صواريخ تطلق من مدافع الدبابات الروسية ... رد الاعتبار
في الآونة الأخيرة وجهت عدد من الانتقادات إلى المنظومة الصاروخية الروسية Refleks و هي عبارة عن صواريخ تطلق من مدافع الدبابات بمدى أقصى يبلغ 5000 متر تستخدم نمط ركوب شعاع الليزر للتوجيه Laser Beam Riding إلا أن هذه الانتقادات كانت بغاليتها انتقادات نظرية ينقصها الاستدلالات الواقعية و القرائن و المقارنات العلمية و المنطقية ... و لهذا سنعمل على تفنيد هذه الانتقادات لنرى مدى صلاحية كل منها :
الانتقاد رقم (1) :
"تتأثر المنظومات الليزرية بكافة أنواعها بتحديدات الطقس و الظروف المناخية و الملوثات التي قد تطرأ على بيئة المعركة كالغبار و الدخان "
التعليق و الرد :
من الملاحظ أن الانتقاد رقم (1) يحمل في طياته نقض ذاتي -و إن كان جزئي- حول تأثر المنظومة الروسية بالظروف المناخية و الملوثات التي قد تطرأ على جو المعركة و يكمن هذا النقض في عبارة (بكافة أنواعها) حيث يدل هذا على أن المنظومات الروسية كغيرها من المنظومات الموجهة بالليزر تتأثر بهذه العوامل .
و هنا نتساءل عن مدى تأثر الذخائر الغربية التي تعتمد بغالبيتها على التوجيه الليزري نصف النشط semi-active laser guidance بعوامل الطقس و الملوثات التي قد تطرأ على بيئة المعركة و هل تأثرها –المسلم به أصلاً- مجرد تأثر ثانوي بحيث لا يعتبر عيباً كما يعتبر كذلك في الذخائر الشرقية التي تعتمد على نمط ركوب شعاع الليزر؟ ... الإجابة توضحها الأرقام المأخوذة من التجارب العملية للذخائر الغربية التي تستخدم التوجيه الليزري نصف النشط إذ أن تجارب عملية عاصفة الصحراء أنتجت أرقام لا يمكن تجاهلها و حتى لا نمعن في ذكر التفاصيل عن منظومات هي ليست محور موضوعنا اليوم و إنما نأخذها كمجرد مثال على الذخائر التي تستخدم التوجيه الليزري نصف النشط نكتفي بالإشارة إلى أن كل هدف تم تدميره أثناء عملية عاصفة الصحراء احتاج إلى ما معدله أربع قذائف تستخدم نمط التوجيه نصف النشط لتحقيق إصابة ناجحة و احتاجت ما نسبته 15% من الأهداف لاستخدام 8 قذائف أو أكثر لتدميرها و كان السبب الرئيسي لهذه النتائج تأثر نظام التوجيه الليزري النصف النشط المستخدم في الذخائر الغربية بالعوامل الجوية و غيره من المؤثرات الخارجية و بالنظر لما سبق نرى أنه لا مجال للشك بأن كلا نمطي التوجيه يتأثران بالعوامل الجوية و الغبار و الدخان ... إلخ .
أما بالنسبة لقابلية الاستعانة بطرف ثاني يعاون الدبابة في رصد و توجيه ذخائرها على المديات البعيدة و هو خيار يتوفر للمنظومات التي تستخدم أنظمة صاروخية تعتمد التوجيه الليزري نصف النشط بينما لا يتوفر ذلك للمنظومات التي تستخدم نمط التوجيه بركوب شعاع الليزر و هي إحدى النقاط السلبية التي يذكرها منتقدي المنظومة الروسية يرد عليه بالتساؤل عن جدوى تحويل الدبابات إلى منصات غبية لإطلاق الصواريخ إذ لا هي قادرة على رصد أهدافها و لا هي قادرة على توجيه ذخائرها .
