تعليق مني ربما يكون طويل بعض الشئ علي الأحداث أجمله في عدة نقاط وأرجوا أن لا أثقل علي أساتذتي وأخوتي بالمنتدي .
من الواضح ان كثير من الناس يخلطون بين طالبان وداعش والقاعدة متأثرين ببعض العوامل منها :--
١- المواقف السياسية والإعلامية ووضع كل من هو ذو سمت او فكر اسلامي في خانة واحدة ويحيون ويقتاتون علي نظريات المؤامرة الكونية وأغلبهم صغار في السن لم يدرسوا خلفيات ومناهج التيارات الإسلامية المتواجدة فقط يسمعون ويشاهدون وسائل الميديا الموجهة مؤيدة ومعارضة
٢- غباء وأخطاء كثير مما ينتسبون الي ما يسمي ( التيار الإسلامي أو الجماعات الإسلامية ) وعدم وعي الكثير منهم بفقه الواقع والمآلات والأولويات والمصالح والمفاسد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانزال الأحكام في غير موضعها ولي عنق النصوص وعدم تقدير الموقف بشكل صائب وأهتمام الكثير منهم بالأمور السياسية والأحداث والتحزب المزموم علي حساب الجانب التربوي والعقدي مما أدي الي تشويه جوانب كثيرة من الإسلام بل أصول وثوابت وخلق فجوة كبيرة بينهم وبين مجتمعاتهم ونفور الناس من أي سمت أسلامي
٣- الحكم علي طالبان والأحداث في افغانستان من خلال منظورهم وافكارهم وتوجهاتهم الفكرية والحزبية ومن خلال معرفتهم ومعلوماتهم السابقه ببعض احداث التاريخ الافغاني ( والتي من الممكن أن تكون معرفه قاصرة أو غير كاملة أو مشوهة ) ومن موقع دولتهم او نظامهم السياسي والأحداث في بلدهم ، لا من خلال الواقع الأفغاني نفسه ومجريات الأحداث هناك ووقائع واحداث التاريخ والبعد القبائلي والأثني والجغرافي !!
وللأسف الكثير يأخذ موقف متطرف سواء مع أو ضد بناء علي ماذكرت ويحب ويكره ويوالي ويعادي ويقاتل ويسارع لنقل الأخبار هنا او هناك حتي لو من قناة او موقع هو نفسه يرفض الإحتجاج به عند نشر خبر او مقال مخالف لما يعتقد وما ينتمي إليه !!! فأين الإنصاف !؟ مسارعة للنقل والمشاركة والنشر ونقاش وجدال وضغط ذهني ونفسي علي خبر لربما هو أصلاً غير صحيح أو مقتطع منه !
كعادة أغلب وسائل الإعلام
* يوجد كتاب للأستاذ إبراهيم السكران وهو كاتب ومحامي وباحث كان حتي عام ٢٠٠٧ ذا توجه ليبرالي ثم تحول للتوجه الذي يُطلق عليه إصطلاحاً ( إسلامي ) يسمي ( المَجرَيات ) كتاب رائع وبه فوائد كثيرة ونافعة علي المستوي الفكري والنفسي يناقش الإنغماس في مجارة الأحداث وبه فصل جميل عن إدمان السوشيال ميديا ، كذلك اتخاذ الأفراد مواقف حادة ومتطرفة في توجهاتهم وطغيان جانب أقل أهمية عن جانب أكثر أهمية وأولوية ( رغم اني لا أوافق كاتبه في كل أفكاره ) لكن قرأت وأستفدة مما وجدته نافعاً لي
وخير مثال واضح الأحداث الجارية بين مصر والمملكة والإمارات وقطر وتركيا والولايات المتحدة وموقف وعلاقات أغلب دول اوروبا مع مصر خصوصاً في جانب التسليح ونقل التقنيات
فلا تحكموا علي شئ وتجزموا به وتؤكدوه وتنافحوا عنه حتي لو كان هناك سوابق فلا زالت طالبان ببداية تدعي انها جديدة فلننتظر ( وهنك مثل مصري بيقول خليك مع الكذاب لحد باب الدار ) فلا نترصد ونتربص كثيراً كل شئ سيتضح بمرور الوقت والأكيد انه حصلت وستحصل تجاوزات وتناقضات ومواقف متباينة فالوضع كله شائك ، ولا تنسوا طالبان السابقة ليست كالحالية وأقصد من الناحية السياسية والعسكرية والجسم العسكري والسياسي للحركة فكما سأذكر طالبان خليط كبير
* بعض الأعضاء شنع وتهجم ومنهم من عمم علي الشعب الأفغاني - بسبب حشود المطار - بالجبن والعار والعمالة والخيانة ارفقوا بإخوانكم وأحسنوا الظن انتم لاتعلمون ظروفهم وأوضاعهم واحمدوا ربكم ان الله قد عافكم مما أبتلي به غيركم فلا تدروا لوكنتم مكانهم أين سيكون موضعكم وماذا ستفعلون وكما ذُكر في الأخبار ان سبب هذه الحشود الإشاعات علي وسائل السوشيال ميديا
* فهونوا علي انفسكم وصحتكم أيها الأعضاء الأعزاء وكفي تهجماً علي بعضكم ورمي التهم المعلبة والجاهزة نحن في فضاء إفتراضي ولسنا في جلسة في بيت أو مقهي أو ديوانية أو في خيمة جميلة في البر لم نعرف أو نجالس أو نعاشر بعضنا
وأرجوا منكم أن تنصتوا لحديث النبي
وكذلك القول المنسوب لسيدنا علي أجعلوهم قاعدة في أمور حياتكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع )) [7114] رواه مسلم (4). .
