باكستان تحذر من حرب جديدة مع الهند بعد مقتل 11 جنديا
حذّرت باكستان من اندلاع حرب جديدة مع الهند بعد مقتل 11 من جنودها في هجوم نفذته مجموعة مسلّحة تقول إسلام آباد إن نيودلهي تدعمها.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف إن “احتمالات الحرب مع الهند حقيقية”، وذلك عقب هجوم وقع الأربعاء في منطقة أوركزاي شمال غربي البلاد، وأسفر عن مقتل 11 جندياً باكستانياً بينهم ضابطان.
ووفقاً للجيش الباكستاني، أطلق مقاتلون مرتبطون بحركة “طالبان باكستان” النار على قافلة عسكرية كانت تنفّذ عملية استخباراتية، مشيراً إلى مقتل 19 عنصراً من الحركة خلال الاشتباك.
وتتهم السلطات الباكستانية منذ فترة طويلة الهند بدعم مقاتلي طالبان باكستان والانفصاليين في إقليم بلوشستان، وهي تهم تنفيها نيودلهي بشكل قاطع.
وتأتي تصريحات آصف في وقت تهدّد فيه بإعادة إشعال التوترات بعد أشهر من الهدوء الحذر الذي أعقب تبادلاً جوياً وصاروخياً استمر أربعة أيام في مايو الماضي، وأسفر عن مقتل العشرات وكاد يدفع جنوب آسيا إلى شفا حرب.
وقال آصف في مقابلة مع قناة
سما التلفزيونية:
“هناك تهديد بمواجهة مسلحة، وباكستان في حالة تأهّب. احتمالات الحرب مع الهند حقيقية. لا أريد التصعيد، لكن الخطر قائم، ولا أنكره. وإذا اندلعت الحرب، فبعون الله سنحقق نتيجة أفضل من ذي قبل.”
وأضاف أن باكستان تمتلك الآن “داعمين وحلفاء أكثر مما كان لديها قبل ستة أشهر”، متهماً الهند بفقدان التعاطف الدولي بعد معارك مايو.
من جهتها، أصدرت مديرية الإعلام التابعة للجيش الباكستاني (ISPR) بياناً أفادت فيه أن كبار القادة العسكريين عقدوا اجتماعاً في روالبندي لتقييم الموقف، محذرين الهند من أن أي “واقع جديد وهمي” تحاول فرضه في المنطقة “سيُواجَه بردٍّ سريع وحاسم”.
ووصف البيان التصريحات الأخيرة الصادرة عن القادة السياسيين والعسكريين في الهند بأنها “استفزازية وغير مسؤولة”، واتهمهم بـ“إشعال هستيريا الحرب لأغراض سياسية”.
وجاء هذا التصعيد الكلامي بعد تحذير قائد الجيش الهندي الجنرال أوبيندرا ديويدي لباكستان بضرورة “وقف رعاية الإرهاب، وإلا ستختفي من الخريطة”.
وقال: “في المرة القادمة، لن تُظهر الهند ضبط النفس الذي أبدته خلال عملية (سيندور 1.0)”، في إشارة إلى العملية العسكرية التي شنّتها نيودلهي في مايو الماضي.
معدات عسكرية
وخلال تلك العملية، التي بدأت في 7 مايو رداً على هجوم دامٍ في منطقة بالهغام بكشمير، زعمت الهند أنها دمّرت تسعة معسكرات للمسلحين داخل الأراضي الباكستانية، بينما أعلنت إسلام آباد أن الغارات أودت بحياة 31 مدنياً وأصابت منازل ومساجد ومحطة طاقة.
وخلال الأيام الأربعة التالية، تبادل الطرفان الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيّرة عبر الحدود. وقالت باكستان إنها أسقطت ست طائرات هندية، بينها ثلاث مقاتلات “رافال” فرنسية الصنع، في حين أعلنت الهند تدمير عدة قواعد جوية باكستانية وما لا يقل عن 12 طائرة، بينها مقاتلات F-16 أمريكية الصنع.
تأهّب عسكري في الجانبين
توقّف القتال بشكل مفاجئ في 10 مايو بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقفاً “كاملاً وفورياً” لإطلاق النار.
وفي خطوة رمزية، رشّحت باكستان ترامب لاحقاً لجائزة نوبل للسلام، مشيدةً بدوره في “منع مواجهة نووية وشيكة”. وأكّد ترامب أكثر من مرة أنه “أنقذ ملايين الأرواح من الفناء النووي”.
ومنذ ذلك الحين، ظلّ التوتر قائماً، خصوصاً بعد تصريح وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ الأسبوع الماضي، الذي حذّر باكستان من “أي عدوان في منطقة سير كريك”، قائلاً إن مثل هذا الفعل “سيغيّر التاريخ والجغرافيا معاً”.