نظام الدفاع الصاروخي السوفيتي والرأس النووي الأمريكي |
|---|
مع تطور الصواريخ البالستية، بدأت الدول في تطوير أنظمة الدفاع ضد الصواريخ البالستية
حيث بدأ الاتحاد السوفيتي مع النظام «А» – وهو أول نظام دفاع صاروخي استراتيجي تجريبي تم نشره في الفترة 1955 – 1960، وقد لعب دورًا حاسمًا في مواصلة تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي في الاتحاد السوفييتي.
تم تطوير الصاروخ المضاد للصواريخ البالستية الخاص بالنظام «А» تحت مسمى «В-1000» كما هو ظاهر في الصورة بالأعلى
في البداية تم استخدام رأس حربي متشظي، يتكون من 16 ألف كرة ذات قلب من كربيد التنغستن وشحنة من مادة تي إن تي وقذيفة فولاذية.
في 4 مارس 1961، تم اعتراض صاروخ باليستي من طراز Р-12 تم إطلاقه من كابوستين يار بواسطة صاروخ مضاد للصواريخ من طراز B-1000 بطريقة قياسية تمامًا. واكتشفت محطة الرادار الصاروخ الذي تم إطلاقه على مسافة حوالي 1500 كيلومتر، وتم حساب مسار الصاروخ بشكل آلي وإطلاق صاروخ مضاد للصواريخ. وفي اللحظة المحددة انفجر الرأس الحربي المضاد للصواريخ، مما أدى، بحسب التسجيلات المصورة والأفلام، إلى تدمير الرأس الحربي للصاروخ الباليستي في الجو.
تمثل هذه الحادثة أول عملية اعتراض ناجحة تمامًا لصاروخ باليستي بهذا المدى في تاريخ العالم.
يتم الاحتفال بيوم الرابع من مارس باعتباره يوم الدفاع الصاروخي.
واستمرارًا لتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي ضد الصواريخ البالستية تم تطوير نظام «А-35»
في هذا النظام تم تجهيز الصاروخ برأس حربي نووي هيدروجيني بقوة تفجيرية تصل إلى نحو 2-3 ميغا طن. وبما أنه كان من المفترض أن تتم عملية الاعتراض خارج الغلاف الجوي، حيث تكون موجة الصدمة غير فعالة، فقد كان الرهان الرئيسي على تأثير الأشعة السينية وتدفق النيوترونات القوي. وبضرب الرأس الحربي للعدو، فإن النيوترونات سوف تسبب تفاعلًا متسلسلًا تلقائيًا في المادة المتحللة، مما يتسبب في حدوث تأثير "فشل حدوث الانفجار النووي" وتدمير الرأس الحربي دون إطلاق كامل للطاقة.
لاحقًا، زُوِّدت الصواريخ المضادة للصواريخ برأس حربي نيوتروني خاص بقوة 20 كيلوطن فقط، ولكنه كان يُطلق كميات كبيرة من النيوترونات.
قللت هذه الشحنات من «إضاءة» الرادار، وأمكن استخدامها على ارتفاعات منخفضة دون خطر الاصطدام بالأرض.
الإجابة الصادمة من الأمريكان أنفسهم!
هنا ترجمة تقريبية
فاجأنا أعداؤنا
كما فاجأنا خصومنا في الحرب العالمية الثانية بالتقدم التكنولوجي مثل القنبلة الذرية، يمكن لخصومنا اليوم أن يفعلوا الشيء نفسه معنا. ومن الأمثلة المهمة على المفاجأة التكنولوجية التي أحدثها برنامج الأسلحة النووية السوفيتي في أوائل ستينيات القرن الماضي. فقد نشر العلماء السوفييت لسنوات العديد من المقالات التقنية حول تأثيرات الأشعة السينية على المواد البوليمرية. وفجأة، توقفوا عن النشر. وقد أثار هذا الأمر اهتمام الخبراء الأمريكيين اليقظين في مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
تُنتج التفجيرات النووية أشعة سينية مكثفة. صُنعت الدروع الحرارية البوليمرية المستخدمة لحماية الرؤوس الحربية للصواريخ النووية الأمريكية من بوليمرات مُعززة بالأسبستوس أو الألياف الزجاجية. بعد ذلك، أجرينا تجارب نووية تحت الأرض في موقع التجارب بنيفادا، وعرّضنا هذه الدروع الحرارية للأشعة السينية المكثفة التي أنتجتها التجارب. وكما هو متوقع، تسببت الأشعة السينية في فشل الدروع الحرارية الواقية بشكل كارثي.
كان هذا الاكتشاف صادمًا للغاية. فقد اكتشف السوفييت أنه إذا فجّروا أحد أسلحتهم النووية في الفضاء بالقرب من رؤوسنا الحربية القادمة، فإن الأشعة السينية المكثفة ستدمر الدروع الحرارية للرؤوس الحربية. ودون علمنا، كانت جميع رؤوسنا الحربية معيبة بشكل قاتل. دفع هذا الأمر فورًا إلى تطوير دروع حرارية جديدة مقاومة للأشعة السينية ومعززة بالجرافيت للرؤوس الحربية الأمريكية، ولا تزال هذه الدروع مستخدمة حتى اليوم.
ترجمة بتصرف
Makeyev |
|---|
