خليفة بن عسكر

إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
342
التفاعل
243 0 0
المجاهد خليفة بن عسكر
المصدر: في أخر الترجمة



هو خليفة بن سعيد بن علي بن عسكر .
وأمه فاطمة بنت سعيد بن يوسف بن عسكر . من قبيلة العساكرة إحدى القبائل الكبيرة ببلدة لاالوت (نالوت ) .ويقول (اغوستيني) في كتابه ( القبائل الطرابلسية ) إن اصل قبيلة ابن عسكر من بلدة (الجحيش) بككلة من قبيلة (اولاد عمر) .

نشأ خليفة بن عسكر ببلدته لالوت فتى غير مبال ميالا للتبذير و الإنفاق على رفاقه في الصبا . الأمر الذي جعل اخوته يقسمون له نصيبه من الأرض و الأشجار التي باع معظمها مخافة أن يتلف ممتلكاتهم , ولقد كان يقضي معظم أوقاته في بساتين التين والزيتون بوادي الثلث خارج لالوت . كما كان الصيد هوايته المفضلة وخاصة صيد الودان بجبل لالوت .

وفي حداثة سنه حفظ بعض قصار السور في مسجد نالوت كما هي عادة سكان القرى في تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم . ولقد نشأ ثامن ثمانية من البنين ثلاثة ذكور وخمس بنات .

صفاته :
كان رحمه الله ربع القامة . أميل إلى النحافة . أصفر , وبعينيه ضيق , وبه ميل قليل بعينه اليمنى حاد الطباع عصبي المزاج , يتعصب لرأيه لأبعد الحدود يصبح الرأي عنده في كثير من الحالات عقيدة .
وقد كان خليفة بن عسكر لايري إلا والسوط في يده شديدا على خصومه , وكان مزواجا جمع في عصمته أربع نساء وكان من خيرة الصيادين المهرة الأمر الذي أكسبه مهارة في إصابة الهدف .

ولكنه كان يمازح زملائه وأقرانه ويصارعهم . ولقد كان محبوبا لدى رفقائه الذين يؤثرونه على أنفسهم حتى أن زميله ورفيق صباه المرحوم محمد بن يوسف بوصوه عندما سأل عن خليفة في مقابلة زفر زفرة طويلة وقال : ( إن ( البي ) خليفة كان لنا أخاَ وأكثر من أخ وكان حاكماَ على الآخرين حيث يخافونه أما نحن _ رفقائه _ فكان أخاَ لنا ) .

ولقد كان خليفة أيضا فارسا بارعا في ركوب الخيل , يختار خيوله بمهارة فائقة .

دخول الإيطاليين :
وصلت الجيوش الإيطالية الشواطئ الليبية وأنطلق المجاهدون الليبيون من جميع أنحاء الوطن- ليبيا , لرد العدوان الإيطالي , في الوقت الذي انسحبت تركيا من ليبيا بموجب معاهدة أوشي – لوزان- , وكان من بين هؤلاء المجاهدين خليفة بن عسكر .
وعندما دخل الطليان نالوت في 12 من أبريل من عام 1913 م . آثر خليفة الابتعاد عنهم وإختار الإقامة بوادي الثلث بعيدا عن عيونهم مفضلا الصيد على جوارهم .

البداية :
وفي إحدى الليالي وعندما كان أهالي نالوت عائدين من رحلة للحرث بسهل الجفارة _ لم يوافقوا فيها. لم يعد خليفة بن عسكر مع العائدين بل ذهب مع مجموعة من أصدقائه المخلصين الذين اتفق معهم على الثورة وتمركزوا بقصبة ( إيجوجن ) 4 كيلومتر غربي بلدة نالوت . وأقسموا على الثورة وطريقة القسم تكون بمد عمامة بين رجلين وتمر المجموعة تحتها كناية عن أنهم سيسيرون في طريق واحد .

ولقد كانو حوالي العشرة وهم :-
خليفة بن عسكر – عيسى تفوشيت – خليفة قرقاب – سعيد بن صالح بن عسكر – علي بن الحاج يحيى الناكوع – سالم القلال – سعيد بن أحمد – محمد بن يوسف بوصوة – أحمد مبارك – الصويعي المحمودي .

اجتمع هؤلاء النفر المؤمنون بالثورة وتسامع الناس بهم وصاروا يلتحقون بهم .

