معجزة 6 أكتوبر/القسم السادس ـ عروبة فيصل وزايد وبومدين

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,490
التفاعل
17,615 43 0
عروبة فيصل وزايد وبومدين :

التضامن العربي الذي ظهر بوضوح فى حرب أكتوبر شكل دليلاً قاطعاً على شعور العرب ولأول مرة في تاريخهم المعاصر بالخطر على أمنهم القومي والاستراتيجي ولذا توجت وحدتهم بنصرعسكرى كبير فخر به الجميع ، ومن أبرز صور التضامن والتي سطرت في التاريخ العربي الحديث بحروف من نور ، استخدام سلاح النفط وإرسال قوات عربية لخطوط الجبهة . رئيس الإمارات الراحل زايد آل نهيان


أما بالنسبة لليبيا ، ففى هذا الوقت كانت قد عقدت صفقة طائرات مع فرنسا عام 1970 ضمت 110 طائرة ميراج ولكنها واجهت نقصا فى الطيارين لأن معظمهم كانوا في طائرات الإف 5 فساعدتها مصر في ذلك وأرسلت لها طيارين للطائرات (الميج 21 ، و الميج 17 ، والسوخوى7 ) ، وسافروا إلى فرنسا بجوازات سفر ليبية وتدربوا عليها حتى يعودوا ليدربوا الطيارين الليبيين عليها ، وعندما اندلعت حرب أكتوبر ، وضعت ليبيا كل ما بحوزتها في المعركة .



وكان العراق قد وعد بإرسال سربى هوكر هنتر إلى مصر وسربى ميج 21 وسربى ميج 17 إلى سوريا ، ووصلت مصر طائرات الهوكر هنتر ولكن سرب واحد قبل الحرب أما ال4 أسراب الأخرى فوصلت لسوريا بعد نشوب الحرب بأيام.



وفى ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس فى 16 سبتمبر 1974 ، أحصى البروفيسور الإسرائيلي شمعون شامير خمسة إنجازات هامة للعرب في حرب أكتوبر وهى : النجاح في إحداث تغيير في الاستراتيجية السياسية للولايات المتحدة الامريكية بصورة غير مواتية لإسرائيل ، والنجاح فى تجسيد الخيار العسكري ممايفرض علي إسرائيل جهودا تثقل علي مواردها واقتصادها ، والنجاح في إحراز درجة عالية من التعاون العربي سواء علي الصعيد العسكري أو الاقتصادي خاصة عندما استخدموا سلاح البترول في أكتوبر ، واستعادة مصر حرية المناورة بين الدول الكبري بعد أن كانت قد فقدتها قبل ذلك بعشر سنوات ، وأخيرا غير العرب من صورتهم الذاتية فقد تحرروا من صدمة عام 1967 وأصبحوا أقدر علي العمل الجاد.



وحدة لم تدم طويلا



حرب أكتوبر كان ترتيبها الرابع في سلسلة الحروب العربية - الإسرائيلية التي بدأت بحرب 1948 ثم حرب 1956 ثم حرب 1967 ، وبعد انتهاء تلك الحرب أعلن الرئيس الراحل السادات أن تلك الحرب هى آخر الحروب العربية الإسرائيلية ورفع شعار المفاوضات وليس السلاح لحل الصراع العربى الإسرائيلى ، وقام بزيارة إسرائيل ووقع اتفاقية سلام معها .



ورغم أن كل المؤشرات في أعقاب الحرب كانت تبشر بميلاد الوحدة العربية المرجوة ، إلا أن هذا التضامن تراجع بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 التي لم يباركها العرب حينها ، بل على العكس من ذلك وجدوا فيها خطراً حقيقياً على الأمن القومي العربي ووقفوا ضدها وخاصة سوريا والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية ، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى السابق وتفرد أمريكا بوضعية القطب الأوحد وتغير المعادلات الدولية ، اقتنع العرب بوجهة نظر الرئيس السادات بشأن السلام مع إسرائيل وقبلوا بما رفضوه من قبل ، إلا أن هذا جاء متأخرا جدا لظهور ما يسمى بالحرب على الإرهاب والتى كان العرب والمسلمون ضحيتها الأولى .



