ضرار بن الخطاب الفهري

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
ضرار بن الخطاب الفهري

نسبه ونشأته

هو ضرار بن الخطاب بن فهر القرشي الفهري، وكان أبوه رئيس بني فهر في زمانه[1].

لقد نشأ ضرار بن الخطاب في قريش في وقت كان أبوه رئيسًا لبني فهر، مما انعكس على حياة ضرار، فأهلته ليكون فارسًا من فرسان قريش ومن شعرائها، فكما ذكر ابن عبد البر في استيعابه أنه كان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين، حتى قالوا: ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق. وقال الزبير بن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه، ومن ابن الزبعرى. ويقدمونه على ابن الزبعرى؛ لأنه أقل منه سقطًا، وأحسن صنعة[2].
شجاعته في الجاهلية
ذكرنا أن ضرار بن الخطاب كان من فرسان قريش، ولما اختلفت الأوس والخزرج فيمن أشجع في يوم أُحُد، فمر بهم ضرار بن الخطاب، فقالوا: هذا شهدها، وهو عالم بها. فبعثوا إليه فتى منهم، فسأله عن ذلك، فقال: لا أدري ما أوسكم من خزرجكم، ولكني زوجت يوم أحد منكم أحد عشر رجلاً من الحور العين[3].
وهو الذي أسر سيدنا سعد بن عبادة بعد بيعة العقبة، لما علمت قريش بإسلامه.
فكره العسكري
كان لضرار بن الخطاب نظرٌ ثاقب في الحروب، باحثٌ عن ثغرات خصمه؛ لكي يتمكن من إيقاعه، وفعل ذلك يوم أحد، فهو الذي نظر يوم أحد إلى خلاء الجبل من الرماة، فأعلم خالد بن الوليد، فكرَّا جميعًا بمن معهما، حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجبل، ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم[4].
أهم المعارك ودوره فيها
لقد شارك سيدنا ضرار بن الخطاب رضي الله عنه في معارك كثيرة ضد الفرس، منها القادسية والمدائن وغيرها، وقد أرسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ماسبذان قائدًا.
وفي القادسية أخذ ضرار بن الخطاب راية الفرس العظيمة وهي درفش كابيان، فعوض منها ثلاثين ألفًا، وكانت قيمتها ألف ألف ومائة ألف ألف[5].
كان سيدنا ضرار بن الخطاب رجلاً قياديًّا، وفي إحدى معارك المسلمين مع الفرس أمر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقود ضرار بن الخطاب الجيش المتجه إلى ماسبذان، فقاده وحقق نصرًا على الفرس.
ويذكر الطبري في تاريخه تفصيل تلك المعركة، فيقول: لما رجع هاشم بن عتبة من جلولاء إلى المدائن، بلغ سعدًا أن آذين بن الهرمزان قد جمع جمعًا، فخرج بهم إلى السهل، فكتب بذلك إلى عمر. فكتب إليه عمر: ابعث إليهم ضرار بن الخطاب في جند، واجعل على مقدمته ابن الهذيل الأسدي، وعلى مجنبتيه عبد الله بن وهب الراسبي حليف بجيلة، والمضارب بن فلان العجلي. فخرج ضرار بن الخطاب وهو أحد بني محارب بن فهر في الجند، وقدم ابن الهذيل حتى انتهى إلى سهل ماسبذان، فالتقوا بمكان يدعى بهندف، فاقتتلوا بها، فأسرع المسلمون في المشركين، وأخذ ضرار آذين سلمًا، فأسره فانهزم عنه جيشه، فقدمه فضرب عنقه، ثم خرج في الطلب حتى انتهى إلى السيروان، فأخذ ماسبذان عنوة فتطاير أهلها في الجبال، فدعاهم فاستجابوا له، وأقام بها حتى تحول سعد من المدائن، فأرسل إليه فنزل الكوفة واستخلف ابن الهذيل على ماسبذان، فكانت إحدى فروج الكوفة[6].

من كلماته

قال ضرار بن الخطاب يومًا لأبي بكر الصديق: نحن كنا لقريش خيرًا منكم، أدخلناهم الجنة، وأوردتموهم النار[7].
وقال يوم الفتح:
يا نبي الهدى إليك لجاحـ ... ـي قريش ولات حين لجـاء
حين ضاقت عليهم سعة الأر ... ض وعاداهم إله السمـاء[8].
الوفاة
لم يذكر أحد من المؤرخين وفاته، إلا أن ابن عبد البر قال: لقد خرج إلى الشام مجاهدًا، فمات هناك[9].

[1] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/225.
[2] السابق نفسه، الصفحة نفسها.
[3] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/225.
[4] الصفدي: الوافي في الوفيات 1/2260.
[5] تاريخ ابن خلدون 2/524.
[6] تاريخ الطبري 2/475.
[7] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/225.
[8] الصفدي: الوافي في الوفيات 1/2260.
[9] ابن سعد: الطبقات الكبرى 7/407.

منقول/تاريخ قصة الاسلام
 
عودة
أعلى