وهكذا تكونت أول مجموعة محاربة ضد الطليان بقيادة خليفة بن عسكر وأنضم تحت قيادته عدد كبير من المجاهدين الليبيين كما كان يضم تحت قيادته كذلك عدد كبير من المجاهدين التونسيين والذين كانوا قد فرو من الاحتلال الفرنسي لوطنهم .

وخاضا خليفة بن عسكر بعدها عدة معارك أبلى فيها هو وجماعته بلاء حسنا نذكر منها معركة (امجزم) و معركة (سيناون) ومعركة (وازن) ومعركة (تكوت) وتمكن من تحرير بلدتي كاباو و لالوت (نالوت) من أيادي الإيطاليين .

واستمرت انتصارات خليفة بن عسكر في أعالي جبال نفوسة وسهولها .
ولم يتوقف خليفة عند حربه مع الإيطاليين ففتح جبهة أخرى مع الفرنسيين في الجنوب التونسي عبر الحدود الليبية وتمكن من تحرير عدد من الليبيين الذين كانوا معتقلين في السجون الفرنسية ومن ضمنهم أفراد من عائلة خليفة بن عسكر .

واستمرت معارك الجهاد بين كر وفر على عدة جبهات , قادها خليفة بن عسكر و سليمان الباروني و محمد سوف المحمودي و عبد النبي بالخير واحمد المريض ورمضان السويحلي وآخرون غيرهم حتى حدث ما كان يتمناه الإيطاليون ( فتنة الجبل ) .

فتنة الجبل :-
لقد كانت الفتنة التي حدثت في الجبل هي بداية النهاية للمقاومة الباسلة التي خاضها أجدادنا على الأقل في غرب ليبيا , أدت هذه الفتنة إلى انقسام الجبل إلى فريقين متصارعين هذا الجبل الذي وقف سد منيع في وجه الإيطاليين لسنوات تمكن الإيطاليين من تفرقة أهله وعملة على تسليح كلا الطرفين المتحاربين بالسلاح وأظهرت لكل طرف بأنها تقف معه , لتتمكن من إشعال الحرب بينهم وكان لها ما تريد .
اشتعلت الحرب , حرب تولى قيادتها رؤساء لم يكن لهم من الدين وازع , ولا من الأخلاق رادع , رؤساء أخلصت لهم الرعية فاستعملوها فيما يغضب الله ولا يرضي الإنسان , وساقوها إلى المجازر لتنحر ولا تدري لماذا تنحر , واهتبلوا طاعتها لأغراضهم بدون رحمة ولا شفقة , فقست قلوبهم وكثيرا منهم فاسـقـون .

كانت الإيطاليون يراقبون الوضع عن كثب وكانوا يسعون إلى استمالت بن عسكر إليهم , لأنه ما دامت العداوة قائمة بينه وبينهم فلا يمكن أن يصلوا إلى ما يأملونه من إثارة الفتنة في الجبل , وهذا ما حصل بالفعل فقد آدت الحرب التي قامة في الجبل إلى التضييق على بن عسكر وأستغل الإيطاليون هذه الفرصة بالتوسط لدى بن عسكر وإصدار عفو عنه هو وجماعته وما كان من خليفة في ذلك الوقت إلا أن يقبل بتلك الوساطة .

وبعد معارك طاحنة حدثت في الجبل , معركة صبر فيها الفريقان على الموت , وفقد فيها الوطن من شيوخ أبنائه وكهولهم ألوفا كانوا على استعداد للدفاع عنه يوم ينزل به البلاء , ويحيط به الأعداء , وفرا عشرات الآلاف من جحيم الحرب متجهين إلى الوطية وفي ديسمبر 1921 التحق بهم ابن عسكر ومن معه نحو 10000 بين نساء وأطفال ورجال .

القبض على بن عسكر :
بات بن عسكر في أيدي الإيطاليين إلا أن الإيطاليين لم يتمكنوا من القبض عليه مباشرة وذلك لأن خليفة كان يرافقه الآلاف من رجاله المسلحين والمستعدين لفدائه بأرواحهم فبدأ _ الجنرال الإيطالي قراسياني _ يعد العدة في سرية تامة للقبض على خليفة بن عسكر وقد أخذ الموافقة من الحاكم العام ويقول في كتابه ( نحو فزان ) http://www.defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/images/smilies/frown.gif( لم يكن من السهل خداع رجل حذق فن الخبث والمكر مثل هذا الرجل وكان نجاح هذا الأمر يتوقف على مراعاة السرية المطلقة )) .ويقول أيضا : (ولم يكن هذا كافيا للقبض عليه خوفا من أنصاره لأنهم كانوا يطيعونه طاعة عمياء ).