وفي ضوء مواصلة إسرائيل مخططاتها التوسعية ورفض دعوات العرب للسلام ، أخذ الصراع العربي - الإسرائيلي طابعا آخر هو حرب المقاومة الممتدة ضد جيش نظامي إسرائيلي بعد توقيع مصر والأردن اتفاقيتى سلام مع إسرائيل ، والمقاومة بشقيها اللبناني والفلسطيني اعتمدت على عمليات عسكرية مباغتة يختلف عليها حاليا تقييم مشروعيتها ففيما الغرب يصفها بالارهاب يراها الجانب العربي أنها حرب تحرير مشروعة لكونها مقاومة للاحتلال وكون هناك حقوق عربية سليبة لم تتم استعادتها حتى الآن وأطلق البعض على تلك الحرب التى تحتل الترتيب الخامس في الصراع العربي - الإسرائيلي حرب "المقاومة اللا نظامية " وهى الحرب التي أسفرت حتى الآن عن تحرير جنوب لبنان باستثناء مزارع شبعا وأسفرت أيضا عن انسحاب إسرائيل من غزة .



وبجانب الانقسامات العربية العربية بسبب توقيع مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل ، فقد اندلعت حروب أهلية فى العالم العربي أدت إلى تدمير ما تم تحقيقه من إنجازات في حربي الاستنزاف وأكتوبر وكانت الحرب الأهلية الأردنية فاتحة الحروب الأهلية عام 1970 ثم شكلت الحرب اللبنانية التي بدأت عام 1975 أعمق وأسوأ الحروب العربية الأهلية ، فقد دمرت تلك الحرب مركز لبنان الاقتصادي والسياحي وأضعفت المقاومة الفلسطينية.

530660.jpg
تضامن عربى خلال حرب أكتوبر

ثم بدأت الجبهة العراقية الإيرانية بالاشتعال مسببة مِئات الآلاف من القتلى والجرحى ، ثم وقع الاجتياح والغزو الإسرائيلي الشامل للبنان عام 1982 والذي أدى لمقتل وجرح عشرات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين ، ثم انتقل العالم العربي لحروب داخلية أكثر عمقا في السودان والجزائر ، ثم وقع انشقاق كبير على الصعيد العربي حول الغزو الذي قام به الرئيس العراقي السابق صدام حسين للأراضي الكويتية عام 1990 ، وبعد تحرير الكويت تعرض العراق لحصارغربي خانق انتهى باحتلال العراق في مارس 2003 ، كما تتعرض سوريا والسودان لضغوط أمريكية متزايدة ، بالإضافة إلى استمرار تردى الأوضاع في الصومال والتدخل الإثيوبى هناك ، وهناك أيضا الاقتتال الداخلي الذي اندلع بين فتح وحماس منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير 2006 والذي انتهى بسيطرة حماس على غزة وقيام إسرائيل والغرب على إثر ذلك بفرض عقوبات جماعية وحصار جائر على القطاع ، بل والحديث أيضا عن كيانين فلسطينيين في الضفة وغزة ، الأمر الذي أعاد القضية الفلسطينية لعقود للوراء ويهدد في حال استمراره بتصفيتها تماما.


ولتوضيح الفارق الكبير بين صورة العرب في حرب أكتوبر وصورة العرب اليوم نلقى نظرة على أوجه التشابه والآختلاف بين حرب أكتوبر وحرب لبنان الأخيرة .



فالحرب السادسة التي خاضتها إسرائيل ضد حزب الله في 12 يوليو 2006 ، كما حرب 6 أكتوبر1973 أثبتت أن إرادة الشعوب في التحرير والكرامة لا تعرف موازين القوة العسكرية ، ففى الفترة بعد نكسة يونيو كانت إسرائيل تصف الجيوش العربية والجيش المصرى بصفة خاصة بالجثة الهامدة ، إلا أن تلك الجثة الهامدة حسب وصفها ألحقت بها هزيمة عسكرية نكراء لن تنساها أبد الدهر، وقبل حرب لبنان الأخيرة كانت إسرائيل ترتكب يوميا أبشع المجازر في غزة وتنتهك الأجواء اللبنانية يوميا وتهدد باستمرار سوريا وحركات المقاومة تدعمها في بلطجتها تلك أمريكا ، إلى أن شنت الحرب على لبنان في 12 يوليو 2006 وكان الجحيم بانتظارها بعد أن تعرضت لخسائر فادحة على أيدى بضعة آلاف من مقاتلى حزب الله وبعد أن تعرض عمقها للمرة الأولى في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية لقصف صواريخ حزب الله .



حرب لبنان كحرب أكتوبر توقفت بقرار دولى بعد أسابيع من بدء القتال ولم يصدر قرار دولى فورى بوقف الحرب في الحالتين بعد اندلاع القتال مباشرة .



