استولى مقاتلو
حركة طالبان الأفغانية على مراكز عسكرية قريبة من مدينة تارين كوت عاصمة ولاية أوروزغان جنوب البلاد أمس الأربعاء، لتنضم بذلك إلى مدينة لشقر قاه عاصمة ولاية هلمند جنوب البلاد أيضا، ومدينة قندوز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه شمالي البلاد والمهددتين بالسقوط بأيدي الحركة.
وذكرت السلطات المحلية أن مقاتلي طالبان أصبحوا على بعد سبعة كيلومترات من عاصمة هذه الولاية المنتجة للأفيون. وقال حجي باريداد زعيم إحدى قبائل تارين كوت إن عددا من نقاط التفتيش سقطت بأيدي طالبان "بدون مقاومة تذكر من جانب قوات الأمن، وإذا واصلت قوات الأمن الفرار، فإن السكان سيضطرون إلى حمل السلاح للدفاع عن المدينة".
أما المتحدث باسم حكومة الولاية دوست محمد نياب فقال إن عناصر طالبان "استولوا على بعض المراكز الأمامية وتقدموا إلى أن اصبحوا على مسافة سبعة كيلومترات من المدينة قبل أن يتم صدهم مع وصول تعزيزات من الكوماندوز" مضيفا أن هذه التعزيزات ليست كافية وأن هناك تعزيزات إضافية منتظرة. وأوضح أن المعارك الأخيرة أسفرت عن مقتل ستة من قوات الأمن و36 من طالبان.
ويتردد الحديث بالولاية عن سعي طالبان لاقتحام سجن تارين كوت لإطلاق عناصرها المسجونين بداخله، وهو ما سبق لها وأن فعلته في قندوز عندما سيطرت لفترة وجيزة على المدينة الشمالية عام 2015.
ومهد عناصر طالبان لهجومهم على تارين كوت بحملة واسعة النطاق على مواقع التواصل، وعدوا خلالها بالتساهل مع قوات الأمن إن هي استسلمت من دون أي شرط. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد رادمانيش ندد بهذه "الحملة الدعائية" مؤكدا أن قوات الأمن ستدحر عناصر طالبان من محيط تارين كوت.
وتبنت طالبان الهجوم المزدوج الذي وقع الاثنين الماضي بالعاصمة كابل وأسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 91 آخرين، معظمهم عسكريون وبينهم مدنيون، وذلك في منطقة مزدحمة قرب وزارة الدفاع ومبان حكومية أخرى في كابل.
يُذكر أن أفراد الجيش موزعون حاليا على جبهات عديدة لا سيما وأن مقاتلي طالبان يهددون في نفس الوقت عاصمتي ولايتين أخريين هما لشقر قاه عاصمة هلمند كبرى ولايات البلاد والتي تنتج لوحدها 80% من الأفيون المنتج في العالم أجمع، وقندوز عاصمة ولاية قندوز شمال البلاد.
في غضون ذلك، حذر مدير العمليات الإنسانية في
الأمم المتحدة ستيفن أوبراين أمس من تدهور الأوضاع أكثر في
أفغانستان، وقال إن مزيدا من التدهور سيهجر أكثر من مليون نسمة من منازلهم بحلول نهاية 2016، مضيفا أن هناك عائلات خسرت منازلها وأن المهجرين يعيشون في خيم ولا قدرة لهم على إطعام أطفالهم.