نبذة قرأتها حوله :
حيدر يفند اطروحات النفيسي:
د.عبدالله النفيسي
أثارت محاضرة النائب السابق الدكتور عبدالله النفيسي ردود أفعال متباينة، للمزيد أنظر أدناه:
لكن رد الكاتب والباحث في شئون الحركات الدينية- خليل حيدر- يستحق برأي أن يكون مقال اليوم، والتعليق لكم:
في السنوات الاولى لنشاط د.عبدالله النفيسي بعد تخرجه، وبخاصة بعد ان نشر كتاب «الكويت: الرأي الآخر»، وجد الدكتور النفيسي توجهه شديد القرب مما كانت تطرحه المعارضة السياسية الكويتية، مثل حركة القوميين العرب بقيادة د.أحمد الخطيب، وما تطرحه المجموعات الفكرية السياسية الاخرى القريبة. ولكن هذه المرحلة في حياة د.النفيسي سرعان ما انتهت وفي احدى المناسبات، بعد ابتعاد د.النفيسي بعض الشيء عن المعارضة: اشترك في محاضرة الى جانب قطب المعارضة، عن اوضاع الكويت. ولكن ما ان امسك د.النفيسي بالميكرفون حتى «نزل» على المعارضة وجماعة د.الخطيب، متهما هذه الجماعة بأنها مثل المافيا، وان فيها ما فيها، وسط ذهول وحيرة الجميع.
اذ كان هذا الهجوم المباعت شيئا لم يحسب له احد حساباً، في قضية لا تستدعي كل هذا الانفعال، وكان يمكن التفاهم بشكل ما حولها!
ولهذا لم اندهش اطلاقا من الالعاب النارية التي اطلقها د.النفيسي في سماء ديوانية الزميل الموقر «سعد المعطش»، فاسلوب د.النفيسي هو هكذا، ملغم بالمفاجآت، وخلط للحق بالباطل، ومزج الاهداف الكبرى بتوافه الاطروحات، ودمج التطرف السياسي والديني بدعاوى الاعتدال والديموقراطية والحرص على الوحدة والاستقرار.
انه يتضايق من كل ما يحبه الآخرون، ويشكك في كل طرح لا يكون صادرا عنه! وما من محاضرة يكون فيها الا ويجب ان يبين ان الحقيقة ملكه وحده، وان كل ما قيل وسُمع.. مجرد أوهام.
كل هذا، دون ان يقتنع المستمع ان المحاضر قد درس جوانب الموضوع بشكل كاف.
حاول اول ما نال شهادة الدكتوراه واصدر كتابه عن الكويت وعن ظفار وغير ذلك ان يتزعم العمل السياسي الكويتي. ولكن المرحلة كانت مرحلة انحسار التيار القومي وصعود التيار الاسلامي.. فداهمته التطورات.
وأبدى د.النفيسي لبعض الوقت اهتماما بالشؤون الايرانية ونظام الشاه، حتى انه طالب بتغيير اسم الخليج وغير ذلك.
كما ابدى تعاطفه وتفهمه للشيعة في الكويت، ولم يتهم يومذاك أي شخص بعبور الخليج سباحة.. كما يفعل اليوم تمهيدا لمرحلة جديدة من تقلباته.
ولكن ما ان دارت الدوائر على النظام الملكي في ايران، وسقط الشاه، حتى كان د.النفيسي في مقدمة المرحبين بالامام الخميني والثورة الاسلامية، واول المدافعين عن موجة الاعدامات التي نالت رجال النظام من مدنيين وعسكريين، ومنها مقاله المعروف «اثخن فيهم يا خميني».
كانت مواقف د.النفيسي منذ البداية غير مدروسة وغير لائقة باستاذ دكتور في مجال العلوم السياسية، ففي زمن الشاه امتلأت الصحف الغربية بمقالات تنتقد نظام الشاه وتظهر جوانب الهيمنة والسيطرة والقمع البوليسي ضد الشعب وغير ذلك. ولكن د.النفيسي لم يكترث بهذه المقالات والكتب والدراسات، واهتم بما يحقق له الشهرة في الكويت وما يميزه عن غيره مهما كان الثمن الاكاديمي.
وعندما سقط النظام الملكي تحت ارجل الهيئة الدينية الشيعية والامام الخميني، وامتلأت صحف الغرب والعالم مرة ثانية بالدراسات والمقالات، لم يستخدم د.النفيسي اي اداة من ادواته البحثية، التي يحمل اسمها شهادة الدكتوراه، ولم يناقش افكار آية الله الخميني التي نشرها في كتابه «الحكومة الاسلامية» او مجموع النشرات التي اصدرها، ولا افكار «الامام الصدر» و«التشيع السياسي» النجفي، التي اثرت في افكار آية الله الخميني، اثناء اقامته فيها.
وكان خطأ د.النفيسي في هذا المقام فادحا، فهو بحكم دراسة الدكتوراه التي كان موضوعها «دور الشيعة السياسي»، كان من المفترض فيه انه ملم باهداف النظام الجديد القادم! وهو لكونه استاذ علوم سياسية، كان من المفترض أن يدرك مشاكل الانظمة الدينية، والقضايا الطائفية التي ستثار في ايران ودول المنطقة، وكان من المفترض ثالثا ان يدرك طبيعة ثورات العالم الثالث وما ترفع من شعارات وما تحقق على الارض ثم كان ينبغي ان يدرس هذا كله في ضوء الواقع الايراني سياسيا واقتصاديا، وان يتابع ما ينشر في هذا المجال على كل صعيد كان هذا من صلب واجبه الاكاديمي!
ولكن د. النفيسي لم يؤد «واجباته المنزلية» المطلوبة، لا في زمن الشاه ولا في زمن الخميني وظل كما كان دائما مجرد مردد للاطروحات الاعلامية والافكار المتسرعة، وابهار القراء والمستمعين بالكلمات المدهشة ومناصرة التشدد السياسي والديني.
في اول عمله الفكري والسياسي حاول ان يجد له مكانا في المؤسسة الاكاديمية. ولكن الاستمرار في هذا المجال له قيوده وشروطه ومواصفاته ولم يستطع ان ينافس المعارضة السياسية الكويتية، فانتقل فترة من الوقت الى صفوف التململ الشيعي وانصار الثورة الايرانية ولكنه سرعان ما وجد هذا المجال ضيقا لطموحاته رغم انه خلق لنفسه الكثير من الانصار والمتعاطفين في الوسط الشيعي، ظلوا ربعا منبهرين به حتى «عشائه الاخير» في ديوان المعطش قدمت تطورات وانشقاقات القيادات السلفية في المملكة العربية السعودية وظهور التنظيمات الدولية مجالا آخر للحركة فمع نجاح الثورة الايرانية واستمرار الحرب العراقية الايرانية والمد الاسلامي في مصر وافغانستان تنامي التيار الديني «والاسلام الجهادي» في المملكة العربية السعودية كذلك وانقسمت التيارات والقيادات الاسلامية فيها وظهرت في صفوف الحركة السلفية نفسها والهيئة الدينية رموز وشيوخ دين معارضون اعلن بعضهم تأييده العلني للجماعات الجهادية والتنظيمات العالمية وكان هذا مجالا جديدا يبدو ان د. النفيسي كان على معرفة بتوجهات بعضهم وان كنا نجهل طبيعة وحجم العلاقة.
ولم يكن هذا الانقسام وليد تطور داخلي بحت اي ضمن الفكر السلفي اذا كان الاخوان المسلمون المصريون والسوريون والعراقيون وبخاصة الاستاذ محمد قطب – شقيق سيد قطب – والشيخ مناع قطان والمدرس السوري محمد بن سرور بن نايف زين العابدين بين مؤسسي العمل الاسلامي هناك وقد غير مجهود هؤلاء طبيعة العمل الديني في السعودية على الصعيد السياسي وسدوا الفجوة بين الاخوان والسلف، وشجعوا الجماعة السلفية على الحزبية والعمل السياسي «والبرلماني» اينما اتيحت الفرصة وهذه قصة طويلة!
