تفضل خويا بوقادوم هاهو جوابك حول المفاوضات من بوريطة ، قال لكم لن نتفاوض و من بعد ؟؟ ماذا ستفعلون ؟؟
بكل بساطة المغرب أسعد واحد ((((بالحرب))))) الوهمية التي أعلنت
من يفهم جيدا سياسة المغرب يعرف أنه يحب العمل أكثر في الكواليس، كما أنه يجيد الظهور بمظهر الضحية، قد يستفزك في السر حتى تقوم برد فعل عنيف في العلن وهذا من الثقافة المغربية (الدق والسكات)، (تمسكن حتى تمكن)
الوضع الحالي الذي تسميه البوليساريو والجزائر "حرب" المغرب هو الذي دفعهم إليه دفعا ولم يترك لهم مجالا آخر
تم ذلك بداية بخروج المغرب للمناطق العازلة في 2016 لتغيير الوضع الذي تم الاتفاق على بقاءه كما هو (تعبيد الطريق) اعترضت البوليساريو وتوسطت الأمم المتحدة وتراجع المغرب، اعتبرت الجزائر والبوليساريو تراجع المغرب خوف وتمادتا وأصبحتا تتجرءان وتمارسان البلطجة على السائقين الدوليين أمام صمت المغرب الذي كان سعيد بالبلطجة حيث أنها كانت تخدم استراتيجيته بعيدة المدى (تأمين المنطقة العازلة في الكركرات) و الظهور أمام العالم بمظهر المسالم عكس الطرف الآخر
ظل الأمر كما هو عليه إلى أن جاءت موجة القنصليات في 2020 وأمام الوضع خرجت الجزائر والبوليساريو عن طوعهما وقاما بردة الفعل التي كان ينتظرها المغرب وهو إمساكهما بما كانا يعتقدانه أنها اليد التي توجع المغرب وهو إغلاق معبر الكركرات إلى الأبد
الطعم الذي رماه المغرب للجزائر والبوليساريو في 2016 باستفزازهما في الكركرات وعززه بالقنصليات في 2020 أكلاه (قمنا بتوجيه البوليساريو حرفيا إلى المكان الذي عليها أن تضربنا فيه) وانطلت عليها الحيلة وعلى الجزائر بكل سذاجة
هنا المغرب حصل على ما يريده وهو الحصول على مبرر أمام المنتظم الدولي والأمم المتحدة لتمديد الحزام الأمني دون أن يعترض أي أحد
تحرك المغرب الاستفزازي في الكركرات (الفخ) في 2016 جاء في نفس سنة زيارة الملك لنيجيريا وحمله مشروع أنبوب الغاز
المشروع كان يعيقه تلك الكيلومترات القليلة (المنطقة العازلة) بين المغرب وموريتانيا وكان نايل الشافعي المهندس المصري المهتم بالسياسات العالمية الطاقية فيما يتعلق بخطوط الغاز قد جزم أن المشروع لن يتم بسبب تلك المناطق العازلة
لكن المغرب بهدوءه وقدرته على العمل الاستراتيجي الذي لا يتأثر بالاستفزازات والعواطف الآنية وصل إلى هدفه وهو تأمين وبشكل نهائي لمسار أنبوب الغاز المستقبلي + تحسين ظروف عمل السائقين الدوليين Bonus.
مقابل الشخصية المغربية الهادئة استغل المغرب الشخصية المندفعة للجزائر (سياسة النيف المخنن وأنا الأقوى وأستطيع فرض ما أشاء والآخر يخاف مني)
الجزائر الآن لا تريد التصعيد إذ بإمكانها تسليح البوليساريو بأسلحة نوعية وإلحاق أضرار جدية بالمغرب، لكنها تعلمت الدرس جيدا
فهمت أن الاندفاع أمام المغرب سيكلفها الكثير وغيرت مدير المخابرات الخارجية الذي لم يستطع التنبوء بخطوات المغرب ومجارات إيقاعه
بكل حال الوقت في صالحنا سواء قررت الجزائر التصعيد وشن حرب حقيقية على المغرب (هذا السيناريو يهيء له المغرب بجدية والجميع لاحظ ذلك)، أو قررت التهدئة فسيستمر المغرب في حصد المكتسبات
المغرب يجيد العمل الاستراتيجي البعيد المدى وليس من صفاته العاطفية والتسرع في المقابل يجيد الاستفزاز لدفع الطرف الآخر على القيام بما يريده المغرب
التعديل الأخير: