غموض مواقف مصر وموريتانيا من عودة المغرب
أوردت منابر إعلامية موريتانية ومصرية بأن غموضا دبلوماسيا يلف مواقف كل من محمد ولد عبد العزيز وعبد الفتاح السيسي حيال عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، وهي العودة التي سيعلن عنها رسميا خلال القمة الـ28 للاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأفاد موقع زهرة شنقيط الموريتاني، بأن "الرئيس محمدا ولد عبد العزيز غاب عن مأدبة العشاء التي أقامها الملك محمد السادس على شرف قادة عدد من دول القارة السمراء بأحد الفنادق الفاخرة في إثيوبيا"، مضيفا أن أغلب أعضاء الوفد الموريتاني المرافق للرئيس لم يحضروا للمأدبة.
وأردف المنبر الموريتاني بأن "العلاقات الموريتانية المغربية تمر بفتور كبير، بالرغم من المساعي التي بذلتها بعض الأطراف لتهدئة الجو بين البلدين"، متابعا بأنه "من المتوقع أن تنهار العلاقة بين الجارين بعد أيام إذا فشل المغرب في الدخول رسميا إلى منظمة الاتحاد الإفريقي".
ومن جهتها،
أكدت صحيفة المصريون المصرية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن العلاقات المصرية المغربية قد تدخل محطة جديدة من التوتر، إثر غموض موقف القاهرة حيال طلب الرباط العودة للاتحاد الإفريقي، بعد تجميد عضوية المملكة في منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984.
وحسب المصدر ذاته، "
رفضت القاهرة حتى الآن التعقيب بشكل رسمي على الطلب المغربي، وسط أنباء عن احتمالات امتناعها عن التصويت حال إجراء الاتحاد الإفريقي تصويتا على طلب تقدم به المغرب في يوليوز الماضي للعودة للاتحاد، على هامش زيارة نادرة قام بها العاهل المغربي لأديس أبابا".
وذكرت الجريدة بأن "غموض الموقف المصري من قضية الصحراء يأتي كحلقة في مسلسل مساعي القاهرة لخطب ود الجزائر التي ترتبط مع مصر باتفاقيات لتوريد غاز طبيعي بأسعار تفضيلية وشروط ميسرة في السداد، لا سيما أن الجزائر تتبنى موقفًا رافضًا لعودة المغرب حتى الآن".
وعلى صعيد ذي صلة، قلل الدكتور عاطف السعداوي،
الخبير في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، من أهمية التجاذبات الجارية حول عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا أن "هذه العودة شبه محسومة خاصة أن الأغلبية الساحقة من دول القارة، منها إثيوبيا دولة المقر، تدعم هذه العودة".
و
اعتبر السعداوي أن حالة الغموض التي يتسم بها الموقف المصري تجاه عودة المغرب مدروسة، حيث تسعى القاهرة إلى توظيف هذا الغموض لتحقيق مصالحها في عدة ملفات؛ فهي ترغب في انتزاع تنازلات من الجزائر في ملفي ليبيا والغاز الطبيعي، لذا تقدم نفسها كمتناغم الموقف الجزائري وتنتظر تطورات اللحظات الأخيرة وتدعم العودة حال توافق الجميع عليها.
http://www.hespress.com/politique/337420.html