المقاومة اليمنية تتوج تدريباتها بالمشاركة في "رعد الشمال"
مشاركة القوات اليمنية في رعد الشمال رسالة بأن المقاومة تملك حضوراً داخلياً ودولياً
منذ شهور خصوصاً في مرحلة "إعادة الأمل"؛ انتهجت قوات التحالف العربي فكرة تدريب وتأهيل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المنظمة لقوات الشرعية كي يتمكنوا من تحمل المهام الموكلة إليهم، سواء في حفظ الأمن في المناطق المحررة أو تعزيز خطوط المواجهة مع مليشيا الانقلاب.
وتخرج الآلاف من المقاتلين في مختلف الجبهات في معسكرات تدريبية أعدت مسبقاً للغرض ذاته بهدف نقل خبرات القوات المشاركة في تحالف إعادة الشرعية إلى القوات العسكرية والأمنية على مستوى الجيش والمقاومة في اليمن.
وفي إعلان واضح للتعاون العسكري الكبير والتدريب العالي؛ تشارك وحدات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في مناورات "رعد الشمال" في المملكة العربية السعودية، حيث تشارك وحدات خاصة من القوات البرية وطيارين من القوات الجوية، في التمرين العسكري الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة، بصفة مراقب، حسب ما أفادت مصادر في المقاومة والجيش لـ"الخليج أونلاين" لغرض اكتساب المزيد من الخبرات والمهارات، إلى جانب دول عربية وإسلامية وخليجية.
وأعلن سابقاً عن تواصل دعم المقاومة الشعبية عن طريق إرسال دفعات من خريجي دورات التدريب بعد للانضمام إلى الكليات العسكرية وكليات القيادة والأركان لقوات التحالف العربي.
الخبير الأمني عبد الله السنباني، أشار إلى الأهمية البالغة التي توليها قيادة قوات التحالف العربي والحكومة اليمنية للقوات المنضوية تحت إطار الجيش الوطني من أفراد المقاومة الشعبية "حديثي العهد" بالخدمة العسكرية.
وأضاف السنباني، في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين" إلى أن غالبية المجتمع اليمني يجيد استخدام السلاح، لكن مرحلة الحروب والمواجهة بحاجة إلى خبرات عسكرية متراكمة ترجح من كفة الجيش والمقاومة في مواجهتها مع مليشيا الحوثي وصالح، وهو ما تعمل عليه الشرعية من خلال تأهيل دفعات متتالية من العناصر الشعبية التي تلتحق بصفوف المقاومة.
وأشار السنباني إلى المشاكل الأمنية التي ظهرت في العاصمة المؤقتة عدن بعد تحريرها فرضت مزيداً من الخبرة الأمنية والتأهيل للقوات التي أوكلت إليها مهمة حفظ الأمن في المحافظة، وهو ما تعمل عليه باستمرار قوات التحالف وخصوصاً القوات الإماراتية، متوقعاً أن يسهم ذلك التدريب في أن المقاومة بمهامها تجعل من المناطق المحررة نموذجاً للأمن وليس للعمليات الإرهابية، حسب قوله.
وإلى جانب نقل خبراتها العسكرية حرصت دول التحالف العربي على دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالمعدات العسكرية لحفظ الأمن في عدن، بعد تدريبات هدفت لتطوير وتأهيل قدرات المقاومة لغرض الوصول إلى جيش وطني قادر على حماية مقدرات الدولة والحفاظ على سيادة أراضيها.
وتتركز التدريبات التي يتلقاها عناصر المقاومة على التفتيش الأمني والإسعافات الأولية واستخدام الأسلحة ونقطة تفتيش المركبات والأفراد وتفتيش المواقع والآليات وغيرها، وهو ما تعكف عليه الحكومة بتعاون قوات التحالف العربي.
وفي هذا الشأن يقول الصحفي والباحث عدنان هاشم، إن تحول رجال المقاومة إلى جيش نظامي هو المطلوب، والتحالف والحكومة يفكرون بما بعد في هذه العمليات العسكرية ومستقبل "المقاومة الشعبية"، فهي بالـتأكيد قامت بدور وطني لكنها بالرغم من ذلك "مليشيات مسلحة" ستهدد مستقبل الدولة.
ويضيف هاشم في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن الحكومة تتفادى ذلك، حيث تسعى إلى أن يتم تحرير بقية المحافظات مع استكمال دمج المقاومة في الجيش والأمن الوطنيين حتى لا تعاني البلاد من اختلالات أمنية في مرحلة إعادة تأسيس الدولة، وهو ما يهدد عودة مليشيات الحوثي وصالح من جديد، لذلك هي تأكيد أن الجيش اليمني هو فقط الذي يملك السلاح لحماية البلاد، وليس لخدمة الأفراد والجماعات.
وأشار عدنان هاشم إلى أن مشاركة قوات يمنية في رعد الشمال هو مسار يؤكد أن اليمن دولة تملك جيشاً وحضوراً دولياً، ويرد أيضاً على تلك الأبواق القادمة من طهران وموسكو أن من يقاتل إلى جانب الحكومة هم "مليشيات".
ومن ناحية أخرى، يحتاج الجيش اليمني للمزيد من الخبرة في الحروب الكبرى ومناورة تشارك فيها 20 دولة هي أول تجربة يخوضها هذا الجيش خلال التاريخ الحديث، والجيش اليمني يحتاج تجارب من هذا النوع حتى يستطيع حماية أركان الدولة المستعادة من المليشيا.
وغالباً ما تنجح التشكيلات العسكرية والأمنية الشعبية التي تدار تحت القيادة العسكرية في اليمن، حيث حققت نجاحاً كبيراً في الحرب التي قادها الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد وصوله للسلطة لطرد عناصر تنظيم القاعدة من أبين، إذ يشير محللون إلى أن الولاءات القبلية والسياسية التي كانت تنهش في الجيش النظامي في عهد المخلوع صالح يتم التغلب عليها في حال المقاومة الشعبية ذات العقيدة القتالية.
وفي اليمن تتوفر القوة البشرية الهائلة لكنها تفتقر إلى الخبرات والمعدات الأمنية التي تمكنها من الحد من ظهور المشاكل الأمنية خصوصاً في الأوضاع التي تعيشها البلاد في ظل مواجهة تمرد الانقلابيين من تحالف الحوثي وصالح إضافة إلى العمليات التي تنسب إلى تنظيمات إرهابية.