ايران والخليج رؤية للمستقبل المنظور وابعاده الاستراتيجية

إنضم
21 سبتمبر 2008
المشاركات
58
التفاعل
0 0 0
واجهت إيران موقفًا استثنائيًا في رؤيتها لأمنها القومي عندما دفعت الولايات المتحدة صدام حسين لتأديب إيران بسبب أزمة الرهائن الأمريكيين، ولحسن حظ الولايات المتحدة فإن موسكو قد تضامنت مع التحدي الأمريكي للثورة الإسلامية لاعتبارات ودواعي مختلفة، فكان الهجوم العراقي على إيران استفتاءً عالميًّا وإقليميًّا على مدى تقبل المنطقة والعالم لهذه الثورة. وقد لاحظت إيران أن الهجوم العراقي عليها بذرائع قومية عربية وبغطاء أمريكي وعربي قد بعث برسالة خطيرة، وهي أن وجود إيران كدولة موحدة قد أصبح موضع التهديد. فلما انتهت الحرب الباردة وانتهت معها ملحمة الصراع العراقي الإيراني بدأ نجم إيران الاستراتيجي في السطوع، فلم يزل فقط الخطر العراقي وإنما تورط العراق في الكويت فتعرض لمسلسل الهوان والعقوبات، وانتهى الأمر إلى الغزو الأمريكي للعراق، وكلها تطورت إيجابية للغاية من وجهة النظر الإيرانية فاندفعت إيران لكي تملأ الفراغ الذي سببه سقوط نظام صدام حسين، فقدمت الولايات المتحدة لإيران بهذا الغزو وسوء الإدارة أكبر خدمة لإيران بحيث أصبحت إيران هي اللاعب الأساسي في الملفات العربية بداية بالعراق ثم في لبنان كما كسبت أوراقًا مهمة في فلسطين، وأصبح الفشل الأمريكي في هذه الملفات يترجم إلى مكاسب إيرانية، فأنشأت إيران قوس التحالفات بين شيعة العراق وحزب الله في لبنان وسوريا. وقد فكرت إيران في تعظيم أوراقها في مواجهة الولايات المتحدة خاصة بعد فشل السياسة الأمريكية في احتواء إيران والعراق في قفص واحد، وذلك بالسعي للحصول على التكنولوجيا النووية واستخداماتها السلمية أملاً في التوصل إلى القدرات العسكرية النووية والدخول في النادي النووي. ومعنى ذلك أن الملف النووي الإيراني موجه إلى الولايات المتحدة وليس إلى منطقة الخليج في الوقت الذي توظف فيه واشنطن مخاوف هذه الدول ضد إيران. وتدرك إيران جيدًا ذلك ولكنها لا تبذل الجهد الكافي لتبديد مخاوف هذه الدول من الطموحات النووية الإيرانية، وتصر إيران على أنها تملك الجزر الثلاث في مدخل الخليج، وأنها تنازلت عن ملكيتها للبحرين عام 1970 مقابل موافقة بريطانيا على أيلولة هذه الجزر إليها.
ويبدو أن إيران تنظر إلى منطقة الخليج على أنها منطقة نفوذها الوحيدة وأن الجهود الإيرانية في هذه المنطقة تمنع تنفيذ المشروع الأمريكي، فإن الصراع الحالي بين البلدين هو في الحقيقة صراع على النفوذ في المنطقة، وقد ينتهي عسكريًّا كما قد ينتهي إلى المفاوضات الشاملة وصولا إلى اقتسام النفوذ. وهناك محاذير شديدة على الطريقين العسكري والسياسي، وهو ما تنشغل به الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ إدارة الرئيس كارتر في نهاية الثمانينيات حتى الآن.
