بسم الله الرحمن الرحيم
..................................
..................................
الانضباط العسكري
...........................
...........................
الانضباط العسكري يعتبر من أهم العوامل الرئيسية في تحقيق الهدف الاستراتيجي لوجود أي جيش من الجيوش في العالم، وبقدر ما يشكل الأساس المتين في تحقيق النجاحات والانتصارات في السلم والحرب هو في نفس الوقت يمثل الفارق بين العاملين في القطاع المدني ومنتسبي القوات المسلحة والأمن.. باعتبار أن الواجبات والمهام العسكرية تتطلب عملية تنفيذها الدقة والحزم والمعنويات العالية لدى المقاتلين ونجاح هذه الجوانب لا يمكن أن يتحقق دون وجود انضباط عسكري رفيع المستوى.. فطاعة الأوامر العسكرية في ميادين التدريب والتأهيل وأثناء المهام المسندة سواء أكان ذلك خلال مراحل بناء المقاتل او أثناء العمليات القتالية يعد من أهم مضامين وأهداف المجال الانضباطي في أي موقع عمل قتالي او إداري عسكري فالمقاتل الذي يده على الزناد ويتمتع بيقظة وحذر دائمين يعكس بسلوكه العملي أهم معاني الانضباط العسكري، ولا يختلف عنه المقاتل الإداري الذي يجسد انضابطاً عالياً وهو يؤدي مهامه في مكتبه خلال فترة دوامه الرسمي، وفي سبيل تحقيق وإنجاح مفاهيم وأهداف الانضباط العسكري بين صفوف المقاتلين تبذل دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة جهوداً متواصلة وجبارة في غرس الصفات والسجايا الانضباطية في حياة وسلوك منتسبي المؤسسة الدفاعية والأمنية.. لتكون صفة ملازمة لحياتهم اليومية، ومن أجل تحقيق هذه المهمة الحيوية تعمل هيئات وأركانات العمل المعنوي في مختلف صنوف وتشكيلات القوات المسلحة بشتى الوسائل العلمية والثقافية الحديثة على خلق وعي انضباطي لدى المقاتلين ليكونوا دوماً النموذج الوطني المتميز في صنع انتصارات الجيوش وعزة وشموخ ومجد الأمة.
وتلعب وسائل الثقافة العسكرية المقروءة والمرئية والمسموعة التي تنطلق بمضامينها التوعوية التربوية من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومبادئ القران وقوانين الدستور واللوائح والأنظمة والقوانين العسكرية النافذة دوراً فاعلاً في تعزيز وترسيخ مفاهيم السلوك الانضباطي لدى منتسبي القوات المسلحة والأمن الذي من خلاله تتجلى النجاحات التحديثية المتواصلة، والاحترام المتبادل بين المقاتلين والمجتمع المدني.. كما نجد اليوم أبناء القوات المسلحة والأمن هم الأكثر احتراماً للأنظمة والقوانين المعمول بها في مختلف مؤسسات ومرافق الدولة ومن خلال الانضباط العسكري الحازم أصبحت بلداننا اليوم تنعم بالأمن والاستقرار وأصبح الوطن شامخا قويا وذلك بفضل يقظة أبنائه المقاتلين واستعدادهم الدائم في الذود عن السيادة الوطنية.. لذلك كله فمهام دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة مهام وطنية عظيمة يتعاظم دورها يوما بعد يوم باعتبار اختصاصاتها بناء المقاتل الحديث القادر على مواكبة مهام الحاضر والمستقبل بكل أبعادها التقنية المعرفية العسكرية، التي لا يمكن بلوغها مالم يكن المقاتل يتمتع بروح انضباطية عالية، وفي هذا تكمن أهمية الانضباط العسكري.