هناك شكلان من اشكال التشويش .. التشويش الضوضائي Noise jamming والتشويش الخداعي Deceptive jamming .. يمكن استخدامها للتشويش على الامرام .
اولا التشويش الضوضائي Noise jamming :
هذا النوع التقليدي من التشويش يعتمد بالاساس على طاقة التشويش .. فكلما زادت طاقته زادت فعاليته وقلت المسافة التي سيتمكن خلالها رادار العدو من الاغلاق عليك او Burn through range
عندما نتحدث عن الباحث الراداري الخاص بالصاروخ فالباحث لا يمتلك قدرات القفز الترددي وطاقته ليست كبيرة بالمقارنة بمصدر التشويش وبالتالي سيكون قابل للتشويش عليه بشكل تقليدي تماما .
لكن الامرام يمتلك اكثر من شكل من اشكال التوجيه .. فاذا تعرض الباحث الراداري الخاص بالصاروخ للتشويش فانه يستهدف مصدر التشويش ذاته ويحوله لهدف وتسمى تلك الخاصية home on jamming (HOJ) .. لكن في الحقيقة يمكن التغلب على ذلك باكثر من طريقة :
1- ان تتبادل طائرتان متباعدتان التشويش على صاروخ الامرام .. وبالتالي يغير صاروخ الامرام اتجاهه مرات عديدة مستهلكا وقوده قبل ان يصيب اي منهما .
2- ان يتم استخدام طائرة اخرى للتشويش تقع على مسافة بعيدة عن الطائرة المستهدفة والصاروخ .. وبالتالي لا تستخدم الطائرة المستهدفة التشويش بينما تشوش الطائرة البعيدة المتواجدة على مسافة آمنة على باحث الصاروخ فيتوجه نحوها ويفقد طاقته ويسقط قبل ان يصل اليها .
يمكن التغلب على تلك التكتيكات بالاعتماد على التوجيه من رادار المقاتلة وليس باحث الصاروخ حتى يصبح الصاروخ على مسافة اقل بكثير من 1 كم من هدفه .. وذلك لضمان ان الباحث الراداري للصاروخ لن يمكن التشويش عليه حيث اصبح داخل ما يسمى Burn through range .
هنا يجب فهم العلاقة بين طاقة التشويش وقدرة الرادار على الرصد .. فالفهم الشائع ان طاقة التشويش تحتاج ان تماثل طاقة الرادار لتنجح في التشويش عليه غير صحيح .. فاقل طاقة تشويش تؤثر على المدى الحقيقي لرصد الرادار .. لكن كلما زادت طاقة التشويش كلما قل المدى الفعال الذي سيتمكن الرادار من التغلب عليه والاغلاق على الهدف وهو ما يسمى burn through range
ايضا في الواقع العملي فان burn through range اقل مما نعتقد .. فالطائرة عندما ترصد هدف تعتمد في ذلك على استقبال فقط الجزء من الموجات الذي ترتد من الهدف وتعود اليها .. هذا الجزء من الطاقة هو ما نحتاج للتشويش عليه .. وبالتالي فبينما تقطع موجات الرادارالمدى الفاصل بينها وبين الهدف مرتين فان التشويش يقطع تلك المسافة مرة واحدة فقط فاقدا نصف الطاقة فقط .. وبالتالي فان التشويش بطاقة هي نصف طاقة الرادار قادرة على تقليص مدى الرصد بشكل كبير .. يمكن فهم تلك العلاقة لمن يجيد اللغة الانجليزية من هذا المثال
يمكن ان نلاحظ هنا في هذا المثال انه رغم ان مصدر التشويش يبعد عن الرادار حوالي 200 ميل بينما الرادار يحتاج الى رصد هدف يبعد عنه فقط 100 ميل .. الا ان الرادار لن يمتلك القدرة على التغلب على هذا التشويش ورصد هدفه الا عندما يقترب منه الى مدى حوالي 840 قدم فقط (الميل = 6000 قدم)
هنا ايضا تبرز اهمية المقطع الراداري للطائرات .. فكلما قل حجم الطائرة كلما احتاجت لطاقة اقل للتشويش الفعال .. بمعنى مثلا لو افترضنا طائرة كالميج 35 مقطعها الراداري 1 متر مربع تحتاج طاقة 10 كيلو وات للتشويش على رادار ما بمدى معين .. فان طائرة كالـ B-52 مقطعها الراداري 100 متر مربع ستحتاج الى طاقة مقدارها 1 ميجا وات (1000 كيلو وات) للتشويش على نفس الرادار بنفس المدى .
