بدأت قناة العربية - التابعة لمجموعة "أم بي سي" السعودية-عملية تسريح جماعي لمجموعة كبيرة من العاملين فيها، مساء الثلاثاء، من بينهم صحافيون واداريون وفنيون، عملوا مع القناة منذ تأسيسها عام 2003، . وكانت قناة “العربية” قد اغلقت مكتب بيروت في اول شهر نيسان (ابريل) الماضي، وسرحت جميع الموظفين دون سابق انذار، كما اغلقت القناة مكاتب غزة قبل ثلاثة اسابيع.
وقالت المصادر ان القناة قامت مساء الثلاثاء بابلاغ حوالي 40 شحصا من موظفيها بإنهاء خدماتهم فورا، وبعضهم تم تبليغه صباح الأربعاء. ووفقا للمصادر فان الهدف من التسريح، كما علمت “راي اليوم”، إعادة هيكلة كبيرة تجري داخل القناة، حيث يتم دمج أقسام وإلغاء أخرى، المصادر نفسها اكدت لموقع”راي اليوم” ان عملية التسريح هذه تأتي لاسباب سياسية ايضا في اطار خطة لاعادة هيكلتها وفق اسس جديدة، وشملت الأسماء التي تم الاستغناء عنها، ناصر الصرامي المتحدث باسم القناة، غالب درويش أحد المسؤولين عن موقعها الإلكتروني، المذيعة نيكول تنوري، جيزيل حبيب مقدمة برنامج الصحافة، نجيب بن شريف مدير المراسلين السابق بالقناة، وهاني نسيرة بصفته خبيراً بالشأن المصري، هذا بالإضافة إلى عشرات الموظفين الآخرين. المعلومات تحدثت عن حصول المفصولين على تسوية ستة أشهر، والقناة بدورها لم تُعلن رسمياً، كما التزم المتحدث باسم مجموعة “إم بي سي” الصمت على قرارات الفصل المُفاجئة.
وكانت الحكومة السعودية قد وضعت يدها على القناة بشكل كامل بعد ان كانت مملوكة للشيخ وليد آل إبراهيم، صهر العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، حيث اصبحت القناة تحت سيطرة الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، بالاضافة الى مؤسسات صحافية واعلامية اخرى مثل الشركة السعودية للابحاث والتسويق التي تصدر عنها عدة مطبوعات اشهرها صحيفة “الشرق الاوسط” اليومية. وقال مراقبون مطلعون على التفاصيل لـ”راي اليوم” ان عملية التسريح هذه تهدف الى “تطهير” قناة “العربية” من صحفيين من جنسيات عربية متعددة واستبدالهم بوجوه وعناصر جديدة، وفق مواصفات السياسة السعودية الجديدة، مع التركيز على مسألة الانسجام مع هذه السياسة والولاء المطلق لها، وخاصة الجوانب المتعلقة بلبنان واليمن وسورية والعراق.
وستشمل عملية “الغربلة”، حسب تعبير المراقبين، جميع مكاتب القناة في الدول العربية والعالمية، حيث سيتم تسريح الموظفين، واغلاق المكاتب، كخطوة اولى ثم تعيين بدلاء لهم ينسجمون مع السياسة السعودية الجديدة. واكدت المصادر نفسها لـ”راي اليوم” ان الغالبية العظمى من العاملين الذين شملتهم هذه التسريحات هم من دول عربية مثل العراق وسورية واليمن وفلسطين، وابناء الطائفة الشيعية خاصة، والمتعاطفين مع المقاومة و”محور الممانعة”.
وكانت السلطات السعودية تقدم دعما ماليا سنويا كبيرا للقناة منذ تأسيسها، ولكن فضلت هذه السلطات السيطرة على المحطة بالكامل والغاء تبعيتها لآل ابراهيم، وكانت الخطوة الاولى بتعيين الدكتور عادل الطريفي، وزير الاعلام الحالي، مديرا عاما خلفا لعبد الرحمن الراشد، وتردد شائعات بان البحث جار لمدير عام جديد خلفا للحالي تركي الدخيل.
http://arabic.arabianbusiness.com/business/media-marketing/2016/may/26/414223/