إيقونة المادة

كتاب الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988 PDF

الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) تُعتبر واحدة من أطول وأكثر الحروب دموية في القرن العشرين. استمرت الحرب ثماني سنوات، ودفعت كلا البلدين إلى حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي. أدت هذه الحرب إلى مقتل مئات الآلاف وإصابة الملايين، بالإضافة إلى تدمير كبير للبنية التحتية في كلا البلدين.


أسباب الحرب:​

  1. الخلافات الحدودية:​
    • كانت هناك نزاعات طويلة الأمد حول الحدود بين العراق وإيران، خاصة حول شط العرب، الذي يمثل طريقًا مائيًا مهمًا للتجارة والنفط.​
    • اتفاقية الجزائر عام 1975 حاولت حل النزاع الحدودي، لكنها لم تكن مرضية تمامًا للطرفين.​
  2. التوترات السياسية والأيديولوجية:​
    • بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، برز نظام جديد بقيادة آية الله الخميني، الذي دعا إلى تصدير الثورة الإسلامية إلى الدول المجاورة، بما في ذلك العراق.​
    • الرئيس العراقي صدام حسين رأى في هذا التوجه تهديدًا مباشرًا لنظامه العلماني والقومي العربي.​
  3. المصالح الاقتصادية:​
    • التنافس على السيطرة على الموارد النفطية في المنطقة كان عاملًا مهمًا.​
    • العراق كان يخشى أن يؤدي تصاعد نفوذ إيران في المنطقة إلى تهديد مكانته كقوة رئيسية في الخليج العربي.​
  4. التدخلات الخارجية:​
    • بعض الدول الغربية والإقليمية قدمت دعمًا غير مباشر للعراق لمواجهة إيران، مما ساهم في تصعيد الصراع.​

مراحل الحرب:​

1. بداية الحرب (سبتمبر 1980):​

  • في 22 سبتمبر 1980، شن العراق هجومًا عسكريًا على إيران، حيث اجتاحت القوات العراقية الأراضي الإيرانية وحاولت السيطرة على المناطق الغنية بالنفط.​
  • العراق استهدف البنية التحتية الإيرانية، بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات.​

2. الهجوم الإيراني المضاد (1981-1982):​

  • في عام 1982، تمكنت القوات الإيرانية من استعادة الأراضي التي فقدتها في بداية الحرب.​
  • بدأت إيران بشن هجمات مضادة واسعة النطاق، مما أجبر القوات العراقية على الانسحاب إلى داخل حدودها.​

3. الاستنزاف والحرب الطويلة (1983-1988):​

  • تحولت الحرب إلى صراع استنزاف طويل الأمد، مع استخدام تكتيكات مثل "الهجمات البشرية" من قبل القوات الإيرانية.​
  • استخدم العراق الأسلحة الكيميائية ضد القوات الإيرانية والمدنيين، وهو ما يعتبر جريمة حرب.​
  • شهدت هذه المرحلة معارك ضارية في مدن ومناطق مختلفة، مثل البصرة وخوزستان.​

4. نهاية الحرب (1988):​

  • في يوليو 1988، أعلن العراق وقف إطلاق النار بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 598.​
  • في أغسطس 1988، تم توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار، وعادت الحدود إلى ما كانت عليه قبل الحرب.​

نتائج الحرب:​

  1. الخسائر البشرية والمادية:​
    • قُتل ما يقدر بمليون شخص، وأصيب الملايين، وتشرد الملايين أيضًا.​
    • تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في كلا البلدين.​
  2. الاقتصاد:​
    • تكبّد البلدان خسائر اقتصادية فادحة بسبب الحرب، حيث بلغت التكلفة الإجمالية أكثر من تريليون دولار.​
  3. الأسلحة الكيميائية:​
    • استخدام العراق للأسلحة الكيميائية ضد إيران والمدنيين الأكراد (مثل مجزرة حلبجة) أثار تنديدًا دوليًا.​
  4. التوازن السياسي:​
    • انتهت الحرب دون تحقيق أي طرف لأهدافه الرئيسية، حيث عادت الحدود إلى ما كانت عليه قبل الحرب.​
    • أصبح العراق مثقلًا بالديون، مما دفعه لاحقًا إلى غزو الكويت عام 1990.​
  5. التداعيات الإقليمية والدولية:​
    • الحرب زادت من التوترات الطائفية والسياسية في المنطقة.​
    • أثرت الحرب على العلاقات الدولية لكل من العراق وإيران، حيث أصبحتا أكثر عزلة.​

الدروس المستفادة:​

  • الحرب العراقية الإيرانية أظهرت مدى تعقيد النزاعات الإقليمية وكيف يمكن أن تؤدي إلى كوارث إنسانية واقتصادية.​
  • أهمية الحلول الدبلوماسية لتجنب الحروب المدمرة.​
  • الحاجة إلى تحسين العلاقات بين الدول الجارة لمنع تصعيد النزاعات.​

في النهاية، الحرب العراقية الإيرانية كانت كارثة إنسانية وسياسية، ولم تحقق أي طرف أهدافه الاستراتيجية. ومع ذلك، تركت آثارًا عميقة على المنطقة وعلى السياسة الدولية حتى اليوم.​
كانت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) أطول حرب في القرن العشرين وأحد أكثر الصراعات دموية وكلفة من الناحية الاقتصادية والبشرية.
بدأت الحرب في 22 سبتمبر/ أيلول 1980 عندما غزت القوات العراقية غرب إيران على طول الحدود المشتركة بين البلدين. في حين ادعت حكومة العراق السابقة أن الحرب بدأت في الرابع من سبتمبر/ أيلول عندما قصفت إيران عدداً من النقاط الحدودية.
وانتهت الحرب بوقف إطلاق النار عام 1988. وعلى الرغم من انسحاب القوات وعودتها إلى مواقعها التي كانت تتمركز فيها قبل الحرب، إلا أن الطرفين لم يوقعا على اتفاق رسمي في هذا الشأن إلا في 16 أغسطس/ آب 1990.

تراكمات الماضي

أراد الرئيس العراقي صدام حسين أن يعيد تأكيد سيادة بلاده على ضفتي شط العرب الذي جرى تقاسم السيطرة عليه بموجب اتفاقية الجزائر بين البلدين عام 1975.
وكان صدام أيضاً قلقاً من محاولات آية الله الخميني تصدير الثورة الايرانية إلى الخارج عبر تحريض الغالبية الشيعية في العراق.
استغل العراق حالة الفوضى والضعف التي كانت لا تزال تمر بها إيران في أعقاب الإطاحة بحكم الشاه قبل نحو عام، وكذلك حالة العزلة الدولية التي كانت تعيشها السلطة الايرانية الجديدة، خاصة في أعقاب احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز عشرات الرهائن فيها.
عاد الخميني بعد 15 عاما في المنفى ليقود الثورة التي انتهت بتأسيس الجمهورية الإسلامية

صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،عاد الخميني بعد 15 عاما في المنفى ليقود الثورة التي انتهت بتأسيس الجمهورية الإسلامية
كانت السلطة الجديدة في إيران قد حلت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة خلال فترة حكم الشاه؛ الأمر الذي شجع صدام على شن الحرب ومباغتة إيران.
تقدم الجيش العراقي داخل الأراضي الإيرانية على طول جبهة واسعة في إقليم خوزستان الإيراني. واستولت القوات العراقية على مدينة خرمشهر، لكنها فشلت في الاستيلاء على مركز تكرير النفط المهم في عبدان.
صدام حسين

صدر الصورة،Jacques Pavlovsky
التعليق على الصورة،صدام حسين خلال زيارته لجبهة القتال

تعثر

وبحلول ديسمبر/ كانون الأول 1980، تعثر الهجوم العراقي على بعد حوالي (80-120 كيلومتراً) داخل إيران بعد مواجهة مقاومة إيرانية غير متوقعة.
وبدأت إيران بشن هجمات مضادة باستخدام الحرس الثوري وقواتها المسلحة النظامية مما أجبر العراقيين على التقهقر عام 1981.
وقد دفع الإيرانيون أولاً بالعراقيين عبر نهر كارون الإيراني ثم استعادوا مدينة خرمشهر في عام 1982.
سحب العراق قواته من جميع الأراضي الإيرانية، التي استولى عليها وبدأ يسعى لانهاء الحرب.