عموما يمكن استخدام هذا الشكل من التشويش اما بالتشويش على تردد معين وحينها سيكون فعالا وقويا ضد هذا التردد لكنه لن يستطيع ان يشوش على رادار يقوم بالقفز الترددي ويغير تردداته بشكل مستمر .. يمكن ايضا استخدام هذا الشكل من التشويش ليغطي طيف متعدد من الترددات في نفس الوقت ليسمى حينها Barrage jamming لكن هذا سيعني تقسيم طاقة التشويش بين كافة تلك الترددات وبالتالي ضعفها في مواجهة رادار قوي .
ثانيا التشويش الخداعي Deceptive jamming :
في هذا الشكل من التشويش الطاقة ليست العامل الرئيسي لكن القدرة على التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى تحقق الهدف من الخداع (على اختلاف اشكاله) .. القيام بذلك في مواجهة الباحث الراداري لصاروخ كالامرام سهل وهو الاكثر انتشارا في المقاتلات الحديثة واكثرها فاعليه ضد الامرام .. ففي تلك الحالة الامرام لن يدرك انه يخضع للتشويش وبالتالي لن يتحول الى خاصية hoj .. ينقسم هذا الشكل من التشويش الى قسمين رئيسيين اما اخفاء الهدف تماما او تغيير مكانه :
1- الالغاء الايجابي للهدف : وهي ببساطة تتمثل في القدرة على انشاء موجات يمكنها ان تلغي الموجات المرتدة نحو باحث الصاروخ .. وبالتالي يختفي الهدف بالنسبة لباحث الصاروخ .
2- التلاعب بمكان الهدف : ولتلك الطريقة اشكال عديدة .. منها التلاعب بالمدى الفاصل بين الهدف وباحث الصاروخ .. او التلاعب بسرعة او ارتفاع الهدف .. او حتى التلاعب بموقع الهدف بطريقة مثل Cross-eye jamming ... او حتى الاعتماد على الشرك المجرور Towed Decoy .. ولكل طريقة تكنيك مختلف في التنفيذ .
يمكن التغلب على تلك الطريقة ايضا بالاعتماد على رادار المقاتلة بدلا من باحث الصاروخ .. لكن تلك المرة يجب الاعتماد على رادار المقاتلة حتى النهاية وعدم استخدام باحث الصاروخ نهائيا ... ايضا فان التشويش الخداعي قادر على التغلب على الرادار مهما بلغت طاقته طالما استطاع التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى ( تحقق شكل الخداع المراد تنفيذه) .. لذلك تجد تلك الطريقة صعوبات امام رادارت الايسا الحديثة التي تصعب من قدرة منظومات التحذير الراداري على التعرف على الموجات الصادرة من الرادار او حتى القدرة على مواكبة التغيير اللحظي في الترددات المستخدمة من قبل الرادار .. لكن ايضا منظومات التشويش لا تقف مكتوفة الايدي وتستمر في التطور .. في صراع يحتاج موضوع اخر لمناقشته .
الخلاصة :
في مواجهة طائرات الجيل الرابع المعزز او الجيل الخامس سيستخدم الامرام (وما يماثله من الروسي او الصيني) كصاروخ غير ذاتي التوجيه اكثر بكثير من الاعتماد عليه كصاروخ ذاتي التوجيه .
اولا التشويش الضوضائي Noise jamming :
هذا النوع التقليدي من التشويش يعتمد بالاساس على طاقة التشويش .. فكلما زادت طاقته زادت فعاليته وقلت المسافة التي سيتمكن خلالها رادار العدو من الاغلاق عليك او Burn through range
عندما نتحدث عن الباحث الراداري الخاص بالصاروخ فالباحث لا يمتلك قدرات القفز الترددي وطاقته ليست كبيرة بالمقارنة بمصدر التشويش وبالتالي سيكون قابل للتشويش عليه بشكل تقليدي تماما .
لكن الامرام يمتلك اكثر من شكل من اشكال التوجيه .. فاذا تعرض الباحث الراداري الخاص بالصاروخ للتشويش فانه يستهدف مصدر التشويش ذاته ويحوله لهدف وتسمى تلك الخاصية home on jamming (HOJ) .. لكن في الحقيقة يمكن التغلب على ذلك باكثر من طريقة :
1- ان تتبادل طائرتان متباعدتان التشويش على صاروخ الامرام .. وبالتالي يغير صاروخ الامرام اتجاهه مرات عديدة مستهلكا وقوده قبل ان يصيب اي منهما .
2- ان يتم استخدام طائرة اخرى للتشويش تقع على مسافة بعيدة عن الطائرة المستهدفة والصاروخ .. وبالتالي لا تستخدم الطائرة المستهدفة التشويش بينما تشوش الطائرة البعيدة المتواجدة على مسافة آمنة على باحث الصاروخ فيتوجه نحوها ويفقد طاقته ويسقط قبل ان يصل اليها .
يمكن التغلب على تلك التكتيكات بالاعتماد على التوجيه من رادار المقاتلة وليس باحث الصاروخ حتى يصبح الصاروخ على مسافة اقل بكثير من 1 كم من هدفه .. وذلك لضمان ان الباحث الراداري للصاروخ لن يمكن التشويش عليه حيث اصبح داخل ما يسمى Burn through range .
هنا يجب فهم العلاقة بين طاقة التشويش وقدرة الرادار على الرصد .. فالفهم الشائع ان طاقة التشويش تحتاج ان تماثل طاقة الرادار لتنجح في التشويش عليه غير صحيح .. فاقل طاقة تشويش تؤثر على المدى الحقيقي لرصد الرادار .. لكن كلما زادت طاقة التشويش كلما قل المدى الفعال الذي سيتمكن الرادار من التغلب عليه والاغلاق على الهدف وهو ما يسمى burn through range
ايضا في الواقع العملي فان burn through range اقل مما نعتقد .. فالطائرة عندما ترصد هدف تعتمد في ذلك على استقبال فقط الجزء من الموجات الذي ترتد من الهدف وتعود اليها .. هذا الجزء من الطاقة هو ما نحتاج للتشويش عليه .. وبالتالي فبينما تقطع موجات الرادارالمدى الفاصل بينها وبين الهدف مرتين فان التشويش يقطع تلك المسافة مرة واحدة فقط فاقدا نصف الطاقة فقط .. وبالتالي فان التشويش بطاقة هي نصف طاقة الرادار قادرة على تقليص مدى الرصد بشكل كبير .. يمكن فهم تلك العلاقة لمن يجيد اللغة الانجليزية من هذا المثال
يمكن ان نلاحظ هنا في هذا المثال انه رغم ان مصدر التشويش يبعد عن الرادار حوالي 200 ميل بينما الرادار يحتاج الى رصد هدف يبعد عنه فقط 100 ميل .. الا ان الرادار لن يمتلك القدرة على التغلب على هذا التشويش ورصد هدفه الا عندما يقترب منه الى مدى حوالي 840 قدم فقط (الميل = 6000 قدم)
هنا ايضا تبرز اهمية المقطع الراداري للطائرات .. فكلما قل حجم الطائرة كلما احتاجت لطاقة اقل للتشويش الفعال .. بمعنى مثلا لو افترضنا طائرة كالميج 35 مقطعها الراداري 1 متر مربع تحتاج طاقة 10 كيلو وات للتشويش على رادار ما بمدى معين .. فان طائرة كالـ B-52 مقطعها الراداري 100 متر مربع ستحتاج الى طاقة مقدارها 1 ميجا وات (1000 كيلو وات) للتشويش على نفس الرادار بنفس المدى .
عموما يمكن استخدام هذا الشكل من التشويش اما بالتشويش على تردد معين وحينها سيكون فعالا وقويا ضد هذا التردد لكنه لن يستطيع ان يشوش على رادار يقوم بالقفز الترددي ويغير تردداته بشكل مستمر .. يمكن ايضا استخدام هذا الشكل من التشويش ليغطي طيف متعدد من الترددات في نفس الوقت ليسمى حينها Barrage jamming لكن هذا سيعني تقسيم طاقة التشويش بين كافة تلك الترددات وبالتالي ضعفها في مواجهة رادار قوي .
ثانيا التشويش الخداعي Deceptive jamming :
في هذا الشكل من التشويش الطاقة ليست العامل الرئيسي لكن القدرة على التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى تحقق الهدف من الخداع (على اختلاف اشكاله) .. القيام بذلك في مواجهة الباحث الراداري لصاروخ كالامرام سهل وهو الاكثر انتشارا في المقاتلات الحديثة واكثرها فاعليه ضد الامرام .. ففي تلك الحالة الامرام لن يدرك انه يخضع للتشويش وبالتالي لن يتحول الى خاصية hoj .. ينقسم هذا الشكل من التشويش الى قسمين رئيسيين اما اخفاء الهدف تماما او تغيير مكانه :
1- الالغاء الايجابي للهدف : وهي ببساطة تتمثل في القدرة على انشاء موجات يمكنها ان تلغي الموجات المرتدة نحو باحث الصاروخ .. وبالتالي يختفي الهدف بالنسبة لباحث الصاروخ .
2- التلاعب بمكان الهدف : ولتلك الطريقة اشكال عديدة .. منها التلاعب بالمدى الفاصل بين الهدف وباحث الصاروخ .. او التلاعب بسرعة او ارتفاع الهدف .. او حتى التلاعب بموقع الهدف بطريقة مثل Cross-eye jamming ... او حتى الاعتماد على الشرك المجرور Towed Decoy .. ولكل طريقة تكنيك مختلف في التنفيذ .
يمكن التغلب على تلك الطريقة ايضا بالاعتماد على رادار المقاتلة بدلا من باحث الصاروخ .. لكن تلك المرة يجب الاعتماد على رادار المقاتلة حتى النهاية وعدم استخدام باحث الصاروخ نهائيا ... ايضا فان التشويش الخداعي قادر على التغلب على الرادار مهما بلغت طاقته طالما استطاع التعرف على الموجة الصادرة من الرادار ثم القدرة الآنية على تحليلها وارسال اخرى ( تحقق شكل الخداع المراد تنفيذه) .. لذلك تجد تلك الطريقة صعوبات امام رادارت الايسا الحديثة التي تصعب من قدرة منظومات التحذير الراداري على التعرف على الموجات الصادرة من الرادار او حتى القدرة على مواكبة التغيير اللحظي في الترددات المستخدمة من قبل الرادار .. لكن ايضا منظومات التشويش لا تقف مكتوفة الايدي وتستمر في التطور .. في صراع يحتاج موضوع اخر لمناقشته .
الخلاصة :
في مواجهة طائرات الجيل الرابع المعزز او الجيل الخامس سيستخدم الامرام (وما يماثله من الروسي او الصيني) كصاروخ غير ذاتي التوجيه اكثر بكثير من الاعتماد عليه كصاروخ ذاتي التوجيه .