنغ خه إلى بلاده عام 1415، وعادت فرق السفن الفرعية بعد سنة من عودته.


في مايو 1417 قام تشنغ خه برحلته الخامسة، وكانت مهمته الرئيسية هي حماية واصطحاب مبعوثي 19 دولة ليعودوا إلى بلدانهم. وصل أسطوله إلى أقصى جنوب ساحل أفريقيا الشرقي. وفي يوليو 1421 قام تشنغ خه برحلته البحرية السادسة لاصطحاب مبعوثي 16 دولة إلى بلدانهم. وصل أسطوله إلى ميناء ممباسي في غينيا وإلى الصومال. وفي بداية عام 1431، أمر الإمبراطور شيوان تسونغ، الذي ورث عن جده الإمبراطور تشنغ تسو الطموح، بأن يقوم تشنغ خه بالرحلة البحرية السابعة. استغرقت هذه الرحلة أكثر من ثلاث سنوات، زار أسطول تشنغ خه خلالها نحو عشرين بلدا، وبعث من معه لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة.:مخطط:


على مدى ثماني وعشرين عاما، هي الفترة التي استغرقتها الرحلات البحرية السبع لتشنغ خه، وصل البحارة الصينيون إلى منطقة الخليج والبحر الأحمر والسواحل الشرقية لأفريقيا بل وكما يقول جافين منزيس، وصلوا إلى الشواطيء الأمريكية.


في سني عمره الأخيرة اختار أمير البحر المسلم مدينة نانجينغ، وتحديدا في مكان يسمى جينغهاي بسفح جبل شيتسي، حيث أقام هناك حتى فاضت روحه عام 1435 عن عمر يناهز الرابعة والستين.


الصين اليوم / أغسطس 2005 /
 
عودة
أعلى