جبهة "كابيندا" تفضح تناقضات أنغولا وفنزويلا حيال الصحراء
هسبريس - عبد المغيث جبران
الجمعة 06 ماي 2016 - 10:45
"كيف تبررون مسألة أنكم تدافعون باستماتة شديدة عن حق ما يدعى "الشعب الصحراوي" في تقرير مصيره على بعد آلاف الكيلومترات من حدود بلدكم، وترفضون هذا الحق بشراسة عندما يتعلق الأمر بمنطقة "زوليا" غرب فنزويلا، أو مقاطعة "كابيندا" الواقعة في أنغولا؟".
كان هذا سؤالا وجهه أنطونيو لويس لوبيز، رئيس جبهة تحرير كابيندا "فلاك"، ورئيس ما يسمى حكومة كابيندا بالمنفى، في بيان توصلت به هسبريس، إلى الرئيس الأنغولي، مخاطبا في الوقت ذاته الرئيس الموزمبيقي السابق خواكيم شيسانو، المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى الصحراء.
رئيس "كابيندا" المطالبة بالانفصال، والتي تعد واحدة من بين المقاطعات 18 في أنغولا، ومن المناطق الرئيسية لإنتاج النفط، حتى إنها تلقّب بـ"كويت إفريقيا"، حاول إبراز مدى التناقض الذي وقعت فيه أنغولا بمعية فنزويلا، وهما البلدان اللذان رفضا قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء.
وعبر لوبيز، في رسالته التي خاطب من خلالها حكام أنغولا وفنزويلا، بعد أن أظهروا تأييدهم لمطلب الانفصال الذي تنادي به جبهة البوليساريو، عن أسفه وقلقه من واقع ومصير منظمة الاتحاد الإفريقي، التي قال إنها "باتت وسيلة للابتزاز في يد بعض الدول والإيديولوجيات البائدة".
ولفت المصدر إلى أن المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي بالصحراء دافع عن حق "الشعب الصحراوي" في تقرير مصيره، لكنه لم يراع، حسب تعبير رئيس ما يسمى حكومة كابيندا بالمنفى، عددا من العوامل والشروط العادلة والمؤسسة عبر التاريخ والجغرافيا والإثنية والاجتماع.
وانتقد لوبيز توجه أنغولا، المسنودة بحلفائها الماركسيين والشيوعيين: فنزويلا رافائيل مادورو، والموزمبيقي شيسانو، إلى عدم الإقرار بحق منطقة "كابيندا" في تقرير مصير سكانها، مضيفا أن أنغولا ترفض منذ أزيد من أربعة عقود إيجاد حل لما وصفه بـ"الاحتلال غير المشروع لكابيندا".
وشن رئيس كابيندا بالمنفى هجوما كاسحا، خصوصا ضد المبعوث الخاص لمنظمة الاتحاد الإفريقي بالصحراء، ووصفه بكونه "يمتلك ماضيا دمويا إبان حكمه للبلاد"، مبرزا أن ذلك الماضي لا يمنحه الحق للدفاع عن المطالب الحيوية لأفارقة العالم الحر، بقدر ما يدافع عن جماعات تتاجر في الممنوعات، وتبيع الأسلحة لتنظيم القاعدة بإفريقيا.
ويبلغ عدد سكان "كابيندا" أزيد من 264 ألف نسمة، حسب إحصاء يعود إلى 2006، وتتمسك بمطلب السيادة والاستقلال، باعتبارها كانت تحت الحماية البرتغالية، إذ عرفت باسم الكونغو البرتغالية في مايو 1963، وفي 1 غشت 1975 أعلنت جبهة تحرير كابيندا استقلال الإقليم، لكن ذلك لم يحظ باعتراف أنغولا وغيرها من الدول.