الانتقاد رقم (2) :
"إن هذا النوع من التوجيه يعاني من إنخفاض الدقة و صعوبة السيطرة على الصاروخ مع زيادة المدى"
التعليق و الرد :
الانتقاد الثاني هو الآخر موجه إلى نمط التوجيه المستخدم في المنظومة الصاروخية Refleks و هو ركوب شعاع الليزر LBR و محتوى الانتقاد هذه المرة أن نمط التوجيه سابق الذكر يعاني من انخفاض الدقة مع زيادة المدى و يرجع هؤلاء سبب ذلك إلى أن الصاروخ يمتطي شعاعاً ليزرياً على شكل مخروط يتسع قطره مع ابتعاده عن منصة الإطلاق و التوجيه .
إن هذا الانتقاد إن دل على شيء فهو يدل على افتقار أصحاب هذا الرأي إلى القدر اللازم من المعرفة بآليات عمل المنظومات الروسية المضادة للدبابات و التي تستخدم بغالبيتها نمط ركوب شعاع الليزر كوسيلة لتوجيه ذخائرها , إذ أن ادعاء انخفاض الدقة للذخائر الموجهة بركوب شعاع الليزر و إن كان نظرياً صحيح إلا أنه عملياً أمر يمكن التقليل من تأثيره على دقة الذخائر التي تستخدم هذا النمط من التوجيه فالمنظومات الصاروخية الموجهة بركوب شعاع الليزر (الروسية منها على الأقل) تعتمد في وحدات توجيهها على وسائل بصرية Optical means (مثال: عدسات و مرايا) تعمل على التقليل من قطر شعاع ليزر التوجيه بالتزامن مع زيادة مدى الصاروخ و ابتعاده عن نقطة انطلاقه بحيث يبقى قطر مخروط الليزر ثابتاً تقريباً في النقطة التي يكون فيها الصاروخ منه .
و بعيداً عن التفاصيل التقنية النظرية فهناك منظومات مضادة للدبابات و الطائرات موجودة على أرض الواقع تستخدم نمط التوجيه بركوب شعاع الليزر حتى مديات تصل إلى أكثر من 8 كيلومترات كالمنظومة الروسية Vikhr التي تطلق من المروحيات و كذلك المنظومة المضادة للطائرات RBS-70 ما يؤكد أن المنظومات الموجهة بواسطة ركوب شعاع الليزر تمتلك قدرة على الحفاظ على دقة جيدة حتى مديات تفوق المدى الأقصى للمنظومة الروسية Refleks بل أن هناك منظومات مضادة للدبابات من تلك المحسوبة على الغرب تعتمد نمط التوجيه بركوب شعاع الليزر و بمدى مساوي لمدى المنظومة الروسية و البالغ 5 كيلومترات المقصود هنا هي منظومة MAPATS الإسرائيلية و هو ما ينقض هذا الانتقاد بشكل شبه كامل , و مع ذلك يجب أن نشير إلى أننا لا نتحدث عن منظومة توفر نسبة إصابة probability of hit متساوية على المسافات البعيدة كما هي على المسافات القريبة و هذا ليس لعيب يخص المنظومة الروسية Refleks دون غيرها و إنما هي حالة تنطبق على كل الذخائر بحيث تنخفض دقتها مع زيادة مدى الاشتباك فمن المعروف أن العلاقة بين الدقة و المدى هي علاقة عكسية ... و بشكل عام و كوننا نتحدث عن قدرات الاشتباك بين الدبابات و في ظل غياب منظومة غربية مشابهة لتلك المستخدمة على الدبابات الروسية تبقى المقارنة محصورة بالنسبة للاشتباك بعيد المدى بين الدبابات بين خيارين هما الذخائر الموجهة من الجيل الثاني المتوفرة للدبابات الروسية و ذخائر الدبابات التقليدية المعتمدة على أنظمة التحكم بالنيران Fire Control Systems و التي لا تملك الدبابات الغربية خيار غيره لتلجأ إليه تبقى الأفضلية واقعياً للدبابات الروسية حيث أنه يوجد شبه إجماع على أن فئة الذخائر الموجهة المضادة للدبابات من الجيل الثاني و الذي تنتمي إليه الصواريخ المستخدمة في الدبابات الروسية تملك نسبة إصابة من الطلقة الأولى First Shot Hit Probability أعلى بفارق واضح من نسبة الإصابة من الطلقة الأولى بالنسبة لذخائر الدبابات التقليدية المعتمدة على أنظمة التحكم بالنيران و هو الأمر الذي يؤكد أن هذه المنظومة أضافت لقدرات الدبابات الروسية و لم تنتقص منها .
