قال مركز الدرسات الدبلوماسية الإيراني إن الصراع والعداء بين السعودية وإيران زادا بشكل ملحوظ بعد مجيء الملك سلمان إلى دفة الحكم في المملكة، وسوف تستمر هذه المواجهة بين البلدين في المنطقة.
وشرح المركز الإيراني أهم الأسباب التي تجعل السعودية وإيران في صراع دائم ومستمر في المنطقة قائلا: "عمل الملك سلمان ببطء على رفع حجم التوتر بين البلدين، فمنذ مجيئه تفاقم الصراع بين السعودية وإيران لدرجة أنه في الوقت الراهن ليس لدينا أي علاقة دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية".
وأضاف المركز الإيراني في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، بأن "حكومة أحمدي نجاد السابقة ساهمت أيضا برفع التوتر بين السعودية وإيران ولكن لا نستطيع أن نحمل جميع ما وصلنا إليه الآن إلى حكومة نجاد، لأن السياسة التي اتخذتها السعودية كانت تتضارب بشكل كامل مع مصالح إيران بالمنطقة".
سقوط صدام بداية المواجهة
قال المركز الدبلوماسي إن "العلاقات بين السعودية وإيران توترت بعد سقوط صدام حسين في العراق، غير أن هذا التوتر ازداد عندما انسحبت القوات الأمريكية من العراق، لتمكن حلفاء إيران وأصدقائها من الوصول إلى سلطة الحكم في بغداد".
وأضاف المركز الايراني أن "السعودية قبل عام 2011 كانت تحاول أن تقبل التعامل مع الواقع الجديد في العراق، وكانت الرياض تبحث بطريقة أو بأخرى للتعامل مع إيران، وذلك من أجل الحفاظ على مصالحها في العراق".
وتابع المركز: "لكن عندما وصل الربيع العربي إلى سوريا، رأى السعوديون رفقة حلفائهم في مجلس التعاون لدول الخليج العربي وخصوصا قطر والإمارات بأنها فرصة ثمينة لتعويض ما فقدوا في العراق من خلال سوريا".
وأوضح المركز الدبلوماسي الإيراني بأن المملكة السعودية قالت بشكل واضح للإيرانيين: "كما تقولون إن الأغلبية الشيعية هي من تحكم في العراق هنا أيضا يجب أن توافقوا على حكم الأغلبية السنية في سوريا، فلماذا العلويين وهم أقلية يحكمون أهل السنة الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان في سوريا؟".
واعتبر المركز الإيراني بأن "هذه النظرة السعودية في سوريا تعبر عن نظرة طائفية وتفوح منها رائحة الحرب الطائفية السنية الشيعية بالمنطقة".
وكشف المركز الإيراني عن استعداد السعودية للدخول في حرب عسكرية مباشرة مع إيران، نقلا عن دبلوماسي عراقي قال: "في واحدة من لقاءات الدبلوماسيين العراقيين مع المسؤولين السعوديين قالوا لنا، إننا تعبنا من إيران وإذا لم يتم فصل سوريا عن إيران وتعود تحت المظلة العربية فسوف نضطر إلى أن نفكر في خيار المواجهة المباشرة مع إيران".
وأضاف الدبلوماسي العراقي قائلا: "يقول السعوديين: إذا لزم الأمر سندخل في حرب عسكرية مع إيران حتى وإن فشلنا في هذه الحرب فنحن على استعداد لدفع أثمان باهظة لمواجهة إيران بالمنطقة".
وقال المركز الدبلوماسي: "من الواضح أن الأزمة السورية ساهمت في تفاقم التوتر بين السعودية وإيران وأن صراع المواجهة بين البلدين لم ينحصر على مرحلة الملك سلمان فقط حيث كان سعود الفيصل وتركي الفصيل وبندر سلطان في مختلف الدوائر والمؤسسات الدولية اتخذوا مواقف معادية لإيران، لذلك يمكننا القول إن النهج المعادي لإيران ينشأ من وجهة نظر سعودية تقول بأن وجود إيران وتمددها بالمنطقة يشكل تهديدا خطيرا بالنسبة للسعودية".
واعتبر المركز الإيراني أن "توسع النفوذ الإيراني تزامن مع مجيئ الملك سلمان للحكم، في الوقت نفسه وصل الحوثيون حلفاء إيران للسلطة في اليمن، وثانيا الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية الذي جاء خلافا لرغبة العرب مما جعل العرب يعتقدون بأن الدول الغربية قد باعت دول المنطقة لإيران من خلال الصفقة النووية".
إيران الخاسر الأكبر
قال المركز الدبلوماسي الإيراني بأن "الخيار العسكري لمواجهة السعودية لا يخدم إيران، وأن إيران سوف تكون هي الخاسر الأكبر في حال اختارت المواجهة العسكرية مع السعودية".
وتابع أن إيران سوف تدفع ثمنا باهظا في حال دخلت بحرب عسكرية مباشرة مع السعودية لأننا لا نمتلك الإمكانيات والتجهيزات العسكرية التي تمتلكها السعودية أولا ولا الأموال ولا العلاقات الدولية المتينة التي تمتلكها السعودية مع العالم إذن هذا الخيار لن يكون لصالحنا في حال وقعت الحرب مع السعودية".
وأضاف المركز الدبلوماسي، في التقرير الذي تنشره "عربي21": "في حال وقعت الحرب العسكرية بين السعودية وإيران بطبيعة الحال سوف يتحالف أعداء إيران مع السعودية، ولدى إيران الكثير من الأعداء بالمنطقة والعالم كما أن الأمة الإسلامية تتشكل من الغالبية السنية وأن السنة سوف يتحدون بجانب السعودية ويتم تعبئة العالم الإسلامي السني ضد إيران".
وهاجم المركز الإيراني من يقول في إيران بضرورة قتال السعودية وتحمل كافة تكاليف الحرب ضد السعودية قائلا: "هذا الحديث غير منطقي ولا معنى له، الحكمة هي أن نصل إلى أهدافنا بالمنطقة بأقل التكاليف الممكنة".
واتهم المركز الدبلوماسي الإيراني "السعودية بالعمل على استفزاز إيران وتحريضها على القيام بردود أفعال غاضبة، والعمل والرد الذي يتم في حالة غضب يجعلنا ندفع أثمانا باهظة".
وحول عدم مواجهة السعودية عسكريا قال المركز الإيراني: "رفض المواجهة العسكرية مع السعودية هذا لا يعني أننا لا نفعل أي شيء ضد السعودية، وملف حقوق الإنسان في السعودية ودعم الإرهاب هي واحدة من أهم الأماكن التي يمكن أن نتخذ من خلالها إجراءات ضد السعودية".
وقال المركز الإيراني إنه "من خلال الوثائق والملفات الموجودة لدعم الإرهاب في اليمن وأفغانستان وسوريا والعراق من قبل السعودية نستطيع أن نحرض الرأي العام الدولي ضد السعودية ونستغل وسائل الإعلام الغربية في مثل هذه القضايا للضغط على السعودية كأن نستخدم اللوبيات في أوروبا وأمريكا ضد المملكة، ومن هذا الطريق نستطيع الدخول في المواجهة مع السعودية".
منقول
التعديل الأخير: