في خطوة جديدة في تاريخ العلاقات المصرية الروسية بشكل عام وفيما يخص الملف العسكري بشكل خاص، أعلنت وسائل الإعلام الروسية عن إبرام اتفاق مع الجانب المصري حول صنع أصناف من العتاد العسكري بجهود مصرية روسية مشتركة. وتعد هذه الخطوة تطورًا استراتيجيًّا هامًّا حسبما يرى بعض الخبراء العسكريين، خاصة أن التعاون العسكري في الماضي كان مبنيًّا على شراء الأسلحة أو المشاركة في مناورات عسكرية مشتركة، بجانب تدريب بعض العناصر المصرية على استخدام وصيانة الأسلحة. ولكن هذه الخطوة مختلفة، وقد تحدث تغيرًا استراتيجيًّا في المنطقة، في ظل عدم وجود دول بالمنطقة تصنع أسلحتها بنفسها، وتعتمد فقط على الصفقات.
وقال مسؤول في شركة “أو. بي. كا” الروسية الصانعة لتقنيات الاتصالات وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات التكنولوجيا المتطورة، في وقت سابق، إن اللجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون العسكري التقني بحثت موضوع إقامة مشاريع صناعية مصرية روسية مشتركة في مصر؛ لإنتاج أصناف من العتاد العسكري، مشيرًا إلى أن الجانب المصري يهتم مثلنا بإنتاج محطات الاتصال اللاسلكي “آر-168 أكفيدوك” من صنع مؤسسة “سوزفيزديه” التابعة لشركة “أو. بي. كا”، وصمم جهاز “آر-168 أكفيدوك” لنقل المكالمات والمعلومات الأخرى وتحديد المواقع، وهو محمي ضد التنصت والتجسس.
العلاقات المصرية الروسية
شهدت العلاقات المصرية الروسية تطورًا ملحوظًا خلال آخر 3 سنوات، على عكس أي دولة أخرى، حيث زار الرئيس الروسي فلادمير بوتين القاهرة منذ عام، وسبقتها سلسلة من الزيارات للرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء أثناء توليه منصب وزير الدفاع، أو بعد توليه منصب رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى سلسلة من الصفقات العسكرية والمناورات المشتركة، وكان المجالان العسكري والاقتصادي هما الأضخم.
ويعد الجانب الروسي شريكًا قويًّا للإدارة المصرية، حيث تم عقد عشرات الصفقات على مدار الـ 3 سنوات، كان أبرزها الملف النووي المصري والاتفاق علي مساهمة روسية في بناء محطة الضبعة أواخر العام الماضي، وسبقته صفقات شراء منظومة صواريخ “إس – 300 بي إم” الروسية المضادة للجو.
وشارك الفريق المصري العام الماضي في مسابقة الدفاع الجوي في روسيا، وفاز بالمركز الثالث، كما حصلت مصر على سفينة صواريخ هدية قدمتها روسيا في إطار تعزيز التعاون العسكري بين القاهرة وموسكو. كما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن القوات الجوية المصرية ستحصل على 46 طائرة “ميج – 29” من روسيا، بالإضافة إلى 48 طائرة من طراز “سو – 35”.
يذكر أن البحرية المصرية أجرت تدريبات مشتركة مع القوات البحرية الروسية، ضمن مشروع تدريبات “جسر الصداقة 2015” في البحر المتوسط، والتي جرت في الفترة من 6 إلى 14 يونيو الماضي، ونقل موقع “روسيا ما وراء العناوين” أن روسيا ستنهي تزود مصر بمنظومة “أنتي – 2500” المضادة للصواريخ الباليستية بنهاية عام 2016.