لماذا اتجهت كل الدول المصنعة للطائرات الى تقليل المقطع الراداري لمقاتلتها ؟ لماذا توقفت امريكا عن صناعة مقاتلات كالاف 15 والاف 16 لصالحها رغم التطور الكبير في امكانتهما وحمولتهم الكبيرة من اجل مقاتلات اقل حمولة مثل الرابتور والاف 35 ؟ لماذا اختص المقطع الراداري لوصف طائرات الجيل القادم ؟
اولا الرصد الايجابي :
من المفاهيم المغلوطة حول تاثير المقطع الراداري على الرصد الايجابي هو فقط في مدى الرصد .. بينما في الحقيقة مدى الرصد هو اقل مزايا امتلاك مقطع راداري صغير .
عمل اي رادار يتمثل في ارسال ترددات ثم الاستماع الى انعكاسها .. بينما عمل التشويش يتمثل في محاولة منع هذا الانعكاس من الوصول للرادار .. ولذلك قلما قل المقطع الراداري للمقاتلة كلما قل الانعكاس الصادر عنها .. وبالتالي يقل المدى الذي سيتمكن فيه الرادار المعادي من التغلب على تشويش المقاتلة .. هذا المدى يسمى Burn through range .. وتاثير المقطع الراداري على هذا المدى اكبر من تاثيره على مدى الرصد الاولي للمقاتلة .
اما النصيب الاكبر من تاثير المقطع الراداري فيتمثل في الحاجة الى طاقة تشويش اقل للقيام بنفس التاثير .. ولهذا ميزة جانبية اخرى مهمة تتمثل في تقليل الانبعاثات الايجابية الصادرة من الطائرة وبالتالي خفائية افضل .
لنوضح مدى تاثير تلك العوامل بشكل افضل سناخذ مثالا عمليا :
الاف 15 سنفترض هنا انها تمتلك مقطع راداري 10 متر مربع بتسليح جو جو
والرافال سنفترض هنا انها تمتلك مقطع راداري 1 متر مربع بتسليح جو جو
هذا يعني انه اذا افترضنا ان الاف 15 سيتم رصدها بشكل مبدئي من قبل رادار ما من مدى 250 كم .. ثم سيكون مدى burn through مثلا 100 كم .. فان الرافال سيتم رصدها بشكل مبدئي من نفس الرادار من مدى حوالي 140 كم .. ثم بعد التشويش بنفس طاقة تشويش الاف 15 سيكون burn through من مدى حوالي 33 كم .
هذا يعني انه اذا افترضنا ان الاف 15 والرافال سيمتلكوا نفس قدرات التشويش وفي مواجهة نفس الرادار سيتم الاغلاق على الاف 15 من 3 اضعاف مدى الاغلاق على الرافال .
قد يفترض احد ان فارق الحجم سيمكن المقاتلة من حمل قدرات تشويش كبيرة تعوض المقطع الراداري .. في الحقيقة هذا الكلام غير صحيح .. فامريكا التي تعتبر رادار AN/APG-81 الخاص بمقاتلة الاف 35 يحمل قمة تكنولوجيا رادارات المقاتلات ودرة انتاجها .. تقول امريكا انه يحمل حوالي 10 اضعاف قدرات تشويش طائرات الجيل الرابع .. اضطرت امريكا لكي تفعل ذلك ان تتخلى عن قدرات التشويش 360 درجة حول الطائرة حيث قدرات تشويشها فقط في الجزء الامامي من الطائرة عن طريق رادار الطائرة الذي يقوم بكلتا مهمتي الرصد والتشويش ... ودون حتى قدرة على توجيه التشويش .. عيب تعوضه الاف 35 عن طريق التعاون بين عدة مقاتلات لتوفير تغطية كاملة .