رسم بياني يوضح الفرق بين المنظومات الصاروخية الموجهة من الجيل الثاني
و أنظمة التحكم بالنيران من حيث فرص الإصابة بالمقارنة مع المدى
و أنظمة التحكم بالنيران من حيث فرص الإصابة بالمقارنة مع المدى
يبقى أن نشير أخيراً لعبارة (و صعوبة السيطرة على الصاروخ) التي من الواضح أن من أطلقها قد اختلط الأمر عليه لأننا نتحدث عن صواريخ تعتمد تظام توجيه من الجيل الثاني و ليس الأول حيث لا يوجد للرامي أي دور في السيطرة على الصاروخ و بالتالي لا يترتب على ذلك أي صعوبة بأي حال من الأحوال .
الانتقاد رقم (3) :
"نقطة الإخفاق الأخرى للنظام Refleks تتركز على أسلوب طيرانه المباشر نحو الهدف"
التعليق و الرد :
في ثالث الانتقادات الموجهة إلى المنظومة الروسية يعيب المنتقدين استخدامها أسلوب الهجوم المباشر على الهدف بينما تتمتع المنظومات الغربية أو المحسوبة على الغرب بميزة الهجوم الرأسي على أهدافها Top Attack (مثال: نظام LAHAT الإسرائيلي) و ذلك بفضل استخدام هذا الأخير لنمط التوجيه الليزري نصف النشط و يتحدث النقاد عن أن استخدام المنظومة الروسية لأسلوب الهجوم المباشر يؤدي إلى سهولة التصدي لها بواسطة أنظمة الحماية النشطة Active Protection Systems بينما تستطيع المنظومات الغربية و بفضل اعتمادها التوجيه الليزري نصف النشط تجاوز أنظمة الحماية سابقة الذكر لعدم قدرة أنظمة الحماية هذه على اعتراض الذخائر التي تهاجم أهدافها رأسياً , إلا أن ما يغفله أصحاب هذا الرأي أنه و حتى الآن لا يوجد نظام حماية نشط موجود فعلياً في الخدمة على أي دبابة في العالم إذ لا تزال بغالبيتها برامج بحثية لم يدخل غالبيتها مرحلة التجارب عداك عن مرحلة الدخول إلى الخدمة الفعلية ما عدا استثناء واحد هو نظام الحماية الذي طورته إسرائيل و المسمى تروفي Trophyو إذا ما قارنا قدرات هذا الصاروخ على اعتراض التهديدات المحتملة نجد أنه مخصص لاعتراض الذخائر ذات السرعات دون الصوتية (أي أقل من 340 م/ث) في الوقت الذي تمتاز به أغلب الصواريخ الروسية المضادة للدبابات و المعتمدة نظام التوجيه بركوب شعاع الليزر بسرعات فوق صوتية بما فيها منظومتنا محل النقاش و البحث اليوم و في المقابل يدعي مصممي و مصنعي نظام الحماية الإسرائيلي أنه قادر على اعتراض مختلف ذخائر حتى تلك التي تتميز بقدرات الهجوم الرأسي .