ورغم ذلك فإنه يوجد فروق هائلة بين الحربين ، فحرب أكتوبر كانت حربا نظامية بينما حرب لبنان كانت حربا بين جيش وميليشيا وفى حرب أكتوبر تآلف العرب جميعاً وتضامنوا مستخدمين الكثير من أدوات الصراع، فعملوا على استخدام النفط وكان سلاحاً ناجحاً أدى إلى نتائج مبهرة، كما شاركت الكثير من الدول العربية في الجيوش التي تحارب على جبهات القتال، ناهيك عن التضامن المعنوي والسياسي والدبلوماسي المطلق الذي أظهره العرب في ذلك الزمن ، بينما أتت حرب حزب الله مع إسرائيل قاسية في وحشيتها الصهيونية، مثقلة كاهل حزب الله بوقوفه وحيداً في الساحة وعلى جبهة واحدة، حيث افتقد التضامن العربي والدولي، وافتقد حتى التضامن في الشارع اللبناني من بعض القوى السياسية !!.



نتائج الحربين كانت مختلفة ، فبعد حرب أكتوبر انطلقت مفاوضات سلام بين مصر وإسرائيل انتهت بتوقيع اتفاقية سلام ، بينما في حرب لبنان مازال الوضع شائكا ويمكن أن يندلع القتال مجددا في أية لحظة ، لرفض لبنان توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية وانسحاب إسرائيل من الجولان السورى ، كما أن إسرائيل ترفض إجراء أى مفاوضات مع حزب الله الذى تعتبره منظمة إرهابية.



محطة أم آخر الحروب ؟



وما سبق ليس هو السبب الوحيد في تردي الوضع العربي بعد حرب أكتوبر بل ارتبط التردي أيضا بسواد الديكتاتورية وبمنع الحريات وملاحقة المثقفين، الأمر الذي أدى إلى تكرار النكسات العربية ، ولذا ماأحوجنا اليوم بالفعل إلى روح أكتوبر للتصدى للمخططات الصهيونية والأمريكية ضد تاريخنا ومستقبلنا.


ويبقى التساؤل الجوهرى " هل فعلا حرب أكتوبر هى آخر الحروب النظامية كما أعلن السادات ؟ ".

تباينت تفسيرات المراقبين في هذا الشأن ، فهناك من يرى أنها مجرد محطة وسيتبعها حروب أخرى بالنظر إلى رفض إسرائيل للسلام وتصاعد التوتر في المنطقة على خلفية أزمة الملف النووى الإيرانى والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة ضد سوريا ، وفى المقابل هناك من يرى أن حرب أكتوبر كانت بالفعل آخر الحروب النظامية على الأقل بالنسبة لمصر وأن أى حروب قد تندلع مستقبلا ستكون شبيهة بما حدث بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى في صيف 2006 .

مجرد محطة


بالنسبة للتفسير الأول ، ذكر الخبير الاستراتيجي اللواء صلاح الدين سليم في تصريح لجريدة "نهضة مصر" المستقلة في 22 أكتوبر الماضى أن حرب أكتوبر لم تنته ولا يزال السلام القائم مع إسرائيل بارداً ومنقوصاً لأن إسرائيل مستمرة في مخطط تهويد الجزء الأكبر من فلسطين المحتلة وفي السطو علي الأراضي العربية من خلال بعض الاختراقات للحدود اللبنانية واحتلال مزارع شبعا والاستمرار في التوسع الاستيطاني في سوريا.



كما أن إسرائيل لاتزال مصدرا لتهديد الأمن القومي المصري والعربي بسبب نشاط الجاسوسية بكل صورها وقدراتها النووية واستمرارها في رفض المبادرات المصرية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي أو أسلحة الدمار الشامل، وكذلك تحاول إسرائيل باستمرار التدخل في دول حوض النيل لتهديد موارد مصر المائية وضربها ومحاولة تحريض بعض من هذه الدول علي المساس بمصالح مصر المائية.



وبجانب ما سبق فإن إسرائيل مستمرة في خططها العسكرية وتطوير أسلحة الردع الاستراتيجية خاصة الصواريخ والأسلحة الذكية بهدف ردع دول الطوق العربية ومحاولة إبعادها عن التأثير المباشر في القضية الفلسطينية.


