اليابان والاسرار العسكريه

إنضم
10 فبراير 2016
المشاركات
320
التفاعل
948 0 0
upload_2016-3-1_7-59-16.png


تملك قاعدة عملية رهيبة و صناعية رهيبة تؤهلها لبناء جيش ضخم في وقت محدود و ابتكار اسلحة هجومية تتفوق على كل ما تملكه الترسانات التقليديه و سنرى ابداع و يكفي اننا نستطيع ان نرى بعض ابداعات اليابان ليدرك كل شخص حجمه الحقيقي..

قوات الدفاع الذاتي الياباني

اليابان أو ( "نِيپُونْ" وهي التسمية المحلية للبلاد ) أو (بلاد الشمس المشرقة)، أشرقت شمسها في حقب تاريخية معينة فكانت قوة عظمى يُحسب لها حسابها، كان البوشي الذين برز دورهم عام 1185، وأيضاً محاربوا الساموراي الذي برز دورهم قديماً كرموز لقوة وشجاعة الياباني، ثم تطورت اليابان فتحولت إلى صناعة الأسلحة على مختلف أنواعها،

إلى أن وصلت في سنة 1937 إلى بناء أكبر سفينة حربية بُنيت عبر التاريخ وهي الأسطورة اليابانية ( ياماتو Yamato ) التي كانت تحمل على متنها ـ 9 مدافع ثلاثية السبطانات من عيار 460 ملم (لم تجهز بها أية سفينة حتى اليوم وتطلق قذائف زنة 1.6 طن).
ـ 12 مدفع من عيار 155 ملم .
ـ12 مدفع من عيار 127 ملم .
ـ 24 مدفع من عيار 25 ملم.
ـ 162 مدفع من عيار 25 ملم مضادة للطائرات .
ـ 4 مدافع من عيار 13.4 ملم مضادة للطائرات.
الإضافة إلى الطاقم الكبير للسفينة حيث بلغ عدده 3000 بحار وضابط ، وشاركــت هــذه السفينة فـي معركـة بيــرل هاربــــورالشهيـرة كـما أن اليابان بلد الكامي كاز(الإنتحار الذاتي) وهو ما يقوم به المحارب بالتضحية وإقدامه على القيام بعمليات إنتحارية ضد أهداف العدو وتدميره وتكبيده خسائر فادحة ، وتمثلت أعمال الكامي كاز في حملة المحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية، وكانت التعليمات العسكرية لهؤلاء الجنود الشبان تقضي بأن يتجه الجندي بطائرته المحملة بالذخائر إلى قلب إحدى سفن الأسطول الأمريكي الأمر الذي جعل اليابانيين ينجحون في إغراق 14 سفينة حربية أمريكية فـي هـذه الهجـمات، وقـد طـور اليابانيون وسائل الكاميكازالقتالية فكانوا يضعون الزوارق والطوربيدات التي يتجه بها الجنود بأقصى سرعة إلى بطن إحدى السفن الحربية فيفجرونها ،إن اليابان التي وصل تعداد جيشها الإمبراطوري قبل الحرب العالمية الثانية إلى أكثر من ستة ملايين مقاتل ، تلاشى بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية .
إن جنون القوة الذي سيطر على العالم في عنفوان الحرب العالمية الثانية جعل من الحضارات التي سادت العالم حضارات بائدة ، بفعل كارثة استخدام القنبلة النووية ومأساةهيروشيما وناجازاكي التي بنهايتها انتهت قوة اليابان العسكرية وفرضت عليها قوات الحلفاء التخلي عن كل ما يشكل تهديدا أو بناء صناعة عسكرية بأي شكل كان، بل وصل الأمر إلى تضمين الدستور الياباني مادة تمنع قيام اليابان ببناء جيش. واليوم لدوافع إستراتيجية أمريكية غربية أمام ظهور عمالقة الشرق الصين وكوريا بدأت اليابان ببناء قوات الدفاع الذاتي وتطوير نظامها العسكري باستحداث وزارة للدفاع، اليابانية ولكن تحت مراقبة غربية وبحذر شديد جداً، فهل تعود قوة اليابان إلى ما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية ؟ .

الجيـش اليابانـي الإمبراطـوري المبكّر طُوّرَ جوهرياً بمساعدةِ المُستشاريـن الفرنسييــــن، خـلال المهــمّة العسكريـــة الفرنسيــــة الثانيــــة إلـــى اليابــــان (1872-1880)، والمهـمّة العسكـرية الفرنسيــة الثالثــة إلــى اليابــان (1884-1889).
بعد ذلك، بسبب النصرِ الألمانيِ في الحربِ الفرانكُوية-البروسيــة أعتمــدت الحكومـةُ اليابانيــة على بروسيــا أيضاً كنموذج لجيشِـها، واستأجـرت مُستشاريـن عسكرييـن ألمانيـان (الرائـد جاكــوب مايكـل ثـم اُستبدلَ فـــي عــام 1888 بـفـون بولدنبروك والنّقيب فون لانكنبورغ لتدريب أعضاء الأركان العامةِ اليابانيةِ مِنْ عام 1886 إلى أبريل 1890، وقد اعتمد مكتب موظّفي الأركان العامة في الجيشِ الإمبراطوريِ، على Generalstab البروسي، الذي أُسّسَ في عام 1878 تحت إشراف الإمبراطورِ مباشرة وأُعطىَ سلطاتَ واسعةَ للتخطيط والإستراتيجيةِ العسكريةِ.