أمر آخر يغفله المنتقدين للمنظومة الروسية و هو الأهم من وجهة الواقع العملياتي الحالي البعيد عن التنظير هو أن استخدام المنظومات الغربية لنمط التوجيه الليزري نصف النشط يجعلها عرضة للكشف من قبل أنظمة التحذير من الليزر Laser Warning Systems و بالتالي يصبح بإمكان الدبابة عند كشفها للخطر اتخاذ الإجراءات المضادة المناسبة أكان ذلك عبر إطلاق ستائر الدخان الذي يعمل على تشتيت الليزر و بالتالي فقدان الذخيرة القدرة على التوجه إلى هدفها أو اللجوء إلى المناورة الحركية أو تنفيذ كلا الإجرائين (و هذا هو الغالب) و هذا يجعل فرص إصابة الذخائر المعتمدة على نمط التوجيه الليزري نصف النشط أقل بكثير من تلك التي تعتمد على نمط ركوب شعاع الليزر حيث أن هذا الأخير لا يمكن كشفه بواسطة أنظمة التحذير من الليزر LWS و ذلك لأن الليزر المستخدم في نمط التوجيه بركوب الشعاع قدرته الإشعاعية Radiation Power أقل بكثير من القدرة الإشعاعية لليزر المستخدم لتوجيه الذخائر التي تستخدم نمط التوجيه نصف النشط .
الملفت في الأمر أنه تكاد لا توجد دبابة حديثة موجودة في الخدمة في وقتنا الحالي تفتقر إلى أنظمة التحذير من الليزر أو تفتقر إلى الوسائل المضادة لشعاع الليزر و هو الأمر الذي يعيدنا إلى انتقاد ضعف النظام الروسي في مواجهة أنظمة الحماية النشطة -إن صح- الغير موجودة في الخدمة الفعلية و بالتالي لا تشكل أي تهديد واقعي لهذه المنظومة في الوقت الذي تعاني فيه المنظومات الغربية من عيب تعاني منه مع كل دبابة حديثة موجود في الخدمة الحالية حول العالم , و هذا يوصلنا إلى جزئية أخرى ينتقدها البعض في المنظومة الروسية و هو أن أسلوب طيرانها المباشر سيعني أنها ستضرب في المناطق الأكثر تحصيناً و تدريعاً في الدبابة ألا و هي المنطقة الجبهوية من البرج و البدن بينما ستهاجم الذخائر الغربية و بفضل قدرات الهجوم الرأسي لديها أوهن و أضعف النقاط في الدبابة و هي سقف البرج و هذا يدعونا للتساؤل عن مدى فائدة ميزة الهجوم من الأعلى إذا كانت فرص هذه الذخائر في الوصول إلى أهدافها أصلاً ضئيلة بسبب المشكلة التي ستواجهها في الغالب مع أنظمة التحذير من الليزر و ما يتبعه من إجراءات مضادة ستواجهها و في المقابل فإن الذخائر الروسية الموجهة بركوب شعاع الليزر سيكون بإمكانها الوصول إلى أهدافها دون أي إزعاج يذكر قد تتسبب به الإجراءات المضادة و التي لن يتاح للهدف اللجوء إليها بسبب غياب الإنذار المسبق بأنه مستهدف من قبل دبابة أخرى .
الانتقاد رقم (4) :
"وجوب توفر تضاريس ممتدة و منظورة و ليست متغيرة أو متعرجة تمنع تحقيق إتصال بصري مثالي بين الدبابة و الهدف و محدودية أعداد الصواريخ في الدبابات الروسية و التي لا تزيد في أفضل الأحوال عن عدد 6 صواريخ لكل دبابة "
التعليق و الرد :
في الواقع في هذه المرة قمنا بدمج انتقادين موجهين إلى المنظومة الروسية Refleks الأول هو وجوب توفر التضاريس الملائمة للاستفادة من إمكانيات المنظومة الروسية أما الانتقاد الثاني فهو العدد المحدود من الصواريخ المتوفر للدبابة الواحدة و قد قمنا بدمج هذين الانتقادين لارتباطهما حسب رأينا ببعضهما البعض .
