أولا: أمريكا تبرع في توظيف الدعاية وإعطاء زخم إعلامي كبير وتضخيم الأمور! طبعا هذا الأمر يعود بنا إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما صورت أمريكا أن مكوك الفضاء الامريكي سيمكنها من التحليق في الفضاء الخارجي 24 مرة سنويا وبتكاليف زهيدة! إلا أن الواقع غير ما صورته أمريكا حيث التكاليف الباهظة والصيانة الطويلة بعد كل رحلة ما جعل معدل متوسط الرحلات السنوي لا يتجاوز 4 رحلات عبر المكوك!
هنا صورة تخيلية لعملية الصيانة
هنا صورة حقيقية لعملية الصيانة
ثانيا: فكرة إعادة استخدام الصواريخ مطروحة من مدة ليست بالقصيرة وهناك شركات تعمل عليها ربما ببطء أو ينقصها التمويل للاستمرار في مشاريعها البحثية حول هذا المجال! أو ربما لا ترى جدوى من هذه العملية، فعملية الصيانة تستغرق وقت طويل وكذلك مكلفة ما يجعل بناء منصة من الصفر خيار مثالي!
فروسيا لديها عدة مشاريع ولكن العائق هو التمويل في مواصلة الابحاث!
أيضا يظهر لي أن شركة SpaceX ركزت على فكرة إعادة استخدام الصواريخ وأهملت المهمة الرئيسية الموكلة لها وهي صناعة صاروخ قادر على حمل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية حتى تتخلص أمريكا من الاحتكار الروسي، فأمريكا تدفع مبلغ 70 مليون دولار للحصول على مقعد واحد في المركبة الروسية!
ثالثا: سيطرة الروس على سوق الفضاء هي سيطرة علم ومعرفة تقنية قبل كل شيء! فروسيا لديها أسطول من الصواريخ بحمولات مختلفة وبأسعار تنافسية وعبر منصات مختلفة (عبر الغواصات – عبر عربات متنقلة – من صوامع تحت الارض – منصات عائمة) هذا في ما يخص الصواريخ!
فيديو اطلاق صاروخ الشيطان محمل بأقمار اصطناعية
فيديو اطلاق صاروخ توبول محمل بأقمار اصطناعية
طبعا تتجلى عبقرية الروس في القدرة على إطلاق صواريخ مأهولة بالرواد في أجواء باردة جدا حيث تتساقط الثلوج وهو ما تعجز عن فعله أمريكا!
أما فيما يخص المحركات فمنافسة روسيا في هذا الامر صعبة جدا! لم أجد شركة متخصصة في صناعة المحركات بعدد موظفين يصل إلى 5500 موظف إلا في روسيا! مع العلم أن روسيا لديها عدة شركات متخصصة في صناعة المحركات الصاروخية! وأكثر ما يميز المحركات الروسية أنها عبارة عن منصة يمكن التعديل عليها فنرى RD-170 ومشتقاتها وRD-180 ومشتقاتها كما يظهر في الصورة:
طبعا هذا الامر لا يقتصر على المحركات الصاروخية، فروسيا لها اليد العليا أيضا في صناعة المحركات الكهربائية التي تستخدم مع الاقمار الاصطناعية من شركة Fakel الروسية!
يمكن الرجوع إلى هذا الموضوع
نهاية المحركات الروسية RD-180 وبداية امريكية جديدة 2019
روسيا تقوم بصناعة المرحلة العليا (upper stage)!
وتحت التطوير
تمتلك روسيا خبرة فريدة في بناء المحطات الفضائية لا تمتلكها أي دولة في العالم:
Salyut
Almaz
Mir
فيديو:
المحطة الفضائية الدولية
القطع الروسية تحتوي على أنظمة التحكم بكامل المحطة الفضائية الدولية، ورسيا هي من يديرها!
فيديو:
بناء كبسولات تعمل كمختبر لاجراء التجارب والبحوث!
أيضا روسيا تقوم بصناعة بزات رواد الفضاء!
وكذلك بناء الاقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية!
طبعا لا يخفى على أحد لمسات روسيا في برنامج اوكرانيا والصين وكوريا والهند والبرازيل وايران وأوروبا وأمريكا.