في الحقيقة لا يمكن لطائرة ان تعوض حجمها الكبير بزيادة قوة التشويش .. ولناخذ مثال اخر على ذلك .. لنفترض ان الاف 35 مقطعها الراداري 0.001 متر مربع وتستخدم طاقة تشويش مقدارها مثلا 5 كيلو وات .. هذا يعني ان الاف 15 تحتاج الى طاقة تشويش مقدارها 50 ميجا وات لكي تمتلك نفس تاثير التشويش الذي تمتلكه الاف 35 (وذلك بافتراض ان المقطع الراداري للاف 15 هو 10 متر مربع) .. طبعا هذا رقم لا يمكن تحقيقه .. يمكن تخيل ذلك اذا عرفنا ان رادار الايجيس SPY-1 يمتلك طاقة 5 ميجا وات .
ثانيا الرصد الحراري والبصري :
تتميز اغلب الطائرات ذات المقطع الراداري الكبير بالحجم الكبير .. خصوصا عندما نتحدث عن طائرات الجيل الرابع .. مثال على ذلك الاف 15 الامريكية او السوخوي 30 الروسية .. هياكل تلك الطائرات الكبيرة تجعلها اسهل في الرصد البصري .. كما ان طيرانها بسرعات فوق صوتية يزيد احتكاك الهواء باجزاء كبيرة من هيكلها يسهل كثيرا من رصدها حراريا .
تتميز تلك الطائرات ايضا بمحركات ذات قوة دفع كبيرة .. بما يزيد بشكل كبير من بصمتها الحرارية .. وبالتالي رصدها من مسافات ابعد بكثير من الطائرات الاصغر حجما .. وبالتالي فان تلك الطائرات لا تمتلك تكتيكات يمكنها من العمل الصامت .. نظرا لبصمتها الحرارية والالكترونية والبصرية الكبيرة .
الخلاصة :
لا يمكن ان تعوض التكنولوجيا الحديثة كبر المقطع الراداري للمقاتلات في مواجهة التهديدات المتطورة .. والدليل على ذلك توقف امريكا عن انتاج طائرات الاف 15 والاف 16 لصالحها رغم التطور الكبير في تجهيزاتهم الالكترونية وذلك لصالح طائرات الجيل الخامس الاقل في الحمولة .
ايضا التاثير الذي يصنعه تقليل المقطع الراداري اسهل واكبر بكثير من اي تطوير ممكن في قدرات الرادار والتشويش .
اولا الرصد الايجابي :
من المفاهيم المغلوطة حول تاثير المقطع الراداري على الرصد الايجابي هو فقط في مدى الرصد .. بينما في الحقيقة مدى الرصد هو اقل مزايا امتلاك مقطع راداري صغير .
عمل اي رادار يتمثل في ارسال ترددات ثم الاستماع الى انعكاسها .. بينما عمل التشويش يتمثل في محاولة منع هذا الانعكاس من الوصول للرادار .. ولذلك قلما قل المقطع الراداري للمقاتلة كلما قل الانعكاس الصادر عنها .. وبالتالي يقل المدى الذي سيتمكن فيه الرادار المعادي من التغلب على تشويش المقاتلة .. هذا المدى يسمى Burn through range .. وتاثير المقطع الراداري على هذا المدى اكبر من تاثيره على مدى الرصد الاولي للمقاتلة .
اما النصيب الاكبر من تاثير المقطع الراداري فيتمثل في الحاجة الى طاقة تشويش اقل للقيام بنفس التاثير .. ولهذا ميزة جانبية اخرى مهمة تتمثل في تقليل الانبعاثات الايجابية الصادرة من الطائرة وبالتالي خفائية افضل .
لنوضح مدى تاثير تلك العوامل بشكل افضل سناخذ مثالا عمليا :
الاف 15 سنفترض هنا انها تمتلك مقطع راداري 10 متر مربع بتسليح جو جو
والرافال سنفترض هنا انها تمتلك مقطع راداري 1 متر مربع بتسليح جو جو
هذا يعني انه اذا افترضنا ان الاف 15 سيتم رصدها بشكل مبدئي من قبل رادار ما من مدى 250 كم .. ثم سيكون مدى burn through مثلا 100 كم .. فان الرافال سيتم رصدها بشكل مبدئي من نفس الرادار من مدى حوالي 140 كم .. ثم بعد التشويش بنفس طاقة تشويش الاف 15 سيكون burn through من مدى حوالي 33 كم .
