أنقلابات فاشلة في سوريا
==========
ثمة انقلابات أخرى كان لها تأثيرها الواضح على عدم استقرار النظام ، وإن كانت لم تغير في النظام ، لكنها حققت بعضها بعض أهدافها ، رغم أن بعض الباحثين أو السياسيين أدرج بعضها بقائمة العصيانات أو التمردات منكراً عليها صفة الانقلاب على أساس أنها لم تستوف كل شروط الانقلاب وعناصره الرئيسية ، ومهما يكن من أمر فإن الانقلاب إذا لم ينجح أو لم يستكمل نجاحه بإسقاط النظام فيجوز إطلاق اسم تمرد أو عصيان عليه أو اضطراب سياسي أو غير ذلك من الأسماء ، ولهذا السبب أدمج الباحث كل تمرد أو عصيان أو محاولة انقلابية أو غير ذلك من الاضطرابات التي أوشكت على إسقاط النظام أو حاولت ذلك ، مع التنويه والشرح لأي منها ممن إثر سلباً على استمرارية النظام، وساهم في إحداث عدم استقرار سياسي من خلال انقلاب آخر جاء بعده، أو من خلال سقوط حكومة بسببه ، أو المساهمة في ذلك ، وأهم هذه الانقلابات أو التمردات أو غير ذلك من المحاولات العسكرية المؤثرة على النظام هي :
1- انقلاب محمد صفا ((شيعي لبناني)) عام 1945
---------
في محاولة منه لإسقاط نظام الرئيس شكري القوتلي عمل محمد صفا الذي كان من دعاة الوحدة مع العراق ومؤيد للهاشميين في ذلك، لكن تم إحباط انقلابه مباشرة قبل تطوره إلى الشكل النهائي للانقلاب أي قبل بدء التنفيذ ، من خلال رئيس المكتب الثاني سعيد حبي .
2- انقلاب محمد ناصر (( علوي - تكت الضباط العلويين)) عام 1945 .
---------
حيث كان محمد ناصر يقود تكتلاً عسكرياً للعلويين في الجيش من خلال بعض عناصر جيش الشرق الذي كان نواة الجيش السوري بعد عام 1943، أي بعد الاستقلال ، لذلك في إطار محاولته للسيطرة على الحكم قام بمحاولة انقلابية ، لكن تنبه إليها رئيس المكتب الثاني سعيد حبي وأحبطها على الفور .
3- محاولة انقلاب محمد ناصر (( علوي)) في يوليو 1950 .
------------
ففي أعقاب انقلاب الشيشكلي عام 1949 ، حاول العقيد محمد ناصر عمل انقلاب للسيطرة على الحكم ، فقام بالاتصال مع السلطات الأردنية لتأييده على القيام بانقلابه ، وكان قد صرح لرئيس المخابرات العسكرية ( المكتب الثاني ) -وكان آنئذ المقدم إبراهيم الحسيني– إن حالة البلاد تستدعى رجوع شكري القوتلي ، كونه محايداً وغير عسكرياً -أي ضعيفاً أمام قوة الجيش الذي كان يرغب محمد ناصر بالسيطرة عليه من خلال تكتله العسكري وأضاف أنه يجب أن يتم ذلك ولو أدى رجوع شكري القوتلي إلى قتل ستين ضابطاً غير مؤيدين لرجوعه ، وهذا تنويه بنيته القيام بانقلاب عسكري ، فتم اغتياله في مطار المزه في 31 يوليو عام 1950 ، من خلال رئيس المكتب الثاني إبراهيم الحسيني .