أما المستشارون العسكريون الأجانب المعروفون الآخرون فكَانوا الرائدَ الإيطاليَ بومبيو غريللو الذي عَملَ في مسبكِ مدينة أوزاكا مِنْ عام 1884 إلى عام 1888، تَلاه الرائدِ كواراتيزي مِنْ عام 1889 إلى عام 1890، والنّقيب الألماني شيرمبك ، الذي عَملَ على تَحسين الدفاعاتِ الساحليةِ مِنْ عام 1883 إلى عام 1886.
لَمْ تستخدمْ اليابان مُستشارين عسكريينَ أجانبَ بين عامي 1890 و1918، حتى جاءت ثانيةً بعثة عسكرية فرنسية إلى اليابان عامي (1918-1919)، برئاسة القائدِ جاك بول فاور Jacques-Paul Faure، الذي طُلِبَ للمُسَاعَدَة في طويرِ الخدماتِ الجويةِ اليابانيةِ. خلال 1890، تطور الجيشُ الإمبراطوري الياباني على أَنْ يُصبحَ الجيشَ الأكثر حداثةً في آسيا، مدرّب جيداً، ومجهّز تجهيزا حَسناً ويمتلك روحا معنوية عالية ، و كَانَ أساس قوةَ المشاةِ سلاحِ الفرسان والمدفعيةِ التي كَانتْ قليلة أحياناً عندما تُقَارن بمعاصريها الأوروبيينِ، حيث جُمّعت قطع مدفعية تم شرائها مِنْ أمريكا وبعض الدول الأوربيةِ الأخرى لكن هذه الأسلحة عددها قليل ولا تفي بأحتياجات الجيش الياباني الطامح للتفوق .
مراحل نمو الجيش الياباني
ـ عام 1870، شمل 12,000 رجـلِ ـ عام 1885، شمل سبعة فرق بما في ذلك فرقة الحرسِ الإمبراطوريِ.
ـ في أوائل عام 1900، شمل 12 فرقة والحرسِ الإمبراطوريِ ووحدات أخرى عديدة، وهذه بدورها ضمت:
ـ 380.000 مُجند تحت الخدمة الفعلية.
ـ 50.000 احتياطي خَطِّ ثانيِ بالإضافة إلى 220.000 مجنّد بالجيش الوطني.
ـ الجيش الوطني الأول: الرجالِ بعمر من 37 إلى 40 سنةً من نهايةِ الاحتياطي الأولِ إلى عمر 40 سنةً.
ـ الجيش الوطني الثاني:
الغير مدرّبينِ بعمر 20 سنة وما فوق 40 سنة من المُتَدَرّبين احتياط.
ـ 4,250,000 رجل مجهزون للخدمة والتعبئةِ.
ـ في عام 1934: زادَ الجيشُ إلى 17 فرقة.
في عام 1940: بلغت القوة الفعلية 376,000 إضافة إلى 2 مليون احتياطي في 31 فرقة، فرقتان في (الحرس الإمبراطورِي إضافة إلى واحدة أخرى) وفرقتان في كوريا و27 فرقة في الصين ومنشوريـــا في أواخر عام 1941 : بلغت القوة الفعلية 460,000 في41 فرقة منها فرقتان في اليابان وكوريا، و12 فرقة في منشوريا، و27 فرقة في الصين بالإضافة إلى 59 لواءِ.
في عام 1945: بلغت القوة الفعلية 5 مليون في 145 فرقة (تَتضمّنُ ثلاث فرق حرسَ إمبراطوريَ)، إضافة إلى وحدات فردية عديدة، مَع مقاومة شعبية كبيرة، بما في ذلك خدمات الجيشِ الإمبراطوريِ اليابانيِ الجويةِ، وقد أصبح العدد الكلي للجيش في أغسطس 1945 حوالي 6.095.000 فرد.
القوات البحرية اليابانية
كانت القوات البحرية اليابانية من عام 1869 وحتى 1947 كان يُطلق عليها رسميًا بحرية الإمبراطورية اليابانية العظمى، وبحلول العام 1920، فإنَ القوات البحرية الإمبراطورية اليابانية أصبح ترتيبها الثالث على مستوى العالم من حيث الحجم بعد البحرية الملكية البريطانية وبحرية الولايات المتحدة الأمريكيــة الحروب التي خاضتهااليابان
1ـ حملة تايوان 1874.
2ـ تمرّد الساتسوما 1877.
3ـ الحرب الصينية اليابانية الأولى 1894ـ1895.
5 ـ الاحتلال الياباني لكوريا 1895.6ـ الحرب الروسية اليابانية 1904ـ1905.
7ـ الحرب العالمية الأولى1914ـ 1918 ـ .
8ـ أحتلال منشوريا 1931
9ـ الحرب الصينية اليابانية الثانية 1937 ـ 1945.
9ـ الحرب العالمية الثانية 1941 ـ 1945.

حملة تايوان 1874

كَانتْ حملة تايوان لعام 1874 حملة تأديبية من قبل القوات العسكريةِ اليابانيةِ ردَّاً على مقتلِ 54 مِنْ أفرادِ طاقم السفينة ريوكيـوان التجارية المُحَطَّمة مِن قِبل سكّان بايوان Paiwan الأصليين على الرأسِ الجنوبي الغربيِ لتايوان في ديسمبر عام 1871، والتي سجَلت الانتشار الأولَ لمـا وراء البـحارَ للجيـشِ والبحريـةِ الإمبراطوريِة اليابانيةِ، وقد تمثلت أضرار الحملة على الجيش اليابانـــي فـي مقتـــل 543 فـــرد 12 قتلوا في المعركة و531 ماتوا نتيجة للمرض .

تمرّد الساتسوما 1877
لا يدعو للاستغراب، أن يؤدي النظام الجديد في عام 1877 إلى سلسلة من الاضطرابات مِن قبل الساخطين من محاربوا الساموراي Samurai، فكَانتْ إحدى الاضطرابات الرئيسيةِ بقيادة سايغو تاكاموري وهو تمرّد الساتسوما ، الذي تَحوّلَ في النهاية إلى حرب أهلية، وقد سُحقَ هذا التمرّدِ بسرعـة شديـدة مِـن قِبـل الجيـشِ الإمبراطوريِ المُشَكَّلِ حديثاً، والذي تلقى تدريباً مكتفاً على الأسلحةِ والمعدات الغربيةِ، بالرغم من أنَّ أساس الجيشِ الجديدِ كَانَ في الحقيقة قوّةَ شرطة طوكيو، التي تَتكونُ في الغالب من محاربي الساموراي.

الحرب الصينية اليابانية الأولى 1894ـ1895، والاحتلال الياباني لكوريا 1895.

كَانتْ الحرب الصينية اليابانية الأولى حرباً بين سلالةِ كينغ الصينية وحكومة ميجي اليابانية للسيطرة على كوريا، وقد جاءت الحرب الصينية اليابانية لترمز إلى ضعفِ الجيشِ الصيني، من خلال الانتصارات اليابانية المتتالية على القواتِ الصينيةِ. بدأت هذه الحرب في 1 / 8 / 1894 وانتهت في 30 / 4 / 1895 و دارت رحاها بين القيصرية الصينية والقيصرية اليابانية حيث تذرعت الصين بالأحداث التي وقعت في "كوريا" فقامت بإرسال قوات عسكرية، الأمر الذي جعل اليابان بدورها ترسل ما يقرب من الـ 80 ألف جندي إلى شبه الجزيرة الكورية، حيث استطاعت هذه القوات وفي ظرف وجيز السيطرة على البلاد، إثر ذلك اندلعت بعض الاشتباكات بين الجيشين الياباني والصيني، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى حرب حقيقية "الحرب الصينية-اليابانية"، وقد رجحت أحداث هذه الحرب كفة اليابان وأكدت تفوقها العسكري وذلك نظرا لأن جيشِ اليابان الجديد مجنّد على الطراز الغربي ومجُهّزَ حَسناً ومُدرّب جيداً عندما يُقَارن بنظيرِه الصينيِ. أما النَتائِج الرئيسية فكَانتْ تغيير في الهيمنةِ الإقليميةِ في آسيا مِن الصين إلى اليابان وضربة قاتلة لسلالةِ كينغ.
لقد نشرت اليابان قوة مِنْ 120,000 في جيشين وخمسة فرق، فكان أن طالبت الحكومة الصينية بإعلان الهدنــة فــي شـهر ينايـر مـن عـام 1895 ثـم أفضـت المحادثـات إلـى التوقيـــع على معاهدة شيمونوسيكي يوم 4/17 / 1895 والتي كرست انتصار اليابان، وقد ضمت الأخيرة على إثرها جزيرة فورموزا (تايوان اليوم)، وأرخبيل البيسكادوريس (بنتشو اليوم)، وشبه جزيرة لياودونغ، إلا أنه وأمام تدخل القوى الغربية (روسيا ألمانيا وفرنسا) استعادت الصين هذه الأخيرة، وقد كان الضحايا بين صفوف الجيش الياباني في هذه الحرب وفاة 13823 وجرح 3973.
الحرب الروسية-اليابانية
كَانتْ الحرب الروسية اليابانية نتيجةَ التَوَتّراتِ بين روسيا واليابان، والطموحاتِ الإمبريالية المتنافسةِ على منشوريا وكوريا، وقد أوقعَ اليابانيون خسائرَ فادحة بالروس؛ لكنهم كَانوا غير قادرين على إيقاْع ضربة حاسمة بالجيوشِ الروسيةِ، وقد أدّى الاعتماد على المشاةِ إلى إصاباتِ كبيرةِ بين القواتِ اليابانية خصوصاً أثناء حصارِ ميناءِ آرثر، وهي أول حرب تكسبها دولة آسيوية ضد دولة أوروبية بعد جنكيز خان، وفي عام 1902 كانت اليابان أول دولة آسيوية توقع معاهدة دفاع مشترك مع دولة أوروبية وهي بريطانيا، ونتيجة لهذه الحرب فقد مات من بين اليابانيين حوالي 47.000 ويصل العدد إلى 80.000 إذا ما حسبنا الوفيات نتيجة المرض.
الحرب العالمية الأولى
المسرح الآسيوي والمحيط الهادي خلال الحرب العالمية الأولى ووضع اليابان أثناءها
دَخلتْ إمبراطورية اليابان الحربَ إلى جانــبِ الحلــفاء، بالرغـــم مــن أن خطــطِ الحلـــفاء بُنيــت على إرْسال حملة عسكريةَ تتألف من ما بين 100,000إلى500,000 رجلإلى فرنسا، وفي النهاية فإن العمل الوحيد الذي اشترك فيه الجيش الإمبراطوري الياباني كَانَ في الحذرَ وتنفّيذ هجومَ مُحكم على تسينغتاو Tsingtao التي كانت في عام 1914 تحت الاحتلال الألمانيِ، وقد نتج عن هذه الحرب موت 1455 ياباني معظمهم في معركة تسينغتاو.