هذا يعني انه اذا افترضنا ان الاف 15 والرافال سيمتلكوا نفس قدرات التشويش وفي مواجهة نفس الرادار سيتم الاغلاق على الاف 15 من 3 اضعاف مدى الاغلاق على الرافال .
قد يفترض احد ان فارق الحجم سيمكن المقاتلة من حمل قدرات تشويش كبيرة تعوض المقطع الراداري .. في الحقيقة هذا الكلام غير صحيح .. فامريكا التي تعتبر رادار AN/APG-81 الخاص بمقاتلة الاف 35 يحمل قمة تكنولوجيا رادارات المقاتلات ودرة انتاجها .. تقول امريكا انه يحمل حوالي 10 اضعاف قدرات تشويش طائرات الجيل الرابع .. اضطرت امريكا لكي تفعل ذلك ان تتخلى عن قدرات التشويش 360 درجة حول الطائرة حيث قدرات تشويشها فقط في الجزء الامامي من الطائرة عن طريق رادار الطائرة الذي يقوم بكلتا مهمتي الرصد والتشويش ... ودون حتى قدرة على توجيه التشويش .. عيب تعوضه الاف 35 عن طريق التعاون بين عدة مقاتلات لتوفير تغطية كاملة .
في الحقيقة لا يمكن لطائرة ان تعوض حجمها الكبير بزيادة قوة التشويش .. ولناخذ مثال اخر على ذلك .. لنفترض ان الاف 35 مقطعها الراداري 0.001 متر مربع وتستخدم طاقة تشويش مقدارها مثلا 5 كيلو وات .. هذا يعني ان الاف 15 تحتاج الى طاقة تشويش مقدارها 50 ميجا وات لكي تمتلك نفس تاثير التشويش الذي تمتلكه الاف 35 (وذلك بافتراض ان المقطع الراداري للاف 15 هو 10 متر مربع) .. طبعا هذا رقم لا يمكن تحقيقه .. يمكن تخيل ذلك اذا عرفنا ان رادار الايجيس SPY-1 يمتلك طاقة 5 ميجا وات .
ثانيا الرصد الحراري والبصري :
تتميز اغلب الطائرات ذات المقطع الراداري الكبير بالحجم الكبير .. خصوصا عندما نتحدث عن طائرات الجيل الرابع .. مثال على ذلك الاف 15 الامريكية او السوخوي 30 الروسية .. هياكل تلك الطائرات الكبيرة تجعلها اسهل في الرصد البصري .. كما ان طيرانها بسرعات فوق صوتية يزيد احتكاك الهواء باجزاء كبيرة من هيكلها يسهل كثيرا من رصدها حراريا .
تتميز تلك الطائرات ايضا بمحركات ذات قوة دفع كبيرة .. بما يزيد بشكل كبير من بصمتها الحرارية .. وبالتالي رصدها من مسافات ابعد بكثير من الطائرات الاصغر حجما .. وبالتالي فان تلك الطائرات لا تمتلك تكتيكات يمكنها من العمل الصامت .. نظرا لبصمتها الحرارية والالكترونية والبصرية الكبيرة .
الخلاصة :
لا يمكن ان تعوض التكنولوجيا الحديثة كبر المقطع الراداري للمقاتلات في مواجهة التهديدات المتطورة .. والدليل على ذلك توقف امريكا عن انتاج طائرات الاف 15 والاف 16 لصالحها رغم التطور الكبير في تجهيزاتهم الالكترونية وذلك لصالح طائرات الجيل الخامس الاقل في الحمولة .
ايضا التاثير الذي يصنعه تقليل المقطع الراداري اسهل واكبر بكثير من اي تطوير ممكن في قدرات الرادار والتشويش .
التعديل الأخير: