أنهيت الآن مشاهدة برنامج وثائقي على "سي أن أن" عن أخطاء الولايات المتحدة في أفغانستان على مدى عشرين عاماُ. تحدث فيه كل الجنرالات الذين قادوا القوات الأمريكية والدولية هناك، بالإضافة إلى سفير أمريكي سابق في كابل، وصحفي، وجنود، وآخرون.
لا أريد أن أقدم هنا عرضاً تفصيلياً، ولكن المفاجئ كان في إعتراف الجنرالات بأن القوات الأمريكية قتلت، على مدى سنوات الاحتلال، 47,000 مدني نتيجة "أخطاء" ترتبت على جهلهم بالمجتمع الأفغاني، عاداته وتقاليده، وكذلك بسبب معلومات استخباراتية "سيئة".
ساهم ذلك في زيادة التأييد لطالبان، ليس حباً بها بالضرورة، كما قالوا، ولكن بغضاً لما تفعله القوات الأمريكية.
أما أحاديث فساد الحكومة الأفغانية والقيادات العسكرية الموالية للولايات المتحدة، فحدث ولا حرج.
ببساطة.. لا يوجد احتلال أجنبي قادر على "كسب العقول والقلوب"، لأنه في جوهره عدوان خارجي. أما حواتيت "المؤامرة" الأمريكية في الإنسحاب، و"التواطؤ" مع طالبان، فتبقى حواتيت وخراريف، اللهم إن كان المقصود اتفاقات، محدودة المدى، فيها مصالح للطرفين، بعد الإخفاق الأمريكي المريع في أفغانستان.
في أمان الله