اليابان أثناء التدخّلِ السيبيري
خلال عامي 1917- 1918 ، واصلتْ اليابان تَمديد تأثيرِها وامتيازاتها في الصين عن طريق قروضِ نيشيهارا Nishihara، وبعد انهيار الإمبراطوريةِ الروسيةِ على إثر قيام الثورةِ البلشفية، خطّطَ الجيشَ الإمبراطوريَ اليابانيَ للتدخل أولياً بإرْسال أكثر مِنْ 70,000 جندي لاحتلال أقصى غرب بحيرة بايكال Baykal في سيبيريا وقد جاءَ موظّفو الجيشَ العامون لمشاهدة انهيار تساريست Tsarist كفرصة لتَحرير اليابان مِنْ أيّ تهديد مستقبلي مِنْ قبل روسيا وذلك بفَصْل سيبيريا وبناء دولة محايدة مستقلةِ، ولكن الخطة قُُُلصت إلى حدٍّ كبير بسبب معارضةِ مِن الولايات المتّحدةِ.
في يوليو 1918، طَلبَ الرّئيس ويلسون مِن الحكومة اليابانية تَجهيز 7,000 جندي كجزء مِنْ تَحَالُفِ دوليِ يتكون مِنْ 24,000 جندي خُطّطَ لدَعْم الحملة العسكريةِ الأمريكيةِ على سيبيريا، وبعد نِقاشِ ساخنِ في المجلس التشريعي، وافقتْ إدارة رئيسِ الوزراء تيروشي ماساتاكي على إرْسال 12.000 جندي، لكن تحت قيادةِ يابانية بدلاً مِن أن تكون كجزء مِن التَحَالُفِ الدوليِ. أرسلتْ اليابان والولايات المتّحدة القوات إلى سيبيريا لتَعزيز جيوشِ زعيمِ الحركةِ الأبيضِ العميد أليكساندر كولتشاك ضدّ الجيش الأحمرِ البلشفيِ؛ وقَدْ سيطرَ الجيشُ الإمبراطوري الياباني سيطرة كاملة تحت قيادة رئيس هيئة الأركانِ الجنرالِ يوي ميتسوي وبحلول شهر الحرث ـ نوفمبر من عام 1918، فإنَ أكثر مِنْ 70,000 من القوَّات اليابانيةَ احتلت كُلّ الموانئ والبلدات الرئيسية في المحافظاتِ البحريةِ الروسيةِ وشرق سيبيريا، وفي يونيه 1920، انسحبت أمريكا وشركائها في التحالف مِنْ فلاديفوستوك بعد أسرِ وإعدامِ زعيـم الجيـــش الأبيــض العميـد أليكساندر كولتشاك من قبل الجيش الأحمر، وعلى الرغم من ذلك فقد قرّرَ اليابانيون البَقاء، أولياً بسبب مخاوف انتشار الشيوعيةِ القريبة من اليابان، وثانيا بسبب السيطرة اليابانية على كوريا ومنشوريا، حيث زوّدَ الجيشُ اليابانيُ دعما عسكريا لحكومةِ بريامور المؤقّتةِ الموالية لليابان والتي مقرّها في فلاديفوستوك ضدّ جمهوريةِ الشرق الأقصى المدعومة من قبلِ موسكو.
كان الحضورُ الياباني المستمر موضع اهتمام الولايات المتّحدةِ، التي شَكَّت بأنّ اليابان كَانَت لديها خطط إقليميةُ للسيطرة على سيبيريا والشرق الأقصى الروسي، ونتيجة خضوعه للضغطِ الدبلوماسيِ الحادِّ من قبل الولايات المتّحدةِ وبريطانيا العظمى، ومُواجهته لمعارضةَ محليةَ متزايدةَ بسبب الكلفةِ الاقتصادية والإنسانيةِ، سَحبتْ إدارةَ رئيسِ الوزراء كاتو توماسابورو القوات اليابانية في أكتوبر من عام 1922.