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق.
نرجع للأحداث ، مبدئياً أفغانستان لم تصدر الأرهاب والتطرف للشرق الأوسط كما يزعم الكثير الأن بل العكس ماتم !!
لقد أضر كثير من العرب الشعب الأفغاني
* حركة طالبان كفكر هي خليط وتركيبة معقدة خليط عقائدي وقبلي وعرقي ( الباشتون) والتي تمثل ٤٧% من الأفغان ولها امتداد قبلي ضخم في باكستان وكان الباشتون يحكمون افغانستان منذ مئات السنين
* حركة طالبان تشمل فصائل سلفية معتدلة واشاعرة وصوفية وأمراء حرب وأمراء قبائل كشبكة حقاني وغيرهم كلهم تحت راية واحدة راية الإمارة استطاعت طالبان ان تحتوي الكل وحصل تطور وانفتاح شرعي في مسائل مثل المدارس والتعليم للنساء والإختلاط غير المزموم ومشاركة المرأة في المجتمع
* والتي كانت في فترة الحكم الأولي لطالبان مستحيله متأثرة بالعادات والأفكار القبلية المتوارثة أكثر من تأثرها من منطلق عقائدي ديني كما يعتقد البعض الذين لايعلمون عادات وتقاليد الشعب الأفغاني وبالأخص عرقية الباشتون
فتعليم الفتيات ومشاركة المرءة في المجتمع بضوابط شرعية أصلاً ليست محرمة في الإسلام باتفاق كل المذاهب والتيارات الإسلامية
* وكذلك قصة فرض البرقع بهذا الشكل والكيفية والمبالغات وتركيز وسائل الإعلام علي البرقع والحجاب كأنهم أهم وأكبر وأعظم وأشد ضرراً من هذه الأحداث الجسام ، هي عادات وتقاليد قبائلية والزي الرسمي لإغلب النساء في أفغانستان كان موجود حتي أثناء الحكم الشيوعي لان البعض يشارك صور لنساء افغانيات وهن يرتدين الفساتين والتنانير القصيرة وهن حاصرات الرأس أشارة منهم ان طالبان هي من فرضت هذا البرقع ! بل العكس الحكم الشيوعي وأواخر الملكية ظهرت الموضات والصيحات وتم دعمها بشكل رسمي وانتشرت لكن في كابل وبعض عواصم او مدن الولايات اما البرقع كان الزي الرسمي للأغلبية الساحقة للنساء هناك
ولازالت النساء يلبسنه حتي الأن خارج حدود أفغانستان .
* مصر مثال هناك نساء كثر من أهلنا في الأرياف والقري خصوصاً من كبار السن من إخوة الوطن المسيحين يلبسن ما يسمي ( الملس) وهو لباس أسود فضفاض طويل جداً أكثر من العبائة وكذلك حجاب كامل وغطاء خفيف علي الوجه وإذا كانت بجوارها فتاة مسلمة منتقبة لاعتقد انهم اخوة او أم وأبنتها !! وتوجد بنات صغار منهن يلبسن حجاب يغطي شعورهن ويوجد منهن من يلبسن العبائة أغلب الوقت فهل نقول ان الأنظمة المصرية هي التي فرضت ذلك وأجبرتهن عليه !؟ لا بل المعتقد الديني بجانب العادات والتقاليد وامتزاج الثقافات والجيرة والعشرة والعلاقات المتداخلة بين أطياف الشعب بكافة مكوناته
* الخلافات بين طالبان وداعش مثلاً كبيرة وواسعه خصوصاً في مسألة هامة جداً وهي ( ان التكفير هو الأصل !! خلافاً لعقيدة أهل السنة بأغلب مذاهبهم أن الإيمان هو الأصل ولايجوز تكفير مسلم معين قط الا بتوافر شروط وأنتفاء موانع وانواع التكفير بين المطلق والمعين وكفر العمل وكفر الإعتقاد وهو باب من أبواب الفقه كبير وشائك لايتصدر له إلا العلماء الراسخون وهو أمرة صعب ، ونتج عن هذا الجهل الداعشي التكفيري ما يسمي الإستتابة اي ان داعش تقول بان الكل كافر الي ان يثبت العكس !! لذا علي الجميع الإستتابة والتوبة ودخول الإسلام !! ) بجانب تكفير كثير من أصحاب هذا الفكر المنحرف لفاعل الكبيرة إجمالاً !! وإهمالهم لمسائل وضوابط العذر بالجهل !! هذا كله عكس طالبان والتي هي خليط أساسة المذهب الحنفي وفكر الماتريدية والأشاعرة ورغم ذلك كثير من علماء طالبان لايؤمنون بوحدة الوجود ولايؤلون في باب الأسماء والصفات ولايتبركون بالقبور وينشرون ذلك بين طلابهم وأعضائهم تدريجياً منذ فترة طويلة حتي لايحدث صدام فكري لأن لديهم ميل كبير للمذهب الحنفي فهو المذهب السائد منذ مئات السنين وتربوا وترعرعوا عليه وليس كل الحركة علماء أو طلاب دين كم يعتقد البعض بل أغلبهم عوام لديهم بعض التكوين العقدي والفقهي
وغيرها كثير من الفروق
لدي الكثير والكثير في هذا الموضوع والأمر طويل ..
أسأل الله أن يحفظ الشعب الأفغاني ويرزقه الأمن والأمان والسلامة والإسلام والعدل والأمان وأن ينزع من بينهم الفتن وأن يحقن دمائهم وأن يولي عليهم خيارهم ويهيئ لهم من أمرهم رشدا