بسم الله الرحمن الرحيم،
حياكم الله اخواني الكرام. هذا الموضوع سيغضب البعض، اللهم اجعلنا جميعا من الصادقين. امين.
كتبت مقالا في مدونتي قبل فترة تزامنا مع مؤتمر جروزني ولم يتسن لي نقلها للمنتدى لانشغالي الشديد. اليوم ارغب في مشاركتكم رأيي الشخصي الذي لا ألزم به أحد. قبل الحديث أود أن تتذكروا أن الدين يعلوا فوق الجنسية والمناطقية والحزبية فيجب النظر بعين فاحصة للكلام الذي يقال وليس للشخص المتحدث. قبل ان تقرأ اود ان أوقع على مذكرة استخدام العقل التي يطلب بعض الاعضاء التوقيع عليها قبل كتابة اي شيء، كذلك لن اناقش كتاب ان غنام او ابن همام او ابن سي اس لويس. الشللية والمللية واللايكات الخ الخ الخ ليست مهمة. أكتب ما اعتقد ولا اقبل ان يكون شخص ما هو الخصم والحكم. شكرا،
سهوا حلمت...
ينعقد في هذه الايام مؤتمر في جروزني تحت شعار "مؤتمر أهل السنة والجماعة". وبغض النظر عن التفاصيل الدينية التي تعرض لها المؤتمر والتي حازت معظم التعليقات أود أن أتحدث بصوت مسموع عن زاوية أخرى من الموضوع لم أجد الكثيرين ناقشوها.
فاجأنتي جرأة المنظمين للمؤتمر لكن لم تفاجئني توصياته ونوعية الحضور تحديدا شيخ الازهر ومفتي مصر السابق خصوصا بعد ما رأيت توصياته التي خلص إليها وكأن كاتبها هو الشيخ علي جمعة بنفسه.
يذهب شيخ الازهر الإمام الأكبر أحمد الطيب الي مؤتمر لا شك ولا ريب أنه تحت الرعاية الروسية في الشيشان، ومثله لا أظنه ينخدع بهذه الاشياء بل ذهب طوعا في ظني. يسد شيخ الازهر أذنه اليمنى عن أزيز قاذفات القنابل التي تقلع من جانب عمامته لتمزق المسلمين في سوريا. هذه مشكلة أخلاقية يواجهه العالم الاسلامي منذ ما يقارب خمس سنوات وأصبحت فيلتر للرؤى الشرعية والحلول الأخلاقية والدينية. كارثة سوريا هي أم الفتن وهي الممحصة لجميع المسلمين في رأيي. يواجه شيخ الازهر ومشايخ مصر مشكلة أخلاقية كبيرة الا وهي قتل الروس للمسلمين في سوريا. العلاج لهذه المشكلة الأخلاقية سهل جدا! أخرجوهم من دائرة السنة والجماعة تنتهي المشكلة. دول مش بتوعي ببساطة.
يذهب شيخ الازهر ومن معه الى تحديد من هم اهل السنة بكل بساطة ورقة وهدوء. مشكلة سوريا انتهت، هؤلاء ليسوا سنة إذا حقوقهم لا شك ولا ريب انها اقل من غيرهم ممن ينتمي لمجموعتنا. مشكلة العمليات النفسية والعقلية الداخلية انها عندما تحدث وتنتهي لا يدرك الانسان حصولها الا بعد ان يرى نتائجها، ينكر الانسان شيئا يغوص فيه حتى أذنيه وهو لا يعلم أن مرآة العالم تكشفه على حقيقته لمن يهمهم الامر، وقد يكون هو اخر شخص يهمه الامر! يخرج الانسان مجموعة من دائرة السنة وهو لا يعلم أنه صنع داخل ذاته هرمية حقوق من يستحق ماذا وكم تستحق كل مجموعة!