بالنسبة لوجوب توفر التضاريس الملائمة فقد ذكرنا في مناسبات سابقة أن السوفييت لم يغفلوا هذه الجزئية حينما تبنوا المنظومة Refleks فالسوفييت درسوا مسرح عملياتهم المحتمل جيداً و الذي افترضوا أنه سيكون أوروبا الوسطى و حددوا المناطق التي قد تشهد اشتباكات بعيدة المدى بين الدبابات و على هذا الأساس تبين لهم أن نسبة معينة من الأهداف سيكون بالإمكان الاشتباك معها على مديات تزيد عن 3 كيلومترات و هكذا حددوا احتياجات الدبابة من الصواريخ و لذا فإن الإدعاء بأن التضاريس ستكون عائقاً في سبيل الاستفادة من المنظومة Refleks أو أن أعداد الصواريخ قليلة أو غير متناسبة مع احتياجات الدبابة في المعركة ادعاء باطل و نقد مردود عليه سابقاً و في كل وقت , و تجدر الإشارة إلى أن اعتبار التضاريس أحد موانع الاستفادة من المنظومة الروسية ينطبق أيضاً على الطرف المقابل أيضاً فالتضاريس المانعة للاشتباكات بعيدة المدى بين الدبابات ستؤثر على كلا الطرفين و ستمنع كل الدبابات الموجودة في هذه المنطقة الجغرافية من استخدام ذخائرها أياً كان نوع هذه الذخائر للاشتباك موجهة أم تقليدية .
رسم بياني يظهر نسبة الأهداف التي يمكن رصدها تبعاً للمدى
حسب تضاريس أوروبا الوسطى
حسب تضاريس أوروبا الوسطى
الانتقاد رقم (5) :
"قضية الوقت المتطلب للصاروخ للوصول لهدفه , فإننا نجدها في المنظومة الروسية تتطلب أكثر من 14 ثانية فقط لمتابعة مسار الصاروخ في وقت ربما يكون الرامي فيه بأمس الحاجة لمشاغلة هدف آخر يصوب مدفعه نحو الدبابة"
التعليق و الرد :
في ردنا على هذه النقطة لا بد من أن نذكر أن الدبابات الروسية عندما ستلجأ لذخائرها الموجهة للاشتباك مع أهداف على مديات كبيرة ستكون في الغالب في موقف المبادأة و هي أفضلية ستوفر للدبابات الروسية إمكانية الاشتباك مع أهداف ستكون حتى غير مدركة لواقع أنها في مرمى نيران الدبابات الروسية , بل أن الدبابات الروسية قد يتاح لها إطلاق أكثر من صاروخ واحد من كل دبابة إذا كانت هذه الدبابات في وضع دفاعي يوفر لها ستراً طبيعياً يجعل من الصعب كشفها أو في حال كانت هذه الدبابات مموهة بشكل جيد و هذا يرجع إلى ميزة أخرى تضاف إلى مزايا استخدام الصواريخ الموجهة كذخائر للدبابات و هو أن إطلاق هذه الصواريخ لا ينتج عنه الوميض و الغبار و غيره من الآثار التي نلحظها و بوضوح عند إطلاق الدبابة لذخائرها التقليدية و هو ما يساهم في عدم رصد موقع الدبابة لحظة إطلاقها للصاروخ .
و حتى إذا ما حصل رصد متبادل بين الدبابات الروسية و الدبابات المقابلة قبل أي اشتباك فسيبقى للدبابات الروسية أفضلية تحقيق إصابات من الطلقة الأولى من مسافات تفوق قدرات الاشتباك بفاعلية و دقة لدى الدبابات المقابلة هذا مع إهمال قدرة التملص التي ستتاح للدبابات الروسية من أي ذخائر قد تطلقها الدبابات الغربية حيث سيتاح للدبابات الروسية أن تقف أو تتحرك فور رصد إطلاق النيران من الدبابات المقابلة حيث أن الوقت اللازم لوصول الذخيرة التقليدية لن يقل عن 3 ثواني بالنسبة لذخائر الطاقة الحركية النابذة للكعب APFSDS و هي الذخيرة التي يستبعد استخدامها للاشتباك على المديات البعيدة و ذلك لما تعاني منه هذه القذائف من انخفاض قدرات اختراقها بفعل التباطؤ في سرعتها أثناء قطعها لمسافات طويلة حيث يعتبر عامل السرعة هو العامل الأهم في قدرات اختراق هذا النوع من الذخائر أما بالنسبة لذخائر الطاقة الكيميائية فلن يقل الزمن اللازم لوصولها إلى الهدف على هذا المدى عن 6 ثواني و هو وقت يسمح للدبابات الروسية بالتحرك أو التوقف بعد رصد مؤشرات إطلاق نيران من الدبابات المقابلة , و أما عن احتمال حاجة الدبابة الروسية المشغولة بتوجيه صاروخها إلى مشاغلة هدف آخر في نفس الوقت لعلينا أن نتذكر أن الدبابات الروسية كانت من المفترض أن تعمل في ظروف تكون أعدادها فيها هي الغالبة إذ كان من المفترض أن تواجه كل دبابة غربية دبابتين سوفييتيتين على أقل تقدير و حتى بمعايير الآن فعلى الأقل ستكون أعداد الدبابات بالنسبة للطرفين متقاربة بحيث يمكن مشاغلة أغلب الأهداف في نفس الوقت هذا إن كانت الدبابات الغربية تشكل تهديداً حقيقياً للدبابات الروسية على ذلك المدى .
