الناتو يدعو الأردن للتدريب بأفغانستان
حلف الناتو عبر عن دهشته لخبرة الأردن في مكافحة "الإرهاب" (الفرنسية-أرشيف)
محمد النجار-عمان
في الوقت الذي لا يزال الجدل مستمرا حول الدور العسكري الأردني بأفغانستان, كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) فورغ راسموسن تقدمه بطلب إلى عمّان لتدريب الجيش الأفغاني, بينما أعلنت حكومة المملكة دراستها للطلب.
وقال راسموسن في محاضرة له الأحد إن الحلف دعا عددا من الشركاء وبينهم الأردن للمساهمة في تطوير القدرات العسكرية للجيش الأفغاني.
وأشاد بـ"السمعة الأردنية الجيدة في مجال التدريب" مشيرا إلى أن الأردن درب عشرة آلاف جندي و65 ألف شرطي عراقي.
وتابع أن الناتو "دهش من خبرة الأردن الهائلة في مجال محاربة الإرهاب" وكشف عن "تقدم كبير في التعاون العسكري بين الجانبين" وأنه "جرى تأسيس صندوق ائتمان لمساعدة الأردن في تحديث أسلحته القديمة".
ويحظى الأردن إضافة لدول عربية أخرى بمعاملة "الحليف" للناتو، كما يحظى بشراكة عسكرية وأمنية مع واشنطن التي تقدم لعمّان سنويا مساعدات عسكرية ثابتة، ستبلغ 300 مليون دولار العام الجاري وفقا لإعلان أميركي سابق.
الشريف قال إن حكومته لم ترد على طلب الناتو حتى الآن (الجزيرة)
دراسة الطلب
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة نبيل الشريف تلقي المملكة طلبا من الناتو لتدريب الجيش الأفغاني. وقال "ندرس الطلب حاليا ولم نرد عليه حتى الآن".
وأسس الأردن منذ سنوات "المركز الأردني الدولي لتدريب الشرطة" حيث قام بإعادة تأهيل قوات الشرطة الفلسطينية التي يشرف عليها الجنرال الأميركي المتقاعد كيث دايتون الذي يتنقل بين عمّان والقدس المحتلة.
كما يقوم المركز بتدريب قوات من دول عربية على "مكافحة الإرهاب".
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية نشرت الأحد تقريرا موسعا تحدثت فيه خضوع قوات لبنانية للتدريب بالمركز على أيدي مدربين أميركيين.
دور قومي
ويرى وزير الداخلية السابق سمير الحباشنة أن ما يقوم به الأردن هو دور وطني وقومي في إعادة تأهيل قوات أمن عربية.
وأضاف الحباشنة –الذي وقع عام 2004 خلال توليه حقيبة الداخلية على اتفاقية إعادة تأهيل الشرطة العراقية- أن المملكة تقوم "بإعادة الديمومة للمؤسسات الأمنية في العراق وفلسطين".
وشرح أن الدور الأردني بهذا الإطار "معلن وغير مخف". وأضاف "هناك اتفاقيات تعاون مشترك مع السلطة الفلسطينية لإعادة بناء مختلف المؤسسات ومنها المؤسسات الأمنية".
وبين الحباشنة أن "الأردن يعلن تعاونه مع الناتو الذي يعتبر الأردن حليفا له، وهناك تنسيق أردني علني مع الولايات المتحدة في المجالات الأمنية والعسكرية".
الخيطان رفض حديث أن الأردن "يستثمر في مكافحة الإرهاب" (الجزيرة)
جدل مستمر
وكان جدل ثار في المملكة الشهر الماضي إثر الكشف عن دور أمني وعسكري أردني في أفغانستان بعد تنفيذ الطبيب الأردني هُمام البلوي عملية تفجير أدت لمقتل سبعة من ضباط الاستخبارات الأميركية وضابط أردني.
وأطلقت شخصيات معارضة حملة تحت عنوان "ليست حربنا" انتقدت فيه هذا الدور، وأدت تفاعلات الحملة لاعتقال الكاتب موفق محادين وسفيان التل من قبل محكمة أمن الدولة قبل الإفراج عنهما.
وقال قيادي بارز بجماعة الإخوان المسلمين وأحد الموقعين على بيان الحملة إن الحكومة مطالبة بتوضيح "الأدوار الأردنية الغامضة في أفغانستان". وأضاف للجزيرة نت أن الموافقة على تدريب الجيش الأفغاني هي "توريط مجاني للأردن في أفغانستان الذي تستعد قوات الناتو للانسحاب منها".
تعاون مشترك
كما يرى المحلل السياسي فهد الخيطان أن التعاون الأردني بأفغانستان على الصعد العسكرية والإنسانية هو جزء من التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو.
وقال الخيطان للجزيرة نت إن الطلب من عمّان المشاركة بتدريب الجيش الأفغاني "يندرج في إطار خطة الرئيس (باراك) أوباما القاضية بانسحاب القوات الدولية بالتزامن مع رفع كفاءة القوات الأفغانية".
وكشف أن عمّان رفضت تدريب القوات أفغانية عام 2006 في إطار تحفظها على نظام الرئيس حامد كرزاي، مشيرا إلى أن الدور اليوم يأخذ منحا أكثر جدية بالشراكة مع حلف الأطلسي.
