رئيس الهيئة العربية للتصنيع لـ “خاص عن مصر”: 57 منتجا مصريا في إيديكس 2025.. وأدعو الدولة العربية للعودة للهيئة
https://aboutmsr.com/author/bahaa/
المدرعة المصرية "قادر-2" .. أحدث إنتاج لمصنع قادر بالهيئة العربية للتصنيع
شهد معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2025» مشاركة قوية للهيئة العربية للتصنيع، حيث عرضت 57 منتجاً من بينها 18 منتجاً جديداً بالكامل، إلى جانب 19 منتجاً آخر من إنتاج القوات المسلحة المصرية.
وأكد اللواء أ.ح مهندس مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة، في تصريحات صحفية لـ “خاص عن مصر” على هامش المعرض، أن الهيئة التي أسست عام 1975 بهدف إقامة قاعدة صناعية عسكرية عربية مشتركة استناداً إلى روح التضامن التي تجسدت في حرب أكتوبر 1973، تحولت بعد خروج الشركاء الثلاث (السعودية وقطر والإمارات) عام 1979 إلى كيان مصري خالص، لكن مصر قررت الاحتفاظ باسم «العربية للتصنيع» لأسباب سياسية واستراتيجية تعكس الرؤية طويلة الأمد.
وتدار الهيئة حالياً تحت إشراف اللجنة العليا برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعضوية رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء المعنيين.
منتجات دفاعية جديدة تعرض لأول مرة
عرضت الهيئة باقة من الأسلحة والمنظومات المتطورة، أبرزها:
- عربة «قادر 2» المدرعة الخفيفة بتدريع سيراميكي جديد يقاوم مقذوفات عيار نصف بوصة.
- مدرعة «فهد» المزودة بمدفع 30 ملم وتدريع سيراميكي.
- مقذوف «صقر 73» المضاد للمدرعات، ومنظومتا صواريخ 105 مم و107 مم (مدى 8.2 كم) المضادتين للدبابات.
- مقذوفات «نيزك 1 و2 و3» شديدة الانفجار للمسيرات الانتحارية.
- مركبة «العقرب» غير المأهولة 6×6 مزودة بمدفع 12.7 ملم (تعاون تركي).
- مسيرة الفرد المقاتل (نصف كيلوجرام – ربع كيلو مادة متفجرة – مدى 4 كم) بالتعاون مع الصين، تعرض لأول مرة في مصر.
- مسيرة خفيفة تطلق من المدرعات (مدى 6 كم).
- مسيرة تكتيكية عمودية الإقلاع (مدى 100 كم – سرعة 85 كم/س) بالتعاون مع تركيا
- منظومة مجابهة المسيرات (تشويش سلبي + مدفع 23 ملم ثنائي)
المسيرة الانتحارية .. أحدث إنتاج الهيئة العربية للتصنيع في معرض إيديكس 2025
كما كشف عن محاكيات تدريب للقوات الجوية وقيادة دبابة M60، وأجهزة كشف إشعاعي مدني وعسكري (لأول مرة في مصر)، ومنظومات إعاقة وتنصت وإدارة مدفعية غير مباشرة.
من 4 مصانع إلى 14 .. ومدينة طبية صناعية في الأفق
كشف رئيس الهيئة أن عدد المصانع والشركات التابعة ارتفع من 4 في البداية إلى 14 حالياً، منها 7 شركات دفاعية ومدنية مشتركة و7 شركات مدنية بحتة، مع إنشاء كيانات جديدة سيتم تشغيل خطوط إنتاجها قريباً، أبرزها: الشركة العربية السويسرية للمصاعد، والشركة العربية الصينية للمستلزمات والأجهزة الطبية.
اللواء مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع في حواره لـ “خاص عن مصر”
مدينة صناعية طبية متكاملة
وأشار إلى أن الهيئة تسعى لتحقيق أهداف «الجمهورية الجديدة» عبر إنشاء مدينة طبية صناعية متكاملة على أرض مصر، ليست لإنتاج الدواء، بل لتصنيع المستلزمات والأجهزة والمعدات الطبية كاملة.
وأوضح أن الشركة العربية الأفريقية للمستلزمات الطبية تضم ثلاثة مصانع تنتج السرنجات ذاتية التدمير الآمنة والخيوط الجراحية والشرايح والمسامير الطبية، فيما تحصل الشركة العربية الصينية للأجهزة الطبية على علامة الجودة الأوروبية (CE) وستبدأ إنتاج أجهزة الأشعة السينية (X-Ray وDR) والرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية وأجهزة علاج الأورام بنهاية 2026.
تحديث شامل وشراكات دولية
في مجال السكك الحديدية، وصف اللواء مختار شركة «سيماف» التي أُسست عام 1955 وافتتحها الرئيس جمال عبد الناصر عام 1958 بأنها «قطعة من أوروبا الآن»، بعد استثمار تجاوز 3 مليارات جنيه ومضاعفة الطاقة الإنتاجية.
وأكد أن الهيئة تؤمن بالتعاون مع القطاع الخاص وتعمل بفكره، وأبرز نماذج الشراكات:
- مصنع الإلكترونيات مع مجموعة طلال أبو غزالة وشركة زيرو تك المصرية لكاميرات المراقبة.
- تصنيع أجزاء من مقاتلة رافال مع شركة داسو الفرنسية وإنشاء مدرسة داسو في مصر.
- تصنيع قطع محركات دبابة M1A1 مع هانيويل الأمريكية.
- مصنع إطارات بالشراكة مع شركة سايلون الصينية.
الطاقة المتجددة والتصنيع المحلي
أشار رئيس الهيئة إلى اهتمام الدولة بتعميق التصنيع المحلي لتقليل فاتورة الاستيراد، ومن أبرز المشروعات: مصنع لوحات الطاقة الشمسية بطاقة 1 جيجاوات (يغذي إنارة المتحف المصري الكبير)، ومحطات شمسية في جيبوتي وأوغندا، واستغلال أسطح المنازل والمباني الحكومية.
العنصر البشري أولاً.. والذكاء الاصطناعي مستقبلاً
«من خلال هذه الشراكات العالمية الكبرى، نرحب أن تكون الهيئة العربية للتصنيع مركزاً صناعياً استراتيجياً للتصنيع والإنتاج لكل الدول العربية والأفريقية الشقيقة وللدول الصديقة في العالم.
ودعا اللواء عبداللطيف كبرى الشركات العالمية لزيارة مصانع وشركات الهيئة على أرض الواقع، لترى بأعينها القدرات والإمكانيات التصنيعية الحقيقية، وندخل معاً في شراكات تنفيذية واستثمارات ملموسة تخدم الجميع.
وبمناسبة معرض (إيديكس 2025) وجه دعوة للدول العربية الشقيقة للانضمام مجدداً إلى الهيئة العربية للتصنيع، لنستعيد معاً دورها التاريخي الذي تأسست من أجله وهي أن تكون درعاً صناعياً عربياً قوياً في كافة المجالات الدفاعية والمدنية.
فالهيئة العربية للتصنيع هي هيئة كل العرب، ونستطيع أن نحقق معاً طموحات شعوبنا ومتطلباتها نحو مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً.
واختتم اللواء مختار عبد اللطيف تصريحاته بالتأكيد على أن «تدريب الكوادر أهم من الآلات»، مشيراً إلى أكاديمية الهيئة والمعهد العربي ومصنع ذكي للتدريب وبعثات خارجية.
وشدد على إدخال الذكاء الاصطناعي في التصنيع والتدريب والتشغيل، محذراً: «من يتخلف عن ركب الذكاء الاصطناعي لن يكون له مكان في المستقبل».
وبهذه الإنجازات، تؤكد الهيئة العربية للتصنيع أنها ليست مجرد مصنع دفاعي، بل رافعة للتنمية الشاملة وشريك أساسي في بناء مصر الصناعية الحديثة.