انغمس د. النفيسي مع بداية الثمانينيات في حركة الاخوان ربما الى حل المجلس عام 1986 ثم غادرها الى آفاق ارحب وعندما وقع الغزو وتحررت الكويت وبرزت الفضائيات انتقل الى مجال آخر معروف نراه فيه وهو هنا ايضا لا يفكر ولا يحلل ولا يتصرف كاستاذ جامعي وباحث اكاديمي، بل كشخصية سياسية شعبوية براقة يعمد الى طرح الافكار والشعارات والتنبؤات التي توحي للناس بانهم ضالون عاجزون وانهم بحاجة في المرحلة القادمة بالذات الى قائد مفكر عبقري مثل د. النفيسي كي يدلهم الطريق وما اكثر الذين يصدقون وينبهرون كما نرى في الانترنت!
بعد «العرب الحضر» و«الشيعة» جاء الآن بالنسبة للنفيسي دور المساكين «ابناء القبائل»!
ولكنه حتى في لقاء ديوان المعطش نسى نفسه في بحر هجومه على المجلس ودور العائلة الحاكمة، فتهجم في الواقع على ابناء القبائل قائلا: «الاسرة احضرت ناس من الخارج وجنستهم، وهي الآن غاصة فيهم، وترفض تجنيس ابنائهم».
ونحن نعرف ان هذا طرح ومنطق التيار المعادي لابناء القبائل! فهل كذلك منطق د. عبدالله النفيسي؟ طبعا! وما الذي يقصده بقوله «احضرت ناس من الخارج»؟ هل الخارج هو المملكة العربية السعودية؟ غالبا! فلماذا اذن يريد ان يضم الكويت والامارات وقطر اليها؟ يقول د. النفيسي في «خطاب العشاء الاخير» عن الرأي العام في الكويت بانه «لايزال صحراويا يؤمن بشيخ القبيلة اكثر من الدستور» ويقول: «ان البرلمان عبارة عن «قبة صحراوية» وها هو أي د. النفيسي يستخدم افكارا متضاربة.
ويوظف الصحراء والبداوة في كل الصفات السلبية للناس والحكومة ومجلس الامة.. دون ان يحرك ذلك شعرة في جمهوره بالديوانية! ولو كان غيره استخدم هذه المفردات لقامت الدنيا عليه وقعدت، وناله ربما أذى كثيراً.
في هذه الجلسة اشتكى د.النفيسي من الاضطهاد ومطاردة النظام له، وقدم نفسه باعتباره من ابطال الديموقراطية، والكل يعرف مدى احتقاره للدولة الديموقراطية ومؤسساتها، ويعرف ان آخر ما يشغل ذهنه مصيرها! فمن يرد العمل لها ويؤمن بها لا يتعاطف مع شيوخ القاعدة ولا يؤيد الارهاب والتطرف الديني.
وعندما تحدث عن الغزو تهجم على الشعب العراقي بشكل احتقاري مقزز، فهو يصف العراقيين بكلمة «كَعْبَر» ويقول «حين صار الغزو قمنا من النوم لقينا كعبر على الابواب»، الا يدرك د.النفيسي ان من غير اللائق الحديث، بخاصة عن شعب جار، مهما اختلفنا معه، بمثل هذا الاسلوب وبهذه النعوت؟ اي استاذ جامعي يستخدم كلمة كعبر وكعيبري للاشارة لشعب عدده بالملايين وتضحياته من اجل الديموقراطية وتغيير نظام صدام بعشرات ومئات الآلاف؟
المفترض في الدكتور النفيسي وقد عارض كل الاسلاميين وانتقدهم لانهم ليسوا على الصراط المستقيم ان يستخدم على الاقل مقاييس اسلامية في المدح والذم وبخاصة انه يقدم نفسه كأحد ضحايا القمع وهضم الحقوق! ثم ينتقل د.النفيسي الى الديموقراطية الكويتية، بعد ان اشبع مجلس الامة والدستور تهجما، فيعتبر كل هذا مجرد مخطط بريطاني، تم فرضه على الشيخ عبدالله السالم!