ووفقا للواء صلاح الدين سليم يري فإنه رغم أن مصر استفادت جزئياً من تحقيق السلام مع إسرائيل بالتركيز علي التنمية لكنها ارتكبت أخطاء عديدة أهمها التسرع فى الخصخصة وارتكاب أخطاء كبري في بيع القطاع الخاص وعدم وجود استراتيجية اقتصادية واضحة لأي حكومة منذ عام 1987 ، كما انتقد الاكتفاء بإدارة الأوضاع الراهنة في ظل سياسة رد الفعل دون وجود تخطيط استراتيجي يحافظ علي الوحدة الوطنية والانتماء الوطني وجمع طاقات الشعب من أجل الحفاظ علي مصلحة مصر ، مشددا على ضرورة وجود خطة استراتيجية للمواجهة في حال نشوب حرب مجددا .


وفى السياق ذاته ، يرى الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم أن حرب أكتوبر لم تنته ومازال هناك صاع خفي وممتد ، هذا الصراع له أبعاد سياسية واجتماعية وحضارية وبالتالى فإذا كانت حرب أكتوبر العسكرية قد انتهت فإن الحرب الحضارية لن تنتهي مطلقاً وأيضا لن تنتهي حرب الجواسيس والمخابرات ، مؤكدا ضرورة تدعيم التعاون العربي والشراكة العربية لمواجهة أخطار المخطط الصهيوني.



ويتفق معه في الرأي الخبير الاستراتيجي اللواء جمال مظلوم مؤكداً أن حرب أكتوبر لم تنته لأن إسرائيل كيان عدوانى ومازالت تمارس أبشع صور الإجرام ضد الشعب الفلسطيني ومازلت تحتل الضفة الغربية وأرض الجولان السورية.


وأضاف قائلا :" أتصور أن العدوان والتهديد لمصر لم ينته ولن ينتهي أبداً واسرائيل ألمحت لهذا منذ سنوات قليلة عندما هددت بضرب السد العالي وهذا التهديد لايأتي من فراغ ولكنه يشير إلي نوايا سيئة وعدوانية ستظل عالقة في أذهان القادة الإسرائيليين خاصة من خاضوا حرب أكتوبر، لذلك فسوف يظل هذا الفكر قائماً وهو مايستدعي ان تكون لدينا القدرة علي ردع هذه الأفكار في أي وقت وتحت أي تهديدات".


وأعرب عن أسفه للتخلى عن روح أكتوبر ، قائلا :" هذه الروح كانت توجد بداخل كل بيت فى مصر فحرب أكتوبر لم تكن حربا عسكرية بل كانت حربا شارك فيها جميع أبناء الوطن لأنهم كانوا يعيشون مأساة واحدة هي هزيمة 1967 ، الأمهات والسيدات تظاهرن من أجل قيام حرب أكتوبر".



الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر حذر في تصريح لصحيفة "الأخبار " مؤخرا من أن إسرائيل يمكن أن تخوض حربا جديدة ضد مصر .



وفي رده على سؤال حول إمكانية تحقيق النصر في أى حرب جديدة ، قال الشاذلى :" تحقيق النصر يفترض ألا يكون عسكرياً فقط، ولا بد من أن تخدم السياسة الناحية العسكرية، وتكون معتمدة على معسكر من المعسكرات. لايمكن الدول المتوسطة والصغيرة اليوم أن تشن حرباً وهي ليست على صداقة بأي معسكر من المعسكرات حتى تستمد منه السلاح والتأييد في النواحي السياسية في الأمم المتحدة وتضمن ألا يستخدم أحد "الفيتو" ضدها".



وأضاف قائلا :" مثلاً، إيران التي تتحدى اليوم الأمم المتحدة، لا بد في تقديري من أن لديها إمكانيات ضخمة قد لا نعرفها، فالتهديدات التي تصدر عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والزعماء الإيرانيين تجعلنا نعتقد بأن لديهم إمكانيات وأنهم واثقون منها تماماً وأن إيران لديها قوة ردع بالنسبة إلى أمريكا وإسرائيل. وأظن أن هذا الأمر غير متوافر بالنسبة إلى مصر، ولا يمكن أن أطمئن إلى أن أمريكا ستعطينا أسلحة لكي نقاتل بها إسرائيل، بل على العكس فأمريكا تعطي أسلحة لإسرائيل ولا توجد جهة بوزن أمريكا تمنح سلاحاً لمصر . كل هذه العوامل السياسية والعسكرية تجعلنا ننظر إلى الموضوع بحذر شديد" .


