كاتب سعودي يطالب مصر بتزويد إسرائيل بمياه النيل لإيقاف «سد النهضة»
2015-12-28 14:56:45
دعا الكاتب السعودية داود الشريان، مصر إلى عقد صفقة مياه مع دولة الاحتلال الإسرائيلى، بهدف إيقاف بناء "سد النهضة" بدعم دولى، انتصارا لإسرائيل.
واستهل الكاتب دواد الشريان مقاله الذي جاء تحت عنوان " أضعف الايمان بهذا الحل تكسب مصر مياه النيل" الذي نشر اليوم بصحيفة الحياة اللندنية، بمقولة المؤرخ الاغريقي الشهير «هيرودوت» قال عبارة خالدة، ألهمت المصريين والشعراء. «مصر هبة النيل». اليوم تريد إثيوبيا تغيير مجرى التاريخ. تبني سدًا ضخمًا لتحسين أراضيها الزراعية، لكنه سيمنع تدفق النهر العظيم إلى «أم الدنيا». إثيوبيا الدولة الفقيرة تطمح إلى أن تصبح مركزًا اقليميًا لتوليد الكهرباء من المصادر المائية، وضمان السيطرة على مشروع « كهرباء سد النهضة»، الذي بإمكانه، إذا انجز، اضاءة نصف مدن القارة الأفريقية.
مضيفا، حتى الآن تم الانتهاء من تشييد ربع السد، وقريبًا سيبدأ توليد 750 ميغاوات من الكهرباء، وعند اكتماله سينشئ بحيرة طولها 246 كيلومترًا، ليصبح أكبر سد في القارة السمراء، ويضاعف الناتج الاثيوبي قرابة الضعفين خلال عشر سنوات. وفي المقابل سيقلل «سد النهضة» من تدفق مياه النيل إلى مصر، بنحو 12 بليون متر مكعب من المياه أو تزيد، وهذا النقص سيحرم مصر من ريّ قرابة 200 ألف فدان من الأراضي الزراعية المنتجة، فضلًا عن نقص مياه الشرب. وأمام هذا التحدي ترفض أديس أبابا اتفاقية عام 1959 التي ابرمت بين مصر والسودان، وضمنت حصول مصر على النصيب الأكبر من مياه النيل. والقاهرة تقف عاجزة أمام اصرار إثيوبيا على بناء السد، ولا تجد وسائل فعالة لتغيير هذه النتيجة التي ستلحق اضرارًا بالغة بمصر واقتصادها، لكن، لا أحد في العالم يسمعها، أو يقف معها، فضلًا عن أن دولًا غربية وشرقية دخلت على خط الاستثمار في السدّ الضخم. المسألة، كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي «ليست نكتة»، فمصالح مصر القومية تتعرض للخطر. لكن السؤال: كيف تحمي هذه المصالح؟
مستطدرا، السباق بين مصر وإثيوبيا غير متكافئ، الأولى تمارس ضغوطًا دبلوماسية لمعاودة تصميم السد، وتقليل الأضرار على دول المصب، والثانية ماضية في بناء «سد النهضة» من دون مراعاة مصالح الآخرين، وهي تشتري الوقت عبر مفاوضات غير جدية، فضلًا عن أديس أبابا كسبت موقف السودان الذي شهد تحولًا في موقفه باتجاه تأييد السد ورفع اعتراضاته السابقة. والحل العسكري الذي جرى طرحه أيام الرئيس محمد مرسي كان خيالًا سياسيًا جامحًا، وإحالة النزاع على محكمة العدل الدولية ربما لن تكون في مصلحة المصريين.
مصر أمام تحدٍ خطير، وليس أمامها إلا حماية أمنها القومي. الحل موجود، لكنه مكلف سياسيًا، وهو أن تعقد اتفاقًا مع إسرائيل على تزويدها بمياه النيل من المصب عبر البحر المتوسط. والدولة العبرية مهددة بالعطش، وهي ربما خاضت حروبًا من أجل ذلك، وستجد في هذا الاتفاق فرصة تاريخية لها، وتقف ضد مشروع السد الأثيوبي، وتسخر نفوذها في العالم من أجل هذا الهدف. هذا الاتفاق، أن تم، سيعاود رسم مشروع «سد النهضة»، ويجعل الدول الغربية الكبرى تقف إلى جانب مصر.
قبل سنوات كتبتُ هذا الاقتراح، فقال لي مسئول مصري كبير: «هذا القرار يحتاج إلى رجل شجاع مثل أنور السادات»! مصر لن تعدم الشجعان والشجاعة، وهي ستلقى عنتًا من «المناضلين»، لكن المثل الشعبي السعودي يقول: «ما دون الحلق إلا اليدين».
http://www.sky-eg.com/n69682
2015-12-28 14:56:45
دعا الكاتب السعودية داود الشريان، مصر إلى عقد صفقة مياه مع دولة الاحتلال الإسرائيلى، بهدف إيقاف بناء "سد النهضة" بدعم دولى، انتصارا لإسرائيل.
واستهل الكاتب دواد الشريان مقاله الذي جاء تحت عنوان " أضعف الايمان بهذا الحل تكسب مصر مياه النيل" الذي نشر اليوم بصحيفة الحياة اللندنية، بمقولة المؤرخ الاغريقي الشهير «هيرودوت» قال عبارة خالدة، ألهمت المصريين والشعراء. «مصر هبة النيل». اليوم تريد إثيوبيا تغيير مجرى التاريخ. تبني سدًا ضخمًا لتحسين أراضيها الزراعية، لكنه سيمنع تدفق النهر العظيم إلى «أم الدنيا». إثيوبيا الدولة الفقيرة تطمح إلى أن تصبح مركزًا اقليميًا لتوليد الكهرباء من المصادر المائية، وضمان السيطرة على مشروع « كهرباء سد النهضة»، الذي بإمكانه، إذا انجز، اضاءة نصف مدن القارة الأفريقية.
مضيفا، حتى الآن تم الانتهاء من تشييد ربع السد، وقريبًا سيبدأ توليد 750 ميغاوات من الكهرباء، وعند اكتماله سينشئ بحيرة طولها 246 كيلومترًا، ليصبح أكبر سد في القارة السمراء، ويضاعف الناتج الاثيوبي قرابة الضعفين خلال عشر سنوات. وفي المقابل سيقلل «سد النهضة» من تدفق مياه النيل إلى مصر، بنحو 12 بليون متر مكعب من المياه أو تزيد، وهذا النقص سيحرم مصر من ريّ قرابة 200 ألف فدان من الأراضي الزراعية المنتجة، فضلًا عن نقص مياه الشرب. وأمام هذا التحدي ترفض أديس أبابا اتفاقية عام 1959 التي ابرمت بين مصر والسودان، وضمنت حصول مصر على النصيب الأكبر من مياه النيل. والقاهرة تقف عاجزة أمام اصرار إثيوبيا على بناء السد، ولا تجد وسائل فعالة لتغيير هذه النتيجة التي ستلحق اضرارًا بالغة بمصر واقتصادها، لكن، لا أحد في العالم يسمعها، أو يقف معها، فضلًا عن أن دولًا غربية وشرقية دخلت على خط الاستثمار في السدّ الضخم. المسألة، كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي «ليست نكتة»، فمصالح مصر القومية تتعرض للخطر. لكن السؤال: كيف تحمي هذه المصالح؟
مستطدرا، السباق بين مصر وإثيوبيا غير متكافئ، الأولى تمارس ضغوطًا دبلوماسية لمعاودة تصميم السد، وتقليل الأضرار على دول المصب، والثانية ماضية في بناء «سد النهضة» من دون مراعاة مصالح الآخرين، وهي تشتري الوقت عبر مفاوضات غير جدية، فضلًا عن أديس أبابا كسبت موقف السودان الذي شهد تحولًا في موقفه باتجاه تأييد السد ورفع اعتراضاته السابقة. والحل العسكري الذي جرى طرحه أيام الرئيس محمد مرسي كان خيالًا سياسيًا جامحًا، وإحالة النزاع على محكمة العدل الدولية ربما لن تكون في مصلحة المصريين.
مصر أمام تحدٍ خطير، وليس أمامها إلا حماية أمنها القومي. الحل موجود، لكنه مكلف سياسيًا، وهو أن تعقد اتفاقًا مع إسرائيل على تزويدها بمياه النيل من المصب عبر البحر المتوسط. والدولة العبرية مهددة بالعطش، وهي ربما خاضت حروبًا من أجل ذلك، وستجد في هذا الاتفاق فرصة تاريخية لها، وتقف ضد مشروع السد الأثيوبي، وتسخر نفوذها في العالم من أجل هذا الهدف. هذا الاتفاق، أن تم، سيعاود رسم مشروع «سد النهضة»، ويجعل الدول الغربية الكبرى تقف إلى جانب مصر.
قبل سنوات كتبتُ هذا الاقتراح، فقال لي مسئول مصري كبير: «هذا القرار يحتاج إلى رجل شجاع مثل أنور السادات»! مصر لن تعدم الشجعان والشجاعة، وهي ستلقى عنتًا من «المناضلين»، لكن المثل الشعبي السعودي يقول: «ما دون الحلق إلا اليدين».
http://www.sky-eg.com/n69682