حزب الله لن يخسر الحرب القادمة

alshahem

الـــشـهــم
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
23 سبتمبر 2008
المشاركات
5,107
التفاعل
240 0 0
الدولة
Syrian Arab Republic (Syria)
حزب الله لن يخسر الحرب




لم تهدأ إسرائيل وأميركا مذ انتهت حرب يوليو/تموز 2006، وعملتا على استخلاص العبر من الهزيمة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي، والتغلب على المعوقات والثغرات التي ظهرت إبان الحرب.​
كثفت الدولتان جهودهما التقنية بهدف تطوير الأسلحة البرية والبحرية، وبهدف جمع معلومات عن حزب الله ونشاطاته العسكرية والأمنية.​
وقد عملت إسرائيل على إعداد مجموعات حربية متخصصة ذات تدريب خاص لمواجهة التكتيك العسكري لحزب الله، وللقيام بعمليات خاصة تشبه عمليات حرب العصابات، مركزة في ذلك على رصد المواقع المخندقة والانقضاض عليها وتدميرها.​
وقد طفقت إسرائيل تبحث عن عملاء لها ووظفت أموالا ضخمة لصالح من لديه الاستعداد لاختراق صفوف حزب الله بحثا عن معلومات مهما كانت بدائية وبسيطة.​
ونظرا لجرس الإنذار الذي دق في أغلب العواصم العربية، تطور التعاون الأمني بين أجهزة الأمن الإسرائيلية وتلك العربية بهدف البحث عن سبل ناجحة للقضاء على حزب الله.​
هناك مصلحة مشتركة تحكم التحالف القائم بين أنظمة عربية والكيان الصهيوني تستدعي الاستنفار والتعاون الحثيث.​
في المقابل، أتوقع أن حزب الله قد أخذ يغير تكتيكاته العسكرية مباشرة بعد وقف إطلاق النار في 14 أغسطس/آب 2006، وأخذ يستعد لحرب قادمة لا مفر واقعة.​
وقد استخلص الحزب العبر ووضع في الحسبان التفكير الإسرائيلي فيما يجب أن يتم تطويره عسكريا وأمنيا، وقرر أن يطور ما لديه بطريقة يصعب التكهن بها أو توقعها من قبل الأعداء.​
ولا بد أن حزب الله قد ركز من ناحية المعدات والوسائل على أمرين وهما: الحصول على صواريخ مضادة لتصفيح جديد للدبابات الإسرائيلية، والحصول على وسائل تمنع الطيران الإسرائيلي من العمل وتشل حركته إلى حد كبير.
top-page.gif
اجتهادي أن الحزب يملك الآن الأدوات والوسائل اللازمة، ويملك قوة ردع صاروخية أكثر كفاءة وتدميرا من تلك التي شاهدناها في حرب يوليو/تموز، وقد أضاف السيد حسن نصر الله في خطابه بتاريخ 14/2/2008 أن لدى الحزب الآن عشرات الآلاف من المقاتلين وليس مجرد عدة آلاف، الأمر الذي يضع معادلة قتالية جديدة متعلقة بالزحف البري.​
باغتيال عماد مغنية ورطت إسرائيل نفسها من حيث إنها لم تعد مطمئنة إلى أنها هي وحدها صاحبة قرار شن الحرب، وعليها الآن أن تجاري الخطوات التي يمكن أن يقوم بها حزب الله.​
إسرائيل لم تترك الأمور راكدة لكي تستعد على هواها من الناحيتين العسكرية والأمنية لأي مواجهة قادمة، وإنما نبشتها بطريقة فتحت الخيارات واسعة أمام حزب الله ودون أن يقع في مآخذ من قبل أصدقائه أو من يدعون أنهم أصدقاؤه.​
حزب الله سيرد على اغتيال مغنية، وهكذا نفهم سلوكه التاريخي مع كل عملية إسرائيلية كانت تستهدف لبنان، رده سيكون بمستوى اغتيال مغنية وسيكون قاسيا من ناحيتي نوعية الهدف والوصول إليه. سيكون أسلوب الوصول إلى الهدف نوعيا بحيث يضع إسرائيل من الناحية الأمنية أمام معضلة جديدة.​
ماذا ستفعل إسرائيل عندئذ؟ من المتوقع أنها لن تبلع الضربة وسترد عليها، وستأخذ حرارة المنطقة في الارتفاع بصورة متسارعة.​
وبدل أن تعمل إسرائيل بوتيرتها الخاصة، وضعت نفسها بعد عملية الاغتيال أمام آلية الدافع والاستجابة التي لا تتحكم فيها وحدها، وهذا عمل لا يتناسب مع متطلبات الذكاء الحربي.​
من خلال الردود المتبادلة، يستطيع حزب الله جمع المعلومات حول أسلحة جديدة قد تكون بحوزة الإسرائيليين، وبإمكانه أن يرصد تكتيكات عسكرية جديدة تستلزم أخذ الحيطة والحذر وتطوير تكتيكات خاصة بإفشالها.​
كما ورد على لسان الأمين العام السيد حسن نصر الله، المعركة القادمة ستغير وجه المنطقة، أي أن نتيجة الحرب التي يفترض حزب الله أنه سيكسبها ستطيح بأنظمة وسترفع أخرى، وستغير التحالفات القائمة بالمنطقة، وستفرض على الشعوب العربية سلوكا جديدا، وستضيق الخناق على إسرائيل وعلى الهيمنة الأميركية على المنطقة.​
حتى يحصل هذا فإنه لا بد أن تلحق بإسرائيل هزيمة واضحة وكبيرة تصنع ظروفا موضوعية جديدة لا يستطيع أحد أن يتجاوزها.​
في المرة السابقة، أي عام 2006 حقق الحزب انتصارا بمعنى أن سلاحه بقي بيده، وبقي الجنديان الإسرائيليان في الأسر، ولحقت بإسرائيل خسائر كبيرة، واستمر إطلاق الصواريخ؛ هذه المرة لا بد من تحقيق ما هو أعظم من ذلك لكي تستنجد إسرائيل علنا بأميركا والدول الأوروبية، ولكي تخرس الأنظمة العربية، ولكي يرحل اليهود عن فلسطين زرافات ووحدانا.​
الانتصار الساحق الذي يمكن أن يؤدي إلى تغيير وجه المنطقة لا بد أن يُتوج بزحف بري تندحر فيه إسرائيل من مرتفعات الجولان، أو من مزارع شبعا، أو أن تسقط مستوطنات صهيونية شمالية بيد قوات عربية، أي نصر آخر سيكون بطوليا وستصفق له الجماهير العربية والإسلامية وتحتفي به، لكنه لن يغير وجه المنطقة.​
أي يجب شل إسرائيل عسكريا بحيث تهوي إلى الدرجة الثانية عسكريا، ولا يعود بإمكانها الزمجرة على أحد أو الدفاع عن أحد من الأنظمة العربية.
خاض حزب الله عام 2006 حربا ساكنة مخندقة، استعمل فيها أسلوبا دفاعيا يحبط تأثير التفوق التقني الإسرائيلي في البر والجو، ويمنع التقدم البري للقوات الصهيونية، ويجبرها على خوض معارك عمياء، أي بدون معلومات عن الطرف الآخر.​
آتت الحرب الساكنة أكلها، لكن تأثيرها بقي محدودا في المنطقة إلى درجة أن الفلسطينيين الذين كان من المفروض أن يكونوا أسرع الناس في استخلاص العبر، استمروا في مفاوضاتهم مع الصهاينة وكأن انقلابا عسكريا لم يحصل في المنطقة.​
لقد حقق حزب الله تحولا إستراتيجيا في المنطقة، ويبدو أن إسرائيل وأميركا وحدهما من بين دول المفاوضات قد أدركتا ذلك، وربما أن الأنظمة العربية قد أدركت لكنها تنتظر جولة جديدة تتمكن إسرائيل فيها من إلحاق هزيمة بالحزب.​
أرى حسب تحليلي لخطابات السيد حسن، ولما أتوقعه من تطورات تقنية عسكرية لدى حزب الله وإيران وسوريا أن دور الحرب المتحركة قد أتى. للحرب المتحركة مقتضياتها من ناحية المعدات والاستعدادات والغطاء الجوي والمستلزمات التزويدية النزلية (اللوجستية) إلخ.​
وقد لفت انتباهي ما أتى في خطاب السيد حسن في تأبين الشهيد مغنية حول عشرات آلاف المقاتلين الذين ينتظرون إسرائيل في الحرب القادمة.​
من ناحية التكتيك العسكري، الجبهة اللبنانية لا تتطلب عشرات الآلاف من المتخندقين بسبب ضيقها الجغرافي، لكنها تحتاج إلى هذا العدد إذا كان الجند زاحفين.​
المعنى أنه يجب توفير قوات كافية للزحف البري باتجاه الجولان ومزارع شبعا، أو باتجاه مستوطنات كريات شموني ومعالوت والمطلة.​
هل تتوفر لدى حزب الله الآن القدرة على الزحف البري؟ إذا كان لدى الحزب ما يشل الطيران الإسرائيلي، وقدرة كبيرة على تدمير الدبابات الإسرائيلية، فإن الطريق نحو زحف بري تصبح مفتوحة.​