آخر الحروب النظامية

وفقا للتفسير الثانى ، فإنه لايمكن في الوقت الراهن تصور توظيف العسكرية النظامية وحدها لاستعادة الحقوق العربية المغتصبة مثلما حدث في حرب أكتوبر بعد تغير الظروف الدولية والعربية عما كانت عليه قبل وأثناء حرب أكتوبر ، فالمنطقة العربية تمر الآن بأفدح كبواتها في العراق المحتل والضغوط الهائلة التي تتعرض لها سوريا وأيضا الضغوط التي تتعرض لها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية (حزب الله في لبنان والجهاد وحماس في فلسطين) حيث تسعى أمريكا وإسرائيل للإجهاز على أدوات الحرب الخامسة بالضغط لتفكيك حركات المقاومة وتسليم أسلحتها وإدخالها في العملية السياسية لتنفيذ مخططات السيطرة على ثروات المنطقة العربية بأكملها دون أى رادع .


أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فإنها لم تشهد تراجعا مثلما يحدث هذه الأيام فبعدما تفرق الأخوة في الكفاح والوطن بسبب الصراع الدامى على السلطة بين فتح وحماس فإن هناك مخططات تجرى على قدم وساق حاليا وتقودها إسرائيل وأمريكا لتصفية القضية من الأساس عبر فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وإسقاط حق العودة ومؤتمر السلام الذى دعا إليه الرئيس الامريكي جورج بوش في منتصف نومفبر 2007 ما هو إلا الغطاء لتنفيذ تلك المخططات الشيطانية ، بالإضافة إلى أن الدول العربية القوية كمصر والسعودية دخلت في خلاف مع سوريا وهو المحور الذى كان يشكل صمام الأمان للأمن القومى العربى في الصراع مع إسرائيل كما أن مصر بتوقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل تكون قد خرجت من دائرة الصراع .

530643.jpg
اتفاقية السلام أدت لانقسامات عربية

وفي هذا الصدد ، قال محمد بسيوني سفير مصر لدى إسرائيل سابقا :" لو أعدنا قراءة خطاب أهداف معركة أكتوبر الذى بعث به الرئيس السادات للفريق أول أحمد اسماعيل القائد العام للقوات المسلحة المصرية يوم 5 أكتوبر لاتضح لنا أن الحرب حققت أهدافها ، أول هذه الأهداف تمثلت في كسر الجمود الحاد في المسيرة السلمية ، ثانيها إلحاق أكبر خسائر ممكنة في الأرواح والمعدات والأسلحة للعدو، ثالثها تحرير سيناء علي مراحل طبقاً لقدرات القوات المصرية " .


كما أن عقدة أكتوبر لازالت موجودة لدي الإسرائيليين وهم يخشون من تكرار الأمر مرة أخري رغم ماعندهم من تقدم نوعي وتكنولوجيا متطورة لأنهم يعون تماماً أن القوات المصرية بطائراتها الأقل تقدماً في حرب أكتوبر استطاعت ان تحدث خسائر مهولة في طائرات الفانتوم التي كانت تستخدمها إسرائيل أثناء الحرب بالإضافة إلى أن حرب أكتوبر تركت أثرا كبيرا داخل كل بيت في إسرائيل حيث لا يوجد بيت إلا وفيه قتيل أو جريح من حرب أكتوبر ولذا عندما تحل ذكري أكتوبر يتجنبون النقاش حولها .


أما الدكتور مصطفي منجود أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فيقول: من ناحية الآثار المعنوية والتكاتف والقيم النبيلة التي مرت بها مصر أثناء حرب أكتوبر حدث لها تغير والروابط حدث لها تفكك أما علي المستوي العسكري فحدث استرخاء وانطفأت روح أكتوبر العسكرية، حيث لم يحدث تلاحم مع العدو منذ 73، مع أن الحديث عن السلام لايعني بحال من الأحوال أنه البديل الوحيد.

وفي السياق ذاته ، قال المفكر محمود أمين العالم :" انتهت حرب أكتوبر بالاعتراف الرسمي بإسرائيل وهزيمتنا علي المستوي القيمي بعد أن كانت مصر رباط العالم العربي ، تراجع هذا الدور، وانهارت القومية بعد أن تراجع دور الدولة القائد، وتفككت المعنويات وحدث نوع من عدم الاكتراث وبدأت مصافحات القادة العرب لحكام إسرائيل، وغابت رؤيتنا وتصورنا للعالم، وعانينا من أحادية الرؤية والتدهور الثقافي، وتراجعت روح الانتماء" .


وأيا كانت صحة التفسيرات السابقة ، فإن الأمر الذى لاجدال فيه هو أن السلام بحاجة لقوة تحميه وهذا ما يجب أن يحرص عليه العرب فى كافة الأحوال.
 
عودة
أعلى