راية اندراوس ترفرف مجددا بين جبل طارق وبورسعيد

alshahem

الـــشـهــم
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
23 سبتمبر 2008
المشاركات
5,107
التفاعل
239 0 0
"راية اندراوس" ترفرف مجددا بين جبل طارق وبور سعيد

219.jpg



دخلت البحر الابيض المتوسط مجموعة من سفن اسطول الشمال الروسي تضم الطراد الذري الصاروخي " بطرس الاكبر" وسفينة مكافحة الغواصات " الاميرال تشابانينكو" وسفينتا اسناد، وانضمت اليها سفينة الحراسة " ني اوستراشيمي" التابعة لاسطول بحر البلطيق وناقلة الوقود "ايفان بوبنوف" التابعة لاسطول البحر الاسود.

وقد تشكلت مجموعة السفن هذه لأول مرة منذ تفكك الاتحاد السوفيتي لتمخر مياه البحر الابيض المتوسط "ملتقى العوالم"، وهي تمثل الاساطيل الروسية"الغربية" الثلاثة كلها وكانت تعتبر بمثابة تشكيلة مصغرة من الاسطول الخامس "العملياتي"الذائع الصيت للقوات البحرية السوفيتية .

وستجرى سفن الاساطيل الثلاثة عددا من المناورات ، ثم تفترق لاداء مهامها الخاصة بها. فستتوجه سفن الاسطول الشمالي الى فنزويلا ، بينما ستسير الفرقاطة البلطيقية نحوالساحل الصومالي ، اما ناقلة الوقود التابعة لأسطول البحر الاسود فستعود الى قاعدتها بعد تزويد السفن بالوقود.

ومن أجل ان ندرك مغزى ما يجري علينا معرفة دور البحر الابيض المتوسط بالنسبة الى الاسطول الروسي على مدى 200 سنة الاخيرة والمهام التي كان يؤديها اثناء رحلاته الى هذه المنطقة ابتداءا من زمان الاميرال سبيريدونوف الذي هزم الاتراك في معركة تشيسمين وانتهاءا بالاسطول الخامس" العملياتي" السوفيتي.

وفي القرن الثامن عشر حين ظهرت سفن روسية حاملة راية القديس اندراوس في البحر الابيض المتوسط كانت مهمتها الرئيسية تدمير الاسطول التركي والحيلولة دون ظهوره في مسرح العمليات في البحر الاسود. وقد مارس تدمير الاسطول التركي في معركة تشيسمين وفرض الحصار على مضيق الدردنيل دورا بالغا في الحرب الروسية التركية في اعوام 1768 – 1774 وساهم في تحقيق النصر الروسي الشامل.

وغدت الرحلات البحرية الروسية الى البحر المتوسط على مدى اعوام طويلة احدى اهم مهام الاسطول . وتمت تصفية اسطول البحر الاسود الروسي في منتصف القرن التاسع عشر بالاخص بموجب شروط معاهدة باريس التي ثبتت هزيمة روسيا في حرب القرم. ثم استعيد تشكيل الاسطول لاحقا، غير انه سلب حق المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل. وفي هذه الظروف كانت الرحلات البعيدة المدى للسفن الروسية من بحر البلطيق الطريقة الوحيدة لاستعراض الراية الروسية في مسرح العمليات الحربية هذا.

والى جانب الاستعراض السيكولوجي للراية كانت تلك الرحلات تتسم بأهمية عملية.و كما قال القرصان المشهور والتر ريلي في حينه : " من يسيطر على البحر يسيطر على التجارة العالمية ، ومن يسيطر على التجارة يمتلك ثروات الارض والارض ذاتها". وقد يكون في هذه الجملة شئ من المبالغة، الا انها تعكس الواقع الى درجة ما. فأن السيطرة على البحر تتيح نقل السلع بحرية من نقطة في العالم الى اخرى ولدى الضرورة عرقلة الملاحة التجارية للعدو، الامر الذي كان عاملا هاما في تحقيق النصر في الحربين العالميتين الاولى والثانية. وتضمن تلك السيطرة في وقت السلم للدولة السائدة او اتحاد الدول افضليات كبيرة في التجارة العالمية.

وفي القرون الاخيرة فرضت البلدان الانجلوسكسونية مثل بريطانيا بصفتها "ملكة البحار" ثم اعقبتها الولايات المتحدة في ممارسة هذا الدور، سيطرتها على المحيط العالمي بلا منازع . ولم تصبو روسيا ابدا لفرض السيطرة في البحر ، الا انها كانت دوما تسعى الى الاحتفاظ بقوات بحرية قادرة على تقويض مثل هذه الهيمنة.

وترمي رحلات السفن الروسية الى البحر الابيض المتوسط الى تحقيق هذا الهدف بالذات، اي تقويض الهيمنة الحربية البحرية للعدو المحتمل. وفي القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كان ينبغي على السفن الروسية في حالة نشوب الحرب مواجهة الهيمنة البريطانية متفادية بقدر الامكان المعارك البحرية مع قوات العدو المتفوقة عليها . اما في حالة الحرب مع تركيا فوجب على السفن الروسية في البحر المتوسط دعم عملية اسطول البحر الاسود الخاصة بفرض الحصار على المضيقين والاستيلاء عليهما.

ووجب على الاسطول البحري الحربي للاتحاد السوفيتي في عهد الصواريخ البعيدة المدى والسلاح النووي وحاملات الطائرات القيام بخفارة قتالية في البحرالابيض المتوسط وفي حالة الحرب تدمير حاملات الطائرات والغواصات الصاروخية التابعة للقوات البحرية لحلف الناتو التي يمكن ان توجه ضربات الى اراضي البلاد بلا عقبات.

و في الوقت الحاضر انخفضت حدة التوتر في تلك المواجهة. وتقلص ايضا تعداد القوات الامريكية المرابطة في البحر الابيض المتوسط . غير ان مسرح العمليات الحربية هذا ما زال يتسم بأهمية اساسية بسبب كونه ملتقى العوالم بين آسيا واوروبا وافريقيا .وتشير كافة الدلائل الى ازدياد ظهور راية القديس اندراوس في احيان كثيرة بين جبل طارق وبور سعيد. ويدركون في روسيا أهمية ذلك.

المصدر:
 
شكرا اخى على الموضوع
كم نتمنى ان نرى الراية الاسلامية تصول وتجول فى مياه هذا البحر وتعيده بحيرة اسلامية كما كان فى عهد الدولة الاسلامية
 
في الوقت الحاضر نحن راضون بعودة قوية للدب الروسي لمياه المتوسط للوقوف في وجه الهيمنة العسكرية والجبروت الامريكي

ونتمنى في الوقت القريب ان تعود مياه المتوسط مسرحا للبحريات العربية
 
عودة
أعلى