انهيار اسطورة الحكومة المدنية التى تحرك الجيش و اسطورة الديموقراطية تحكم ::
سيمور هيرش اهم صحفى أمريكي يكشف ::
الانقلاب السرى على أوباما طيلة عامين
كشف الصحفى الأمريكي الشهير سيمور هيرش في مقالة بمجلة " لندن ريفيو أوف بوك " تفاصيل تحركات سياسية قام بها رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتين ديمبسي ما بين عامي 2013 و 2015 دون إخبار رئيسه باراك أوباما فيما يتم تصنيفه بانقلاب سرى جرى في واشنطن .
و أشار هيرش الى ان مخابرات وزارة الدفاع الامريكية ، او كما يطلق عليها مخابرات البنتاجون ، و هي ما يعادل المخابرات الحربية في الأنظمة العربية ، رفعت تقريراً الى هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي بقيادة الجنرال مارتن ديمبسي تؤكد فيه خطورة سقوط النظام السورى على شاكلة ما جرى في ليبيا ، و ان سقوط سوريا في قبضة الإسلام السياسي كما جرى في ليبيا لا يعني الا تحويلها الى قاعدة للارهاب و ان هذا الامر غير مقبول على الامن القومي الأمريكي .
تقرير المخابرات الحربية الامريكية اكد لقائد الجيش الأمريكي هزلية الاعتماد على ما يسمي بالمعارضة السورية المعتدلة ، فهى اما غير موجودة ، او موالية للإسلاميين ، او متعاطفة معهم و لن تقف عقبة امامهم للاستيلاء على السلطة فور الانتهاء من نظام الرئيس السورى بشار الأسد .
و يقول هيرش انه خلال تلك المرحلة كانت المخابرات المركزية الامريكية CIA قد شيدت جسرا ً بريا ً و جويا ً ما بين ليبيا و سوريا عبر تركيا لنقل السلاح و المجاهدين بالتعاون مع بريطانيا و السعودية و قطر ، و ان تركيا تحديدا ً كانت المسئولة عن نقل السلاح و المال و الرجال و التكنولوجيا المتطورة الى حركات اكثر خطورة مثل تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة ، و ان البيت الأبيض و المخابرات المركزية الامريكية ادعت مرارا ً للبنتاجون ان التصرف التركي اتى فرديا ً دون ان يلقى موافقة أوباما او المخابرات المركزية الا ان هيرش يلمح الى وجود شكوك عسكرية أمريكية حيال مدي مصداقية ادعاء المخابرات و أوباما في هذا الصدد .
و خلص التقرير الى ان " الولايات المتحدة تسلح متشددين " مهما كانت برامج التسليح تخص المعارضة المعتدلة لأن وكلاء أمريكا مثل تركيا يسلحون المتشددين ، او المعارضة المعتدلة تقوم بتسليم السلاح الى المتشددين سواء بشكل مباشر او عقب هزائمهم عسكريا ً امام الإسلاميين .
الجنرال مايكل فلين مدير المخابرات الحربية الامريكية ما بين عامي 2012 و 2014 وجه تحذيرات مطولة الى البيت الأبيض حول خطورة الدعم الأمريكي عبر تركيا للمتشددين و انه يجب الا يتم ترك سوريا تقع فريسة للإسلاميين ، و ان هيئة الأركان المشتركة ترى "أنه لا يجوز استبدال الأسد بالأصوليين" .
مع مجيء خريف 2013 و عدم استماع البيت الأبيض الى تحذيرات الجيش الأمريكي ، وضع قائد هيئة الأركان المشتركة خطة سرية على حد وصف هيرش ، الا انها تعتبر في الأعراف العسكرية تمردا ً بل و انقلابا ً جزئيا ً ، حيث قررت الأركان الامريكية تجاوز القائد الأعلى للقوات المسلحة الامريكية الرئيس باراك أوباما ، إضافة الى وزير الدفاع وقتذاك تشاك هاجل نظرا ً لضعف شخصيته ، و ان يتم استغلال برامج تبادل المعلومات القائمة مع جيوش و مخابرات دول صديقة لتمرير معلومات هامة عن تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة و بعض الفرق السورية المعارضة ، لمعرفة الجيش الأمريكي بأن تلك الدول سوف تقوم بنقل تلك المعلومات الى دمشق .
اى ان الجيش الأمريكي لم يتصل بسوريا ، و لا طالب اى طرف آخر بالاتصال بسوريا بدلا ً منه ، و لكنه وفقا ً لاتفاقيات تبادل معلومات مع أصدقاء مشتركين بالغ و سدد معلومات و نصائح بشكل سخى لمعرفته التام ان الصديق المشترك لن يوقف تلك المعلومات عنده بل سوف يمررها الى دمشق .
و لعب دور الأصدقاء المشتركين بحسب سيمور هيرش كلا ً من روسيا و المانيا و إسرائيل ، في اول تقرير صحفى امريكي من العيار الثقيل يثبت ان تحركات روسيا العسكرية اليوم في سوريا ليست وليدة الحنكة الروسية فحسب ، بل لها أصول أمريكية قادمة من قلب البنتاجون ، بينما رئيس البلاد يستمع الى تلك السطور للمرة الاولي عبر مقال كتبه امريكي في صحيفة بريطانية منذ عدة أيام فحسب ! .
كما ان هذه المعلومة تكشف ان التحركات الإسرائيلية في سوريا منذ عام 2013 على الأقل أتت عبر معلومات و تنسيق سرى مع الجيش الأمريكي دون علم الرئيس الأمريكي.
المستشار في هيئة الأركان الامريكية المشتركة الذى ادلى بهذه المعلومات الى هيرش قال نصا ً :" أوباما لم يكن على علم بما تقوم به هيئة الأركان المشتركة في كل ظرف، وهذه حال كل الرؤساء ".
وأكد هيرش ان للمؤسسات الأمنية في سوريا و أمريكا تاريخ طويل من التعامل السرى ، حيث سبق للمخابرات السورية ان أحبطت على حد زعم هيرش هجمات لتنظيم القاعدة علي المقر الرئيسي للأسطول الخامس في البحرين، وقامت دمشق بتسليم أمريكا أقارب للرئيس العراقي صدام حسين لجأوا الى سوريا، وفتح سجونه لاستقبال معتقلي تنظيم القاعدة وتعذيبهم.
وأشار هيرش الى انه في مرحلة لاحقة بدأت هيئة الأركان الامريكية في ارسال مطالب الى القيادة السورية مقابل مزيد من المعلومات ، و ان المطلب الأول هو وقف جميع أنشطة حزب الله حيال إسرائيل ، و هو ما يفسر صمت التنظيم اللبناني حيال كافة عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل حيال عناصره منذ اندلاع الحرب السورية حتى التي جرت على اراضى لبنانية ، اذ ان النظام السورى تعهد للبنتاجون بان يتوقف حزب الله عن مهاجمة إسرائيل مقابل استمرار قناة المعلومات .
كما وافق النظام السورى على مطلب البنتاجون بالاعتماد على مستشارين روس في الشئون العسكرية بدلا ً من القيادة المنفردة التي أدت الى خسارة سوريا لما يزيد عن 50 % من مساحتها امام المتشددين .
و يكمل هيرش ان التصرفات التركية و الإسرائيلية وقفت عائقا ً امام تحرك البنتاجون في مسعاه ، ذلك لان انقرة و تل ابيب يرغبون في اسقاط الأسد الابن مهما كان الثمن ، و حتى التنسيق الذى جرى بين البنتاجون و تل ابيب ، لم يكن يعبر عن كافة مؤسسات الدولة الإسرائيلية ، فالجيش الإسرائيلي ينسق مع تركيا و الدول العربية في دعم الإسلاميين ، بينما الطبقة السياسية الحاكمة و على رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هم الذين تعاونوا مع البنتاجون في عملية تبادل المعلومات .
وينقل هيرش عن مستشار بهيئة الأركان الامريكية قوله إن مجهودات وزارة الدفاع الامريكية اصطدمت بعقبة وجود قرارات رئاسية أمريكية بتمرير الأسلحة عبر تركيا الى المقاتلين في سوريا، و يقول ذلك المستشار " نسقنا مع أتراك نثق بهم، وليسوا موالين للرئيس التركي رجب طيب أردوجان، وطلبنا منهم شحن أسلحة انتهت صلاحيتها للجهاديين، وكانت هذه رسالة للأسد مفادها: لدينا القدرة على تعطيل سياسة الرئيس في مسارها".