4- محاولة انقلاب بهيج كلاس (( مسيحي)) في أغسطس 1950
------
في إطار محاولات أكرم الحوراني (( حموي - مؤسس البعث))للسيطرة على الحكم في سوريا ، عمل على التآمر مع مؤيديه في الجيش وأبرزهم العقيد بهيج كلاس ، إضافة إلى آخرين مثل المقدم حسن الخير ، وقد دعم النظام الأردني الانقلاب ، لكن تم إفشاله من قبل رئيس المكتب الثاني سعيد حبي في الخامس والعشرين من أغسطس عام 1950 ، وقد اتهم الدكتور منير العجلاني بالتخطيط لهذا الانقلاب ، وأصدرت المحكمة الحكم لمدة سنتين ونصف على بهيج كلاس الذي كان قبل ذلك مساعداً للرئيس حسني الزعيم ، كما حكم على رشيد كلاس ومحي الدين مراد بالحكم لمدة خمسة سنوات .
5- محاولة انقلاب أنور بنود في فبراير 1951 .
---
قام قائد أركان الجيش بمحاولة انقلابية في فبراير 1951 للسيطرة على الجيش وإبعاد الشيشكلي عنه ، وقد أيده بعض الضباط في ذلك كما أيده عضو البرلمان الدكتور منير العجلاني ، لكن أحبط الانقلاب وتم إبعاد قائد الأركان عن قيادة الجيش كملحق عسكري في تركيا واعتقال آخرين .
6- محاولة انقلاب عدنان المالكي في 15 ديسمبر 1952 .
----
اتصل رئيس المكتب الثاني إبراهيم الحسيني بأديب الشيشكلي وكان في زيارة لمحمد نجيب حيث تبادل معه التهاني بانقلاب يوليو 1952 في مصر ، وقد أخبره إبراهيم الحسيني ، أن عدنان المالكي يدبر انقلاباً عسكرياً بالتعاون مع أكرم الحوراني مما حذا بالشيشكلي إلى المجيء إلى دمشق في 16 ديسمبر من عام 1952 ، وقد استقبله المقدم عدنان المالكي في المطار وقدم له مطالب، وطلب منه الموافقة عليها ، وكانت هذه المطالب هي :-
- حل حركة التحرير وهي الحزب الذي شكله الرئيس أديب الشيشكلي وجعله يفوز بالبرلمان بأغلبية الأصوات ويعتبر الحزب الوحيد في عهد الشيشكلي .
- إنهاء التبرعات التي تصرف على تسليح الجيش بسبب مزاعم تقول إنها تذهب لحركة التحرير.
- إعادة الحريات السياسية والحياة الحزبية الديمقراطية.
وقد تظاهر الرئيس أديب الشيشكلي بالموافقة عليها ، ثم قام باعتقال جميع المطالبين بذلك ، وعلى رأسهم عدنان المالكي ، فما حذا بالحوراني وقادة البعث إلى الهرب إلى لبنان ، وطلب اللجوء السياسي .
7- محاولة انقلاب يديرها الدكتور منير العجلاني مع بعض الضباط في 24 ديسمبر 1952 .
----
في إطار سعى الدكتور منير العجلاني لوحدة سوريا والعراق تحت سلطة الهاشميين ، استمر في العمل للإطاحة بالعقبة الرئيسية في وجه هذا الهدف الاستراتيجي لسوريا ، لكن تم اكتشاف المحاولة واعتقل على إثرها الدكتور منير العجلاني مع مؤيديه في الجيش .
8- تمرد جبل العرب بقيادة سلطان الأطرش ((تمرد الدروز)) في 27 ديسمبر 1954 .