تقديري أن حزب الله يمتلك الآن الوسائل لشل الطيران الإسرائيلي أو للحد من قدراته الهجومية بصورة كبيرة، وهذه ستكون المفاجأة الكبرى في الحرب، أما الطائرات العمودية، فتقديري أن نصيبها في التحليق ليلا أو نهارا سيكون محدودا جدا.​
إذا شنت إسرائيل الحرب فإنها ستهاجم سوريا أيضا وذلك لأن سوريا هي الداعم الأساسي لحزب الله سواء من ناحية فتح الطريق إلى إيران أو من زاوية التزويد بالأسلحة، وإلحاق أي ضربة عسكرية بحزب الله لا يدوم مفعولها ما دامت سوريا صامدة في وجه الضغوط. ولهذا من المتوقع أن يكون الجيش السوري على أهبة الاستعداد.​
وإذا كان حزب الله يملك وسائل قتالية لمواجهة الطيران الإسرائيلي فإن سوريا تملك نفس الوسائل ووفق منظومات أكثر اتساعا وانتشارا من الناحية الجغرافية.​
إذا كان حزب الله يستعد لزحف بري فهو بحاجة إلى قوات نظامية مجهزة للحركة والإسناد والتزويد. ومهما كانت تجهيزات حزب الله فإنها لن ترتقي إلى تجهيزات جيش نظامي كبير وقوي مثل الجيش السوري، ولا بد للجيش السوري أن يوظف بعض قطاعاته العسكرية لخدمة هدف الحرب القادمة الذي يختلف عن هدف الصمود وإفشال العدو إما عبر الجولان أو عبر الأراضي اللبنانية.​
من المنطقي أن يستعد الجيش السوري لتحرير الجولان إذا امتلك القدرة الدفاعية ضد سلاح الطيران الإسرائيلي، وبهذا يكون قد تناغم مع حزب الله في إرباك إسرائيل المرتبكة.
من المتوقع أن يضع حزب الله ضغطا شعبيا على حكومة إسرائيل وجيشها من خلال حصار السكان، وأقدر أن الحزب سيطلق صواريخه بداية على منطقة تل أبيب لإيصال رسالة واضحة إلى كل الإسرائيليين بأنه لا مهرب أمامهم.​
في السابق هاجر أهل الشمال إلى الجنوب على اعتبار أن صواريخ الحزب تركزت في المنطقة الشمالية، أما في الحرب القادمة فلن يجدوا في الجنوب والوسط مأمنا.​
إذا وقع السكان تحت طائلة الصواريخ في مختلف مناطق فلسطين المحتلة 1948 فإن الضغط السكاني سيتزايد على الجيش وسيجعله في وضع تكتيكي صعب. سيؤثر التذمر الشعبي على القرارات العسكرية التي تستدعي ردودا قوية من حزب الله تمس المدنيين والمنشآت المدنية.​
جيش إسرائيل قوي وأذرعه طويلة وقدراته التدميرية هائلة، وقد تعلمنا من التطورات التاريخية أن جنود إسرائيل مدربون ومؤهلون وأصحاب خبرة ومعرفة. لكننا نلاحظ أن نقاط ضعف هامة قد برزت على الساحة الإسرائيلية.​
منها:
1- جنود إسرائيل مدللون، وقد أدت شدة حرص القيادة السياسية على نفوسهم إلى اتخاذ إجراءات معقدة وكثيرة من أجل المحافظة على حياة الجندي. هذا أثر على معنى التضحية، ووضع الجندي أمام أولويات جديدة أثناء وجوده في خضم المعركة.​
2- إسرائيل منخورة الآن بالفساد إلى درجة أن اثنين من رؤسائها قد أخرجوا من مقر الرئاسة بخزي، وتم التحقيق مع رؤساء وزراء ووزراء. وقد سبق أن استقال وزير الحرب لأسباب أخلاقية.​
3- القيادات التاريخية التي كانت تجمع الناس في إسرائيل لم تعد موجودة.
4- احتكار إسرائيل للأسلحة المتطورة لم يعد قائما.​
5- الناس في إسرائيل الآن ليسوا في مرحلة بناء الدولة، وإنما في مرحلة البحث عن الحياة المريحة، مما يعني أن القيم قد شهدت تحولات جذرية لا تتناسب مع متطلبات الحرب.​
المنازلة قد لا تكون بعيدة، وستقع خسائر جسيمة وفادحة في الأطراف المتحاربة، لكن إسرائيل ستجد أن الأمور أصعب بكثير مما ظنت، وستجد أن طول زمن الحرب قد أرهقها وحشرها في زاوية الاعتراف بأنها لم تعد تلك الدولة التي لا يزاحمها أحد في اتخاذ القرار.​
أطراف عربية ستتأثر بنتائج الحرب ولن تكون إسرائيل في وضع يؤهلها للاستمرار في توفير الأمن لمن اعتادوا الاعتماد عليها.

(لا ننسى بالنهاية ان الانتصار كان عربياواسلاميا)

________________


المصدر: الجزيرة
 
كنت اتمني ان تذكر أسم من كتب المقال او رابط حتي يكتمل المصدر.
نحن ندعو الله ان لا تقع اي حرب اخري بالمنطقه لان كلمه حرب تعني المأسي الكثيره والخسائر.
كاتب المقال قد يكون متعاطف بشده مع حزب الله وسوريا ولكن العاطفه قد لا تحقق الانتصارات.
يجب عندما نحكم علي الاوضاع ان يكون حكمنا بطريقه واقعيه فليس من المعقول ان يتطور حزب الله بسرعه تعادل تطور دوله دوله اليهود (مع وجود المسانده الامريكيه الغير محدوده).
ليس بالبساطه ان نقول انه يمكن شل فاعليه الطيران اليهودي بمعرفه اسلحه فرديه يحملها مقاتلون حتي لو كانوا يحملون اسلحه حديثه.
من الصعب تحول مقاتلوا حزب الله الي جيش هجومي وحتي لو اصبحو يقدرون بعشرات الالاف لان عقيدتهم القتاليه تعتمد علي الكر والفر وحرب العصابات.وايضا لايملكون اهم عناصر الهجوم وهي الدبابات الثقيله.
هذه بعض النقاط السريعه للرد علي المقال .نحن لسنا ضد انجازات حزب الله في مقاومه الاحتلال او تحقيقه لهدف تحرير الجنوب اللبناني المحتل او للوقوف في وجه الاطماع الاستعماريه اليهوديه .
 
عودة
أعلى