وفي وصف الجنرال قراسياني لخطة القبض على بن عسكر قال :
(( وقبل أن ابرح زوارة أصدرت أمرا تلفونيا إلى الرئيس كورو بأن تتجمع عند وصولي إلى الوطية قوة خليفة بن عسكر بأسلحتها حتى أقوم باستعراضها , ولكني عند وصولي لاحظت _ والدهشة آخدة مني كل مأخد _ أنها أخذت شكل قوات متأهبة للقتال وتجمعت في صف واحد على جبهة متناهية الطول ووقفت أمام قوات الالاي الأخرى وسرعان ما أدركت انه يتحتم علي أن اعمل بجرأة وبحزم وتصميم , وأصدرت
إلى كل قائد من القواد على حدة الأوامر بالتطويق والمحاصرة وتوغلت بسيارتي وحدها في قلب الصفوف وطلبة من خليفة أن يجمع رجاله الذين كنت أريد أن أتحدث إليهم . فاعتذر عن طريقة التجميع التي اتخذها رجاله بأن قال لي : إنه يريد أن يريني طريقته في القتال . وأطاع أوامري في شيء من التردد .وبينما أخذ رجاله المسلحون المتفرقون في الانضمام إلى بعضهم دعوت ابن عسكر وكبار الزعماء للسير في أثري إلى الحصن للتشاور معهم , على أن نعود بعد ذلك إلي رجالنا )) .
وهنا بدأ قراسياني في تنفيذ خطته فعندما ذهبوا إلى الحصن (محل القيادة) لمقابلته كانت الأوامر أعطيت إلى الجيش بالقبض على أنصاره , كما اتخذت التدابير للقبض عليه وعلى من معه داخل القيادة , ونفذت الخطة ونجحت الحيلة .

ويقول قراسياني في كتابه ( نحو فزان ) : (وكنت مع خليفة بن عسكر في مقصورة منفردين .وفي هذه الأثناء كان يقبض على أنصاره الواحد تلو الآخر , ومن الصدف أن وقع سقف الحجرة التي كنت فيها أنا وابن عسكر علينا . فلما خرج من الحجرة قبض عليه ووضع الحديد في يديه ).
وكانت هذه الحادثة يوم 28 مايو سنة 1922 . وفي هذا اليوم أخذ إلى طرابلس حيث أودع السجن انتظارا للمحكمة . ولهذه المناسبة يقول قراسياني : ( وهكذا اختفى من الغرب رجل خطر جدا كرمضان السويحلي ).

وفي آخر شهر يوليو 1922 حوكم خليفة بن عسكر . وحكم عليه بالإعدام شنقا .
وعند نطق الحكم بلإعدام على مجموعة من الجاهدين كان بن عسكر من ضمنهم . أخرجوهم في قمصان ليضعوا على رؤوسهم لفائف سود استعدادا للشنق .
رفض خليفة بن عسكر أن يلبس الغطاء الأسود وقال :-
أنا لا أخاف الموت

ويقول من حضر عملية الاعدام من المواطنين الذين اجبروا على الحضور بسوق الزاوية :
(( كان من أشجع الذين واجهوا الموت . وكان يشتم الطليان ويسبهم ويبصق في وجوههم إلى أن التف حول عنقه حبل المشنقة عندها ضجت الساحة بالبكاء من المواطنين . كما بكى أيضا الجنود الإرتريون المسلمون ))

وصف غراسياني إعدامه، بأنه اختفاء رجل شديد الخطورة .

ولقد خلف خليفة بن عسكر إثنين من الأبناء جندتهم إيطاليا فيما بعد إجبارا وحملتهم لحرب الحبشة وقد أظهرا شجاعة فائقة وهما إبراهيم و عمر . وقد توفاهما الله . وترك إبراهيم من الأولاد علي و أحمد و خليفة و عائشة . وساسية وأم السعد و سعيدة .كما ترك عمر من الأولاد سعيد وعائشة .