أحتلال منشوريا 1931
في عام 1931، كَانَ الجيش الإمبراطوري الياباني يمتلك قوّةُ عامّةُ مِنْ 198,880 ضابطِ ورجلِ، نُظّمَت في 17 فرقة، أصبحَت حادثة المنشوريين ، معروفة في اليابان حيث كَانَ الهجومَ المزعومَ على سكةِ الحديد اليابانيةِ مِن قِبل قُطاعِ الطرق الصينيينِ، وكان عمل الجيشِ مستقلا بشكل كبير عن القيادةِ المدنيةِ، مما أدّى إلى احتلال منشوريا في عام 1931 ولاحقاً قيام الحربِ الصينيةِ اليابانيةِ الثانيةِ في عام 1937. الحرب الصينية اليابانية الثانية والحرب العالمية الثانية1937 ـ 1945
حدث صدام عسكري بين جمهورية الصين وإمبراطورية اليابان خلال الفترة ما بين 7 من شهر ناصر ـ يوليو 1937 إلى 9 من شهر الفاتح ـ سبتمبر1945وكانت هذه الحرب أطول حرب في آسيا خلال القرن العشرين، وقد انتهت بانتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان. في عام 1941، كَانَ الجيش الإمبراطوري الياباني يضم 51 فرقة، ومدفعيةُ أغراضِ خاصّةِ مُخْتَلِفةِ، وسلاح فرسان، ووحدات مسلّحة مضادة للطّائرات مَع ما مجموعه 1,700,000 رجل.
في بِداية الحرب العالمية الثانيةِ رُكّزَ أغلب الجيشِ اليابانيِ في الصين، ومُنذ عام 1942 أُرسل جنود (الجيش الثالث والعشرون) إلى هونغ كونغ، و(الجيش الرابع عشر) إلى الفلبين، و(الجيش الخامس عشر) إلى تايلاند وبورما، و(الجيش السادس عشْر) إلى جزر الهند الشرقية الهولندية و(الجيش الخامس والعشرون) إلى مالايا؛ وبحلول الـعام 1945، كان هناك 5.5 مليون رجلَ في الجيشِ الإمبراطوريِ اليابانيِ، وقد أدّى الجيشُ اليابانيُ أداء جيدا في المراحلِ المبكّرةِ للحربِ، وبعد عام 1943 عَانى مِنْ نَقْص التجهيزاتِ، وخصوصاً الغذاء، والأدوية، والأسلحة الثقيلة، والبنادق والدبابات والطائرات، التي سِاءت أوضاعها بسبب التنافس طويل المدى والحادّ من قبل البحريةِ الإمبراطوريةِ اليابانيةِ، وقد تأثّرَت بدرجة أكبر بالتدمير بسبب تجهيزاتِ وخسائرِ شحن للجيش الإمبراطوري الياباني. سبّبتْ حالةُ التجهيزِ المتدهورةِ أَنْ تُصبحَ الأعداد الكبيرةِ مِن الطائرات المقاتلةِ غير نافعة لِنَقصِ قطع غيار، و" بحدود ثلثي وفياتِ اليابان العسكرية الكليّة نَتجتْ عن المرضِ أَو المجاعةِ". وقد نتـج عـن هـذه الحـرب وفـاة 2.566.000 بالإضافة إلى 672.000 من المدنيين بما في ذلك 1.506.000 قُتلوا أثناء العمليات الحربية, وكذلك 810,000 فُقدوا أو مفترض أنهم ماتوا خلال الحرب، إضافة إلى7,500 أسرى حرب.
القـوات الجويـة اليابانية
كانت القـوات الجوية اليابانية عام 1940 تتكون من:ـ
ـ 33 ألف مجند.
ـ أكثر من 1600 طائرة .
وكانت القوة الجوية مقسمة إلى 85 سرب على النحو التالي:ـ
ـ 36 سرب مقاتل.
ـ 28 سرب قاذفات خفيفة؟
ـ 22 سرب قاذفات متوسطة.
ما بعد الحرب العالمية الثانية قوات الدفاع الذاتي اليابانيـــــة
"قوات الدفاع الذاتي اليابانية" أَو JSDF، وأحيانا يُطلق عليها JSF أَوSDF ويُعنى بها القوات المسلحة اليابانية التي أُسّستْ بعد نهايةِ الاحتلال الأمريكيَ ما بعد الحرب العالمية الثانيةَ لليابان، التي انحصر تواجدها أغلب فترةِ ما بعد الحربِ في جُزُرِ اليابان ولَم يكن مسموحا لها بأن تنتشر في الخارج، لكنها شُغلت في السَنَوات الأخيرة في عملياتِ حفظِ السلام الدوليةِ. وقد وصل عدده حتى عام 2005 ما يقرب من 239.430 منهم147.737 في قوةِ الدفاع الذاتي البرية، و44.327 في قوةِ الدفاع الذاتي البحريةِ، و45.517 في قوةِ الذاتي الجويةِ، و1.849 موظّفين في مكاتبِ مشتركِة، بينما وصل عدد الاحتياطي 57,899، كما تتميز هذه القوات بنظام عسكري فريد فكُلّ موظفي القوات المسلحة اليابانية الذين يُديرونَ وزارة الدفاعَ من الموظفيـن الحكومييـن المدنييـن العاديينِ، كما أنه ليست هناك أسرار ولا قوانين عسكرية، فكل المخالفات التي ترتكب مِن قِبل أفراد هذه القوات، سواء أكانت ذات طبيعة عسكرية أَو غير عسكرية، جميعها تُنظر طبقا للإجراءات العادية أمام محاكمِ مدنيةِ عبر السلطات القضائيةِ الملائمةِ. الفروع العسكرية قوة الدفـاع الذاتـي اليابانيـة الأرضـية (برية) قوة الدفاع الذاتي اليابانية البحرية (البحرية) قوة الدفاع الذاتي اليابانية الجوية (قوة جوية) الوحدات العسكرية خمسة جيوشِ.
خمس مناطقِ بحريةِ. ثلاث قوات دِفاع جَوّي. التاريخ كَانَ لهزيمةِ القوّات الإمبراطوريةِ اليابانيةِ المُسَلَّحةِ في نهاية الحرب العالمية الثانيةِ تأثيرها العميق الدائم على مواقفِ الأمةَ من الحروبِ، فالتدخّل العسكري في السياسةِ، كَان قد انعكس فوراً في قبولِ الشعب الياباني لَيس فقط بنزع السلاح الكليَّ وتسريح وحملـة تطهيـر لكُـلّ الزعـماء العسكريين مِن مواقعِ التأثيرِ في السلطة العامّةِ بعد الحربِ، ولكن أيضاً بالمنعَ الدستوريَ لأيّ إعادة تسلّح؛ فقد تُعهّدتْ سلطات الاحتلال من الحلفاء تحت قيادة اللواء دوغلاس ماكارثر من الجيشِ الأمريكيِ، الذي عمل كقائد أعلى لقوات الحلفاء، بنزعِ السلاح ودمقرطةِ اليابان، حيث تم التخلص من كُلّ النوادي، والمَدارِس والجمعيات التي ارتبطت بمهاراتِ عسكريةِ وأحكام عرفية، ومُنِعتْ فنون الدفاع الذاتي وأُلغيتْ الأركان العامة، سويّة مع وزاراتِ الجيشِ والبحرية والجيشِ الإمبراطوريِ والبحريةِ الإمبراطوريةِ، كما فُكّكتْ الصناعات التي كانت تَخْدمُ الجيشَ أيضاً.
لقد ولَدت صدمةُ فقدان الحربِ مشاعرِ سلميةِ قويةِ بين أبناء الأمةِ، التي وَجدتْ التعبير في دستور 1947 المكتوب من قبل الولايات المتّحدة، الذي، تحت المادة 9، يَتْركُ الحربَ إلى الأبد كآلة لحَلّ النزاعاتِ الدوليةِ ويُعلنُ بأنّ اليابان لَنْ تَبقي لديها ثانيةً قوات "برية، أو بحرية، أَو جوية أَو إمكانية حربِ أخرى"، وقد ترجمتْ الحكومات التاليةُ هذه البنودِ كما لا تُنكرُ حقّ الأمةَ الطبيعي في الدفاع عن النّفسِ، فقد تم تطوير القوات المسلحة اليابانية خطوة خطوة، بَقى الرأي العام المضاد للخبرة العسكرية، على أية حال، قوة يجب أن يُحسب لها حسابها على أيّة قضية متعلقة بالدّفاع. لقد تمَ تحدّيتْ الشرعية الدستورية للقوات المسلحة اليابانية بصورة حَسنة خلال السبعيناتِ، وحتى الثمانيناتِ، حيث تَصرّفَت الحكومةُ بحذرٍ حول أمورِ الدفاعِ خشية أن تَكُونُ هناك ردِّة فعل نتيجة مشاعر متبقية ضِدّ العسكرية.
تَنُصّ سياسة اليابان الأساسية للدفاعِ الوطنيِ على ما يلي:-
1. إبْقاء سياسة دفاع موجهة خاصّة. 2. تَفادي أَنْ تُصبحَ قوَّة عسكرية رئيسية قَدْ تُشكّلُ تهديدا للعالمِ.
3. الامتناع عن تطويرِ الأسلحةِ النوويةِ، بل ورَفْض السَماح بالأسلحةِ النوويةِ داخل الأراضيِ اليابانيةِ.
4. ضمان السيطرةِ المدنيةِ على الجيشِ.
5. الإبْقاء على الترتيباتِ الأمنِية مع الولايات المتّحدةِ.
6. تَعزيز القابلياتِ الدفاعيةِ ضمن حدودِ معتدلةِ.
7. الإبقاء على أَنْ تَكُونَ ميزانية اليابان العسكرية 3 % فقط .
لكن
إعادة تفسير الدستور الياباني السلمي. فلأول مرة منذ هزيمتها بعد الحرب العالمية الثانية العام 1945 اتخذت الحكومة اليابانية قراراً استراتيجياً مهماً بمدلولاته التاريخية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، تمثل بإرسال فرقة من الجنود اليابانيين الى جنوب العراق للقيام بأعمال إنسانية، برغم ان الوضع الميداني هناك ما زال هشاً والأجواء متوترة.

لم يكن هذا القرار لمتتبع مسار السياسة اليابانية العامة في الآونة الأخيرة، مفاجئاً أو نتيجة تأثير قوى داخلية أو خارجية، بل نهاية طبيعية لتطور الأحداث على الساحتين اليابانية والدولية معاً. فكيف توصّلت الحكومة اليابانية لاتخاذ مثل هذا القرار؟

للإجابة على هذا التساؤل، لا بد من استعراض الاوضاع اليابانية الداخلية وتفاعلها مع الاحداث المختلفة عبر المراحل التي شكلت المفاصل الرئيسية للقرار، وهي على الشكل التالي: منذ العام 1945 حتى بداية تسعينيات القرن الماضي، ثم خلال فترة التسعينيات، وأخيراً المرحلة الراهنة.

المرحلة الأولى: البناء الاقتصادي

لا بد من الاشارة إلى أن اليابان هي الدولة الوحيدة التي تعرضت أراضيها لهجوم عسكري بالسلاح النووي إبان الحرب العالمية الثانية. وقد كان لذلك الأثر العميق في رسم المسار السياسي للحكومة اليابانية بعد انتهاء تلك الحرب، فارتضت ان تكون عضواً ثانوياً في المعسكر الغربي مقابل المعسكر الشيوعي، واتجهت أنظار المسؤولين فيها الى الهم الاقتصادي وكيفية إعادة بنائه وتطويره. عززت اليابان، في هذه المرحلة، تحالفها مع قيادة هذا المعسكر، وبالتحديد مع الولايات المتحدة، فشكلت أراضي الجزر اليابانية القاعدة الخلفية لدعم القوات العسكرية المتجهة نحو البلدان الآسيوية. ومقابل ذلك، حصلت اليابان على ميزتين اثنتين:

الأولى هي ضمانة أميركية تامة لحماية الامن الياباني.

والثانية تمثلت بالحصول على التكنولوجيا الاميركية ضمن شروط مريحة بهدف التنمية الاقتصادية وفتح الاسواق الاميركية أمام بضائعها الناشئة، من دون اضطرارها إلى فتح أسواقها أمام البضائع الاميركية. نتج من هاتين الميزتين ابتعاد الجزر اليابانية عن الصراعات العسكرية التي بلغت أوجها في منتصف خمسينيات القرن العشرين (حرب كوريا مثلاً) بين المعسكرين الغربي الرأسمالي والشرقي ــ الشيوعي والتي كان مسرحها بلدان عديدة في القارة الآسيوية وسلوك اليابان سبل التنمية الاقتصادية، حيث وُضعت اللبنات الاولى في بناء قاعدة متينة لاقتصاد ما لبث ان احتل مرتبة متقدمة جداً في سلم اقتصاديات الدول المتقدمة. أما في الميدان الامني ــ العسكري، فقد احتفظت اليابان بحد أدنى من القوى الامنية للحفاظ على أمنها الداخلي مراعاة للأوضاع الداخلية، خصوصا لجهة احتواء التيارات السياسية اليسارية، في مقابل عدم رغبتها بإثارة غضب جيرانها الآسيويين الذين كانت لهم معاناة أليمة مع الجيش الامبراطوري الياباني خلال النصف الاول من القرن العشرين. وفي إطار هذه المعادلة، تم إنشاء قوات الدفاع الذاتي العام 1954.

وفي بداية سبعينيات القرن العشرين، عرفت السياسة اليابانية التقليدية تغييراً جذرياً في اتجاهها بسبب صدمات رئيسية، منها هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام والمراجعة التي قامت بها الحكومة الاميركية لنهجها العسكري. ومنها تخلي واشنطن عن اتفاقات «بريتون وودوز» المعقودة في حزيران 1944، والتي أنشأت نظاماً نقدياً عالمياً قاعدته الرئيسية الذهب والأزمة البترولية الاولى. في هذه الاجواء الضاغطة، دشنت طوكيو مرحلة جديدة في ما يخص شروط أمنها، إنما تحت المظلة الاقتصادية: من عصر الديبلوماسية المتعددة الاتجاهات (تحسين العلاقات مع كل من الصين والاتحاد السوفياتي) إلى العمل على الوصول الى أسواق جديدة. الا أن عقد الثمانينيات شهد احتدام الصراعات المسلحة وخصوصاً تلك القريبة من اليابان (كمبوديا مثلاً)، وهم الحرب العراقية ــ الايرانية وتأثيرها في الإيفاء بحاجات اليابان البترولية. ومع أواخر هذا العقد، عادت اليابان للالتحاق بالمعسكر الغربي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته الاشتراكية وبداية نشوء النظام الدولي الجديد.

