توازنات القوى الإقليمية والدولية وأثرهـا على أمن منطقة الخليـج العربي

إنضم
3 ديسمبر 2014
المشاركات
848
التفاعل
4,448 0 0
بقلم :
اللواء الركن
أحمد علي آل علي
قائد كلية القيادة والأركان المشتركة


تشكل «منطقة الخليج العربي» بموقعها الجغرافي المتميز البوابة الشرقية للوطن العربي من الخليج إلى المحيط، وقدراتها البشرية، والمالية، والاقتصادية، والعسكرية، ونشاطها السياسي، والدبلوماسي الإيجابي والفاعل والمؤثر، في كافة الدوائر والمنظمات والمؤسسات بصفتها قوة إقليمية محورية، ومركز ثقل استراتيجي على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي .

في أعقاب الانهيار المفاجئ للاتحاد السوفيتي، وغزو الكويت، وسقوط العراق عام 1991 وتوابعها التي جرت في أحداث 11 سبتمبر 2001، شهدت المنطقة العربية والخليجية والشرق الأوسط انفجار العديد من بؤر الصراع والصدام والإرهاب المسلح، والأزمة المالية العالمية عام 2008، التي تلاها طوفان الخريف العربي، ومئوية سايكس بيكو الجديدة عام 2011 والتي أصبحت معول هدم وتفتيت وتقسيم، وتدمير، لكافة الإمكانيات والموارد للدول العربية، وعلى رأسها الهبوط الحاد لأسعار النفط وتهريبه، والذي وصل إلى حد التهديد الحقيقي والمباشر لبقائها، وسيادتها، واستقلالها .

وفي خط متوازي، كانت المؤامرة الكبرى والمحاولات المدبرة بالدفع المريب للتيارات الإسلامية والطائفية، والإرهابية المتطرفة وعلى رأسها الإخوان المسلمين، والحرس الثوري الايراني للسيطرة على سدة الحكم في العديد من الدول العربية، والتي تهدف الى زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية والخليجية، وتوريطها وإستنزاف مواردها الاقتصادية، والبشرية، والعسكرية في سلسلة من حروب الجيل الرابع، وحروب الوكالة، وحدود الدم التي سوف تؤدي إلى وقف عجلات التنمية والبناء والإعمار للأجيال القادمة، فهي الوسيلة والغاية للقوى المعادية للأمن العربي الخليجي.

في علوم الجيواستراتيجي والتخطيط الوطني ( السياسي/ العسكري ) تكون الخطوة الأولى دراسة وتقييم طبيعة وأبعاد التهديدات المتوقعة على امتداد مسرح الحرب/ العمليات، وما يشمله من الحزام الأمني المباشر وغير المباشر، والمجال الحيوي، ومناطق الاهتمام، والمصالح الاستراتيجية المشتركة، وكذلك دراسة حسابات موازين القوى، وهي محصلة قياس وتقييم مقارن لكافة قوى الدولة الشاملة مع الدول المعادية بأبعادها المادية، والمعنوية ، والكمية، والنوعية، بهدف تحديد أوجه القوة لتنميتها ومضاعفاتها، وأوجه الضعف لاحتوائها ومعالجتها، وصولاً إلى تحقيق التفوق أو التوازن والقدرة على الردع، والعمل العسكري الشامل أو المحدود، و حالة التهديد الحقيقي والمباشر للأمن الوطني، والسيادة والاستقلال والبقاء .

لذا كانت النتيجة والمحصلة الطبيعية والحتمية أن تتبلور مجموعة من القوى والتكتلات الإقليمية والعالمية، ذات الأهداف والتوجهات المعادية والمضادة، والميول العنصرية، والعرقية، والطائفية، والإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها إيران تلك الدولة المارقة ذات الأهداف التوسعية بالمنطقة العربية والخليجية باستخدام أدواتها وميليشياتها المسلحة، وحرب الوكالة، ولغة القوة، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية والسياسية للدول، وخير شاهد على ذلك مواقفها التخريبية في كلاً من العراق ، و سوريا، و لبنان ، و اليمن ، و قطاع غزة .

إن البرنامج « النووي الإيراني » ذو الأهداف والصبغة العسكرية، والتجربة الصاروخية الإيرانية الاستعراضية الأخيرة، واستمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وإبرام الاتفاق الأخير مع أمريكا والغرب يشكلوا بمجملهم خلل خطير وجسيم في موازين وتوازنات القوى العسكرية، في ظل هذا المناخ المتوتر، والبؤر الملتهبة بالمنطقة العربية والخليجية، و يشكل تهديد حقيقي ومباشر للأمن والاستقرار والسلام الدولي والإقليمي .