و ينقل هيرش الحديث الى اجتماع عقد خلال يناير 2014 بين قادة أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط مع مدير المخابرات المركزية الامريكية جون برينان ، و كان غرض هذا الاجتماع هو اقتناع المخابرات الامريكية بحتمية وقف ارسال الأسلحة الى المتشددين في سوريا ، الا انه – وفقا ً لهيرش – تجاهلت تركيا و السعودية انحياز المخابرات المركزية الامريكية لفكرة توقف دعم المجاهدين و استمرت في ارسال الأسلحة الى المتشددين.
ما لم يقله هيرش ان تلك التفاصيل توضح بجلاء ان عملية دعم الإسلاميين تأتي من قلب البيت الأبيض و الجماعات السياسية الموالية و الممولة له ، و انه حتى في حال رفض البنتاجون و المخابرات المركزية و الحربية لهذا التوجه فأن البيت الأبيض بصلاحياته الدستورية قادر على التواصل مع أصدقاء و وكلاء أمريكا في المنطقة مثل انقرة والرياض و الدوحة من اجل الاستمرار في المخططات التي يراها البيت الأبيض صالحة للشرق الأوسط حتى في ظل اعتراض المؤسسات العسكرية و الاستخباراتية الامريكية وهذه ليست الحالة الأولى على ايه حال في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.
وأشار هيرش الى ان " الخط العسكري غير المباشر للأسد " أختفى بتقاعد الجنرال مارتين ديمبسي، و تولى الجنرال جوزيف دونفورد رئاسة هيئة الأركان الامريكية المشتركة في 25 سبتمبر 2015 بعد ان ظلت المؤسسة العسكرية الامريكية طيلة عامين بقيادة رئيس هيئة الأركان تمرر و تتواصل مع القيادة السياسية و العسكرية السورية و الروسية و الألمانية و الإسرائيلية لمنع سقوط سوريا في يد الإسلاميين خلافا ً لتوجهات البيت الأبيض و المخابرات المركزية الامريكية في واحدة من ابرز أنماط الانقلابات الحداثية على الاطلاق .
http://www.lrb.co.uk/v38/n01/seymour-m-hersh/military-to-military
سيمور هيرش اهم صحفى أمريكي يكشف ::
الانقلاب السرى على أوباما طيلة عامين
كشف الصحفى الأمريكي الشهير سيمور هيرش في مقالة بمجلة " لندن ريفيو أوف بوك " تفاصيل تحركات سياسية قام بها رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتين ديمبسي ما بين عامي 2013 و 2015 دون إخبار رئيسه باراك أوباما فيما يتم تصنيفه بانقلاب سرى جرى في واشنطن .
و أشار هيرش الى ان مخابرات وزارة الدفاع الامريكية ، او كما يطلق عليها مخابرات البنتاجون ، و هي ما يعادل المخابرات الحربية في الأنظمة العربية ، رفعت تقريراً الى هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي بقيادة الجنرال مارتن ديمبسي تؤكد فيه خطورة سقوط النظام السورى على شاكلة ما جرى في ليبيا ، و ان سقوط سوريا في قبضة الإسلام السياسي كما جرى في ليبيا لا يعني الا تحويلها الى قاعدة للارهاب و ان هذا الامر غير مقبول على الامن القومي الأمريكي .
تقرير المخابرات الحربية الامريكية اكد لقائد الجيش الأمريكي هزلية الاعتماد على ما يسمي بالمعارضة السورية المعتدلة ، فهى اما غير موجودة ، او موالية للإسلاميين ، او متعاطفة معهم و لن تقف عقبة امامهم للاستيلاء على السلطة فور الانتهاء من نظام الرئيس السورى بشار الأسد .
و يقول هيرش انه خلال تلك المرحلة كانت المخابرات المركزية الامريكية CIA قد شيدت جسرا ً بريا ً و جويا ً ما بين ليبيا و سوريا عبر تركيا لنقل السلاح و المجاهدين بالتعاون مع بريطانيا و السعودية و قطر ، و ان تركيا تحديدا ً كانت المسئولة عن نقل السلاح و المال و الرجال و التكنولوجيا المتطورة الى حركات اكثر خطورة مثل تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة ، و ان البيت الأبيض و المخابرات المركزية الامريكية ادعت مرارا ً للبنتاجون ان التصرف التركي اتى فرديا ً دون ان يلقى موافقة أوباما او المخابرات المركزية الا ان هيرش يلمح الى وجود شكوك عسكرية أمريكية حيال مدي مصداقية ادعاء المخابرات و أوباما في هذا الصدد .
و خلص التقرير الى ان " الولايات المتحدة تسلح متشددين " مهما كانت برامج التسليح تخص المعارضة المعتدلة لأن وكلاء أمريكا مثل تركيا يسلحون المتشددين ، او المعارضة المعتدلة تقوم بتسليم السلاح الى المتشددين سواء بشكل مباشر او عقب هزائمهم عسكريا ً امام الإسلاميين .
الجنرال مايكل فلين مدير المخابرات الحربية الامريكية ما بين عامي 2012 و 2014 وجه تحذيرات مطولة الى البيت الأبيض حول خطورة الدعم الأمريكي عبر تركيا للمتشددين و انه يجب الا يتم ترك سوريا تقع فريسة للإسلاميين ، و ان هيئة الأركان المشتركة ترى "أنه لا يجوز استبدال الأسد بالأصوليين" .
مع مجيء خريف 2013 و عدم استماع البيت الأبيض الى تحذيرات الجيش الأمريكي ، وضع قائد هيئة الأركان المشتركة خطة سرية على حد وصف هيرش ، الا انها تعتبر في الأعراف العسكرية تمردا ً بل و انقلابا ً جزئيا ً ، حيث قررت الأركان الامريكية تجاوز القائد الأعلى للقوات المسلحة الامريكية الرئيس باراك أوباما ، إضافة الى وزير الدفاع وقتذاك تشاك هاجل نظرا ً لضعف شخصيته ، و ان يتم استغلال برامج تبادل المعلومات القائمة مع جيوش و مخابرات دول صديقة لتمرير معلومات هامة عن تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة و بعض الفرق السورية المعارضة ، لمعرفة الجيش الأمريكي بأن تلك الدول سوف تقوم بنقل تلك المعلومات الى دمشق .
اى ان الجيش الأمريكي لم يتصل بسوريا ، و لا طالب اى طرف آخر بالاتصال بسوريا بدلا ً منه ، و لكنه وفقا ً لاتفاقيات تبادل معلومات مع أصدقاء مشتركين بالغ و سدد معلومات و نصائح بشكل سخى لمعرفته التام ان الصديق المشترك لن يوقف تلك المعلومات عنده بل سوف يمررها الى دمشق .
و لعب دور الأصدقاء المشتركين بحسب سيمور هيرش كلا ً من روسيا و المانيا و إسرائيل ، في اول تقرير صحفى امريكي من العيار الثقيل يثبت ان تحركات روسيا العسكرية اليوم في سوريا ليست وليدة الحنكة الروسية فحسب ، بل لها أصول أمريكية قادمة من قلب البنتاجون ، بينما رئيس البلاد يستمع الى تلك السطور للمرة الاولي عبر مقال كتبه امريكي في صحيفة بريطانية منذ عدة أيام فحسب ! .
كما ان هذه المعلومة تكشف ان التحركات الإسرائيلية في سوريا منذ عام 2013 على الأقل أتت عبر معلومات و تنسيق سرى مع الجيش الأمريكي دون علم الرئيس الأمريكي.
المستشار في هيئة الأركان الامريكية المشتركة الذى ادلى بهذه المعلومات الى هيرش قال نصا ً :" أوباما لم يكن على علم بما تقوم به هيئة الأركان المشتركة في كل ظرف، وهذه حال كل الرؤساء ".
وأكد هيرش ان للمؤسسات الأمنية في سوريا و أمريكا تاريخ طويل من التعامل السرى ، حيث سبق للمخابرات السورية ان أحبطت على حد زعم هيرش هجمات لتنظيم القاعدة علي المقر الرئيسي للأسطول الخامس في البحرين، وقامت دمشق بتسليم أمريكا أقارب للرئيس العراقي صدام حسين لجأوا الى سوريا، وفتح سجونه لاستقبال معتقلي تنظيم القاعدة وتعذيبهم.