ويستغل هذه المناسبة للاشادة بذكاء ودهاء الانجليز في السياسة وبانهم افضل من الامريكان في هذا المجال.
ولا نناقش قضايا السياسة البريطانية والامريكية ونتركها لاهل الاختصاص، ولكن الكل يعلم ان الحركة الدستورية في الكويت لها جذورها الكويتية المعروفة كما ان الشيخ عبدالله السالم كان باستطاعته ان يعرقل كتابة دستور بهذه الدرجة من المرونة والتسامح والنضج، ويُرضي رغم ذلك «مطالب الانجليز»!! ثم من قال ان الجدل اليوم في الكويت يدور حول «ظروف» اعلان الدستور؟ الم تصبح هذه الوثيقة من حقائق الحياة في الكويت؟ عربيا، يقول د.النفيسي ان المشكلة التي يعانيها العالم العربي «هي الاحتلال الاجنبي»!
فهل يعاني العالم العربي حقا من هذه المشكلة؟ وهل هناك جيوش واحتلال وقوى اجنبية في كل الدول العربية، ما عدا العراق وهذه ستنسحب هل القرار السياسي في المغرب وليبيا وسورية والسودان بيد الانجليز والفرنسيين والامريكان؟ ثم ان للولايات المتحدة وروسيا واوروبا واليابان تأثيرا خاصا على بعض الدول مثلا، هنا وهناك فهل هذه الدول تعاني من الاحتلال والاستعمال؟ من يتعهد مثلا بتقديم مليارات الدولارات كمساعدة لدول العالم او «يتدخل» لحل مشكاكلها؟!
ولنفكر جميعا بعمق واخلاص: هل «الاجانب» هم الذين يعرقلون الاستقرار والتقدم والصناعة والتعليم العصري ورفع مستوى المعيشة في العالم العربي؟ هل كان اساسا لمناهج هذه البلدان ان تتطور لولا جهود الهيئات الدولية؟ ننتقل اخيرا الى الموضوع الذي تحدث به الدكتور النفيسي طويلا منذ ان دُعي، كما يقول، عام 1992 الى نيويورك لحضور ندوة، تحدث فيها محلل سياسي من العاملين السابقين في الاستخبارات الامريكية، وتوقع زوال دول الخليج الصغرى في كيانات كبرى، وبقاء السعودية وعمان واليمن! وكالعادة لا يناقش د.النفيسي مثل هذه التوقعات، و- ما اكثرها- بشكل علمي واقعي، ولا يفرق بين تقديرات محلل سياسي من جانب ومصالح الولايات المتحدة ومسارات تطور اليمن وعمان والمملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة.
فهل يفضل الامريكان مثلا توحيد كل دول المنطقة؟ وهل الامر بيدهم في هذا المجال؟ وهل من الافضل للولايات المتحدة والغرب التعاون والتفاوض مع ست دول مستقلة ام مع ثلاث ام ربما مع واحدة، في مجال اسعار النفط ودخول وخروج الاستثمارات والبضائع والسلاح؟ ثم ان اوروبا نفسها احتضنت منذ قرون نماذج معروفة من الدول الصغيرة التي استمرت مستقلة، مثل لوكسمبورغ وهولندا وموناكو وبعض دول البلقان اليوم ولم تتعرض للالغاء والضم رغم تلك الضغوط ولا يمنع هذا كله بالطبع ان تتطور دول المنطقة وتتفق ارادة شعوب دول مجلس التعاون، وتقرر بالسبل الديموقراطية ما تريد عندما تختار ذلك. وبالطبع، لا يدور حديث د.النفيسي عن هذا الاحتمال!!