يترتب على ما تقدم أن رؤية إيران لوضعها في الخليج لم تعد قاصرة على حدود الخليج بالمفهوم الجغرافي، لأن الخليج لم يكن في أي يوم مسألة محكومة بعوامل إقليمية وإنما تم تدويله على الأقل منذ القرن التاسع عشر، عندما تناوبا النفوذ في بريطانيا ثم الولايات المتحدة فكان الخيار أمام إيران هو ألا تلعب أي دور كما حدث في ظل الهيمنة البريطانية أو أن تلعب دورًا محدودًا تحت الرقابة الأمريكية كما حدث في عهد الشاه أو أن يتم عزلها ومهاجمتها داخل أراضيها ومن حولها كما حدث منذ الثورة الإسلامية.
الجديد هو أن إيران تتعرض لمحاولات تقويض نظامها وتقليم أظافرها ولذلك قدرت أنها لابد أن تكون طرفًا نشطًا في تفاعلات المنطقة بأسرها، فأصبحت جميع القضايا الإقليمية محكومة بشكل أو بآخر بالعامل الإيراني فهو عامل حاسم في مستقبل العراق وفى إطار رؤية إيران لإرغام واشنطن على الرحيل مع غياب أي دور عربي على الإطلاق. وفى لبنان تدعم إيران حزب الله لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني فأصبحت إيران لاعبًا أساسيًا في تفاعلات الساحة اللبنانية، وكذلك الحال مع حماس في مواجهة إسرائيل، رغم أن بعد الدول العربية مثل مصر والسعودية لا تستقر على رؤية مشتركة بالنسبة للعامل الإيراني في القضايا العربية. فبينما تحاول السعودية أن تتحاور مع إيران حول مختلف القضايا العربية خاصة في العراق فإن مصر التي انقطعت علاقاتها بإيران عام 1979 لا تزال مضطربة في رؤيتها لإيران.
وعلى الجملة فإنه يمكن تلخيص الموقف في المنطقة على أنه صراع إيراني أمريكي على العالم العربي وساحته هي العالم العربي. أما الدول العربية فلم تعد طرفًا في هذه المعادلة بل إنها لم تتمكن في معظم الأحيان من المحافظة على حيادها، ولم تتمكن من الاتفاق على المصلحة العربية العليا في هذا الصراع والسبب في ذلك هو الهيمنة الأمريكية على قراراتها. وقد بلغت هذه الهيمنة أحيانًا حد الخطر عندما حاولت الولايات المتحدة توظيف الموقف العربي العام ضد إيران فأصبح عدو العالم العربي هو إيران لمجرد أن واشنطن تعادى إيران، أما إسرائيل العدو الحقيقي للعالم العربي فلم يعد كذلك وأصبحت ثنائية إيران وإسرائيل محل جدل الكتاب العرب فأنقسم في هذه النقطة إلى ثلاثة فرق، الفرقة الأولى ترى أن إيران هي الخطر على العالم العربي، وعلى العكس ترى الفرقة الثانية هي أن إسرائيل هي الخطر الدائم بينما يرى فريق ثالث أن كليهما خطر في منطقته. وقد ظهر فريق رابع يرى أن الولايات المتحدة هي الخطر لأنها التي تساند إسرائيل وتستفز إيران. في ضوء هذه الحقيقة فإن العالم العربي سوف يلحقه الضرر حتمًا بسبب موقفه السلبي في كل الحالات سواء تصادمت إيران والولايات المتحدة عسكريًّا أو تصالحت الدولتان لاقتسام النفوذ والهيمنة في العالم العربي، وفى هذه الحالة يتضاعف الضرر؛ لأن القسمة سوف تشمل إسرائيل، بعد أن كان التوتر الإسرائيلي الإيراني أحد أهم سبل استنزاف القوة الإسرائيلية.
ME2.jpg
 
الكيان الاسرائيلي هي العدو الوحيد للعرب بالاضافة للحكومة الاميركية اما ايران دولة مسلمة ولا يجب استعدائها لانها تريد زيادة نفوذها
بل يجب على العرب ان يعملو بشكل ايجابي من اجل ان يحافظو على نفوذهم فايران تعمل بشكل سياسي ويمكن الرد عليها بشكل
سياسي ولا يجب استعدائها بل على العكس ايران هي الحليف الطبيعي للعرب لانها والعرب سوا في مواجهة الصهاينة
 
عودة
أعلى