وأشار هيرش الى انه في مرحلة لاحقة بدأت هيئة الأركان الامريكية في ارسال مطالب الى القيادة السورية مقابل مزيد من المعلومات ، و ان المطلب الأول هو وقف جميع أنشطة حزب الله حيال إسرائيل ، و هو ما يفسر صمت التنظيم اللبناني حيال كافة عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل حيال عناصره منذ اندلاع الحرب السورية حتى التي جرت على اراضى لبنانية ، اذ ان النظام السورى تعهد للبنتاجون بان يتوقف حزب الله عن مهاجمة إسرائيل مقابل استمرار قناة المعلومات .
كما وافق النظام السورى على مطلب البنتاجون بالاعتماد على مستشارين روس في الشئون العسكرية بدلا ً من القيادة المنفردة التي أدت الى خسارة سوريا لما يزيد عن 50 % من مساحتها امام المتشددين .
و يكمل هيرش ان التصرفات التركية و الإسرائيلية وقفت عائقا ً امام تحرك البنتاجون في مسعاه ، ذلك لان انقرة و تل ابيب يرغبون في اسقاط الأسد الابن مهما كان الثمن ، و حتى التنسيق الذى جرى بين البنتاجون و تل ابيب ، لم يكن يعبر عن كافة مؤسسات الدولة الإسرائيلية ، فالجيش الإسرائيلي ينسق مع تركيا و الدول العربية في دعم الإسلاميين ، بينما الطبقة السياسية الحاكمة و على رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هم الذين تعاونوا مع البنتاجون في عملية تبادل المعلومات .
وينقل هيرش عن مستشار بهيئة الأركان الامريكية قوله إن مجهودات وزارة الدفاع الامريكية اصطدمت بعقبة وجود قرارات رئاسية أمريكية بتمرير الأسلحة عبر تركيا الى المقاتلين في سوريا، و يقول ذلك المستشار " نسقنا مع أتراك نثق بهم، وليسوا موالين للرئيس التركي رجب طيب أردوجان، وطلبنا منهم شحن أسلحة انتهت صلاحيتها للجهاديين، وكانت هذه رسالة للأسد مفادها: لدينا القدرة على تعطيل سياسة الرئيس في مسارها".
و ينقل هيرش الحديث الى اجتماع عقد خلال يناير 2014 بين قادة أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط مع مدير المخابرات المركزية الامريكية جون برينان ، و كان غرض هذا الاجتماع هو اقتناع المخابرات الامريكية بحتمية وقف ارسال الأسلحة الى المتشددين في سوريا ، الا انه – وفقا ً لهيرش – تجاهلت تركيا و السعودية انحياز المخابرات المركزية الامريكية لفكرة توقف دعم المجاهدين و استمرت في ارسال الأسلحة الى المتشددين.
ما لم يقله هيرش ان تلك التفاصيل توضح بجلاء ان عملية دعم الإسلاميين تأتي من قلب البيت الأبيض و الجماعات السياسية الموالية و الممولة له ، و انه حتى في حال رفض البنتاجون و المخابرات المركزية و الحربية لهذا التوجه فأن البيت الأبيض بصلاحياته الدستورية قادر على التواصل مع أصدقاء و وكلاء أمريكا في المنطقة مثل انقرة والرياض و الدوحة من اجل الاستمرار في المخططات التي يراها البيت الأبيض صالحة للشرق الأوسط حتى في ظل اعتراض المؤسسات العسكرية و الاستخباراتية الامريكية وهذه ليست الحالة الأولى على ايه حال في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.
وأشار هيرش الى ان " الخط العسكري غير المباشر للأسد " أختفى بتقاعد الجنرال مارتين ديمبسي، و تولى الجنرال جوزيف دونفورد رئاسة هيئة الأركان الامريكية المشتركة في 25 سبتمبر 2015 بعد ان ظلت المؤسسة العسكرية الامريكية طيلة عامين بقيادة رئيس هيئة الأركان تمرر و تتواصل مع القيادة السياسية و العسكرية السورية و الروسية و الألمانية و الإسرائيلية لمنع سقوط سوريا في يد الإسلاميين خلافا ً لتوجهات البيت الأبيض و المخابرات المركزية الامريكية في واحدة من ابرز أنماط الانقلابات الحداثية على الاطلاق .
http://www.lrb.co.uk/v38/n01/seymour-m-hersh/military-to-military