الرسالة وصلت والرد فوري
أ.ف.ب
الولايات المتحدة تسعى إلى حشد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء
يبدو أن الإعلان الثلاثي المشترك بين المغرب وأمريكا وإسرائيل يعد بالكثير من المكاسب الدبلوماسية في ملف نزاع الصحراء المغربية، إذ تسعى واشنطن إلى إقناع شركائها وحلفائها في العالم لإقرار اعترافاتها بمغربية الصحراء من خلال دعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لإنهاء هذا الصراع الإقليمي.
وبعدما جرى تسجيل إعلان الرئيس دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء في سجلات الأمم المتحدة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، أكد دايفيد فيشر، السفير الأمريكي بالمغرب، في حوار، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل في المرحلة المقبلة على إقناع شركائها بالاعتراف بمغربية الصحراء؛ وهو ما يعني أن الانتصار الدبلوماسي الأخير للمملكة لا يقف عند حدود دعم أقوى دولة للوحدة الترابية للمملكة.
ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أكد، بدوره في تصريحات صحافية بعد توقيع الاتفاق الثلاثي، أن “العملية ليست نهاية في حد ذاتها؛ لأننا يجب أن نركز على النتيجة النهائية”.
ويحصن استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب المكتسبات الأمريكية في دعم قضية الصحراء، على اعتبار أن واشنطن هي أكبر داعم دولي لإسرائيل؛ فيما يتوقع أن تلعب الدولة العبرية دوراً جديداً في حشد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء.
وجاء في الإعلان الثلاثي، الذي وقعته إسرائيل إلى جانب المغرب وأمريكا:
“تعترف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على كامل إقليم الصحراء الغربية، وتجدد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي وذي المصداقية، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول جهة الصحراء الغربية”؛ ما يعني أن إسرائيل منخرطة في دعم ملف الصحراء، على الرغم من عدم صدور موقف واضح لها في هذا الموضوع.
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية قائمة كبيرة من الشركاء الدوليين في مختلف قارات العالم، إذ يشكل انخراطها لدعم الصحراء المغربية مرحلة حاسمة تراهن عليها المملكة المغربية لإنهاء هذا النزاع الإقليمي.
واستمراراً للدينامية التي يشهدها الملف، يخطط المغرب، خلال سنة 2021، لتوسيع الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء وتكريس شرعية تمثيلية منتخبي الأقاليم الجنوبية داخل منظمة الأمم المتحدة.
وكان السفير الأمريكي بالرباط أكد أن الإدارة المقبلة بقيادة جو بايدن ستحافظ على القرارات الرئاسية لدونالد ترامب بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء، مستغرباً من بعض التحليلات التي تراهن على تجاهل الوافد الجديد للبيت الأبيض لهذه القرارات.
جدير بالذكر أن عدد الدول التي لا تعترف بالكيان الوهمي بلغ 163 دولة، أي 85 في المائة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وفق ما تضمنه الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء؛ فيما يتوقع أن ترتفع هذه النسبة، بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.