أظهر حفل عشاء لجمع التبرعات، نظمه الإيراني الأميركي مايكل شوغيني، أن اللوبي الموالي لطهران في الولايات المتحدة يراهن على انتخاب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون رئيسة، لاستكمال عملية التقارب الإيرانية الأميركية، التي بدأت تتسارع منذ توقيع الاتفاقية النووية في فيينا في يوليو الماضي.
وبيعت البطاقات للأفراد بسعر 250 دولاراً، فيما منح المنظمون لقب "بطل" لكل فرد تبرّع بمبلغ ألف دولار أو أكثر. وحضرت العشاء تشيلسي، ابنة الرئيس السابق بيل كلينتون وهيلاري.
و"شوغيني" هو أحد أعضاء مجلس إدارة "المجلس القومي الإيراني – الأميركي" الذي يرأسه تريتا بارسي، الذي يتمتع بعلاقات وطيدة بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، منذ أن عمل الأخير موفدا لبلاده في الأمم المتحدة بنيويورك.
وسبق لشوغيني أن أقام حفلات جمع تبرعات للرئيس باراك أوباما في العام 2007، وهو من الناشطين في الحزب الديمقراطي في ولاية كاليفورنيا، المعروفة بوجود كثيف للإيرانيين الأميركيين بشكل دفع بعض الأميركيين إلى إطلاق لقب "طهرانجلس" على مدينة لوس انجلس.
وأثار قبول عائلة كلينتون التبرعات الإيرانية حفيظة المجموعات الأميركية اليمينية. وكانت شبكة "فوكس" التلفازية قد نشرت في سبتمبر الماضي بريدا الكترونيا أرسله أحد مساعدي بيل كلينتون إلى وزارة الخارجية، يوم أن كانت زوجته هيلاري على رأسها في العام 2012، طالباً الإذن بإلقاء خطاب مدفوع في العشاء السنوي للمجلس القومي الإيراني - الأميركي.
وتأتي أنباء جمع اللوبي الإيراني التبرعات لحملة كلينتون الرئاسية في وقت نشر ""بارسي مقالة في موقع "هفنغتون بوست" حدد فيها 3 خطوات، اعتبر أنها مطلوبة من أجل الحفاظ على العلاقة الإيرانية الأميركية المتجددة وتوسيعها في عهد الإدارات المقبلة.
واعتبر "بارسي" أن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين قد تكون متعذَّرة في المستقبل القريب، خصوصا وأن طهران تقوم بمضايقة كل من يحاولون استئناف هذا النوع من العلاقة. وقال إن العلاقة المباشرة بين وزيري الخارجية جون كيري وظريف جيدة، لكنها لا تكفي، داعياً إلى إقامة "حوارات إستراتيجية" بين الوكالات الحكومية المختلفة في البلدين.
وأشار "بارسي" إلى عرض قدمه الإيرانيون للرئيس السابق جورج بوش، رفضه الأخير، موضحاً أنه لو قبل بوش العرض الإيراني، لكان تغير الكثير في المنطقة، ولكان في الإمكان تفادي أحداث العراق والثورة السورية.
و"بارسي" هو مؤلف كتاب بعنوان "التحالف المخادع: التعاملات السرّية بين إسرائيل، إيران، والولايات المتحدة". وتطرق الكتاب إلى العرض الإيراني لبوش، واعتبر أنه لو قبلت أمريكا العرض لأمكن إعادة تشكيل المثلث الأميركي - الإيراني - الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
الخطوة الثانية التي تحدث عنها "بارسي" ترمي إلى تبادل الزيارات بين الكونغرس الأميركي والبرلمان الإيراني. وكانت محكمة أميركية قد كشفت رسائل بريد الكتروني سابقة لبارسي أظهرت أنه كان يعمل -بالتنسيق مع ظريف أيام إقامة الأخير في نيويورك- على تنظيم رحلات لأعضاء الكونغرس إلى إيران.
الخطوة الثالثة -وهي الأهم حسب "بارسي"- تقضي بزيادة التواصل بين مجتمعي أميركا وإيران عن طريق ربط "مراكز الأبحاث" في البلدين والأندية الرياضية، وحتى يحدث ذلك لا يمكن حصر العلاقة الأميركية - الإيرانية بالرئيسين باراك أوباما وحسن روحاني ووزيري خارجيتهما.
وفي خضم الحملة التي يشنها اللوبي الإيراني من أجل تثبيت علاقة طهران بواشنطن وتوسيعها مع الإدارات المقبلة، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" تقارير عن بدء محادثات بين جهات إيرانية وأميركية لإعادة استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين لأول مرة بعد 36 عاماً من الانقطاع.