نهاية عصر المتفجرات، ومستقبل أسلحة الليزر

نهاية عصر المتفجرات، ومستقبل أسلحة الليزر

هنا نأتي إلى خطورة انتشار أسلحة الليزر ووصولها إلى أيدي الإرهابيين. إن أسلحة الليزر يمكن إنتاجها وتداولها بسهولة في شكل لعب أطفال أو دمى تبدو بريئة لكنها قاتلة. ولذلك فإن التعليمات الآن في مطارات العالم المختلفة تقضي بالتشديد على فحص مثل هذه المنتجات، ومنها لعب الطائرات التي تطير ويتم التحكم فيها عن بعد. وتبدو هذه الطائرات صغيرة الحجم مثل حجم الطائر الطبيعي، وتطير على ارتفاعات منخفضة جداً لا تسمح لأجهزة الرادار بالتقاطها. ويمكن تزويد هذه الطائرات بأجهزة تصوير والتقاط معلومات وتخزينها أو إرسالها مباشرة. ومع تطور أسلحة الليزر فإنه من الممكن إضافة مكونات إلى تلك الطائرات تسمح باستخدامها لأهداف تخريبية أو إرهاببة.


وسوف أسوق هنا قصة لمجموعة من الصحفيين الأوروبيين الذين أرادوا أن يقوموا بتصوير التباين الشديد في مستويات المعيشة في اليونان وسط حالة الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها البلاد. ولبيان صورة الإختلالات الإجتماعية إتفق أعضاء المجموعة على تصوير أحد الأحياء الراقية في أثينا لبيان عدد حمامات السباحة الخاصة ونمط المعيشة في الفيلات في الأحياء الراقية مقارنة بالأحياء الفقيرة. وعندما عجزت المجموعة عن التصوير، فإنها لجأت إلى شراء طائرة لعبة تعمل بجهاز تحكم عن بعد، وتطير على ارتفاع يصل إلى 300 متر، وتم تثبيت كاميرا للتصوير عليها، وتم استخدامها بالفعل في الطيران فوق أحد أحياء أثينا الراقية، وتصوير نمط البناء وحمامات السباحة ونمط المعيشة لأهالي ذلك الحي. وبعدما حصل الصحفيون على المادة الكافية تم استرجاع الطائرة بسلام بجهاز التحكم عن بعد، والحصول على ما بها من صور واستخدامها في تقرير تليفزيوني أثار غضب الحكومة اليونانية.


إن تطور أنظمة التسلح والحروب إلى الأشكال الأكثر اعتماداً على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والوسائط الإليكترونية يطرح تحديات غير مسبوقة على أجهزة الأمن والدفاع، في مواجهة الأعداء سواء كان هؤلاء الأعداء من الجيوش النظامية، أو من الجماعات المسلحة غير النظامية، أو حتى من الأفراد الذين قد يدفعم اليأس إلى استخدام تلك الأسلحة حتى لو أدى ذلك إلى موتهم هم أيضاً وذلك من باب "علي وعلى أعدائي"!


ولذلك، فإن مهمة القوات المسلحة في هذا العصر المضطرب هي أن تواكب التطورات الجارية بسرعة، وأن تضع لنفسها استراتيجية واضحة على المستويين الإقليمي والعالمي، وأن تعيد تسليح نفسها، فهي ليست على أي حال في وضع أفضل من القوات المسلحة الأمريكية التي قررت التخلي على الطائرة إف-16 والتحول للإعتماد على الطائرة إف-35 كعمود فقري للقوة الجوية الأمريكية، بمقتضى ذلك سيتم نقل عمليات تصنيع إف- 16 إلى دول أخرى منها الهند وتركيا وإسرائيل، لأغراض التصدير فقط. إن تطوير المفاهيم الجيوستراتيجية وإعادة دراسة مقومات التوازن الإستراتيجي يجب أن تسير يداً بيد مع تطوير جهود التسلح، والتحول تدريجياً إلى "أسلحة المعرفة" التي تقوم على أسس التكنولوجيا المتقدمة في مجالات الشبكات الإليكترونية ووسائل الإتصالات وعلوم الليزر والتحكم عن بعد. إن عصر المتفجرات والمفرقعات والمعدات العسكرية الثقيلة على وشك أن يغادر التاريخ.


http://www.acrseg.org/40486

عودة
أعلى