الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر يكتب عن خلاصة المحادثات الروسية - الروسية :
روسيا ومصير الأسد
لقد أعلن الكرملين مرارا وتكرارا على لسان المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف أن موسكو تدير حوارا واتصالات مع القيادة السورية الحالية.
إلا أنه، وفي الوقت نفسه، من السذاجة التفكير بأن أحدا في روسيا يفكر فيما يثار من شائعات بشأن "تسليم بشار الأسد"، حيث ينبغي التأكيد هنا على ما أعلنه الكرملين من قبل وهو أنه استقبل الرئيس السوري السابق وعائلته لدواعي إنسانية لا سياسية، وهو أمر في غاية الأهمية. بمعنى أن روسيا قد اعترفت بقيادة المرحلة الانتقالية في دمشق، وبالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع لحين وضع دستور البلاد وإجراء انتخابات.
يتعين أيضا الإشارة إلى أن مغادرة الأسد كانت في سياق اتفاق على المساهمة في تغيير الوضع في سوريا دون حدوث صدام عسكري واسع النطاق لا تحمد عقباه، وحرب أهلية ضروس، وهو ما شاركت به دول أستانا (روسيا وتركيا وإيران). والقيادة الحالية في سوريا تدرك تماما، فيما أتصور، أنها تتحمل المسؤولية ليس فقط أمام الشعب السوري الذي عانى ويلات الحرب طوال عقد ونيف من الزمان، وإنما أمام منطقة الشرق الأوسط والأطراف الدولية التي سهلت لها استلام هذه المسؤولية.
لذلك، وبالنسبة لروسيا، فقضية مصير الأسد قضية محسومة وليست قابلة للنقاش، وأتصور أن القيادة السورية الحالية تعي ذلك تماما.
أما ما حدث في الساحل السوري فلم تكن هناك أي استعدادات عسكرية جدية، وإنما كانت بعض المبادرات الفردية، ومجموعات متناثرة، يمكن تسميتها فعليا بالعصابات، التي يحركها الحقد وضياع المصالح والمكانة التي كانوا يتمتعون بها وعائلاتهم إبان حكم الأسد، وهي تراكمات أعتقد أنها بصدد الزوال على المدى المتوسط لا البعيد، وما تحتاجه سوريا الآن هو إرساء دعائم الدولة الديمقراطية الحديثة، التي يقف فيها المواطنون بكافة أعراقهم ودياناتهم وأطيافهم وفئاتهم سواسية أمام سيادة القانون. وكلي يقين أن ذلك ستتم معالجته مع الوقت بحكمة العقلاء وبوقوف روسيا تقليديا بجانب الشعب السوري.
إن موسكو واثقة من أن السوريين بكافة فئاتهم سيتجاوزون هذه المرحلة، وأن القيادة الحالية على مستوى من المسؤولية يسمح بتجاوز كل هذه الظروف والخروقات وتأمل روسيا ونحن جميعا معها أن يتم التوصل إلى وفاق يضمن السيادة السورية على كامل التراب الوطني السوري، والتواصل يجري يوميا بين موسكو ودمشق من خلال القنوات المتعددة بما في ذلك بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري أحمد الشرع للمساعدة في إتمام ذلك.
وأود التأكيد هنا أيضا أنه ليس لروسيا أي سيناريوهات أو مصالح أو أهداف لتواجدها المحدود في سوريا سوى مساعدة السوريين في الحفاظ على وحدة أراضيهم. واستخدام روسيا لميناء طرطوس على الساحل السوري لخدمة أسطولها العسكري وتأمين احتياجاته في البحر الأبيض المتوسط بالقطع سيحتاج إلى مساعدة فنية، يمكن ضمانه من خلال اتفاقيات مشتركة ورسمية بين الحكومتين الروسية والسورية، وروسيا مهتمة بالحفاظ على هذه الصلة وتطويرها وتنمية العلاقات الاقتصادية والفنية والثقافية والاجتماعية، حيث تهتم روسيا بالحفاظ على تنمية العلاقات مع كافة بلدان الشرق الأوسط القريبة نسبيا من حدودها الجنوبية، لذلك فضمان الاستقرار والأمن في هذه المنطقة يصب مباشرة في مصلحة الأمن القومي الروسي، وتحديدا في القوقاز، وكذلك يضمن الأمن والسلم الدوليين بصفة عامة.
ومما لا شك فيه أن المحادثة الهاتفية للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب تطرقت إلى أمن منطقة الشرق الأوسط، لأن روسيا على قناعة تامة بأنه لا يمكن أن يعمّ السلام العالمي وتجنب حدوث صدام دولي أو نووي لا قدر الله دون التوصل إلى وفاق تام بين الدولتين النوويتين العظميين ليس بشأن أوكرانيا وأوروبا فحسب، وإنما أيضا بشأن كافة القضايا الدولية المتنازع عليها في العالم، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط.
أما بخصوص ما تم تداوله من شائعات، أصفها بالسخيفة، أن بشار الأسد يخضع لما يشبه الاحتجاز أو الإقامة الجبرية، أو أنه نقل إلى سيبيريا، فلا صحة لذلك من قريب أو بعيد، إلا أن الرئيس السوري السابق يعي أنه لا يجوز له القيام بأي نشاط إعلامي أو غيره، ويعي أن وضعه الحالي مؤقت، وربما يتغير مع تجاوز سوريا محنتها الراهنة والتعافي من الأمراض التي تعاني منها الآن، والتوصل إلى وفاق وطني يؤمن الاستقرار لجميع فئات الشعب السوري الدينية والعرقية.
وروسيا في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها سوريا تقدم لها مساعدات نفطية لعجز الأخيرة، في ظل الوضع الراهن، عن استخدام إمكانياتها النفطية نتيجة العقوبات، إضافة إلى العائق المادي. ونأمل أن تتجاوز سوريا هذه المرحلة في أقرب فرصة ممكنة لتتمكن من الاستفادة من ثرواتها وإمكانياتها النفطية الذاتية.
إن سوريا هي درة التاج في المنطقة، وتعافيها سيؤثر على الجميع بالإيجاب، ونأمل أيضا أن يتحسن الوضع بالتزامن في لبنان وفلسطين، وأن تلتزم الأطراف بالمواثيق والاتفاقيات الدولية وأن يعلو صوت ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي التابع لها فوق نزوات ومغامرات السياسيين أصحاب المصالح الضيقة والأفكار المتطرفة.
الرسالة الأميركية التي سُلمت إلى الخارجية السورية خلال مؤتمر المانحين في بروكسل الأسبوع الماضي، إذتضمنت مجموعة من المطالب الأميركية مقابل تمديد إجازة استثناءات العقوبات لستة أشهر أخرى،
وتتضمن هذه القائمة :
الوصول إلى أسلحة الدمار الشامل والسلاح الكيماوي،
والتعاون في الحرب ضد "داعش" ومنع ظهور التنظيم ثانية،
وتشكيل فريق سوري للتعاطي مع ملف المفقودين الأميركيين ومعرفة مصير الصحافي الأميركي المفقود آستون تايس،
وتصنيف "الحرس الثوري الإيراني" مجموعة إرهابية، مع توقعات بإبقاء إيران خارج سوريا،
وضبط الحدود مع لبنان، وتشجيع بيروت على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، أي الانضمام الى "الاتفاقات الإبراهيمية".
هناك مشكلة أساسية في توقعات واشنطن إزاء موقف دمشق من مشروع ترمب للشرق الأوسط الجديد، أنها تأتي في وقت لا تزال فيه إسرائيل في مناطق احتلتها بعد سقوط الأسد
ما يتوقعه ترمب وفريقه، هو أن تتموضع سوريا-الشرع، حاليا في مشروع الإدارة الأميركية الجديدة للشرق الأوسط بجميع محطاته:
محطة غزة بـ"حماس" منزوعة السلاح وإخراج "الغزيين" إلى دول عدة مثل السودان والصومال وأرض الصومال وسوريا.
محطة لبنان واستمرار وقف النار ونشر الجيش في الجنوب وانسحاب "حزب الله" منه، ثم بدء مفاوضات سلام مع إسرائيل.
محطة إيران والاختيار بين الصفقة النووية أو الضربة العسكرية، والتخلي عن الوكلاء والأذرع بما في ذلك "الحوثيون" في اليمن.
وكذلك، أن تكون سوريا ضمن تحالف تبادل المعلومات الاستخباراتية والحرب ضد "داعش" والتموضع الإقليمي الجديد وهيكلة الشرق الأوسط وما يتضمنه من تفاوض مع إسرائيل وبحث فكرة السلام بينهما.
هناك مشكلة أساسية في توقعات واشنطن إزاء موقف دمشق من مشروع ترمب للشرق الأوسط الجديد، أنها تأتي في وقت لا تزال فيه إسرائيل في مناطق احتلتها بعد سقوط الأسد نهاية العام الماضي، مثل جبل الشيخ والمنطقة العازلة ومنابع المياه في الجولان، وأنها تواصل توجيه ضربات لأي موقع حيوي استراتيجي يسعى الجيش السوري الجديد لتشغيله.
ما يجري بين أميركا وسوريا، وبين إسرائيل وسوريا، سيكون في الفترة المقبلة، موضوعا مهماً فيه تقاطعات اقليمية.
هناك عدة قرى بريف القرداحة وجبلة وبانياس ممنوع عودة العلويين اليها حتى يتم الانتهاء من تمشيطها وتفتيش بيوتها والابار والاحراش والمغارات فيها بحثا عن السلاح والذهيرة المخبأة
محافظ حلب عزام الغريب يهنئ الكورد بعيدهم عيد النيروز.
رئيس أوقاف كردستان هورامان حمة شريف يعمم أن عيد النيروز هو عيد فارسي مليء بالخرافات وتقديس النار ولا علاقة للأكراد به، ولا يجوز الاحتفال أو التهنئة به وأن المسلمين لهم عيدان فقط حددهما لهم رب العالمين.