لكن إيران بقيادة الخميني، ظلت ترفض مساعي السلام وواصلت الحرب في محاولة للإطاحة بالرئيس العراقي.
تعززت دفاعات العراق بمجرد أن تراجعت قواته وباتت في موقف الدفاع عن أراضيها واستقرت خطوط القتال وراوحت المعارك مكانها على طول الحدود.
اسرى ايرانيون

صدر الصورة،Francois LOCHON
التعليق على الصورة،دفعت ايران بعشرات آلاف صغار السن الى جبهات القتال على شكل موجات بشرية
شنت إيران مراراً هجمات مشاة غير ناجحة مستخدمةً موجات بشرية مكونة جزئياً من مجندين صغار السن وغير مدربين أو مسلحين جيداً. كان العراقيون يتصدون لها بالمدفيعة والقوة الجوية اللتين كان يتفوق بهما العراق على ايران واحياناً باستخدم الأسلحة الكيميائية.
ودخلت الحرب مرحلة جديدة عندما لجأ البلدان إلى شن هجمات جوية وصاروخية ضد مدن بعضهما البعض إضافة إلى المنشآت العسكرية والنفطية.
صور من الأرشيف: جندي إيراني يوجه فوهة مدفعه نحو الحدود العراقية.

التعليق على الصورة،صور من الأرشيف: جندي إيراني يوجه مدفع دبابته نحو الحدود العراقية.

تدخل دولي

كما تبادل الطرفان الهجمات على ناقلات النفط في الخليج. ودفعت هجمات إيران على ناقلات النفط الكويتية وغيرها من دول الخليج الأخرى الولايات المتحدة والعديد من دول أوروبا الغربية إلى نشر سفن حربية في الخليج لضمان تدفق النفط إلى باقي أجزاء العالم.
انخفضت قدرة تصدير النفط لدى البلدين بشدة بسبب الضربات الجوية وإغلاق خطوط الأنابيب، وأدى الانخفاض اللاحق في دخلهما وعائدات العملة الأجنبية إلى توقف برامج التنمية الاقتصادية للبلدين.
تم تمويل المجهود الحربي العراقي بشكل علني من قبل المملكة العربية السعودية والكويت ودول عربية مجاورة أخرى وبدعم ضمني من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق في حين أن الحليفين الرئيسيين لإيران كانا سوريا وليبيا.
استمر العراق في مناشداته من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الحرب ويحقق السلام بين البلدين في منتصف الثمانينيات.
وتضررت مكانته بشدة بعد ظهور أدلة على استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد القوات الإيرانية وكذلك ضد المدنيين الأكراد العراقيين الذين اتهمتهم بغداد بالوقوف إلى جانب ايران في الحرب.
فقد أسفرت إحدى هذه الهجمات على قرية حلبجة الكردية وحولها في آذار / مارس 1988 عن مقتل ما يصل إلى 5000 مدني.
الفيلم الوثائقي: ابنة حلبجة التي عثرت على عائلتها بعد 30 عاماً
جنود ايرانيون على دراجة نارية يمرون بجانب جثث جنود عراقيين

التعليق على الصورة،جنود ايرانيون على دراجة نارية يمرون بجانب جثث جنود عراقيين في منطقة الفاو في أقصى جنوب العراق في أوائل فبراير شباط 1986 خلال الحرب الايرانية العراقية.
كان الجمود يسيطر على خطوط القتال في منتصف الثمانينيات. في أغسطس / آب 1988 أجبر تدهور الاقتصاد الإيراني والمكاسب العراقية الأخيرة في ساحة المعركة إيران على قبول وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.
لا يعرف بدقة إجمالي عدد ضحايا الحرب لدى الجانبين. لكن كلا البلدين كانا في حالة التعبئة وكان معظم الرجال في سن التجنيد تحت السلاح وعدد الضحايا هائلاً.
وتتراوح تقديرات إجمالي عدد ضحايا الحرب ما بين مليون إلى مليوني شخص.
ولكن عدد الضحايا لدى الجانب الايراني أكبر من العراقي بسبب استمرار العراقيين في حالة الدفاع خلال معظم مراحل الحرب بينما كانت ايران تشن الهجوم تلو الهجوم مستخدمة موجات بشرية هائلة.
أما من الناحية الاقتصادية فقد خرج البلدان من الحرب بخسائر هائلة تجاوزت 400 مليار دولار من ناحية الأضرار المادية، بينما بلغت كلفة الحرب المباشرة نحو 230 مليار دولار.
عودة
أعلى