في هذا المؤتمر عادت نقطة نقاش توقفت منذ ثلاثين سنة (عهد الرئيس حسني مبارك) وهي هجوم الاشاعرة على السلفية بلا شفقة. لن أدخل في التفصيل الديني فهو الأقل أهمية الان فهو لم يتغير منذ البداة وأيضا لأن ما حدث في رأيي لا علاقة له بالدين ذاته بل بكيفية استخدام هذا الدين في التنظيم الاجتماعي والثقافي للعالم الاسلام. التوصيات مجرد صورة يتم توصيلها للناس والهدف أعمق. أقصد تحديدا أن الازهر وتابعيه في العالم العربي وهم أشاعرة جزيرة العرب في اليمن اليوم وفي الحجاز سابقا - ولله الحمد - يرغبون في احتكار السنة لهم وحدهم وبطريقتهم وحدهم. هذه الطريقة التي أصبحت تغص بالطبقية والهرمية والتي تحث على تنظيم المجتمع حول الشخص الأكثر أهمية الشيخ او السيد او القطب. السلفية كفكر ديني ثقافي اجتماعي ثار على هذه النقطة ورفضها تماما وأعاد تنظيم المجتمع ليكون الدليل هو رأس الامر وليس القطب المتحدث باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا الصراع الثقافي الذي اخذ شكلا دينيا كان ولا يزال بعد فترة انقطاع في عهد الرئيس مبارك أكبر في أذهان الاخوة الاشاعرة مقارنة بالسلفيين. مضى السلفيون في طريقتهم وتنظيمهم لمجتمعاتهم وتواصلوا مع المسلمين في العالم ونظروا فكرتهم الثورية البسيطة، وبقي الاشاعرة يتفرجون.
اليوم أعاد الأزهر طرح السؤال وحصل على ثقل روسي خلف الاجابة الاشعرية الصوفية. مشكلة شيخ الازهر انه قد لا يلعم أن هذا التصرف - كسابقاته في الصراع الثقافي بين الاشاعرة والسلفية - أنه لا يحل شيئا أبدا. متى كان السياسيين يقررون المسائل الثقافية والمجتمعية؟ لن يستطيع الازهر او الاحمر او الاخضر فصل الفكرة من رؤوس الناس وقد أبدع السلفيون في تبسيطها - دائما اطلب الدليل!
ستبقى المسألة كما هي بلا حل، وسيهرب الاخوة الاشاعرة من المناظرات مع السلفيين لأن السلفيين لا يهتمون كثيرا بوضعك الكبير في طائفتك بل يهتمون بالدليل ومن تعود على تقبيل اليدين والرجلين والاجلال والاكبار بسبب وضعه المقدس المفسر لنصوص الاسلام لن يقبل ان يجلس مع مجموعة لا تعترف بهذا الوضع أصلا، وهذه النقطة الثقافية التي حددت المرجعية في نص لا في شخص هي ما يجرح مشاعر الاخوة الصوفية والاشاعرة لأن نظامهم الثقافي بأكمله يقوم على الشخص المفسر للنص وهرمية الطريقة.
هو صراع ثقافي لن ينتهي بسهولة لكن ميزة السلفية في عصر التكنولوجيا أنهم أدخلوا نقطة جديدة في ثقافة الأمم المجاورة ألا وهي: يا أخي اسأل عن الدليل! الدليل الدليل الدليل. رويدا رويدا يشاهد الاخوة الاشاعرة تنظيمهم الثقافي والاجتماعي يخترقه السلفيون بنقطة في غاية البساطة. الدليل وليس الشيخ. النص وليس الشخص المفسر للنص.
رسالتي إلى الامام الاكبر والامام الاصغر والامام الميديوم: نختلف في المذهب والثقافة وطريقة تنظيم المجتمع لكن لا نخون بعض وندخل المحتل لينصر أحدنا على الاخر في مسألة دينية تعبدية. لقد أخطأتم خطأ لن تغفره لكم الامة فالامة اليوم تبحث عن الدليل في دينها ولا ترى الروسي إلا قاتلا للاخوة في سوريا، لن تجروها للوراء. ماذا تظنون سيفعل المسلمون عندما يقول بوتين: نعم انتو صح!
كيف فاتت هذي على الاقطاب والسادة العارفين لا اعلم؟!
لقد أخطأ المنظمون لهذا المؤتمر خطأ هائلا وباعوا المسلمين للروس وقبضوا الثمن الديني كاش. لقد افرح هذا المؤتمر قلب يهوذا الاسخريوطي.
حياكم الله اخواني الكرام. هذا الموضوع سيغضب البعض، اللهم اجعلنا جميعا من الصادقين. امين.
كتبت مقالا في مدونتي قبل فترة تزامنا مع مؤتمر جروزني ولم يتسن لي نقلها للمنتدى لانشغالي الشديد. اليوم ارغب في مشاركتكم رأيي الشخصي الذي لا ألزم به أحد. قبل الحديث أود أن تتذكروا أن الدين يعلوا فوق الجنسية والمناطقية والحزبية فيجب النظر بعين فاحصة للكلام الذي يقال وليس للشخص المتحدث. قبل ان تقرأ اود ان أوقع على مذكرة استخدام العقل التي يطلب بعض الاعضاء التوقيع عليها قبل كتابة اي شيء، كذلك لن اناقش كتاب ان غنام او ابن همام او ابن سي اس لويس. الشللية والمللية واللايكات الخ الخ الخ ليست مهمة. أكتب ما اعتقد ولا اقبل ان يكون شخص ما هو الخصم والحكم. شكرا،
سهوا حلمت...
ينعقد في هذه الايام مؤتمر في جروزني تحت شعار "مؤتمر أهل السنة والجماعة". وبغض النظر عن التفاصيل الدينية التي تعرض لها المؤتمر والتي حازت معظم التعليقات أود أن أتحدث بصوت مسموع عن زاوية أخرى من الموضوع لم أجد الكثيرين ناقشوها.
فاجأنتي جرأة المنظمين للمؤتمر لكن لم تفاجئني توصياته ونوعية الحضور تحديدا شيخ الازهر ومفتي مصر السابق خصوصا بعد ما رأيت توصياته التي خلص إليها وكأن كاتبها هو الشيخ علي جمعة بنفسه.
يذهب شيخ الازهر الإمام الأكبر أحمد الطيب الي مؤتمر لا شك ولا ريب أنه تحت الرعاية الروسية في الشيشان، ومثله لا أظنه ينخدع بهذه الاشياء بل ذهب طوعا في ظني. يسد شيخ الازهر أذنه اليمنى عن أزيز قاذفات القنابل التي تقلع من جانب عمامته لتمزق المسلمين في سوريا. هذه مشكلة أخلاقية يواجهه العالم الاسلامي منذ ما يقارب خمس سنوات وأصبحت فيلتر للرؤى الشرعية والحلول الأخلاقية والدينية. كارثة سوريا هي أم الفتن وهي الممحصة لجميع المسلمين في رأيي. يواجه شيخ الازهر ومشايخ مصر مشكلة أخلاقية كبيرة الا وهي قتل الروس للمسلمين في سوريا. العلاج لهذه المشكلة الأخلاقية سهل جدا! أخرجوهم من دائرة السنة والجماعة تنتهي المشكلة. دول مش بتوعي ببساطة.
يذهب شيخ الازهر ومن معه الى تحديد من هم اهل السنة بكل بساطة ورقة وهدوء. مشكلة سوريا انتهت، هؤلاء ليسوا سنة إذا حقوقهم لا شك ولا ريب انها اقل من غيرهم ممن ينتمي لمجموعتنا. مشكلة العمليات النفسية والعقلية الداخلية انها عندما تحدث وتنتهي لا يدرك الانسان حصولها الا بعد ان يرى نتائجها، ينكر الانسان شيئا يغوص فيه حتى أذنيه وهو لا يعلم أن مرآة العالم تكشفه على حقيقته لمن يهمهم الامر، وقد يكون هو اخر شخص يهمه الامر! يخرج الانسان مجموعة من دائرة السنة وهو لا يعلم أنه صنع داخل ذاته هرمية حقوق من يستحق ماذا وكم تستحق كل مجموعة!