وعلى الجانب الآخـر، نجد أن رفع العقوبات الاقتصادية، والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، والتي تصل إلى حولي 36 مليار دولار قد جعل إيران توجه ما يقرب من 22 مليار دولار لشراء نظم تسليح حديثة ومتطورة من روسيا، لدعم برنامجها النووي والصاروخي، وقواتها الجوية والبحرية والدرع الصاروخي المضاد أس 300، بالإضافة إلى اقتحام البعد الفضائي والأقمار الصناعية للمعلومات والتجسس، وبما يشكل خلل استراتيجي عسكري خطير لأمن الخليج العربي، وحزامة الأمني الإقليمي المباشر .

وفي إطار مثلث التهديد الحقيقي والمباشر للأمن العربي/الخليجي، نجد أن إسرائيل هي رأس هذا المثلث، والحصان الأسود، والرابح الحقيقي لما يدور على الأراضي العربية من تخريب، وتقسيم، وفوضى غير خلاقة، وهذا يؤهلها لقيادة الشرق الأوسط الجديد، أو الكبير، من المنظور الأمريكي / الغربي، وفي تنسيق وتعاون استراتيجي تام مع جناحي القوى العنصرية الأخرى في أي من تركيا و إيران، فيكون لها الإرادة والهيمنة، ولغة القوة، وبما يشكل تهديد حقيقي لأمن وبقاء الدول العربية، والإسلامية، والخليجية على حد سواء .

إن المراقب لدول الجوار الاقليمي المباشر مؤخراً يمكن أن يرصد تحرك تركي مضاد لأمن ومصالح الدول العربية والخليجية، في تنسيق وتعاون وتقارب استراتيجي سياسي / عسكري تام مع إيران، وإعادة بناء علاقات متميزة وخاصة مع إسرائيل ، وحلف منظمة شمال الأطلسي، ومحاولات مستميتة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على حساب حقوق ومصالح الدول العربية والخليجية، وخير شاهد على ذلك مواقفها السلبية والمضادة في كلاً من العراق، و سوريا، و لبنان، و مصر، وإضاعة القضية الفلسطينية.

وفي إطار الاستشراف والرؤيا، والدراسات المستقبلية للجغرافيا السياسية والعسكرية لدول الجوار الإقليمي غير المباشر، ومناطق الاهتمام الاستراتيجية نجد أن امتلاك كلاً من الهند، وباكستان للسلاح النووي العسكري يؤكد فوضى انتشار أسلحة الدمار الشامل، وإحداث خلل في موازين القوى التقليدية، وفوق التقليدية، وبما يشكل تهديد حقيقي قد يؤدي إلى احتمالات نشوب حرب نووية عالمية ثالثة مفاجئة وبدون أي مقدمات.

وفي الجوار الإقليمي غير المباشر، والنمور الصفراء ذات القدرات الاقتصادية العالمية، نجد الصراعات الكامنة، والمتفجرة، والأهداف المعلنة وغير المعلنة، والتلويح الدائم بالصدام، واستخدام القوة في العديد من دول جنوب وشرق ووسط آسيا، وخاصة من جانب كوريا الشمالية، وامتلاكها مؤخراً للقنبلة الهيدروجينية، وإجراء التجربة الصاروخية المفاجأة، واستعدادها لاستخدام الأسلحة النووية، وإشعال حالة من التوتر والتأزم والتصعيد مع العديد من الدول مثل: الصين ، و تايلند ، و اليابان، و أمريكا، و الغرب والتي تشكل أيضاً خلل في موازين القوى، وتهديد حقيقي للأمن والسلام العالمي والاقليمي .

ومن زاوية استراتيجية أخرى، نجد حالة من الذوبان التدريجي وانكسار لحالة الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا، وعودة للصراع التقليدي والتاريخي بين القطبين الشرقي والغربي، وانفجار للعديد من بلونات الاختبار، وبؤر الصراع والاحتكاك مثل جورجيا ، و أوكرانيا ، و أخيراً القرم ، وصولاً إلى التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، وبما يشكل موقف حاد ومتدهور في موازين القوى والتدخلات الأجنبية، واحتمالات نشوب الحرب، وانعكاساتها السلبية على الأمن العربي / الخليجي .

إن حالة التهميش المتعمد، وعدم صدق النوايا لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التي تشكل القضية المحورية الأم للأمة العربية والإسلامية، مما يجعلها بؤرة ملتهبة في حلقات الصراع العربي الإسرائيلي، وبما يشكل شوكة وخلل جسيم في موازين القوى عربياً أو خليجياً، واستنزاف للموارد، واستدامة اقتصاديات الحروب المعاكسة والمضادة لكافة أعمال التنمية الشاملة للدول العربية، وشعوبها وأوطانها .

إن حالات افتعال الأزمات، والتأزيم، والتصعيد، والتدخلات الأجنبية العسكرية المباشرة في المنطقة العربية والخليجية، والتوسع في الاستخدام المفرط للقوة، وفوضى انتشار أسلحة الدمار الشامل، وحالة التسابق على امتلاك أحدث منظومات التسليح ذات القدرات التدميرية الهائلة، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية والسيادية للدول، ضرباً للقوانيـن والشرعية الدوليـة بعرض الحائط يشكل خلل كبير وخطير في التوازن وموازين القوى، وتهديد حقيقي ومباشر لأمن، وبقاء، وسيادة واستقلال الدول إقليمياً و دوليـاً .

لقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة كامب ديفيـد بأن أمن منطقة الخليج العربي هو جزء أساسي من الاستقرار العالمي لما تمثله هذه البقعة من العالم من أهمية اقتصادية، وسياسية، واستراتيجية تمس الأمن العالمي، كما أن الدعوة إلى انتقال مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التنسيق التعاوني إلى مرحلة التكامل والوحدة الكاملة لم تعد ترفاً وإنما باتت ضرورة ملحة تفرضها الأهمية الكبيرة لمنطقة الخليج العربي بهدف الحفاظ على المكتسبات والمنجزات ودرء المخاطر والتهديدات .

إن الرؤيا والقيادة الوطنية الرشيدة والحكيمة تُمسك بكافة الأوراق والخيوط حيث تمتلك الإرادة والقرار الوطني الحاسم والصائب وتحافـظ على زمام المبادرة والعمل بروح الفريق والجسد الواحد فكان التدخل العسكري المباشر لقوات التحالف العربي في اليمن لكسر حلقة الحصار بين الشمال والجنوب والشرق والتي تشكل تهديـد حقيقي ومباشر لأمن الخليج العربي، والذي كان لا يحتمل التفكير أو الانتظار، وعلى الجانب الآخر كان تشكيل القوة العربية الإسلامية لتضم 34 دولة بالإضافة إلى التحركات الإيجابية، والفاعلة، والمؤثرة لاحتواء الأحداث وبؤر الصراع بالدول العربية الأخرى، وعلى رأسها سوريا، و العراق، و ليبيا، و لبنان بهدف المنع والمعالجة، وبما يحمي أمن منطقة الخليج العربي كقوة إقليمية ذات تهديدات واحدة، وأهداف ومصالح مشتركة.

وبعد استعراض تلك الحقائق، والأحداث، والأزمات، وبؤر الصراع المتفجرة، والتهديدات المتوقعة، والخلل الخطير في موازين القوى اقليمياً دولياً، نجد أن الحل والعلاج يكمنان في دراسات مستقبلية تبلور الرؤيا، والأهداف، والأولويات، و نشاط استخباري، و فضائي متطور، و تحرك سياسي، و دبلوماسي مكثف، بهدف سرعة الاحتواء و رأب الصدع العربي، ودعم قدراته الذاتية في المواجهة، وحق الدفاع الشرعي عن النفس، وسرعة استعادة الموقف، والعمل على معالجة الخلل في موازين القوى بامتلاك قوة ردع استراتيجية مناسبة، والتأكيد على رفض لغة القوة والهيمنة، والمحاور والتكتلات المضادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والسيادية للدول، وأهمية دعم التعاون الخليجي والعربي، و الإسلامي، والدولي في مكافحة الإرهـاب، والتطرف، والمحافظة على الأمن والاستقرار والسلام اقليمياً و دولياً .
 
لابد من انشاء جيش عربى موحد في اسرع وقت لايقل عن نصف مليون جندي يكون مشابه للناتو جاهز للتدخل السريع في اى منطقة في الوطن العربى ثم بعد ذالك يكون ثمرة لانشاء جيش اسلامى لايقل قوامه عن مليون ونصف غير ذالك سوف ناكل كما اكل الثور الابيض
 
لابد من انشاء جيش عربى موحد في اسرع وقت لايقل عن نصف مليون جندي يكون مشابه للناتو جاهز للتدخل السريع في اى منطقة في الوطن العربى ثم بعد ذالك يكون ثمرة لانشاء جيش اسلامى لايقل قوامه عن مليون ونصف غير ذالك سوف ناكل كما اكل الثور الابيض

عندنا قادة يخططون ويعملون لما يجب وما لبد منه.

فلا تقلق. المؤشرات الإيجابية كثيرة جدا.

الإتحاد الخليجي أصبح أقرب إلى الواقع. ولله الحمد
 
كلام كبير ومثري للقارئ وواقعي وبعيد عن البروبجندا العربيه المعتاده الحمدلله،

الحمدلله على ما نحن فيه والقادم أجمل،

قادتنا يعملون لأجلنا ولأجل المستقبل العربي نتمنى لهم التوفيق والسداد. :cool:
 
ابن زايد هل تعلم من هو اللواء الركن احمد علي حميد ال علي قائد كلية القيادة والأركان المشتركة كاتب هذا المقال!

شاهد بداية هذا المقطع كان عميد في ذلك الوقت



 
عودة
أعلى