السلطان يعقوب بن عبد الحق

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
السلطان يعقوب بن عبد الحق




التعريف به ونشأته

هو السلطان المجاهد يعقوب بن عبد الحق أبو يوسف المريني سلطان بلاد المغرب، وقبيلة مرينة من بين قبائل العرب بالمغرب، ويقال لها (حمامة)، وكان مقامهم بالريف القبلي من إقليم تازة.
ولد السلطان يعقوب بن عبد الحق في عام ستمائة وتسعة من الهجرة، ونشأ ببلاد المغرب في قبيلة مرينة، ومن الواضح أنه نشأ على الإسلام، وكانت نشأته صحيحة وقويمة، فكما يقول عنه "لسان الخطيب" في الإحاطة: إنه كان سليم الصدر، مخفوض الجناح، وكان ملكًا صالحًا، فهذه الصفات لا تأتي إلا من كانت نشأته إسلامية خالصة، خاصة وقد رفعوا الجهاد ضد النصارى المتربصين بالإسلام لأخذ الأندلس وتملكها من يد المسلمين، ولن يتجاوب مع المسلمين في رفع راية الجهاد إلا من تربى ونشأ عليه.

جهاده وأهم المعارك ودوره فيها

استولى "الفنش" على جميع ما افتتحه المسلمون من معاقل الأندلس وارتجعها ثم هلك "الفنش" وتولى ابنه وفي عهده ارتجع (قرطبة) و(اشبيلية) من أيدى (بنى هود) وعلى عهده زحف ملك (أرغون) فارتجع شرق (الأندلس) كله (شاطبة) و(دانية) و(بلنسية) و(سرقسطة) وسائر الثغور والقواعد الشرقية، ولما رأى المسلمون ما حل بهم ملكوا عليهم "محمد الفقيه بن الأحمر"، واستغاث بـ"يعقوب بن عبد الحق" سلطان "بني مرين" لنجدته ضد النصارى، فأجاب صريخه وأجاز عساكر المسلمين من بنى مرين وغيرهم إلى الجهاد مع ابنه ثم جاء على أثرهم وأمكنه ابن هشام بن الجزيرة الخضراء وكان ثائرا بها فتسلمها منه ونزل بها وجعلها ركابا لجهاده وأنزل بها جيش الغزو، ولقي الجموع النصرانية بوادلك وعليهم "ذنبة" من اقماط "بنى أدفونش" وزعمائهم فهزمهم "يعقوب بن عبد الحق" وبقيت فتن متصلة ولم يلقه "يعقوب" وانما كان يغزو بلادهم ويكثر فيها العبث إلى أن ألقوه بالسلم وخالف على هراندة ملك قشتالة هذا ابنه سانجة فوفد هراندة على يعقوب بن عبد الحق صريخا وقبل يده فقبل وفادته وأمده بالمال والجيش ورهن في المال التاج المعروف من ذخائر سلفهم.
وكان أول ما افتتحه وخلصه من أيدي النصارى مدينة (سلا)، وفتك في بعض غزواته بملك من النصارى يقال له ذوننه، ويقال: إنه قتل من جيشه أربعين ألفًا ،وهزمهم أشد هزيمة، ثم تتابعت غزواته بالأندلس وجوازه للجهاد، وكان له من بلاد الأندلس رندة والجزيرة الخضراء وطريف وجبل طارق وغير ذلك، وأعز الله تعالى به الدين بعد تمرد الفرنج المعتدين.
وفاته

توفي السلطان "يعقوب بن عبد الحق" في الجزيرة الخضراء من الأندلس، وهو بعسكره للجهاد عند الزوال يوم الثلاثاء الثاني والعشرين لمحرم سنة خمس وثمانين وستمائة وله خمس وسبعون سنة[1].

قالوا عنه

أثنى عليه لسان الدين بن الخطيب فقال: كان ملكًا صالحًا، سليم الصدر، مخفوض الجناح، شارعًا أبواب الدالة عليه منهم، أشبه بالشيوخ منه بالملوك، في إخمال اللفظ، والإغضاء عن الجفوة، والنداء بالكنية.



[1] المراجع: البداية والنهاية - المختصر في أخبار البشر - الإحاطة في أخبار غرناطة - تاريخ ابن خلدون - النفحة النسرينية واللمحة المرينية.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى