خطوة لمواجهة أمريكا.. الصين تفرض الأمر الواقع ببحرها الجنوبي!

إنضم
16 فبراير 2013
المشاركات
3,015
التفاعل
8,014 0 0
الدولة
Saudi Arabia
1280x960.jpg

  • الصين تسعى للسيطرة على أهم ممر تجاري في العالم


حذّر مسؤول أمريكي من سياسة الأمر الواقع التي تتبعها الصين بمنطقة بحر الصين الجنوبي الاستراتيجية، عن طريق تسليح الجزر الاصطناعية التي أقامتها هناك خلال السنوات السابقة.

فبحسب ما قال أميرال هاري هاريس، قائد القوات العسكرية الأمريكية في البحر الهاديء الخميس: "يمكن أن تملك (الصين) في النهاية المراقبة العملانية والتكيتية للممرات البحرية والجوية" في هذه المنطقة الاساسية للتجارة العالمية.

وفي هذا السياق يذكر أن تقارير سابقة نشرتها شبكة "فوكس نيوز" في منتصف فبراير/شباط الحالي بيّنت نصب الصين منظومات مضادة للطائرات في جزيرة "يونغ شينغ" التي تسيطر عليها ببحر الصين الجنوبي، إلى جانب 8 قاذفات صواريخ ومنظومة رادارات، وقد نشرت الشبكة صوراً توثق ذلك.

بالمقابل، أنكر وزير الخارجية الصيني "وونغ يه" خلال مؤتمر صحفي صحة الصور المنشورة قائلاً إنها "مفبركة من وسائل إعلام غربية"، بينما صرّحت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، أن "نشر الصواريخ في المناطق الصينية هو خطوة مشروعة" وأن الأعمال القائمة في "يونغ شينغ" متعلقة بـ "الأمن القومي" وليست "تسليحاً".

إذا اتضحت صحة التقارير حول نصب الصين لقاذفات صواريخ في البحر الجنوبي فمن شأن ذلك أن يؤدي لزيادة التوتر في الساحة الدولية، خاصة في الولايات المتحدة. إذ تعتبر هذه الخطوة تصعيداً خطيراً قد يخل بموازين القوى العالمية، ويزيد من تقدم الصين في تنفيذ خطتها الاستراتيجية لإحكام سيطرتها على الجزر الواقعة في البحر الجنوبي، والمتنازع على سيادتها مع تايوان وفييتنام.

24994114091_2b2af8d4c2_o.jpg


وفي هذا السياق يذكر أن الصين تقوم منذ أشهر عدة بنشاطات متعددة لتعزيز سيطرتها على الجزر، فبحسب تقارير سابقة أنشأت مدرجاً للطيران ومشاريع بنى تحتية أخرى جزر عدة منها جزر صناعية. بالرد على المخاوف الدولية، تدعي الصين أن هذه الأعمال ضمن القانون وتنفذ لدواعٍ مدنية فقط.

لكن بحسب تقرير نشرته قناة "بي بي سي" الإخبارية، صرّح مسؤول من وزارة الدفاع في تايوان أن الصواريخ التي نصبتها الصين قادرة على مهاجمة طائرات مدنية وعسكرية على حد سواء. ولأن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي لديها رحلات جوية وبحرية في تلك المنطقة، تعرّضها هذه الخطوة-في حال ثبات صحتها-للخطر وقد تزيد من التوتر في العلاقات.

ويذكر أن جزيرة يونغ شينغ هي الكبرى في أرخبيل باراسيل الذي يتكون من 30 جزيرة تقريباً، والتي تسيطر عليها الصين بشكل فعال منذ عام 1974. ويعيش في يونغ شينغ نحو ألف إنسان غالبيتهم من الجنود والمهندسين وعمّال البناء والصيادين. وفي عام 2012 أنشأت الصين فيها مكتباً حكومياً لمراقبة جميع الأمور الإدارية تتم في بحر الصين الجنوبي، الذي يقدر حجم التجارة البحرية فيه بنحو 5 تريليون دولار في العام الواحد.

ويتزامن التقرير حول وجود الصواريخ الصينية في الجزيرة مع المؤتمر السنوي الذي يجمع بين الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا في ولاية كاليفورنيا. وبحسب وكالة رويترز، أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خلال كلمة له في المؤتمر ضرورة "الحفاظ على حرية الحركة البحرية والجوية في بحر الصين الجنوبي"، مشيراً إلى اعتراض الصين الشهر الماضي على مرور سفينة حربية أمريكية بجانب جزيرة تريتون الواقعة في تلك المنطقة.

وتكمن أهمية بحر الصين الجنوبي في كونه أحد خطوط النقل البحر الأهم والأكثر ازدحاماً في العالم. إذ إن ثلث حركة التجارة العالمية تمر من خلاله، إلى جانب غالبية النفط والغاز المصدّر إلى الصين واليابان. وبسبب أهميته الجيوستراتيجية أصبح هذا البحر وجزره محط خلاف حقيقي ونقطة توتر بين الصين وجاراتها الخمس اللاتي تتقاسم معها المساحة البحرية تلك؛ وهي فيتنام والفلبين وماليزيا وتايوان وسلطنة بروناي. فجميع هذه الدول تدعي أن لديها الحق في السيادة على ما يقارب الـ750 من الجزر الصغيرة والشعب المرجانية التي تشير التقديرات الحالية إلى احتوائها على الكثير من حقول النفط والغاز.

واحتد التوتر في العامين الأخيرين بعد أن قامت الصين بإنشاء جزر صناعية بالقرب من الفلبين، إذ أثار المخاوف حول نيات الصين وخططها التوسعية، التي قد تشمل محاولات التحكم بحرية الحركة البحرية في المنطقة التي تعرف بضرورتها للاقتصاد العالمي وحركة التجارة وحركة السفن العسكرية كذلك. لكن المخاوف لم تصب الدول المحية بالصين فقط، بل وصلت للدول العظمى والولايات المتحدة تحديداً، إذ أن سيطرة الصين على تلك المنطقة يهدد الهيمنة الأمريكية والتفوق الأمريكي العسكري، وعليه بدأت سلسلة من الفعل ورد الفعل بين الصين والولايات المتحدة على مستوى التصريحات والإجراءات العسكرية من أجل الردع المشترك.
 
عودة
أعلى