في هذا المؤتمر عادت نقطة نقاش توقفت منذ ثلاثين سنة (عهد الرئيس حسني مبارك) وهي هجوم الاشاعرة على السلفية بلا شفقة. لن أدخل في التفصيل الديني فهو الأقل أهمية الان فهو لم يتغير منذ البداة وأيضا لأن ما حدث في رأيي لا علاقة له بالدين ذاته بل بكيفية استخدام هذا الدين في التنظيم الاجتماعي والثقافي للعالم الاسلام. التوصيات مجرد صورة يتم توصيلها للناس والهدف أعمق. أقصد تحديدا أن الازهر وتابعيه في العالم العربي وهم أشاعرة جزيرة العرب في اليمن اليوم وفي الحجاز سابقا - ولله الحمد - يرغبون في احتكار السنة لهم وحدهم وبطريقتهم وحدهم. هذه الطريقة التي أصبحت تغص بالطبقية والهرمية والتي تحث على تنظيم المجتمع حول الشخص الأكثر أهمية الشيخ او السيد او القطب. السلفية كفكر ديني ثقافي اجتماعي ثار على هذه النقطة ورفضها تماما وأعاد تنظيم المجتمع ليكون الدليل هو رأس الامر وليس القطب المتحدث باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا الصراع الثقافي الذي اخذ شكلا دينيا كان ولا يزال بعد فترة انقطاع في عهد الرئيس مبارك أكبر في أذهان الاخوة الاشاعرة مقارنة بالسلفيين. مضى السلفيون في طريقتهم وتنظيمهم لمجتمعاتهم وتواصلوا مع المسلمين في العالم ونظروا فكرتهم الثورية البسيطة، وبقي الاشاعرة يتفرجون.
اليوم أعاد الأزهر طرح السؤال وحصل على ثقل روسي خلف الاجابة الاشعرية الصوفية. مشكلة شيخ الازهر انه قد لا يلعم أن هذا التصرف - كسابقاته في الصراع الثقافي بين الاشاعرة والسلفية - أنه لا يحل شيئا أبدا. متى كان السياسيين يقررون المسائل الثقافية والمجتمعية؟ لن يستطيع الازهر او الاحمر او الاخضر فصل الفكرة من رؤوس الناس وقد أبدع السلفيون في تبسيطها - دائما اطلب الدليل!
ستبقى المسألة كما هي بلا حل، وسيهرب الاخوة الاشاعرة من المناظرات مع السلفيين لأن السلفيين لا يهتمون كثيرا بوضعك الكبير في طائفتك بل يهتمون بالدليل ومن تعود على تقبيل اليدين والرجلين والاجلال والاكبار بسبب وضعه المقدس المفسر لنصوص الاسلام لن يقبل ان يجلس مع مجموعة لا تعترف بهذا الوضع أصلا، وهذه النقطة الثقافية التي حددت المرجعية في نص لا في شخص هي ما يجرح مشاعر الاخوة الصوفية والاشاعرة لأن نظامهم الثقافي بأكمله يقوم على الشخص المفسر للنص وهرمية الطريقة.
هو صراع ثقافي لن ينتهي بسهولة لكن ميزة السلفية في عصر التكنولوجيا أنهم أدخلوا نقطة جديدة في ثقافة الأمم المجاورة ألا وهي: يا أخي اسأل عن الدليل! الدليل الدليل الدليل. رويدا رويدا يشاهد الاخوة الاشاعرة تنظيمهم الثقافي والاجتماعي يخترقه السلفيون بنقطة في غاية البساطة. الدليل وليس الشيخ. النص وليس الشخص المفسر للنص.
رسالتي إلى الامام الاكبر والامام الاصغر والامام الميديوم: نختلف في المذهب والثقافة وطريقة تنظيم المجتمع لكن لا نخون بعض وندخل المحتل لينصر أحدنا على الاخر في مسألة دينية تعبدية. لقد أخطأتم خطأ لن تغفره لكم الامة فالامة اليوم تبحث عن الدليل في دينها ولا ترى الروسي إلا قاتلا للاخوة في سوريا، لن تجروها للوراء. ماذا تظنون سيفعل المسلمون عندما يقول بوتين: نعم انتو صح!
كيف فاتت هذي على الاقطاب والسادة العارفين لا اعلم؟!
لقد أخطأ المنظمون لهذا المؤتمر خطأ هائلا وباعوا المسلمين للروس وقبضوا الثمن الديني كاش. لقد افرح هذا المؤتمر قلب يهوذا الاسخريوطي.