في رثاء خليفة بن عسكر :
يرثي الشاعر ضو العساس خليفة بن عسكر في قصيدة له نذكر منها :

قام الحرب ولا من زـيه *** شايد كبش انطاح
فيه حارت دولة ورعـية *** وما قدروله اكلاح
عمارة ها لجيهة الغربية *** اليوم خلا المطرح

المصادر :
خليفة بن عسكر الثورة والاستسلام – محمد سعيد القشاط
جهاد الأبطال في طرابلس الغرب – الطاهر احمد الزاوي
نحو فزان - الجنرال قراسياني

المصدر:
http://www.megaone.com/na
 
رحمك الله يا سيدي خليفة . كان من خيرة المجاهدين ومن أصدق رجال ليبيا ممن حاربو الطليان رحم الله شهدائنا وشهداء المسلمين . مشكور يا اخي وبارك الله فيك​
 
جهاده
عندما دخل الطليان نالوت في 12 أبريل1913 م . آثر خليفة الابتعاد عنهم وإختار الإقامة بوادي الثلث بعيدا عن عيونهم مفضلا الصيد على جوارهم .
اتفق مع أصدقائه المخلصين على الثورة وتمركزوا بقصبة ( إيجوجن ) 4 كيلومتر غربي بلدة نالوت . وأقسموا على الثورة وتكونت أول مجموعة محاربة ضد الطليان في ناتلوت بقيادة خليفة بن عسكر وأنضم تحت قيادته عدد كبير من المجاهدين الليبيين كما كان يضم تحت قيادته كذلك عدد كبير من المجاهدين التونسيين والذين كانوا قد فرو من الاحتلال الفرنسي لوطنهم . وخاض عدة معارك أبلى فيها هو وجماعته أهمها معركة (امجزم) و معركة (سيناون) ومعركة (وازن) ومعركة (تكوت) وتمكن من تحرير بلدتي كاباو و لالوت (نالوت) من أيادي الإيطاليين . واستمرت انتصارات خليفة بن عسكر في أعالي جبال نفوسة وسهولها . ولم يتوقف خليفة عند حربه مع الإيطاليين ففتح جبهة أخرى مع الفرنسيين في الجنوب التونسي عبر الحدود الليبية وتمكن من تحرير عدد من الليبيين الذين كانوا معتقلين في السجون الفرنسية ومن ضمنهم أفراد من عائلة خليفة بن عسكر .
واستمرت معارك الجهاد بين كر وفر على عدة جبهات ، قادها خليفة بن عسكر و سليمان الباروني و محمد سوف المحمودي و عبد النبي بلخير واحمد المريض و رمضان السويحلي وآخرون غيرهم حتى حدث ما كان يتمناه الإيطاليون ( فتنة الجبل ) وهي الحرب الاهلية بين أمازيغجبل نفوسة وجيرانهم من قبائل الرجبان بقيادة فكيني .
لقد كانت الفتنة التي حدثت في الجبل هي بداية النهاية للمقاومة الباسلة التي خاضهاالليبيون في غرب ليبيا ، أدت هذه الفتنة إلى انقسام الجبل إلى فريقين متصارعين هذا الجبل الذي وقف سد منيع في وجه الإيطاليين لسنوات تمكن الإيطاليين من تفرقة أهله وعملة على تسليح كلا الطرفين المتحاربين بالسلاح وأظهرت لكل طرف بأنها تقف معه ، لتتمكن من إشعال الحرب بينهم وكان لها ما تريد .
كانت الإيطاليون يراقبون الوضع عن كثب وكانوا يسعون إلى استمالت بن عسكر إليهم ، لأنه ما دامت العداوة قائمة بينه وبينهم فلا يمكن أن يصلوا إلى ما يأملونه من إثارة الفتنة في الجبل ، وهذا ما حصل بالفعل فقد آدت الحرب التي قامة في الجبل إلى التضييق على بن عسكر وأستغل الإيطاليون هذه الفرصة بالتوسط لدى بن عسكر وإصدار عفو عنه هو وجماعته وما كان من خليفة في ذلك الوقت إلا أن يقبل بتلك الوساطة .
 
عفوا نسيت احط الصورة بعد اذن صاحب الموضوع .

khalifa.jpg


fn04057i.jpg
 
رحمه الله و أكرم مثواه مع أخيه الشهيد عمر المختار و شهداء ليبيا الأبطال
 
عودة
أعلى