ويحق لنا في هذا المقام ان نتساءل: هل د.النفيسي حقا مع استقرار دول مجلس التعاون ووحدتها وتقدمها؟ ان فكره السياسي وممارساته وكتاباته ومحاضراته ومقابلاته بعيدة تماما عن هذا المطلب، كان هكذا على امتداد سنوات طويلة ولايزال، وان كان قد تحول فجأة اليوم الى مناصر صلب لوحدة دول الخليج، وقيادة المملكة العربية السعودية للمنطقة، فليصرح بمعارضته وادانته للارهاب الذي يفتك بالعالم الاسلامي وبالشعب السعودي، وتكتشف السلطات هناك كل يوم المزيد من خلاياه، الذي تتبناه جماعات القاعدة وانصارها في السعودية وعموم دول المنطقة.
د.عبدالله النفيسي الذي انتقد المشرق والمغرب، والامريكان والانجليز، والديموقراطية في امريكا والكويت، ولم يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، تبنى في نهاية الامر مجموعة من المقولات العنصرية والعنجهيات الفارغة من المعنى، فالعراقيون عنده مجموعة «كعيبر»، وهو وحده الاصيل الشريف او كما قال «عرجي في الكويت والقصيم والرياض»، وشبه كل شيء يريد احتقاره بالبء والبداوة والصحراء، و«القادمين من الخارج»!، كل هذا والجمهور للاسف الشديد لا يجد ما يعترض عليه او يرد به على المفكر الاستراتيجي الكبير والداعية المظلوم المضطهد. د.النفيسي الذي سخر من دستور الكويت وديموقراطيتها، والذي انتقد الحكومة، التي جنست اناسا «احضرتهم من الخارج»، والذي هاجم الشعب الكويتي برمته لانه لم يستجب لآرائه وافكاره «فغسل» يديه منه، اختتم كلامه، او بالاصح افتتح محاضرته، بهجوم عنصري مقيت على السيد باقر المهري، ومن خلاله على شريحة واسعة من الكويتيين الشيعة، الكثير منهم جاء الى الكويت، مثل د.النفيسي من ارض الجزيرة العربية، ومن مناطق قريبة من منابت جذور د.النفيسي، التي يريد التباهي بها.. من خلال احتقار الآخرين.
من المؤسف حقا ان يورط د.النفيسي نفسه في كلام سوقي يدين فكره ومواقفه بهذا الشكل، ويغلق على نفسه حتى سبل الرجعة، وان يطلق على مكانته بين جماعات كانت تحترمه رغم كل شيء رصاصة قاتلة، دون ان يحسب حسابا لأي شيء.
الكثيرون، نقول ختاما، لايزالون معجبين بجرأة الدكتور النفيسي وببعض افكاره السياسية. ولكن لا احد يهتم حقا بتخبط طرحه السياسي، والتناقض الواضح بين فكره الاسلامي والتزامه الجهادي المفترض، وما يطلقه من آراء ويتبنى من مواقف، ويستخدم من تعابير.
ان ما يهم د.النفيسي في نهاية الامر ان يكون محور الحديث ومفجر الزوابع والسرايات.. اما من يكون ضحيته في كل مرة، فهذه مشكلة الآخرين!
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=54224&cid=47#.V4sJ9fl97IU
ولمن يريد رؤية تاريخ تقلباته بشكل اكثر تفصيلا :
المسكين....عبد الله النفيسي
الدكتور عادل رضا Friday 27-05 -2011
أن المأساة الإنسانية أن فرد مثل الدكتور عبدا لله النفيسي أستهلك حياته و هو ألان علي مشارف السبعين عاما في الفراغ و الاستعراض و التقلبات السينمائية الغير منطقية و الغير مبررة بفكر أو معلولة لسبب....أي سبب , لذلك هو شخص لا يُؤخذ بكلامه, و لا تُحترم تحليلاته , لأنه أجلا أم عاجلا سيغير مواقفه و كلامه وأيضا الأحزاب التي ينتمي أليها كما غيرها علي طول فترة حياته , أكثر من مرة , كبندول الساعة الذي يعود إلي نفس الأرقام مرة بعد أخري , أن الآسي أنه لم يستخدمه ذكائه و لا معلوماته إلا في عقده النفسية و الرغبة المجنونة في الاستعراض و الاستعراض فقط.
أن الحركة الباحثة عن الحقيقة هي شي مطلوب من كل إنسان , و أن هذا النوع من القلق الفكري هو شيء ايجابي و يتحرك في خط التكامل الإنساني لصناعة إنسان أفضل.
أما الحركة الباحثة عن الاستعراض و التناقض المثير هو من الأمور السلبية التي تجعل من الإنسان شخصية غير سوية فكريا و تجعل من أرائه و أطروحاته سخافات و ترهات تثير الشفقة و الضحك أكثر من الاحترام و التقدير.
لقد خرج علينا الدكتور عبدا لله النفيسي في عدد من اللقاءات التلفزيونية بأفكار و أراء , و نحن هنا سنتحرك بالتحليل لما وراء هذه الأفكار و ماهية الشخصية التي تطلق مثل هذا النوع من الأحاديث.
أنا أعرف الدكتور عبد الله النفيسي شخصيا و جلست معه أكثر من مرة و تناولنا الطعام معا و ذهبت إلي منزله و صلينا معا كذلك , و لست أحمل له في نفسي إلا كل الاحترام و التقدير و لكن المسألة هنا تتداخل مع الم شخصي أحمله في داخل صدري من سنين لما يفعله هذا الشخص بنفسه و بعائلته و بمقامه الشخصي بين الناس من حوله.
أن عدم أتزان الدكتور النفيسي هو ما صنع في نفسي هذا الألم و الحزن , فهو يتقلب بطريقة هستيرية و نحن هنا لا نتحدث عن تطور فكري أو اختلاف قناعات و تغير أراء و فهذا الأمر مقبول بل مطلوب , فهذه هي الحياة و حركة التطور الطبيعي لبني البشر , كما حدث مع العديد من الناس و نذكر منهم روجيه غار ودي و المرحوم سيد قطب و المرحوم عبد الوهاب المسيري , فهؤلاء غيروا قناعاتهم إلي قناعات جديدة و نشروا و وثقوا تحولاتهم الفكرية مما أعاد بالفائدة علي الجميع.
نحن هنا لا نتحدث عن تطور فكري مطلوب و طبيعي و صحي بل نتحدث عن عدم أتزان و هستيريا استعراضية و تأرجح من و إلي , أي ذهاب و عودة؟! بشكل كوميدي و بشكل بعيد بأحيان كثيرة عن الخجل و بتغاضي عن مواقف سابقة لنفس الشخص , إن هناك تأرجح استعراضي يخدم عقدة نفسية أكثر من كون الأمر قلق فكري للوصول إلي الحقيقة , فالأمر هنا مرفوض لأنه مرضي و هو شي غير طبيعي و يضر و لا يفيد أحدا.
أن الدكتور عبد الله النفيسي إنسان متقلب بشكل مرضي و يحب الهستيريا الاستعراضية , و هو يتحرك بما يخدم استعراضه التهريجي , و تاريخه بذلك موثق و لا يستطيع أن ينكره و سنشرح للقاري جزأ من هذا الاستعراض و الهستيريا و التأرجح من و إلي , أي ذهاب و عودة للأكثر من مرة كبندول الساعة.
هو كان ماركسيا في الستينات , حتي أنه أطال شعره ألي كتفيه و كان يضع صورة لتشي غيفارا علي صدره دائما و يتمشي في الشارع بهذا الشكل و ذكر هو قصة:
مفادها أنه كان بدرجة من التعصب الماركسي إلي حد رفضه بيع سيارته إلي أحدهم فقط لأنه أكتشف أنه إنسان غير شيوعي؟!
... و قد تكون هذه هي بدايات الاستعراضات النفيسية أذا صح التعبير فهو أنقلب علي الشيوعيين و ذهب إلي ظفار في سلطنة عُمان أبان الحراك الثوري فيها و كتب كتاب ضد الماركسية و ضد حركة ظفار الماركسية المدعومة من القوميون العرب.
فصدم من حوله بذلك الموقف و لكنه ندم وعاد و سحب الكتاب من الأسواق و أنضم إلي الإخوان المسلمين! و أعلن أخوانيته! و من ثم ترك الإخوان المسلمين و أنقلب عليهم و أنضم إلي حركة القوميون العرب بقيادة أحمد الخطيب في الكويت و كتب كتابه الشهير" الكويت الرأي و الرأي الأخر" الذي هو باختصار أطروحات التيار القومي العربي في الكويت.
ثم ترك القوميون العرب من غير سبب و أنقلب عليهم و ذهب إلي الإخوان المسلمين مرة أخري و كتب في مجلتهم المسماة "المجتمع" في زاوية تحت عنوان "علي صهوة الكلمة" ثم تركهم فجأة و أصبح يكتب مؤيدا الثورة الإسلامية في إيران و كتب حينذاك مقالته المشهورة "تَربت يداك يا خميني".
ثم أنقلب علي الجمهورية الإسلامية و كل الإسلاميين بمختلف أنواعهم أذا صح التعبير, و عاد إلي القوميون العرب الكويتيون بقيادة الخطيب و أعتذر منهم عن انقلاباته السابقة و عمل معهم في التحضير للانتخابات البرلمانية و في يوم إعلان أسماء المرشحين أنقلب عبدا لله النفيسي و أعلن أنه من حزب الإخوان المسلمين!.
ثم عاد بعد سنوات و تحديدا في 1989 و أعتذر من القوميون العرب الكويتيون و طلب العودة إليهم.
و من ثم في التسعينات و بدايات الإلفين عاد و أخذ يدافع عن الثورة الإسلامية في إيران مرة أخري بشكل فوق المعقول , و أصدر كتابه إيران و الخليج.
و ألان في 2011 أنقلب علي الجمهورية الإسلامية و أصبح يهاجمها في لقاءاته الأخيرة بعد أن كان يقدسها و يدافع عنها في الثمانينات و أواخر التسعينات إلي نحو 2003.
أي أنه كان مع مؤيدين الجمهورية الإسلامية المقامة علي أرض إيران مرتين و انقلب عليهم مرتين كذلك؟!
أنقلب عليهم من دون سبب, عليهم و علي غيرهم و هو هكذا ينقلب, يعتذر و من ثم يعود, هكذا دواليك باستمرار!؟
و للاختصار تقلباته المجنونة أقول:
هذا الشخص تحول إلي القومية العربية مرتين و أصبح شيعيا مرتين و أيضا أنضم إلي الإخوان المسلمين مرتين.
و لقد تكلمت مع أبن عمه الأستاذ أحمد النفيسي ( أبو بدر ) بخصوصه , و "أبو بدر" لمن لا يعرفه من القيادات الكويتية السياسية الرائعة و المخلصة و هو من أصحاب القلم الذين تفتقدهم الساحة حاليا .
أن الأستاذ أحمد النفيسي كشف لي أشياء كثيرة لن أذكرها للحفاظ علي إنسانية عبدا لله النفيسي لأنه علي المستوي الشخصي هو إنسان غير مؤذي و أنا أحبه علي المستوي الشخصي و لكنه للحق و الحقيقة مريض بهستيريا الاستعراض و هذا الشي يجلب له متعة نفسية , و المشكلة الإنسانية التي تصيب عبدا لله النفيسي هو أن هذا الاستعراض المرضي أخذ يقلل من مقامه أمام الناس و هو بالتأكيد قلل , لأنه بكل بساطه هذه لانقلابات ليس لها أساس علمي علي الإطلاق غير الرغبة في الاستعراض المرضي النفسي , و هو مسكين و أتمني له الشفاء و هو لن يتغير علي كل حال و هو ألان ...سلفي؟! بعد أن كان يقول لي أن الإمام الخميني إنسان الهي مرتبط بالله عن طريق الإمام المهدي , و هذه القصة شهودها موجودين و أنا أحدهم و أتحداه أن ينكرها.
و لا أعرف إلي من سيتحول بعد ذلك؟
http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=22835
هذه نبذة على عجالة فقط ,,, و CC للمقتبسين المعجبين بالنفيسي ومن هم على شاكلته