في هذه الفترة، ثار في الداخل الياباني نقاش طال لأول مرة جوهر الدستور الياباني، خصوصاً المادة التاسعة منه التي تحدد هوية اليابان الوطنية القائمة على ان اليابان قوة مدنية لا عسكرية، تسعى للحفاظ على أمنها من دون اللجوء الى الوسائل العسكرية ضمن المبادئ الاساسية التالية: عدم اللجوء الى السلاح النووي، وعدم تصدير المواد المستخدمة في الصناعة العسكرية، وتحديد سقف الإنفاق العسكري ب1 في المئة من الناتج القومي الخام.

المرحلة الثانية: التغييرات الجذرية

أنهت اليابان المرحلة الاولى كقوة اقتصادية متينة ومتطورة وهائلة، وبالتحالف الوثيق مع الولايات المتحدة. لكن الاحداث الهائلة التي عصفت في بداية التسعينيات من القرن الماضي بالعديد من الانظمة السياسية وبالتيارات العقائدية، والحروب الإقليمية المتعددة ونشوء النظام الدولي الآحادي الزعامة بقيادة الولايات المتحدة؛ هذه الاحداث لم تبق اليابان بمنأى عن التغييرات الجذرية. فبرزت مرحلة جديدة كان لها تأثير كبير في مسار السياسة الدفاعية اليابانية داخلياً وخارجياً. ففي الداخل الياباني، عاد النقاش بزخم حول هيكلية ودور ومهام قوات الدفاع الذاتي استناداً الى روحية المادة التاسعة من الدستور الياباني، فتم تحديد دور هذه القوات بـ «حماية التراب الوطني الياباني من الاخطار الاقليمية والتصدي لكل اعتداء تقليدي على طول سواحل الجزر اليابانية…». وجرى ايضاً تعزيز القدرة العسكرية لهذه القوات للتدخل على مسرح العمليات الخارجية في إطار مهمات حفظ السلام التي تقررها الامم المتحدة بهدف تأمين دمج السياسة اليابانية في النظام الدولي الجديد. والجدير ذكره هنا ان هذا التغيير في السياسة الدفاعية جرى ضمن خطط خمسية امتدت طيلة فترة التسعينيات وكانت قد بدأت في منتصف الثمانينيات، واهم ما نجم عنها: استقرار الإنفاق العسكري الياباني عند حدود أو تحت سقف الواحد في المئة، وإعادة هيكلة الإنفاق العسكري. وقد بقيت هذه الخطط محكومة بأمرين: تقع اليابان في قلب منطقة استراتيجية مهمة وغير مستقرة، وعليها تعزيز قواها الامنية والعسكرية، ومن جهة ثانية عليها مراعاة الرأي العام الياباني الذي رحب بنهاية الحرب الباردة ويعارض بقوة «المس بما أتى به السلم». اما على الصعيد الخارجي، فان عوامل عدة دفعت اليابان لتعزيز قدرتها الدفاعية، فانهيار الاتحاد السوفياتي وإقامة روسيا الاتحادية لتحل محله لم يلغ عوامل التوتر التي كانت سائدة بين الجارين بين فترة وأخرى وقد شهد عقد التسعينيات تطوراً مهماً ايضاً تمثل بقرار اتخذته الإدارة الاميركية وأثر بشكل واضح في استراتيجية اليابان، وقضى بتخفيض القوات العسكرية الاميركية المنتشرة في المنطقة. ففي نيسان 1990 اعلنت هذه الادارة عن خطة عسكرية تلحظ في المرحلة الاولى نهاية 1992 تخفيض عديد قواتها في المحيط الهادئ من 135 الف رجل الى 120 الفاً. اما المرحلة الثانية، ما بين 1993 ـ 1995 و 1996 ــ 1998 فهي تلحظ بالإضافة الى تخفيض عدد القوات، إغلاق قاعدتيها الجوية والبحرية في الفيليبين، وسحب صواريخ من طراز «طوماهوك» محملة برؤوس نووية من كوريا الجنوبية. وقد خلصت اليابان من هذه التطورات الى نتيجة مهمة مؤداها أنه حتى لو في ما لو كانت حالة التوتر قد انخفضت في المحيط الياباني، الا أن سياسة الدفاع لبلد ما لا تُبنى على انخفاض التوترات، بل وقبل كل شيء، تُبنى على أساس التوترات الباقية وتلك التي ستزداد.

في الثامن من أيار الجاري، فاز رئيس الوزراء شينزو آبي بولاية ثانية كرئيس للحزب الحاكم، وهذا يعني ان شينزو سيتولى رئاسة الحكومة لثلاث سنوات قادمة. وبذلك يُصبح شينزو اول زعيم ياباني يقوم بذلك منذ أكثر من 10 سنوات. من جهة أخرى، سيكون على الرئيس في المرحلة القادمة تعديل المادة التاسعة من الدستور الياباني ليصبح بمقدور القوات المسلحة الياباني القتال في الخارج، برغم استطلاعات الرأي التي تظهر ان اكثر من نصف الناخبين يعارضون خطط الحكومة. لا شك ان مهمة شينزو صعبة، لكنها غير مستحيلة، خصوصا اذا ما عرفنا ان الولايات المتحدة تسانده وان سلطات مجلس النواب ومجلس الشيوخ الى جانبه أيضاً!
 
عودة
أعلى