---
في أعقاب اجتماع أحزاب المعارضة والهيئات السياسية السورية في الرابع من يوليو من عام1953، وقعوا على ميثاق وطني لإسقاط الرئيس أديب الشيشكلي ، على أن تحرر كل محافظة نفسها وأن تقوم كلها مع بعضها ، قيامة رجل واحد ، ولكن قام منصور الأطرش -ابن قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925-، مع صديقه شبلي العيسمي بتوزيع منشورات معادية للشيشكلي في جبل العرب((جبل الدروز)) ، وذلك قبل أن تصبح التحضيرات جاهزة ، مما أدى لاكتشافها من قبل السلطات ، و هذا أدى بالرئيس أديب الشيشكلي إلى إلقاء القبض على الوفد الدرزي الموجود في دمشق ومن ضمنهم ، الأمير حسن الأطرش -وهو أمير الدروز في سوريا آنذاك-، كما تم اعتقال منصور الأطرش وشبلي العيسمي ، فاندلعت مظاهرات واشتباكات تنديداً بإجراءات السلطات بحق أقارب سلطان الأطرش والدروز ، مما حذا بالجيش إلى التدخل لإنهاء التمرد ، فقام بأعمال عنف راح ضحيتها من الجانبين ومنهم 66 شخصاً من جبل العرب ، وسيطر الجيش على الجبل مباشرة ، ففر سلطان الأطرش ومؤيديه إلى الأردن ، وكان لهذا التمرد دوراً كبيراً في اندلاع المظاهرات في كل أنحاء سوريا ، مما كان له تأثيراً كبيراً في سقوط نظام الرئيس أديب الشيشكلي .
9- محاولة انقلاب محمد صفا (( شيعي لبناني))عام 1955 .
---
بتأييد من العراق قام العقيد محمد صفا -رئيس حكومة سوريا الحرة سابقاً والتي شكلها في بغداد لمقاومة حكم الشيشكلي والتي كان لها مؤيدين كثر في صفوف الجيش-، بمحاولة انقلابية رغبة في وحدة العراق وسوريا لكن تم اكتشاف محاولة الانقلاب ، فتم إحباطها وإبعاد محمد صفا عن الجيش .
10- محاولة انقلاب أديب الشيشكلي في نوفمبر 1956 .
---
اجتمع الرئيس السابق أديب الشيشكلي في بيروت مع محمد صفا ، ومحمد معروف ، وغسان جديد ، وصلاح الشيشكلي وغيرهم معارضي التقارب مع مصر، والراغبين بوحدة سوريا والعراق ، وإبعاد التيار اليساري عن التأثير على الجيش ، وقد أنضم بعض السياسيين لهذا التحالف مثل ميخائيل إليان وكان رئيساً للحزب الوطني في حلب ، وزعيم الدروز الأمير حسن الأطرش ، ونجل الرئيس السابق هاشم الأتاسي وهو الدكتور عدنان الأتاسي وألقوا ميثاق وطني في ربيع 1956 للإطاحة بالنظام وكان من المتفق عليه اغتيال بعض الضباط والسياسيين المسيطرين على الجيش، والاتصال ببعض السياسيين المؤيدين للوحدة مع العراق .
وتتمثل خطتهم بإحداث اضطرابات في حلب، ثم دعوة الحزب الوطني في حلب لتدخل الجيش العراقي، لإنقاذ الموقف لصالح المعارضة ، و طلب الانقلابيون من الحكومة العراقية مليون دينار عراقي كنفقات للعملية ، والموافقة على تدريب فدائيين سوريين في العراق، والتدخل في حالة استنجاد الحكومة اليسارية القائمة في سوريا بمصر، وتشكيل لجنة ثلاثية تضم مندوبين عن المخابرات الأمريكية والبريطانية والعراقية ، لكن الشيشكلي أخذ عشرة آلاف وسافر لباريس ، وظل يتابعهم من هناك ، وبسبب رفض العراق تلبية كل مطالب الانقلابيين في مجال الأموال ،و وضعه بعض الشروط التي بدونها لا يمكن إرسال جيش عراقي لسوريا، ورغم تمركز الجيش العراقي على حدود الأردن ، وإرساله أسلحة إلى جبل العرب ، لكن تعطل إحدى شاحنات الأسلحة في طريقها إلى جبل العرب في 23 نوفمبر 1956 ، مما حذا برئيس المكتب الثاني عبد الحميد السراج إلى كشفها ، واعتقال الموجودين داخل سوريا، قبل أن تصل إلى مرحلتها النهائية.
11- محاولة انقلاب هشام العظم في عام 1957 .
---
قام قائد الشرطة العسكرية المقدم هشام العظم، بالاتصال ببعض الضباط والسياسيين، لأجل إبعاد الحكومة عن اليسار وعن التقارب مع مصر، لكن تم كشفها من قبل المكتب الثاني، وتم إبعاد هشام العظم كملحق عسكري في الخارج.
12- محاولة انقلاب أديب الشيشكلي في يوليو 1957 .
---
حاول الرئيس السابق أديب الشيشكلي بالتعاون مع الملحق العسكري في روما وهو إبراهيم الحسيني في يوليو عام 1957 لتنفيذ انقلاب عسكري ، من خلال الاتصال ببعض الضباط والسياسيين ، لكن كشف العملية في 12 نوفمبر 1997 ، وكانت هذه العملية بالتعاون مع السفارة الأمريكية في دمشق ، مما أدى لتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية .
13- محاولة انقلاب عبد الكريم الدندشي في عام 1957 .
---
محاولة اليمين السوري إبعاد الحكومة عن التقارب مع اليسار ومصر ، عمل عبد الكريم الدندشي على الاتصال مع بعض الضباط وكبار السياسيين ، ولكن فشلت العملية نتيجة كشفها من قبل السلطات السورية أواخر عام 1957 .
14- عصيان قطنا بقيادة عبد الغني قنوت ((بعثي)) في مارس 1957 .
----
بمحاولة الرئيس شكري القوتلي تحجيم تدخلات اليسار في الجيش من خلال القيام ببعض التنقلات في الجيش ، بإيعازه لقائد الأركان توفيق نظام الدين بذلك ، وذلك في منتصف مارس عام 1957 وقد شملت هذه التنقلات ما يلي :
- نقل عبدا لحميد السراج من المكتب الثاني وتعيينه ملحقاً عسكرياً في الهند وتعيين العقيد أكرم ديري مكانه .
- نقل العقيد أمين النفوري رئيس الشعبة الثالثة إلى معسكر قطنا آمراً لسلاح المدرعات في الجيش (أي آمراً اللواء السبعين المدرع) .
- تعيين المقدم أحمد عبد الكريم مكان العقيد أمين النفوري رئيساً للشعبة الثالثة .
مما حذا بعبد الغني قنوت بالاتفاق مع أكرم الحوراني ومصطفى حمدون بالتخطيط لهذا العصيان ، والقيام به، ولم يتوقف هذا العصيان إلا بعد رضوخ النظام لمطالبهم ، وذلك بإلغاء التنقلات ، وقد كان هذا العمل أصعب من الانقلاب لأنه في العصيان يظل الخصم طليقاً ، وقد رفض الحوراني إسقاط النظام رغم استطاعته ذلك، من خلال هذا العصيان ، والسبب خوفه من بعثرة الضباط الموالين له وخاصة عبد الغني قنوت ومصطفى حمدون .
--15- عصيان حلب بقيادة جاسم علوان في 30 مارس 1962
-
وكان ذلك رداً على مقررات مؤتمر حمص ، حيث كان يدعو لإسقاط النظام بشكل كامل ولإعادة سوريا إلى الحظيرة المصرية مثلما كانت ، بدون أي شخصية أو كيان كون هذا العصيان مدعوماً من قبل مصر ، ويأتمر بالقيادة المصرية ، لكن الحركة أبيدت في مهدها قبل أن تستفحل رغم وقوع ضحايا كثيرة خلالها .
16- تمرد بدر الأعسر في الأول من إبريل عام 1962 .
----
قام قائد المنطقة الوسطى ( حمص ) ، العميد بدر الأعسر بتمرده على انقلاب عبد الكريم النحلاوي الثاني في 28 مارس 1962 ، وخوفاً على وحدة الجيش أرسل العقيد عبد الكريم النحلاوي موفده عبد الكريم زهر الدين ، وبناء عليه عقد مؤتمر حمص .
17- تمرد جاسم علون في الثالث من إبريل عام 1962 .
----------
وقد اشترك معه في هذا التمرد العقيد لؤي الأتاسي ، فسيطر على مطار النيرب وعلى القيادة العسكرية في حلب ، ومحطة البث في سراقب ( إحدى ضواحي حلب ) ، وعزفت إذاعة حلب النشيد الذي كان زمن الوحدة وهو نشيد الوحدة ، وأعلنت أن مطار حلب مفتوح للطائرات المصرية ، وتوعد الحكومة وأعضائها ، لكن التمرد سرعان ما سحقه على الفور العقيد صبحي الشوربجي بعد ضحايا كثيرة من الجانبين ، ثم أعلن الرئيس ناظم القدسي في 14 إبريل عام 1962 عودة الجيش إلى ثكناته ووضع الميثاق الوطني ، والحفاظ على المنجزات الاشتراكية وتشكيل حكومة جديدة برئاسة بشير العظمة .
18- عصيان دمشق بقيادة محمود عوده في إبريل عام 1962 .
-------
وكان رداً على مقررات مؤتمر حمص بتسفير عبد الكريم النحلاوي إلى خارج سوريا وتعيينه ملحقاً عسكرياً في الخارج ، بعد أن خذله موفده عبد الكريم زهر الدين، برضوخه لمطالب المعارضة ، من خلال عقده صفقةً سياسيةً معها مقابل أن يكون قائدا للأركان .
--
-------
19- عصيان قطنا بقيادة محمد عمران (( علوي)) في نهاية إبريل عام 1962 .
ضمن إستراتيجية اللجنة العسكرية البعثية التي يقودها محمد عمران للوصول إلى حكم سوريا، قام تحت شعار الوحدة العربية بعصيانه في معسكر قطنا، لكن العصيان فشل واعتقل وقد قام به مستغلاً الأيديولوجية الثورية والوحدوية، طريقاً لوصوله إلى السلطة وفق المعايير الشخصية .
20- الانقلاب الثالث لعبد الكريم النحلاوي في 13 يناير 1963 .
--
حدثت حركة عصيان في كل من معسكرات قطنا والقابون والكسوة ، ووضع العقيد عبد الكريم النحلاوي بعد رجوعه إلى سوريا ، شروطاً لوقف العصيان ، وهي :-
- إلغاء أمر نقله إلى وزارة الخارجية ، وإعادته مع رفاقه فوراً إلى الجيش .
- إخراج كل من اللواء ( وديع مقعبري ) والعميد خليل الموصلي ، والعقيد عدنان عقل ، من لجنة الضباط لانتسابهم للحزب الشيوعي .
- الإسراع بالمحاكمات ، وضرورة تنفيذ الأحكام التي ستصدر بحق الذين ارتكبوا جرائم القتل في عصيان حلب .
- العودة إلى مؤتمر حمص وتنفيذ المقررات التي لم تنفذ .
- الدعوة إلى وحدة فورية مشروطة مع مصر شريطة تبديل قيادة الثورة المصرية.
وكان قد وعده قائد قوات الجبهة العميد زياد الحريري بدعم انقلاب النحلاوي ، لكنه عمل العكس حيث زحف بقواته من الجبهة لإفشال الانقلاب ، وكان لهذا الانقلاب الدور الأكبر في انقلاب زياد الحريري في 8 مارس 1963 ، حيث لم يجد له منافسين ومؤيدين للعقيد النحلاوي ، باعتبار أن هذا الانقلاب جعل معظم مؤيدي النحلاوي في السجن .
21- انقلاب جاسم علوان في 18 يوليو عام 1963 .
---
كان ذلك ضد سيطرة البعث على السلطة ، لأن الذين قاموا بالانقلاب في 8 مارس 1963 من المستقلين والوحدويين المؤيدين للإعادة الوحدة مع مصر وبدرجة ثانوية البعثيين ، لكن الخلاف بين المستقلين والوحدويين الناصرين، استغله البعث لزيادة نفوذه والسيطرة على الحكومة مما حذا بالوحدويين الناصريين بقيادة جاسم علوان إلى القيام بانقلابهم ، حيث حدثت اشتباكات من أجل السيطرة على مبنى وزارة الدفاع ، مما أدى لمصرع أعداد كبيرة من الجانبين ، وفشل الانقلاب ، فقام البعث باعتقال وتسريح الكثير من الضباط الوحدويين ومعظمهم من الطائفة السنية ، وكانت سلبية قائد الأركان الفريق زياد الحريري –الذي وعد بمناصرتهم كونه مستقل ، ثم خذله لهم– لها الدور الأكبر في فشل الانقلاب ، كما أن العقيد محمد نبهان (( علوي)) الذي كان مع قوات جاسم علوان ، ثبت أنه كان جاسوساً للبعث لدى الوحدويون الناصريون ، وقد ندد الرئيس لؤي الأتاسي رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس الجمهورية ، بعمليات الإعدام التي حدثت دون موافقته ، مما حذا بنائبه أمين الحافظ بتأييد من القيادة القومية لحزب البعث ، إلى القيام بانقلابه وعزل الرئيس لؤي الأتاسي عن رئاسة الجمهورية ومجلس قيادة الثورة ، وحلوله محله .
22- انقلاب حمد عبيد ((درزي)) في يوليو 1966 .
--
عمل صلاح جديد بعد انقلابه في 23 فبراير عام 1966 ، على إبعاد الضباط غير الموالين له الذين شاركوه في انقلابه ، ومنهم حمد عبيد ، الذي كان قبل ذلك رئيساً للحرس القومي وهو الجيش الذي شكله البعث لمواجهة خصومة من الوحدويين الناصريين والمستقلين ، إضافة إلى تعيينه وزيراً للدفاع في حكومة يوسف زعين عام 1964، وقد تعاون معه الأمين القطري المساعد لحزب البعث السوري حمود الشوفي ، ورغم اشتراك ضباط من مؤيدي أمين الحافظ معه ، لكن الانقلاب فشل واعتقل جميع من شارك وأيد الانقلاب.
23- انقلاب فهد الشاعر ((درزي)) في 10 أغسطس 1966
--
حاول استعادة مركزه في الجيش بعد عمليات التحجيم لهم والتي قام بها صلاح جديد ، من خلال عمليات التصفية التي تعرض لها ضباط جبل العرب رغم اشتراكهم معه في الانقلاب، أي في انقلاب 23 فبراير عام 1966 ، فتحالف اللواء فهد الشاعر قائد قوات الجبهة مع الأمين القومي لحزب البعث العربي الاشتراكي السابق منيف الرزاز ، وشكلوا قيادة قومية جديدة لتأييد الانقلاب المزمع القيام به ولكن انكشاف العملية ، أدى لاعتقال فهد الشاعر وهروب منيف الرزاز إلى خارج البلاد ، إضافة لاعتقال مائتي ضابط وتسريحهم من الجيش.
24- انقلاب سليم حاطوم ((درزي)) في 3 سبتمبر عام 1966 .
--
بعد سلسلة الاعتقالات التي طالت معظم الضباط الغير موالين لصلاح جديد ، بعد الانقلابين السابقين أعلنت قيادة فرع حزب البعث في السويداء عن مطالبها بالإفراج عن الضباط الدروز خاصة ، وهددوا بعدم تنفيذ أوامر القيادة القطرية ، لذلك قررت القيادة القطرية لحزب البعث السوري ، إرسال لجنة حزبية برئاسة الرئيس نور الدين الأتاسي وعضوية نائبه صلاح جديد ، وجميل شيا ، فاستغل سليم حاطوم وجودهم في السويداء واعتقلهم كرهائن ، لكن تدخل وزير الدفاع اللواء حافظ الأسد الذي هب لنصرة صلاح جديد ونور الدين الأتاسي ، فأحاطت قواته بجبل العرب ، وأجرى مفاوضات هاتفية بينه وبين سليم حاطوم ، واشترط حاطوم عدة شروط لوقف الانقلاب وهي :-
1- عودة أهم مؤيديه إلى الجيش، بعد طردهم في فبراير 1966.
2- إطلاق سراح أتباعه ، وزملاءه الذين اعتقلوا بتهمة التآمر .
3- إبعاد أهم أنصار صلاح جديد من الجيش .
4- إعادة قبول جماعة الشوفي في الحزب .
5- استقالة القيادة القطرية التي اختارها صلاح جديد في مارس عام 1966.
وتعيين قيادة قطرية جديدة ، تضم خمسة أعضاء على الأقل من جماعة حمود الشوفي ، إلى جانب الأعضاء الحاليين، ويلاحظ من هذه الشروط أنها كانت طائفية إلى حد بعيد.لكن رفض اللواء حافظ الأسد هذه الشروط وأرسل وحدات عسكرية وكتيبة صواريخ للسيطرة على الموقف ، وتمكن من إحباط الانقلاب ، مما أدى إلى لجوء الانقلابيين إلى الأردن وذلك في مساء الثامن من سبتمبر عام 1966 وبالتالي فشل الانقلاب.
25- انقلاب أحمد سويداني في أغسطس 1968 .
--
عمل صلاح جديد على العمل على إبعاد قائد الأركان أحمد سويداني من الجيش ، فلم يجد اللواء أحمد سويداني سوى القيام بمحاولة انقلابية ، لكنها فشلت بسبب أن معظم ضباط الجيش كانوا من الموالين لصلاح جديد ، وعلى إثر ذلك فشل الانقلاب ، وقد حاول اللجوء إلى العراق لكن القيادة العراقية للبعث العراقي رفضته ثم رفضته الجزائر، أما مصر فقد وافقت على لجوئه إليها ، فعندما حطت الطائرة التي تقله من العراق إلى مصر في مطار دمشق ، تم اعتقاله ، وكان قبل ذلك قد طالب بمذكرة لمحاكمة كافة المسؤولين عن هزيمة حزيران (يونيو) 1967 وبعد اعتقاله في يونيو 1969 ، وقد تم تعيين مصطفى طلاس بدلاً عنه .
من هذا نجد أنه قد أثرت الانقلابات العسكرية بمجموعها، سواء ما نجح منها أو ما فشل ، على استقرار سوريا وسواءاً أكان استقرار سياسياً أم غير ذلك، لأن عدم الاستقرار السياسي سيقود إلى جملة أنواع من عدم الاستقرار مثل عدم الاستقرار رفض الاقتصادي أو الاجتماعي وغير ذلك، وهذا ما حذا برئيس الوزراء فارس الخوري للقول ( بعد انقلاب حسني الزعيم ): " إن صفحة جديدة قد فتحت في الوطن العربي ، وهذه الصفحة ستبقى لمدة نصف قرن من الزمن " ,كما قال رئيس الوزراء لطفي الحفار في ذلك أيضاً : " ما من انقلاب عسكري إلا وينتهي إلى إحدى نتيجتين ، إما إلى فوضى وإما إلى ديكتاتورية عسكرية جامحة " ، ومهما يكن من أمر فإن تلك الانقلابات لم تكن هي الوحيدة، بل كان هناك الكثير من الانقلابات الأخرى التي أوردها الباحثون أو السياسيون بشكل عرضي، وذلك لمحدودية تأثيرها، أو لكشفها في مراحلها الأولى قبل استفحال أي أثر لها على ذلك ، مثل الانقلابين الشيوعيين اللذين قام بها الشيوعيون في عهد القوتلي بين ( 1955 – 1958 ) وغيرها من الانقلابات التي كانت نسبة زعزعتها للنظام قليلة جداً ، ولكن برغم ذلك ، تبقى الانقلابات العسكرية المؤثر الأساسي في تغيير النظام و إسقاطه، إضافة إلى دورها في إسقاط الحكومات نفسها