ويرفض الخيطان الحديث أن الأردن "يستثمر في مكافحة الإرهاب" لكنه يؤكد أن ما تقوم به المملكة في إعادة تأهيل قوات العديد من الدول خاصة مجال مكافحة الإرهاب "هو جزء من الدور السياسي للأردن في المنطقة والذي تقر دول كثيرة بكفاءة الأردن به".
http://aljazeera.net/NR/exeres/063F5C1F-591F-420F-AE74-019DB8A15733.htm
محمد النجار-عمان
في الوقت الذي لا يزال الجدل مستمرا حول الدور العسكري الأردني بأفغانستان, كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) فورغ راسموسن تقدمه بطلب إلى عمّان لتدريب الجيش الأفغاني, بينما أعلنت حكومة المملكة دراستها للطلب.
وقال راسموسن في محاضرة له الأحد إن الحلف دعا عددا من الشركاء وبينهم الأردن للمساهمة في تطوير القدرات العسكرية للجيش الأفغاني.
وأشاد بـ"السمعة الأردنية الجيدة في مجال التدريب" مشيرا إلى أن الأردن درب عشرة آلاف جندي و65 ألف شرطي عراقي.
وتابع أن الناتو "دهش من خبرة الأردن الهائلة في مجال محاربة الإرهاب" وكشف عن "تقدم كبير في التعاون العسكري بين الجانبين" وأنه "جرى تأسيس صندوق ائتمان لمساعدة الأردن في تحديث أسلحته القديمة".
ويحظى الأردن إضافة لدول عربية أخرى بمعاملة "الحليف" للناتو، كما يحظى بشراكة عسكرية وأمنية مع واشنطن التي تقدم لعمّان سنويا مساعدات عسكرية ثابتة، ستبلغ 300 مليون دولار العام الجاري وفقا لإعلان أميركي سابق.
دراسة الطلب
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة نبيل الشريف تلقي المملكة طلبا من الناتو لتدريب الجيش الأفغاني. وقال "ندرس الطلب حاليا ولم نرد عليه حتى الآن".
وأسس الأردن منذ سنوات "المركز الأردني الدولي لتدريب الشرطة" حيث قام بإعادة تأهيل قوات الشرطة الفلسطينية التي يشرف عليها الجنرال الأميركي المتقاعد كيث دايتون الذي يتنقل بين عمّان والقدس المحتلة.
كما يقوم المركز بتدريب قوات من دول عربية على "مكافحة الإرهاب".
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية نشرت الأحد تقريرا موسعا تحدثت فيه خضوع قوات لبنانية للتدريب بالمركز على أيدي مدربين أميركيين.
دور قومي
ويرى وزير الداخلية السابق سمير الحباشنة أن ما يقوم به الأردن هو دور وطني وقومي في إعادة تأهيل قوات أمن عربية.
وأضاف الحباشنة –الذي وقع عام 2004 خلال توليه حقيبة الداخلية على اتفاقية إعادة تأهيل الشرطة العراقية- أن المملكة تقوم "بإعادة الديمومة للمؤسسات الأمنية في العراق وفلسطين".
وشرح أن الدور الأردني بهذا الإطار "معلن وغير مخف". وأضاف "هناك اتفاقيات تعاون مشترك مع السلطة الفلسطينية لإعادة بناء مختلف المؤسسات ومنها المؤسسات الأمنية".
وبين الحباشنة أن "الأردن يعلن تعاونه مع الناتو الذي يعتبر الأردن حليفا له، وهناك تنسيق أردني علني مع الولايات المتحدة في المجالات الأمنية والعسكرية".
جدل مستمر
وكان جدل ثار في المملكة الشهر الماضي إثر الكشف عن دور أمني وعسكري أردني في أفغانستان بعد تنفيذ الطبيب الأردني هُمام البلوي عملية تفجير أدت لمقتل سبعة من ضباط الاستخبارات الأميركية وضابط أردني.
وأطلقت شخصيات معارضة حملة تحت عنوان "ليست حربنا" انتقدت فيه هذا الدور، وأدت تفاعلات الحملة لاعتقال الكاتب موفق محادين وسفيان التل من قبل محكمة أمن الدولة قبل الإفراج عنهما.
وقال قيادي بارز بجماعة الإخوان المسلمين وأحد الموقعين على بيان الحملة إن الحكومة مطالبة بتوضيح "الأدوار الأردنية الغامضة في أفغانستان". وأضاف للجزيرة نت أن الموافقة على تدريب الجيش الأفغاني هي "توريط مجاني للأردن في أفغانستان الذي تستعد قوات الناتو للانسحاب منها".
تعاون مشترك
كما يرى المحلل السياسي فهد الخيطان أن التعاون الأردني بأفغانستان على الصعد العسكرية والإنسانية هو جزء من التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو.
وقال الخيطان للجزيرة نت إن الطلب من عمّان المشاركة بتدريب الجيش الأفغاني "يندرج في إطار خطة الرئيس (باراك) أوباما القاضية بانسحاب القوات الدولية بالتزامن مع رفع كفاءة القوات الأفغانية".
وكشف أن عمّان رفضت تدريب القوات أفغانية عام 2006 في إطار تحفظها على نظام الرئيس حامد كرزاي، مشيرا إلى أن الدور اليوم يأخذ منحا أكثر جدية بالشراكة مع حلف الأطلسي.
ويرفض الخيطان الحديث أن الأردن "يستثمر في مكافحة الإرهاب" لكنه يؤكد أن ما تقوم به المملكة في إعادة تأهيل قوات العديد من الدول خاصة مجال مكافحة الإرهاب "هو جزء من الدور السياسي للأردن في المنطقة والذي تقر دول كثيرة بكفاءة الأردن به".
http://aljazeera.net/NR/exeres/063F5C1F-591F-420F-AE74-019DB8A15733.htm