الانتقاد رقم (6) :
"إن قدرات التعريف و التحقق من ماهية الهدف عند مدى الصاروخ الأقصى و البالغ 5 كم هي الأخرى محل شك"
التعليق و الرد :
هذا الانتقاد لا يوجه إلى المنظومة مباشرةً و إنما هو موجه في الحقيقة إلى الأنظمة البصرية التي تستخدمها الدبابة في رصد أهدافها و التعرف عليها و التي تتكامل مع المنظومة الروسية Refleks ليصبح بالإمكان رصد الأهداف على المديات القصوى و من ثم الاشتباك معها بواسطة الذخائر الموجهة للدبابات الروسية , إلا أن هذا الانتقاد يواجهه استخدام العديد من البلدان لأنظمة مضادة للدبابات تتساوى من حيث مداها مع المدى الأقصى للمنظومة Refleks بل أن هناك بلدان تشغل منظومات يفوق مداها المدى الأقصى للمنظومة الروسية و البالغ 5 كيلومترات و نذكر المنظومة الصينية HJ-9 و هي منظومة يبلغ مداها الأقصى 6 كيلومترات و موجهة بنمط ركوب شعاع الليزر كذلك تشغل روسيا نفسها منظومة صاروخية موجهة مضادة للدبابات بمدى أقصى يبلغ 6 كيلومترات و هي المنظومة Khrizantema , أما المنظومات التي تتساوى بمداها مع مدى المنظومة الروسية فهي عديدة و نذكر منها المنظومة الصاروخية الجنوب أفريقية Ingwe و الموجهة كذلك بركوب شعاع الليزر و المنظومة الإسرائيلية التي سبق و ذكرناها أعلاه , كل هذا يدفعنا للتساؤل بل و الاستغراب من عدم اعتبار كل تلك الأطراف التي تشغل كل تلك المنظومات التي ذكرناها أعلاه على سبيل المثال لا الحصر أن قدرات الرصد و التعرف ستكون عائق في وجه استخدام منظوماتهم بفاعلية .!!!
الانتقاد رقم (7) :
"و قابليات الاستخدام الليلي هي الأخرى محل شك من حيث إمكانيات التقنية الروسية"
التعليق و الرد :
باختصار ... عيب تراجع القدرة على الاشتباك في الليل على المديات البعيدة هو عيب تتصف به و تعاني منه كل المنظومات شرقية كانت أم غربية الموجهة منها أو غير الموجهة و هو أمر يتعلق بقدرات الأنظمة البصرية في الدبابة أو المنظومة المضادة للدبابات و السؤال هنا لماذا اختصاص المنظومة الروسية بهذا العيب دون غيرها ؟؟
بكل الأحوال تبقى فرص الذخائر الموجهة من الجيل الثاني أعلى من فرص الذخائر التقليدية في تحقيق إصابة من الطلقة الأولى حتى على المديات القصوى التي يمكن التعامل معها في ظروف الرؤية الليلية .
التعديل الأخير: