الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

الحـاكــم العسكــرى

اللهم صل علي سيدنا محمد
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
2 سبتمبر 2009
المشاركات
13,236
التفاعل
4,389 0 0
الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد بزرع الجواسيس فى إسرائيل.. تل بيب تمنحنا شهادة التفوق بفضل الشوان والهجان.. والعطفى وهبة سليم وعزام والفيلالى علامات للسقوط فى الهاوية

السبت، 6 أكتوبر 2012 - 00:06
Nobel-64200816194535.jpg

جمعة الشوان


فصول مثيرة شهدتها الحرب الذكية بين القاهرة وتل أبيب للحصول على معلومات حيوية، فى الجانب العسكرى أو الصناعى أو المدنى، وبقدر ما نجحت إسرائيل فى زرع العديد من جواسيسها فى نسيج المجتمع المصرى من خلال استغلال نقاط الضعف تجاه المال أو الجنس أو المخدرات، استطاع جهاز المخابرات المصرية توجيه ضربات قوية إلى رجال الموساد، وزرع بدوره رجاله فى المراكز المهمة داخل الجيش أو فى مفاصل المجتمع أو بين تجمعات الصهاينة المؤيدين لإسرائيل فى العواصم المختلفة، بعضهم انتهت مهامهم وتم الكشف عن بطولاتهم مثل أحمد الهوان ورفعت الجمال وسامية فهمى ورفعت الأنصارى، إلا أن البعض الآخر ما زال سطورا فى ملفات «سرى للغاية» بأرشيف جهاز المخابرات، ينتظرون اللحظة المناسبة لإبراز خدماتهم التى أسندوها للوطن.

أحمد الهوان
صانع الألعاب
كانت أجهزة الأمن الإسرائيلية تراهن كثيرا على جمعة الشوان واسمه الحقيقى، أحمد محمد عبدالرحمن الهوان، خاصة بعد تدريبه من قبل المخابرات المصرية على طرق التعامل مع مسؤولى المخابرات الإسرائيلية حتى يصبح من أهم العملاء الذين تعتمد عليهم تل أبيب. وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجة الموساد إلى الدور الذى يلعبه «الهوان» وسرعة إرسال المعلومات، ولذلك قرر إعطاءه أحدث أجهزة الإرسال فى العالم، الذى كان إحداها بالفعل موجودا بمصر، ولم تستطع المخابرات القبض على حامله، وهنا قرر الهوان بعد التنسيق مع رجال المخابرات المصرية، الذهاب إلى تل أبيب للحصول على الجهاز، وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذى تدرب عليه جيدا قبل سفره على أيدى رجال المخابرات، مما جعله ينجح فى خداعهم ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه فى ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما فى مصر.

وبمجرد وصوله لمصر وفى الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال، وبعد هذه اللحظة انتهت مهمة أحمد الهوان.


أشرف مروان

الرجل الغامض
أشرف مروان من أبرز العملاء المصريين وأكثر الجواسيس جدلا فى تاريخ الجاسوسية بين مصر وإسرائيل، لما عرف عنه بأنه كان عميلا مزدوجا حيث قدم لمصر وسوريا معلومات خطيرة جدا عن إسرائيل، وفى المقابل تقول إسرائيل إنه قدم إليها معلومات عن مصر.

اهتمت الصحف الإسرائيلية اهتماما كبيرا بوفاة أشرف مروان واتهامه بأنه عميل مزدوج، فقد ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» فى تقرير سابق لها «إن هناك غموضا يكتنف وفاة مروان»، ووصفته بأنه كان عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، وأنه كان يخشى على حياته منذ أن كشفت إسرائيل عام 2003 أنه عميل كبير للموساد. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن أشرف مروان عميل مزدوج أفشل تل أبيب فى حرب أكتوبر، وأيا كانت الأسباب وراء موته فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية فى إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة.


وكان الجنرال إيلى زيرا، الذى تم إبعاده من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد فشل تل أبيب فى التنبؤ بالحرب عليها، قد كتب فى كتاب له صدر عام 1993، أن إسرائيل فوجئت بالحرب لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج، غير أنه لم يذكر اسمه فى ذلك الكتاب، لكن الصحافة الإسرائيلية قامت بالإشارة إلى اسم أشرف مروان بعد ذلك.


رفعت الجمال

نجم الجاسوسية
يظل الجاسوس المصرى «جاك بيتون» أو «رأفت الهجان» أو «رفعت الجمال» والاسم الأخير هو اسمه الحقيقى هو نجم نجوم حرب الجاسوسية بين مصر وإسرائيل حتى الآن، حيث نجح فى خداع إسرائيل على مدى 19 عاماً كاملة، تمكن خلالها من اختراق المجتمع الإسرائيلى بكل فئاته وطوائفه وطبقاته، وتكوين شبكة كبيرة للتجسس داخل إسرائيل لحساب مصر.. وبعد انتهاء المهمة الصعبة المكلف بها، نقل نشاطه التجارى إلى دولة ألمانيا، وهناك توفاه الله. ولم يضع «رأفت الهجان» مصر فى موقف حرج لكى تسعى لمبادلته بجاسوس آخر.. فقد أفلت من قبضة الموساد.. ولم تعرف إسرائيل حقيقته إلا بعد سنوات من وفاته، وتحديداً عام 1988.

وكان اسم «رأفت الهجان» هو الاسم الذى أطلقة عليه الروائى صالح مرسى فى روايته عنه وفى المسلسل الذى حمل اسمه وذلك بديلا لـ«رفعت على سليمان الجمال» ابن دمياط، الذى ارتحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954 حاملا روحه على كفه، وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية أن تثبت عمليا كذب أسطورة التألق التى تدعيها إسرائيل لجهاز مخابراتها، وفور إعلان القاهرة لهذه العملية المذهلة طالبت الصحفية الإسرائيلية «سمادر بيرى»، فى موضوع نشرته بجريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية - آيسر هريتيل مدير المخابرات الإسرائيلية فى هذا الوقت، بنفى ما أعلنته المخابرات المصرية، وأكدت لمدير المخابرات الإسرائيلية أن هذه المعلومات التى أعلنتها القاهرة تثبت تفوق المخابرات العربية المصرية فى أشهر عملية تجسس داخل إسرائيل ولمدة تقرب من العشرين عاما. واستهدفت الصحفية من نشر هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة، حقيقة ذلك الرجل الذى عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية فى الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف، كما أنه كون إمبراطورية سياحية داخل إسرائيل، ولم يكشف أحد أمره. وجاء الرد الرسمى من جانب المخابرات الإسرائيلية: أن هذه المعلومات التى أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هى إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد.. وأن على المصريين أن يفخروا بنجاحهم!. وبينما يلهث الكل وراء أى معلومة للتأكد من الحقيقة عن هذا المجهول المقيد فى السجلات الإسرائيلية باسم «جاك بيتون» بصفته إسرائيليا ويهوديا، نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية موضوعا موسعا بعد أن وصلت إلى الدكتور «إيميرى فريد» شريك الجمال فى شركته السياحية «سى تورز» وبعد أن عرضوا عليه صورة الجمال التى نشرتها القاهرة شعر بالذهول، وأكد أنها لشريكة «جاك بيتون» الذى شاركه لمدة سبع سنوات وأنه كان بجواره مع جمع كبير من صفوة المجتمع الإسرائيلى عندما رشح لعضوية الكنيست الإسرائيلى ممثلا لحزب «مباى» الإسرائيلى «حزب عمال الأرض» ولكنه لم يرغب فى ذلك. وفور أن فجرت «جيروزاليم بوست» حقيقة الجاسوس المصرى وأنه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين، كما ادعى مدير الموساد، حصلت الصحيفة أيضا على بيانات رسمية من السجلات الإسرائيلية بأن «جاك بيتون» يهودى مصرى من مواليد المنصورة عام 1919 وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973، وأضافت الصحيفة بعد التحرى أن «جاك بيتون» أو رفعت الجمال رجل الأعمال الإسرائيلى استطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات فى إسرائيل منها: جولدا مائير رئيسة الوزراء، وموشى ديان وزير الدفاع، وخلصت الصحيفة إلى حقيقة ليس بها أدنى شك، وهى أن جاك بيتون ما هو إلا رجل مصرى مسلم دفعت به المخابرات المصرية إلى إسرائيل واسمه الحقيقى «رفعت على سليمان الجمال» من أبناء مدينة دمياط بمصر.


سامية فهمى

المناضلة الوطنية
سامية فهمى سافر خطيبها ماريو لإيطاليا فاستقطبه الموساد الإسرائيلى ليعمل معهم كجاسوس عقب نكسة 67 فحاول دفع خطيبته سامية لذلك، فرفضت وفضلت التعاون مع المخابرات المصرية للإيقاع بماريو وشبكة التجسس التى يعمل معها، حتى استطاعت أن توقع بخطيبها وتكشف للمخابرات المصرية عن أكبر شبكة تجسس إسرائيلية فى إيطاليا تجند المصريين والعرب لصالح التجسس على مصر وسوريا.

السفير رفعت الأنصارى

روميو المصرى
أطلق عليه «روميو المصرى» حيث كان شديد الوسامة والذكاء ومثقفا ودبلوماسيا ذاعت شهرته فى الأفق، تحدثت عن مغامراته النسائية مجلة «الهيرالد تريبيون» وكبرى الصحف والمجلات العالمية، حيث قالت إنه كان يخدع النساء بسحره ليحصل على معلومات خطيرة ليرسلها إلى مصر.

وصل رفعت الأنصارى البطل المصرى الوسيم إلى كبار مسؤولى الجيش الإسرائيلى والمسؤولين فى تل أبيب بمساعدة النساء، حيث كشف عن موعد غزو إسرائيل فى لبنان عام 82 وخطة الاجتياح بالكامل، كما أبلغ الإدارة المصرية بميعاد الهجوم وأسلوب التنفيذ وهذا أدى إلى تأجيل الاجتياح.


كيبورك يعقوبيان

الأرمنى الوطنى
«كيبورك يعقوبيان» أو يتسحاق كوتشـك ولد فى مصر عام 1938 لعائلة أرمنية، ودرس فى المدارس المصرية وعند بلوغه سن العشرين توفى والده وأصبح العائل الوحيد للأسرة، فتوقف عن الدراسة وعمل بالتصوير حتى يستطيع توفير المال لأسرته. وعلى الرغم من عدم إكمال تعليمه فإنه كان يتحدث أربع لغات بخلاف اللغة العربية وهى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والتركية، وتم تجنيده بواسطة المخابرات العامة المصرية لزرعه داخل إسرائيل وتم تدريبه وإعداده لمدة عام كامل اشتملت على إجراء عملية ختان له، حيث إن اليهود يختنون ولم يكن هو كذلك، وأعطى هوية جديدة باسم «يتسحاق كوتشك» يهودى من مواليد عام 1935 فى اليونان، وسافر إلى البرازيل بناء على الخطة الموضوعة من جانب المخابرات المصرية فى شهر إبريل عام 1960 بحرا وبعد وصوله إلى البرازيل بشهرين اندمج مع الجالية اليهودية فى سان باولو، وفى نهاية عام 1961تقدم إلى مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلى إسرائيل وتم قبول طلبه وأبحر من البرازيل إلى إسرائيل عن طريق إيطاليا ووصل ميناء حيفا فى منتصف عام1961.

بعد انتهاء دراسته للغة العبرية فى إحدى الكيبوتسات طلبت المخابرات المصرية منه أن يتجند فى الجيش الإسرائيلى، وبالفعل تم تجنيده فى سلاح النقل لجيش الدفاع الإسرائيلى، وتدرب على قيادة سيارات النقل الثقيلة فى قاعدة عسكرية فى منطقة بيت نبالا بالقرب من مدينة اللد، ثم عين سائقا لأحد الضباط الكبار فى قيادة الدفاع المدنى وهو العقيد «شمعيا بكنشتين»، ومن خلال وجوده فى جيش الدفاع الإسرائيلى أرسل كما هائلا من المعلومات المهمة إلى المخابرات المصرية، ونظرا لخبرته السابقة كمصور، قام بتصوير أهداف عسكرية مهمة كما ورد فى الكتاب الإسرائيلى وباعتراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التى اضطرت لإجازة طبع الكتاب.


قبض على «يتسحاق كوتشك» بعد عدة سنوات من العمل مع المخابرات المصرية وأثناء محاكمته وصفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنه حوت ضخم لا يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القبض على العديد مثله، وتم الحكم عليه بالسجن ثمانية عشرة عاما، قبل أن تتم مبادلته بثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية بدون إذن.


شموئيل سامى باروخ المعلومات مقابل المال

رجل أعمال إسرائيلى ولد فى عام 1923 بمدينة القدس بالحى القديم والده صيدلى والعائلة ثرية تعيش فى الحى اليهودى بالقدس منذ مدة طويلة، درس فى البلدة القديمة بالقدس، ثم درس فى المدرسة الزراعية بمنطقة برديس حنا ثم انتقل للدراسة فى كلية سانت جورج التابعة للكنيسة الإنجليكانية، ثم أنهى دراسته فى معهد النسيج بمدينة مانشستر فى بريطانيا، وفى عام 1958عاد إلى إسرائيل مع زوجته وعمل كناشط سياسى، حيث انضم إلى حركة سياسية جديدة فى ذلك الوقت تدعى «إسرائيل الشابة»، وتم تعيينه رئيسا للجنة المالية للحركة، وكانت هذه الحركة تعد نفسها للاشتراك فى الانتخابات السادسة للكنيست الإسرائيلى، وكان «باروخ» يرغب بشدة فى دخول الكنيست كعضو منتخب، وبعد إفلاسه فى عام 1963 قرر السفر وعائلته إلى سويسرا فى محاولة لتوفير سيولة مالية بشكل أو بآخر، حتى يعود لبدء نشاطه مرة أخرى فى إسرائيل، ووصل بالفعل إلى جنيف وأقام وأسرته لدى أحد أقاربه هناك، وعلمت المخابرات العامة المصرية بوجوده فى جنيف وبتفاصيل حياته بالكامل، ومنها حالته المالية المتدهورة، وتم تجنيده للعمل لصالح مصر من داخل إسرائيل، ورجع إلى إسرائيل هو وأسرته وقدم معلومات اقتصادية وسياسية مهمة من خلال اتصالاته ومعارفه لعدة سنوات، إلا أن رعونته وثقته الزائدة فى نفسه أدت إلى القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر عاما، أمضى منها 10سنوات ثم أفرج عنه خلال عفو لبعض السجناء وترك إسرائيل وسافر لإحدى الدول الأوروبية التى يعيش بها حتى اليوم.

عبدالرحيم قرمان

العين الثاقبة
ولد عام 1938 لإحدى العائلات العربية الثرية والمحترمة فى مدينة حيفا وكانت عائلته معروفة خلال الانتداب البريطانى بأنها عائلة محترمة ومعتدلة، وجاء ثراء هذه العائلة نتيجة امتلاكهم أراضٍ كثيرة فى مناطق الجليل الغربى ومدينة الكرمل، تلقى تعليمه فى المدرسة الثانوية فى حيفا وغادر قريته فى نهاية الخمسينيات وسافر إلى أوروبا، وتعرف على شابة فرنسية تدعى «مونيك» وتزوجها بعد أن أسلمت وعادا معا إلى إسرائيل، وفى عام 1967 غادر ومعه زوجته إلى فرنسا مرة أخرى من أجل تبنى ولد من أحد مخيمات اللاجئين فى الدول العربية، وتعرف على أحد المصريين الذى قدمه إلى أحد ضباط المخابرات العامة فاستطاع بعد فترة أن يجنده ويدربه للعمل لصالح مصر، وكلف بمهام مهمة للغاية، حسبما جاء بكتاب الجواسيس الإسرائيلى، منها تصوير سفن سلاح البحرية الإسرائيلى فى حيفا، وتصوير الصواريخ من طراز «جبرائيل» التى تطلق من البحر على أهداف بحرية، وكانت هذه الصواريخ من الأسرار العسكرية المهمة فى جيش الدفاع الإسرائيلى، كما كلف باختبار ملاءمة طريق حيفا عكا لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية وقت الطوارئ، ومحاولة التقرب من اليهود، خاصة الذين يسافرون كثيرا للخارج، مع التركيز على العاملين فى القوات الجوية الإسرائيلية، وفى ربيع عام 1969 نجح قرمان فى تجنيد عميل جديد للمخابرات المصرية بناء على التعليمات الصادرة له، وجند توفيق فياض بطاح البالغ من العمر ثلاثين عاما، ويعمل موظفا فى جمارك ميناء حيفا، حيث رؤى ضرورة وجود أحد العملاء بصفة دائمة داخل الميناء لمراقبة القطع البحرية الإسرائيلية والإبلاغ عن كل المعلومات والتفاصيل عنها، وهو الأمر الذى تم بنجاح حتى نهاية عام 1970وقبض عليهما لعدم اتباعهما تعليمات الأمن المستديمة، وحكم على قرمان بالسجن لمدة اثنى عشر عاما واستأنف الحكم أمام محكمة العدل العليا التى حكمت عليه بستة عشر عاما بزيادة أربعة أعوام عن الحكم الأول، أما توفيق بطاح فحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وظلا بالسجن لمدة أربعة أعوام، وقامت المخابرات العامة المصرية بتبادلهما، ومعهما آخران عام 1974مقابل مبادلة الجاسوس الإسرائيلى «باروخ زكى مزراحى» ثم قررا السفر إلى إحدى الدول الأوروبية للإقامة بها.

عودة الترابين وأزمة التبادل

تعود أصول الجاسوس «عودة سليمان الترابين» لقبيلة بدوية من أكبر القبائل الفلسطينية التى تمتد فى سيناء وحتى صحراء النقب الغربى، وكان والده جاسوسًا أيضا يعمل لصالح تل أبيب، ولكنه كان خاملا ولم ينشط إلا فى أوقات محددة، حيث كان يراقب تحركات الفدائيين والمقاومة، وعندما شعر بأن الأجهزة المصرية تتابعه هرب من مصر عام 1990 لإسرائيل ومعه ابنه «عودة الترابين» الذى كان يتسلل إلى سيناء عبر الحدود لجمع المعلومات ثم يعود مرة أخرى، حتى تم ضبطه عند تسلله لمنزل أخته المتزوجة بالعريش وحكم عليه عام 2000 بالسجن لمدة 15 عاما، ومنذ ذلك الحين تسعى إسرائيل للإفراج عنه، ومن حين لآخر تجدد طلبها للقاهرة بسرعة الإفراج عنه، كما تطالب بوضعه على قائمة أى صفقة محتملة لتبادل الجواسيس مع مصر.

واعتاد «الترابين» على التجسس ونقل معلومات عسكرية مصرية لصالح تل أبيب، كما كان يتابع المواقع العسكرية المصرية والجنود المصريين فى سيناء وعددهم وعتادهم، ونقل كل تلك المعلومات لإسرائيل عبر جهاز اتصال كان بحوزته، ووفقا لتحقيقات النيابة المصرية فإن «الترابين» عبر الحدود عدة مرات وسقط، عندما كان متسللا لمنزل أخته المتزوجة فى العريش وبعدها بيومين توصلت إليه الأجهزة المصرية بعد أن أبلغ عنه زوج أخته سليمان الترابين، وهو نفسه ابن عمته الذى اعترف عليه فى المحكمة بأنه كان يتسلل من وقت لآخر لجمع معلومات عن الجيش المصرى، وكان عودة قد حاول تجنيده بل منحه بعضا من الأموال المزيفة.


عصام العطار

جاسوس شاذ جنسيا
اعتقل الجاسوس الإسرائيلى «عصام العطار» الشاذ جنسيا والمرتد عن الإسلام فى عام 2007 بعد أن تمكنت السلطات المصرية من القبض عليه بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، بعد أن قام أحد العاملين فى السفارة المصرية فى تركيا بالكشف عن شكوك تجاه العطار وممارساته الغريبة، كما حصلت السلطات المصرية على معلومات رئيسية جاءت من طرف عراقى اتصل بالسفارة المصرية فى العاصمة التركية أنقرة واعترف للمسؤولين فيها عن تخابر العطار لصالح الإسرائيليين.

وكان العطار قد ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية وبدأ تجنيده بالمخابرات الإسرائيلية عن طريق كتابة تقارير عن المصريين فى أنقرة وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية ومدى حبهم للمال والنساء ولبلدهم من أجل تجنيد آخرين، وكان دوره يقتصر على كتابة التقارير وتسليمها لضابط المخابرات الإسرائيلى «دانيال إيفنى» الذى كان على علاقة جنسية معه حسب اعترافاته.


محمد سيد صابر

الجاسوس النووى
يوم الثلاثاء 17 - 3 - 2007 أعلنت السلطات المصرية القبض على شبكة تجسس تعمل لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» ويتزعمها مهندس مصرى يعمل فى هيئة الطاقة الذرية يدعى محمد سيد صابر بالاشتراك مع اثنين من الأجانب هما الإيرلندى «براين بيتر» واليابانى «شيرو أيزو» وكانت تستهدف جمع معلومات عن مشاريع الطاقة الذرية ومنشآتها، وقال صابر فى اعترافاته أمام النيابة إنه فى عام 1999 تقدم بطلب هجرة إلى إسرائيل بسبب خلاف فى مجال عمله، ثم سافر للعمل بأحد المعاهد التعليمية بالمملكة العربية السعودية، ثم عاد لعمله فى هيئة الطاقة الذرية وحصل على إجازة بعدها وعاد إلى السعودية.

عزام عزام

جاسوس المنطقة الصناعية
أخطر جاسوس إسرائيلى عمل داخل مصر، ومنذ أن حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة عام 1997، لم تهدأ إسرائيل وقادتها فى المطالبة بالإفراج عنه حتى تم الإفراج عنه فى إطار صفقة مع مصر أفرجت إسرائيل بموجبها عن ستة طلاب مصريين، كانت قد اعتقلتهم عام 2004 من الحدود المصرية - الإسرائيلية المشتركة للاشتباه فى تآمرهم لاختطاف جنود إسرائيليين.

وكشفت قصة القبض على «عزام عزام متعب عزام» عام 1996 على شبكة تجسس كاملة كان يتزعمها، حيث جند شابا مصريا أثناء وجوده للتدريب فى إسرائيل عن طريق عميلتى الموساد زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة، وكانت المعلومات المطلوبة من عزام وشبكته هى جمع معلومات عن المصانع الموجودة فى المدن الجديدة، خاصة مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية، وكانت وسيلة «عزام عزام» جديدة للغاية وهى إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السرى قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذى جنده عزام، وعند الحكم على «عزام» عام 1997 غضب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو فى ذلك الوقت واعترض على حكم القضاء المصرى.


سمير عثمان

الجاسوس العائم
اعتقلت السلطات المصرية الجاسوس سمير عثمان فى أغسطس 1997، حيث سقط فى يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة غوص، وكانت مهمة عثمان التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد، واعترف المتهم بأنه تم تجنيده عام 1988 على يد ضباط المخابرات الإسرائيلية بعد أن ترك عمله فى جهاز مصرى إستراتيجى.
وكشف عثمان خلال التحقيق معه عن أنه سافر إلى اليونان والسودان وليبيا ثم إلى إسرائيل، وأن الموساد جهز له 4 جوازات سفر كان يستخدمها فى تنقلاته وأثناء تفتيش منزله عثر على مستندات مهمة وأدوات خاصة تستخدم فى عمليات التجسس.

سمحان موسى مطير المخدرات مقابل المعلومات

تعتبر قضية الجاسوس «سمحان موسى مطير» من أغرب قضايا التجسس الإسرائيلية على مصر، حيث كانت المرة الأولى التى يتم فيها تجنيد تاجر مخدرات ليكون جاسوسا لإسرائيل، حيث اتفق ضباط الموساد مع مطير على تسليمه مخدرات مقابل تسليمهم معلومات عن مصر، خاصة أن «سمحان» كان يعمل فى فترة شبابه بإحدى شركات المقاولات التى لها أعمال فى مصر وإسرائيل، ومن هنا كان اتصاله بالموساد الإسرائيلى وعمل بتجارة المخدرات تحت ستار شركة مقاولات خاصة، وكانت له علاقات واتصالات عديدة ببعض ضباط الموساد المعروفين واتفق معهم على صفقة جلب المخدرات مقابل تقديم معلومات مهمة عن مصر إلى الموساد.

وكان «سمحان مطير» حريصا على عدم القبض عليه، حيث تلقى تدريبات مكثفة فى كيفية الحصول على معلومات وكيفية استقبال الرسائل وإرسالها، لكنه كان يحفظ المعلومات المطلوب الحصول عليها وينقلها شفاهة إلى ضباط الموساد الإسرائيلى.


وكانت المعلومات المطلوبة من «سمحان» تتعلق بالوضع الاقتصادى لمصر وحركة البورصة المصرية وتداول الأوراق المالية، وكذلك تمت تكلفته بالحصول على معلومات تخص بعض رجال الأعمال المصريين والأجانب فى مصر.


الجاسوس شريف الفيلالى

قضية الجاسوس «شريف الفلالى» من أشهر قضايا التجسس لصالح إسرائيل، حيث سافر عام 1990 لاستكمال دراسته العليا بألمانيا، وخلال إقامته بها تعرف على سيدة ألمانية يهودية تدعى إيرينا قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية بإحدى الشركات الألمانية الدولية، الذى ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيداً لإرساله للعمل فى إسرائيل.

وعندما فشل الفيلالى فى تعلم اللغة العبرية سافر إلى إسبانيا وتزوج من امرأة يهودية مسنة، ثم تعرف على «جريجوى شيفيتش» الضابط بجهاز المخابرات السوفيتى السابق والمتهم الثانى فى القضية، وعلم منه أنه يعمل فى تجارة الأسلحة، وكشف له عن ثرائه الكبير، ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر وبمعلومات عن مشروعات استثمارية منها ما هو سياحى وزراعى بمساعدة ابن عمه «سامى الفيلالى» وكيل وزارة الزراعة، ووافق «الفيلالى» وبدأت اللقاءات مع ضابطين من الموساد، إلى أن نجح رجال المخابرات المصريون فى القبض عليه، وكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام 2000 وحكم عليه بالسجن 15 عاما.


مجدى أنور توفيق

قصة تجسس لم تبدأ
أحبطت المخابرات المصرية عمليات الجاسوس «مجدى أنور توفيق» قبل أن يبدأ عام 2002، حيث حكم عليه بالسجن 10 سنوات أشغالاً شاقة، وذلك لسعيه للتخابر مع الموساد الإسرائيلى ووجهت له تهمة السعى إلى التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير فى أوراق رسمية.

وقام «توفيق» بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا التابع لوزراء الخارجية، تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة، واعترف الجاسوس بأنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس، مبرراً ذلك بأنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية.


عصام الصاوى الدبلوماسى الجاسوس

تورط الدكتور «عصام الصاوى» الدبلوماسى المصرى بسفارة مصر فى تل أبيب مع شبكة تجسس فى مصر تزعمتها مديرة علاقات عامة بشركة سياحية تدعى «نجلاء إبراهيم»، كانت لاعبة كرة يد سابقة والتى تعرفت عن طريق هذه اللعبة على «خالد مسعد» لاعب كرة اليد السابق بنادى الزمالك، وتمكنت من تجنيده هو الآخر ليساعدها فى هذه العمليات المشبوهة وكوَّن الثلاثة معاً شبكة قوية للتجسس وتهريب السائحين الأجانب إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية عن طريق المنافذ والدروب الجبلية عند مدينة رفح.

كانت الصدفة وحدها هى السبب وراء كشف شبكة التجسس، حيث بدأت القصة بتقديم بلاغ باختفاء 16 سائحا يحملون الجنسية الصينية فى الجبال والدروب بمدينة رفح أثناء عمل رحلة سفارى سياحية، وأكدت التحريات أن هؤلاء السائحين اختفوا عند الحدود المصرية الإسرائيلية التى عبروها إلى داخل إسرائيل.


وقادت التحقيقات مع الشركة المسؤولة عن نقل هذه المجموعة من السياح إلى أن مسؤولية برنامج الرحلة يقع ضمن مسؤولية مديرة العلاقات العامة، وبمجرد استدعائها واتهامها بتهريب السائحين الصينيين إلى حدود إسرائيل، اعترفت مديرة العلاقات العامة نجلاء إبراهيم على زميلها فى الشركة «خالد مسعد» الذى وقع هو الآخر فى يد الشرطة، واعترفا تفصيلياً بكيفية عمليات الهروب وكيفية عمليات الاتصال بالجانب الإسرائيلى لتسهيل هذه العملية عبر الدروب والجبال من رفح إلى الأراضى الإسرائيلية، وذلك مقابل 1800 دولار على الشخص الواحد.


وكانت المفاجأة التى فجرتها «نجلاء إبراهيم» المتهمة أن من يقوم بترتيب الاتصال والاتفاق مع الجانب الإسرائيلى لتسهيل عملية هروب الأجانب هو دبلوماسى مصرى بسفارة تل أبيب مقابل حصوله على عمولة عن كل شخص يتم تهريبه إلى إسرائيل.


وبدخول هذا الدبلوماسى فى دائرة الاتهام حولت القضية من قضية تهريب السياح الأجانب لإسرائيل إلى قضية تخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلى، وهو ما كشفت عنه التحقيقات التى جرت فى سرية تامة، حيث اتسعت دائرة الاتهام فى القضية لتشمل 8 متهمين، ثلاثة منهم بارزين، والباقون عبارة عن موظفين بالشركة السياحية وعدد من البدو من مدينة رفح ممن لديهم خبرة بدروب المنافذ الجبلية المؤدية إلى دخول إسرائيل بخلاف عدد من الإسرائيليين الذين يسهلون عملية التنقل للسياح الأجانب داخل إسرائيل.


إيلان تشايم جرابيل جاسوس ميدان التحرير

الجاسوس الإسرائيلى «إيلان تشايم جرابيل» من أحدث الجواسيس الذين تم القبض عليهم فى مصر، وسقط فى قبضة أجهزة الأمن المصرية بعد اندلاع ثورة 25 يناير فى أحد الفنادق بوسط القاهرة.

وأوضحت السلطات المصرية أن النيابة العامة كانت قد تلقت معلومات من المخابرات العامة، أشارت فيها إلى أن الجاسوس المذكور تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض المهام من قبل الجانب الإسرائيلى، وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها من خلال نشاطه فى التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير.


وحرص «جرابيل» الذى كان يحمل أيضا الجنسية الأمريكية بالجيش الإسرائيلى، وشارك فى حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها لتواجده فى أماكن المظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، بهدف الوقيعة بين الجيش والشعب ونشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمنى، ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات، بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة.


وبعد ضغوط أمريكية على المجلس العسكرى، وافقت القاهرة على صفقة تبادل يتم بموجبها الإفراج عن «جرابيل» مقابل إطلاق سراح 25 سجينا مصريا كانوا معتقلين بالسجون الإسرائيلية.


هبه سليم

الصعود للهاوية
هبة عبدالرحمن سليم عامر، وخطيبها المقدم فاروق عبدالحميد الفقى، الجاسوسة التى بكت من أجلها جولدا مائير حزناً على مصيرها، بعدما وصفتها بأنها «قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل»، وعندما جاء «هنرى كيسنجر» وزير الخارجية الأمريكى ليرجو الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتخفيف الحكم عليها، كانت هبة تقبع فى زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الأمريكى، و تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة فى طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التى باعت مصر ليس من أجل المال أو الجنس أو العقيدة، ولكن بعد أن تعرضت لعملية غسيل مخ، أوصلتها إلى إمداد تل أبيب بمواقع بطاريات الصواريخ الروسية الجديدة المضادة للطائرات، عبر خطيبها المقدم فاروق.

على العطفى

جاسوس فى قصر الرئاسة
تقول بيانات الجاسوس إن اسمه «على خليل العطفى» من مواليد حى السيدة زينب فى القاهرة عام 1922، الذى ارتبط من خلال عمله بشبكة علاقات قوية بكبار المسؤولين فى مصر، وكان فى مقدمة أصدقائه السيد كمال حسن على أحد من تولوا رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئاسة الوزراء فى مصر، وكان طريقه لتلك الصداقات صديق عمره الكابتن عبده صالح الوحش نجم النادى الأهلى فى ذلك الحين، والمدير الفنى للمنتخب الكروى المصرى وقتها، الذى جعله المشرف على الفريق الطبى للنادى الأهلى، فتعددت علاقاته، حتى أصبح المدلك الخاص لرئيس الجمهورية بدءاً من عام 1972.

أحيل العطفى إلى محكمة أمن الدولة العليا فى القضية رقم 4 لسنة 1979، حيث أصدرت حكمها عليه بالإعدام شنقًا، لكن الرئيس السادات خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة فحسب، ورفض الإفراج عنه أو مبادلته رغم الضغوط السياسية التى تعرض لها وقتها من رئيس الوزراء الإسرائيلى «مناحم بيجن» الذى تعددت لقاءاته بالسادات خلال تلك الفترة، وهما يعدّان لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل.




المصدر


 
التعديل الأخير:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

عمران سالم.. ''ذئب سيناء''


المجاهد عمران سالم عمران، عرف بـ''ديب سيناء'' بعد أن نفذ العديد من العمليات الكبيرة مع زملائه، فدمروا دفاعات العدو فى عدة مدن ومواقع سيناوية، منها ''رمانة وبالوظة ومطار العريش''، ليكبدوا العدو الإسرائيلى خسائر فادحة.
من أبرز العمليات التى ساهم فى نجاحها ''الديب عمران''، القيام بقطع خطوط الإمداد عن الإسرائيليين، ونسف مستعمرة ''نحال سيناى'' التى كانت نقطة تمركز وحظيرة لطائرات الهليكوبتر التى أغارت على جزيرة شدوان.
قام ''الديب'' ومجموعته بالتنسيق مع المخابرات بنقل الصواريخ عن طريق الجمال وسيارة نصف نقل قرب المستعمرة، بمعاونة شيخ بدوى من المنطقة، وتم إطلاق 24 صاروخاً على المستعمرة، فى عملية أسفرت عن قتل 21 ضابطا وجنديا إسرائيلياً، وتدمير 11 طائرة هليكوبتر، علاوة على تدمير مستعمرة الشيخ زويد بصواريخ الكاتيوشا، وتدمير محطة رادار.
بلغ مجموع العمليات الجهادية التى نفذها ''الديب عمران'' قرابة 150 عملية، ومع ذلك لم ينل هو الآخر حظه من التكريم .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

Untitled-1_2012104164851.jpg


الجاسوسه هبه عبدالرحمن سليم عامر

''هبه عبدالرحمن سليم عامر''، الفتاة الأرستقراطية المدللة ساكنة حي ''المهندسين''، لم تكن لها وظيفة سوى ''النادي'' والحديث عن ''الأزياء والسهرات''، أنهت دراستها الثانوية وأرسلها والدها ''وكيل وزارة التعليم'' للدراسة بفرنسا، وهناك ''سقطت في الهاوية'' .
داخل مدرجات الجامعة، التقت ''هبة'' بفتاة إسرائيلية من أصول بولندية، أقنعتها أن ما تفعله إسرائيل ليس سوى ''تأمين لمستقبلها وأن العرب لا يريدون السلام''، ونجحت الفتاة في ''غسل مخ'' هبة، وعاونها ''أستاذ جامعة فرنسي'' أقنع ''هبة'' بالاستمرار في فرنسا لمزيد من الدراسة، وكانت بداية تجنيدها في ''الموساد'' .
وفي تلك الأثناء كانت ''هبة سليم'' تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس، وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الأوروبية بكل تفاصيلها، فرحت عندما عرض ضابط الموساد عليها ''زيارة إسرائيل''، ولم تصدق أنها ''مهمة لهذه الدرجة''، ووصفت الرحلة قائلة: ''طائرتان حربيتان رافقت طائرتي كحارس شرف وتحية لي''، وهي إجراءات تكريمية لا تقدم إلا لرؤساء الدول الزائرين، ووصل الأمر لمقابلة ''العمة'' أو ''جولدا مائير''.
وضعت ''هبة'' خطة لتجنيد ''الضابط فاروق الفقي''، ذلك ''المهووس'' بها داخل أروقة النادي، وبالفعل وافقت على الخطبة له في أول أجازة إلى مصر، و تحت تأثيرها، حكى لها ''فاروق'' أسرار عمله العسكري، وأماكن الصواريخ المضادة للطائرات، تلك التي ''تشل حركة'' الهجوم الجوي أوقات الحروب.
لم تبخل ''هبة'' بجهدها، وكانت ترسل المعلومات أولا بأول عبر ''اللاسلكي''، ولاحظ قادة منطقة الصواريخ أن عمليات الهجوم والتدمير من جانب إسرائيل تتم ''بدقة شديدة'' حتى قبل ''جفاف قواعد خرسانة الصواريخ''، وبدأوا في ملاحظة ''الضابط فاروق الفقي''، ومن هنا بدأ ''اصطياد صقور التجسس''.
ألقي القبض على ''فاروق'' وجندته ''المخابرات المصرية'' كعميل مزدوج بعد ''محاكمة عسكرية'' وحكم بالإعدام، و لكن عدلت الخطة للاستفادة منه بالإيقاع بشبكة التجسس.
زودته المخابرات بمعلومات خاطئة لاستمرار العملية واستدراج ''هبة'' لمصر، وبالفعل أرسل ''فاروق'' يخبرها أن والدها مريض ويجب أن تأتي لرؤيته، و أرسلت شبكة التجنيد لتتأكد من صحة رسالة ''فاروق'' فوجدت الأب بالفعل بالمستشفى، وهو ما فعله رجال المخابرات المصرية تأمينا لخطتهم.
بداية النهاية.. ركبت ''هبة'' الطائرة إلى ليبيا - حيث كان يعمل والدها هناك - وعند هبوط طائرتها في طرابلس كان بانتظارها ضباط المخابرات المصرية، أخذوها بهدوء حتى لا ''يقتلها الموساد'' وسط المطار قبل انكشاف أسرارهم، وجاءوا بها للقاهرة.
حكم علي هبة ''بالإعدام شنقا'' بعد اعترافها بتفاصيل خيانتها، وأودعت السجن لحين تنفيذ الحكم، وأثناء زيارة ''هنري كسينجر'' لمصر أوصته ''العمة جولدا'' أن يتوسط لدى ''السادات'' لتخفيف الحكم عن ''هبة''، وعندما أبلغه ''كسينجر'' قال: ''ولكني أعدمتها !''، فسأله ''متى''، أجابه السادات: النهاردة الصبح .
وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في اليوم نفسه، وتنبه ''السادات'' أنه يمكن ان تستخدم ''الجاسوسة'' كورقة ضغط، أما ''فاروق'' فأعدمه ''قائده'' رميا بالرصاص منهيا صفحة في تاريخ ''حرب الجواسيس''.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

منصور عيد، الشهير بـ''الأعرج''


''الأعرج'' الذى يبلغ من العمر75 عاما كان أحد أهم أعضاء منظمة سيناء العربية، مع الشيخ متعب هجرس، وكان دوره الرئيسى آنذاك كتابة كل الرسائل التى لا تستطيع أجهزة اللاسلكى للمخابرات المصرية نقلها، لدقتها وأهميتها، ثم يسلمها لأفراد العمل الفدائى الذين كانوا يعبرون القناة تسللاً من جهة بور فؤاد.
يقول ''الأعرج'': ''كان العمل الفدائى فى سيناء ينقسم إلى قسمين: الأول عيون ترقب وترصد تحركات العدو وأماكن تمركزه، ثم تأتى بهذه المعلومات لكى تعاد صناعتها فى مطبخ المنظمة، الذى يقوم بإعادة صياغتها وإرسالها إما بالشفرات اللا سلكية أو عن طريق الرجال الذين يقومون بتوصيلها عبر الملاحات، وهو القسم الثانى''.
تم إلقاء القبض عليه ضمن مجموعة التخابر لصالح مصر ونقلت بطائرة هليكوبتر إلى إسرائيل، وهناك وجد زميله خالد عرابى، الذى اعتقلوه ومعه بعض رسائل، فى كمين عبر الملاحات ليلاً، وكان ذلك عام 1968، وفى سجون إسرائيل بغزة وعسقلان تعرض ورفاقه إلى أبشع أنواع التعذيب بالكهرباء وبالضرب المؤلم على قدمه المعاقة، وحُكم عليه بالسجن خمسة أعوام، حتى تمت مبادلته بأسرى إسرائيليين وعاد الي ارض الوطن
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

قصص ثلاثة عملاء زرعتهم المخابرات العامة داخل إسرائيل


تنشر “الأهرام” اليوم ولأول مرة قصصا مثيرة عن ثلاثة عملاء نجحت المخابرات العامة المصرية في زرعهم داخل إسرائيل لعدة سنوات واختراق الحاجز الأمني, بل وتجنيد أحدهم في قيادة جيش الدفاع وآخر في ميناء حيفا, مما دفع السلطات الإسرائيلية إلي الاعتراف بتلقيها لطمة قوية من جهاز المخابرات المصري.
وفي حواره مع “الأهرام” كشف الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل, عن العملاء الثلاثة الذين زرعتهم المخابرات العامة داخل إسرائيل وهم: كيبورل يعقوبيان وشموئيل باروخ وعبد الرحمن قرمان, وقال إن إسرائيل اعترفت بذلك من خلال كتاب صدر تحت عنوان “الجواسيس”, واعتبرت إسرائيل أن من أهم 20 قضية تجسس ضدها كان نصيب مصر أربعا منها, بينها القضية المعروفة والتي كان بطلها رأفت الهجان إلي جانب العملاء الثلاثة الذين نتحدث عنهم.
القصص التالية هي من واقع ملفات جهاز المخابرات العامة المصرية. لم يعلن عنها من قبل. ولم تر النور قبل كتابة تلك السطور, فالملف حافل بالعديد من الانجازات والنجاحات التي تستحق الذكر والإعلان عنها. واليوم يكشف “الأهرام” لأول مرة عن ثلاثة عملاء نجح جهاز المخابرات المصرية في زرعهم داخل إسرائيل بل في جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه ضمن أهم عشرين عميلا كانوا يعملون لصالح أجهزة المخابرات المختلفة في العالم. ولم يكن رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان هو الوحيد بل كانت هناك أسماء أخري لم يلق الضوء عليها ولم تفتح ملفاتها المغلقة.
كيبورك يعقوبيان, شموئيل سامي باروخ, عبدالرحيم قرمان. هم ثلاثة عملاء نجحت المخابرات المصرية في زرعهم داخل إسرائيل في وقت الحروب واعترفت إسرائيل نفسها بنجاح جهاز المخابرات المصرية في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل من خلال كتاب إسرائيلي يحمل عنوان “الجواسيس” وهو الكتاب الذي ظل ينتقل لمدة 3 سنوات ما بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد والأمان ثم نقل إلي دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام الإسرائيلي لمراجعته واقراره ولم يتم الموافقة علي نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية علي نشره بحكم قضائي.
هذا ما أكده اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي في حواره لـ “الأهرام” الذي كشف فيه لأول مرة عن هوية العملاء الثلاثة الذين تم زرعهم داخل إسرائيل بواسطة المخابرات العامة المصرية وقصة كل منهم كما تضمنتها ملفاتهم.
سألته في البداية. ما هي أهم القضايا التي لم يعلن عنها من قبل؟
أجاب اللواء سامح سيف اليزل قائلا:
دعني استخدم ما اعترفت به إسرائيل نفسها من خلال كتاب إسرائيلي تحت عنوان “الجواسيس” من تأليف يوسي ملمان وهو صحفي في جريدة “هاآرتس” وكاتب متخصص في شئون الأمن والآخر إيتان هابر وهو محرر في جريدة “يديعوت أحرونوت” وقام بتغطية معظم الحروب الإسرائيلية والأنشطة الأمنية وعمل مديرا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وألف العديد من الكتب التي لها علاقة بالأمن, منها قاموس الأمن الإسرائيلي ومعروف عن الكاتبين اللذين ألفا هذا الكتاب صلتهم الوثيقة بأجهزة الأمن الإسرائيلية الثلاثة الموساد والشين بيت أو الشاباك “جهاز الأمن الداخلي” والأمان “جهاز المخابرات العسكرية”.
ويتحدث الكتاب عن أهم عشرين قضية تجسس نجحت أجهزة المخابرات المختلف في العالم في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل.
وما هو جدير بالذكر أن الكتاب يوضح في مقدمته أنه قد مر بطرق قاسية لم يسبق لأي كتاب أن مر بها في تاريخ إسرائيل منذ نشأتها وظل ينتقل بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد لمدة ثلاث سنوات ثم نقل إلي دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام لإسرائيل لمراجعته وإقراره ولم يتم الموافقة علي نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية علي نشره بحكم قضائي.
أورد الكتاب أربع قضايا لعملاء مصريين تم زرعهم بواسطة المخابرات العامة المصرية منهم رفعت الجمال والذي دخل إسرائيل تحت اسم جاك بيتون والشهير برأفت الهجان وقصته معروفة للجميع, وثلاثة آخرون هم: كيبورك يعقوبيان وشموئيل سامي باروخ وعبدالرحيم قرمان ـ وهذا يعني أن من بين عشرين عميلا كانوا يعملون لصالح أجهزة المخابرات في العالم أربعة عملوا لصالح المخابرات المصرية أي أن 20% من إجمالي أقوي عشرين عملية تجسس ضد إسرائيل كانت من نصيب المصريين.
ما هي قصة العميل الأول الذي زرعته المخابرات المصرية. هذا التساؤل طرحته علي اللواء سيف اليزل؟
وجاءت إجابته من خلال الاعتراف الإسرائيلي نفسه بقوة المخابرات العامة المصرية في زرع العملاء, فالعميل الأول هو: كيبورك يعقوبيان أو يتسحاق كوتشـك ولد في مصر عام 1938 لعائلة أرمينية. ودرس في المدارس المصرية وعند بلوغه سن العشرين عاما توفي والده وأصبح العائل الوحيد للأسرة فتوقف عن الدراسة وعمل بالتصوير حتي يستطيع توفير المال لأسرته. وعلي الرغم من عدم إكمال تعليمه إلا أنه كان يتحدث أربع لغات بخلاف اللغة العربية وهي الانجليزية والفرنسية والاسبانية والتركية.
تم تجنيده بواسطة المخابرات العامة المصرية لزرعه داخل إسرائيل وتم تدريبه وإعداده لمدة عام كامل اشتملت علي إجراء عملية ختان له حيث إن اليهود يختتنون ولم يكن هو كذلك, وأعطي هوية جديدة باسم يتسحاق كوتشك يهودي من مواليد عام 1935 في اليونان ـ وسافر إلي البرازيل بناء علي الخطة الموضوعة من جانب المخابرات المصرية في شهر أبريل عام 1960بحرا وبعد وصوله إلي البرازيل بشهرين اندمج مع الجالية اليهودية في سان باولو وفي نهاية عام 1961تقدم إلي مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلي إسرائيل وتم قبول طلبه وأبحر من البرازيل إلي إسرائيل عن طريقه إيطاليا ووصل ميناء حيفا في منتصف عام1961.
بعد انتهاء دراسته للغة العبرية في إحدي الكيبوتسات طلبت المخابرات المصرية منه أن يتجند في الجيش الإسرائيلي وبالفعل تم تجنيده في سلاح النقل لجيش الدفاع الإسرائيلي وتدرب علي قيادة سيارات النقل الثقيلة في قاعدة عسكرية في منطقة بيت نبالا بالقرب من مدينة اللد ثم عين سائقا لأحد الضباط الكبار في قيادة الدفاع المدني وهو العقيد شمعيا بكنشتين ومن خلال وجوده في جيش الدفاع الإسرائيلي أرسل كما هائلا من المعلومات المهمة إلي المخابرات المصرية ونظرا لخبرته السابقة كمصور قام بتصوير أهداف عسكرية مهمة كما ورد في الكتاب الإسرائيلي وباعتراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي اضطرت لإجازة طبع الكتاب.
قبض علي يتسحاق كوتشك بعد عدة سنوات من العمل مع المخابرات المصرية وأثناء محاكمته وصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأنه حوت ضخم لا يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القبض علي العديد مثله, وحكمت المحكمة عليه بأقصي عقوبة وهي ثمانية عشرة عاما في السجن وظل في السجن لمدة عامين فقط, وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر ابريل عام 1966 تم تبادله مع ثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية بدون إذن وهم يلفيد حانوخا وابنه صموئيل حانوخا وعودي مائير وطلبت مصر استلام فدائيين فلسطينيين مع يتسحاق كوتشك هما حسين حسن الحفاني وسعيد خميس عبدالقادر اللذان قبض عليهما في إسرائيل وهما في طريقهما لتنفيذ عملية فدائية في الداخل.
وماذا عن العميل الثاني وكيف تم تجنيده لحساب المخابرات المصرية؟!
هو رجل الأعمال الإسرائيلي شموئيل سامي باروخ والذي ولد في عام 1923 في مدينة القدس الحي القديم والده صيدلي والعائلة ثرية تعيش في الحي اليهودي بالقدس منذ مدة طويلة درس في البلدة القديمة بالقدس ثم درس في المدرسة الزراعية بمنطقة برديس حنا ثم انتقل للدراسة في كلية سانت جورج التابعة للكنيسة الانجليكانية ثم أنهي دراسته في معهد النسيج بمدينة مانشستر في بريطانيا, واندلعت الحرب العالمية الثانية وبعد مرور عامين تجند شموئيل باروخ في الجيش البريطاني ووصل إلي رتبة رقيب أول وأصيب في المعارك وحصل علي عدة أوسمة وبعد الحرب في عام 1946استكمل دراسته وتخرج عام 1949كهندس نسيج وأنشأ مصنعا للنسيج في مانشستر وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد وبعد نحو عشر سنوات وفي عام 1958عاد إلي إسرائيل مع زوجته وأولاده وأقام في تل أبيب وأنشأ مصنعا للنسيج في كريات جات باسم أرجدين للنسيج في عام 1963أفلس المصنع وباع الدائنون المصنع إلي مصنع منافس له تحت اسم مصنع بولجيت مما أصاب باروخ بصدمة نفسية شديدة.
وعلي التوازي حين كان رجل أعمال وقبل إفلاسه عمل كناشط سياسي حيث انضم إلي حركة سياسية جديدة في ذلك الوقت تدعي “إسرائيل الشابة” وتم تعيينه رئيسا للجنة المالية للحركة وكانت هذه الحركة تعد نفسها للاشتراك في الانتخابات السادسة للكنيست الإسرائيلي وكان باروخ يرغب بشدة في دخول الكنيست كعضو منتخب.
وبعد إفلاس باروخ في عام 1963قرر السفر وعائلته إلي سويسرا في محاولة لتوفير سيولة مالية بشكل أو بآخر حتي يعود لبدء نشاطه مرة أخري في إسرائيل ووصل بالفعل إلي جنيف وأقام وأسرته لدي أحد أقاربه هناك.
علمت المخابرات العامة المصرية بوجود باروخ في جنيف وبتفاصيل حياته بالكامل ومنها حالته المالية المتدهورة وتم تجنيده للعمل لصالح مصر وتم تدريبه للعمل من داخل إسرائيل ورجع إلي إسرائيل هو وأسرته وقدم معلومات اقتصادية وسياسية مهمة من خلال اتصالاته ومعارفه لعدة سنوات, إلا أن رعونته وثقته الزائدة في نفسه أدت إلي القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر عاما أمضي منها 10سنوات ثم أفرج عنه خلال عفو لبعض السجناء وترك إسرائيل وسافر لإحدي الدول الأوروبية التي يعيش بها حتي اليوم.
ومن هو العميل الثالث؟
هو عبدالرحيم قرمان والذي ولد في عام 1938لإحدي العائلات العربية الثرية والمحترمة في مدينة حيفا وكانت عائلته معروفة خلال الانتداب البريطاني بأنها عائلة محترمة ومعتدلة وجاء ثراء هذه العائلة نتيجة امتلاكهم أراضي كثيرة في مناطق الجليل الغربي ومدينة الكرمل, تلقي تعليمه في المدرسة الثانوية في حيفا وغادر قريته في نهاية الخمسينيات وسافر إلي أوروبا وتعرف علي شابة فرنسية تدعي مونيك وتزوجها بعد أن أسلمت وعادا معا إلي إسرائيل وفي عام 1967غادر ومعه زوجته إسرائيل إلي فرنسا مرة أخري من أجل تبني ولد من أحد مخيمات اللاجئين في الدول العربية وتعرف علي أحد المصريين الذي قدمه إلي أحد ضباط المخابرات العامة الذي استطاع بعد فترة أن يجنده ويدربه للعمل لصالح مصر وكلف بمهام مهمة للغاية حسبا ما جاء بكتاب الجواسيس الإسرائيلي منها تصوير سفن سلاح البحرية الإسرائيلي في حيفا وتصوير الصواريخ من طراز “جبرائيل” التي تطلق من البحر علي أهداف بحرية وكانت هذه الصواريخ من الأسرار العسكرية المهمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي كما كلف باختبار ملائمة طريق حيفا ـ عكا لاقلاع وهبوط الطائرات الحربية وقت الطوارئ ومحاولة التقرب من اليهود خاصة الذين يسافرون كثيرا للخارج مع التركيز علي العاملين في القوات الجوية الإسرائيلية, وفي ربيع عام 1969نجح قرمان في تجنيد عميل جديد للمخابرات المصرية بناء علي التعليمات الصادرة له وجند توفيق فياض بطاح البالغ من العمر ثلاثين عاما ويعمل موظفا في جمارك ميناء حيفا حيث رؤي ضرورة وجود أحد العملاء بصفة دائمة داخل الميناء لمراقبة القطع البحرية الإسرائيلية والابلاغ عن كافة المعلومات والتفاصيل عنها وهو الأمر الذي تم بنجاح حتي نهاية عام 1970وقبض عليهما لعدم اتباعهما تعليمات الأمن المستديمة وحكم علي قرمان بالسجن لمدة اثني عشر عاما واستأنف الحكم أمام محكمة العدل العليا التي حكمت عليه بستة عشر عاما بزيادة أربعة أعوام عن الحكم الأول, أما توفيق بطاح فحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وظلا بالسجن لمدة أربعة أعوام وقامت المخابرات العامة المصرية بتبادلهما ومعهما آخران عام 1974مقابل مبادلة الجاسوس الإسرائيلي باروخ زكي مزراحي ثم قررا السفر إلي إحدي الدول الأوروبية للإقامة بها.
تلك هي الرواية الحرفية التي وردت بكتاب الجواسيس عن العملاء المصريين الأربعة حتي يتحقق القول المعروف بأنه شهد شاهد من أهلها ولكن يجب أن نوضح أن هذا جزء من كل, فليس كل من يعمل يقبض عليه أي أن هناك العشرات بل المئات من القصص البطولية الأخري لا يمكن الافصاح عنها لأنها ببساطة شديدة, الموساد لا يعلم عنها شيئا.
هل تقل أهمية الأعمال الاستخباراتية في زمن السلم عنه في زمن الحرب خاصة في ظل معاهدات السلام وإقامة العلاقات الدبلوماسية؟!
الحصول علي المعلومات مستمر طالما هناك حياة علي سطح الأرض, ولا تقل أهمية الحصول علي المعلومات في زمن السلم عن زمن الحرب بل إن هناك خبراء يعتقدون أن جمع المعلومات في زمن السلم يفوق في الأهمية عن زمن الحرب لعوامل عديدة ـ ونحن نعلم أن الموساد مستمر ولا يتوقف عن محاولة تجنيد عناصر جديدة تتعاون معه, وخير دليل علي ذلك قيام المخابرات العامة بالكشف عن ثلاث قضايا تجسس لصالح إسرائيل خلال الفترة الماضية فقط, وقدموا جميعا للمحاكم وتمت إدانتهم بالسجن ويوضح هذا أيضا مدي قدرة ويقظة رجال المخابرات المصريين.
لكننا نجد بين فترة وأخري مسلسلات وأفلاما تتضمن قضايا من ملفات المخابرات مثلما شاهدنا في رمضان مسلسل “حرب الجواسيس” هل لهذا أسباب أو أهداف ما؟!
أجاب اللواء سامح سيف اليزل بقوله: تقوم أجهزة المخابرات الكبري والتي أثبتت مكانها ضمن صفوة أجهزة المخابرات العالمية بعرض بعض من أعمالها وقضاياها الحقيقية علي فترات متفاوتة يتم اختيار توقيت إذاعتها بعناية شديدة سواء كانت علي هيئة مسلسلات درامية متعددة الحلقات أو فيلم سينمائي بهدف بث رسالة أمنية تثقف وتزود المشاهد بجرعة أمنية تهدف إلي زيادة الوعي الأمني لدي المشاهد وتعريفه بطرق الاقتراب المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها سواء كان ذلك داخل البلاد أو خارجها من أجهزة المخابرات المضادة وحتي يتمكن من اكتشاف ما يمكن أن يتعرض له في الوقت المناسب كما يهدف عرض هذه الأعمال الدرامية إلي رفع الروح المعنوية لدي المواطنين وزيادة ثقتهم في أجهزتهم السيادية وعرض بطولات لمواطنين شرفاء وهبوا أنفسهم لصالح وطنهم.
وكلنا نتذكر المسلسلات التليفزيونية رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة وأخيرا حرب الجواسيس وأيضا الفيلم السينمائي الصعود إلي الهاوية وكلها أمثلة لما سبق ذكره ونلاحظ أن كل هذه القضايا كان الطرف الآخر فيها هو جهاز الموساد الإسرائيلي.
وماذا عن جهاز الموساد الإسرائيلي؟
كلمة الموساد هي اختصار لعبارة باللغة العبرية هي “موساد لعالياه بت” وتعني منظمة الهجرة غير الشرعية والتي صدر قرار بإنشائها من بن جوريون في عام 1937كادارة تابعة لمنظمة الهاجاناه التي كان يترأسها بن جوريون في ذلك الوقت والتي كانت تهدف بشكل رئيسي إلي تهجير اليهود من دولهم الأصلية إلي فلسطين تمهيدا لإقامة الدولة الإسرائيلية فيما بعد.
وفي 31 ديسمبر عام 1949أي بعد الاعلان عن قيام دولة إسرائيلية بأكثر من عام تم الاعلان عن تأسيس جهاز المخابرات الإسرائيلية تحت مسمي جديد هو جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة وتقرر استمرار إطلاق اسم الموساد كاسم مختصر عليه نظرا لانجازاته المهمة التي تم تنفيذها من خلال خطة تهجير اليهود إلي فلسطين منذ عام 1937وحتي قيام الدولة الإسرائيلية.
ونظرا لأهمية وسرية الأعمال التي يقوم بها الموساد تقرر أن يتبع بصفة مباشرة رئيس الوزراء الإسرائيلي فيتلقي منه التعليمات ويرسل إليه بتقاريره ونتائج أعماله ويحضر رئيسه غالبية إجتماعات مجلس الوزراء المصغر المكون من رئيس الوزراء والوزراء السياديين والذي يبحث ويصدر قراراته في المهام العسكرية والأمنية.
ويكلف الموساد بصفة عامة بجمع المعلومات في زمن السلم والحرب عن الدول المعادية والصديقة, كما يقوم بتنفيذ العمليات السرية الخاصة خارج إسرائيل كما يقوم بإجراء الدراسات الاستخبارية علي بعض الأهداف الاستراتيجية كالنشاط النووي الايراني علي سبيل المثال ويقدم التوصيات المناسبة للتعامل مع هذه الأهداف.
وتنحصر مهام الموساد الرئيسية بشكل محدد فيما يلي:
1- تجنيد العملاء وإدارة شبكات التجسس في جميع الدول خاصة الدول التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل كذلك الأقطار المجاورة والتنظيمات والمليشيات التي تشكل تهديدا لأمن وسلامة إسرائيل.
2- التخطيط وتنفيذ العمليات الخاصة خارج إسرائيل بما في ذلك عمليات الاغتيال أو خطف الشخصيات التي تخطط لتهديد سلامة وأمن الدولة الإسرائيلية.
3- وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية عامة وتقديم المقترحات والتوصيات حول الخطوات الواجب إتباعها لصانع القرار ومتابعة ردود افعال هذه التوصيات بعد تنفيذها علي أرض الواقع.
4- جمع وتقييم المعلومات والأخبار المنشورة في الوسائل العلنية بما في ذلك النشرات والصحف والمجلات والدراسات الاكاديمية والاستراتيجية والبرامج والأفلام التليفزيونية والسينمائية.
5- إحباط النشاطات التجريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج.
6- إحباط تطوير الاسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية والمجاورة خاصة الأنشطة النووية وأسلحة التدمير الشامل بجميع أنواعها والعمل علي منع تسليح هذه الدول بها بجميع الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة.
7- تنشيط أعمال المخابرات السياسية مع الدول التي ليس لها علاقة بإسرائيل وبصفة خاصة الدول العربية وأيضا الأحزاب والتنظيمات السياسية والعسكرية لهذه الدول.
8- إنقاذ اليهود في البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلي إسرائيل من خلال الجاليات اليهودية في الخارج والمؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميا بالقيام بهذه المهمة.
وأقرب مثال علي هذا التكليف الذي نتذكره جميعا عملية نقل الفلاشا من أثيوبيا إلي إسرائيل بالآلاف بشكل مفاجئ بالطائرات وفي زمن قياسي.
فهل لهذه الأسباب أطلق علي جهاز الموساد بأنه جهاز المخابرات الذي لايقهر؟
علي الاطلاق فجهاز الموساد يجابه جهاز المخابرات المصري وهو جهاز المخابرات الوحيد في العالم الذي ومنذ إنشائه في عام 1953عمل في ظروف غاية في الصعوبة عبر ثلاث حروب هي حرب 1967وحرب الاستنزاف وحرب 1973وأثبتت الأيام تفوق جهاز مخابراتنا علي جهاز الموساد سواء تجنيد عملاء وزرعهم داخل إسرائيل كما هو الحال في قضية رفعت الجمال أو رأفت الهجان أو في قضايا العملاء المزدوجين كقضية جمعة الشوان والتي أذيعت كمسلسل تحت إسم دموع في عيون وقحة أو في قضايا مقاومة التجسس كما هو الحال في فيلم الصعود إلي الهاوية وأخيرا مسلسل حرب الجواسيس وتشهد أجهزة المخابرات الكبري في العالم بكفاءة وحرفية ضباط المخابرات المصرية الذين يعملون في صمت وهدفهم الوحيد هو حماية أمن مصر وشعب مصر.
في الفترة الأخيرة قضايا التجسس التي كشفتها المخابرات المصرية لحساب الموساد تورط فيها شباب. بماذا تنصح لكي لا يقع أحد منا في براثن التجنيد من جانب أي جهاز مخابرات؟!
وفي إجابته عن هذا التساؤل قال اللواء سامح سيف اليزل. ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يحاول الاقتراب من المواطن إسرائيلي الجنسية فعادة ما سوف يصرح له بأي جنسية أخري لذا من الواجب علي أي مواطن يشعر بأن هناك اقترابا مشبوها من شخص أو أشخاص بأي جنسية الإبلاغ الفوري عن هذا الاقتراب فقد تكون محاولة لتجنيده من جهاز مخابرات مضاد وعليه إذا كان موجودا خارج البلاد إخطار السفارة المصرية الموجودة بهذا البلد فورا أما اذا كان داخل البلاد فعليه التقدم ببلاغه إلي مبني المخابرات العامة بكوبري القبة حتي يتمكن المسئولون من التعامل مع البلاغ في الوقت المناسب وقبل أن يقع فريسة في أيدي عملائهم.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

عابد كرمان

525786_250447948392873_1101628409_n.jpg

عابد كرمان- من مواليد 1938

عمل في الجاسوسية منذ عام 1964
و برع فيها بعد تدريبات علي أيدي ضباط محترفين لم يتركوا له شيئا للصدفة و جعله هذا يحتل مكانة متقدمة من الاهتمام.. لكن لا أحد لديه القدرة علي أن يجزم بمعرفة ظروف تجنيده و كيفية اختياره، فهو كان يقيم في «حيفا» داخل حدود الدولة العبرية.. و ذهب الي السفارة المصرية مباشرة في باريس.

و في سنوات قليلة استطاع الجاسوس الأسطورة أن يخترق المناطق الملغومة و يرتبط بعلاقات وطيدة مع أهم الشخصيات في المجتمع الإسرائيلي.. و جعلته هذه العلاقات بعيدا عن مواطن الشبهات و سهلت له دخول الأماكن الاستراتيجية و الاطلاع علي مخازن الأسرار و الوثائق. في مقدمة الذين ارتبط معهم بعلاقات موشيه ديان وزير الدفاع و الرجل القوي و المحبوب في إسرائيل، و ثلاثة وزراء آخرين، ارتبط معهم بصداقات متينة «شلومو هيلل – نحاس سابيرو – فيكتور شيمتوف» و صار واحدا من المقربين الي مدير مخابرات حيفا «جيورا زايد» الذي كان يحتفظ برقم تليفون عابد في جيبه و مكتبه، و شخصيات أخري من الوزن الثقيل في دوائر صناعة القرار الإسرائيلي. خدع «ديان» بطريقة متقنة و أقام علاقات نسائية فتحت له الطريق لتقديم خدمات و معلومات في غاية الأهمية. اسمه الحقيقي عبدالرحيم قرمان من أسرة فلسطينية تمتد جذورها الي قبيلة ابتين العربية.. ولد في إحدي قري حيفا التي دخلت في حدود الدولة العبرية، تعرضت قريته للاعتداء الإسرائيلي الوحشي، و لم تنج أسرته من هذه المذابح التي راح شقيقه واحدا من ضحاياها.. فنشأت بداخله رغبة الانتقام و اتساع مساحة الكراهية لكل ما هو إسرائيلي.
أسرته ميسورة الحال لديها مزرعة للخضراوات و الفاكهة أثناء دراسته فرضت عليه ظروف الاحتلال أن يكون زميلا لعدد من أبناء جيله من الإسرائيليين فيهم من تولي فيما بعد مناصب رفيعة في الجيش و المخابرات، و في زهوة الشباب تعرف في مدينة تل أبيب علي فتاة فرنسية «جاكلين مولييه» كانت تعمل في مكتب للخطوط الجوية الفرنسية، وقع عابد كرمان في هواها و هي التي أطلقت عليه اسم عابد.. فهي كانت تنطق الجزء الأول من عبدالرحيم «ابد» و قرمان كانت تنطقها «كرمان: فصار الاسم محببا له.
لم يعلم عابد الذي يعيش حياته متنقلا من امرأة الي أخري و ساعده في ذلك وسامته و أناقته التي كانت لافتة للأنظار، أن هناك من يرصد تحركاته داخل إسرائيل تمهيدا لتجنيده و هو الجزء الذي سيظل غامضا في قصته المثيرة.
الصديق الذي دخل حياة عابد كرمان. و راح يهيئ الظروف و يمهد الطريق لدخوله عالم الجاسوسية.. سيظل لغزاً أيضاً. فهو كان دائم التردد علي مزرعته و الحديث معه عن «جاكلين مولييه» التي عادت الي باريس بعد انتهاء فترة عملها في تل أبيب. و كان ذلك محرضاً له علي عدم نسيانها فقرر السفر الي فرنسا. و هناك توجه الي السفارة المصرية في باريس. و هو الأمر الذي لم يستطع احد فك شفرته.. لأن ذلك يشير بل يؤكد أن عملية التجنيد تمت في حيفا أو تل أبيب.. فالمفارقة هنا تبدو مدهشة. شاب فلسطيني يحمل جواز سفر إسرائيلي. يدخل السفارة المصرية.. و يجد من ينتظره.. علي أي حال.. تزوج عابد من «جاكي» كما كان يحب أن يناديها و خضع لتدريبات علي ايدي ضابط المخابرات المصرية.. و تنقل في العديد من العواصم الاوروبية.. و طلب منه ان يعود الي تل ابيب و سيجد في انتظاره شخصاً يهودياً سيطلب منه المشاركة في مصنع للحلاوة الطحينية.. و عليه أن يوافق بعد تردد حتي تتم العملية بإتقان شديد.. و بالفعل حدث هذا و التقي اسحاق رينا. الذي طلب منه المشاركة. و بعد تردد وافق «عابد».. و أغدقت عليه المخابرات من خلال أحد ضباطها البارعين في المعارك الذهنية بالأموال لكي يتم انشاء هذا المصنع في باريس. الذي لا تعلم عنه اسرائيل أية تفاصيل أو أسرار. فهذا المصنع كان ينتج 3 أطنان يومياً و كان ستاراً لنشاط عابد في باريس و دفعه هذا العمل لأن تتوسع دائرة علاقاته و يمتد نشاطه من الجمارك، الي الجيش، فالأموال كثيرة و لعاب الاسرائيليين دائماً يسيل أمامها.. و الجاسوس المدرب يقوم بتنفيذ ما يوكل إليه من مهام ببراعة شديدة.
أثناء إقدامه علي السفر من تل أبيب بناءً علي تعليمات صادرة له. دخل «عابد» أحد مكاتب السفر و الطيران التابع لشركة «أوليمبيك» اليونانية. وجد أمامه فتاة وصفها بأنها خلقت للحب و الجنس. اسمها ديانا مطر.. استفاض في وصف جسدها و جمالها الي الحد الذي قال عنها، لو وضعت صورتها علي علم الأمم المتحدة، لعم السلام العالم.. هذه المخلوقة الخيالية علي حد وصفه، طلب منها بعض الخدمات، و ذلك بعد ان توطدت العلاقات بينهما قدمتها له في ليلة ساخنة و هي عبارة عن جوازات سفر لشباب اسرائيليين. بناء علي تعليمات صادرة إليه من ضابط المخابرات المصرية الذي دربه و يسر عليه.. و وصفه كثيراً بـ«الثعلب» و تكررت هذه العملية حتي تم اكتشاف اختفاء الكثير من الباسبورات في مكتب السفريات فتوترت العلاقات بينهما الي حد ما فسرعان ما عادت مرة اخري.. و ظل الجاسوس الأسطوري يتوسع في نشاطه، و عن طريق امرأة عاهرة، «يهودية من أصل يمني» تعرف عليها في إحدي الحانات المخصصة للمتعة مع الساقطات و العاهرات.. استطاع تجنيد أحد العاملين في سلاح الحدود «صول» ساعده دون ان يدري في تهريب بعض المعدات الصغيرة، و دخولها لإسرائيل و أوهمه بأنه يعمل مع إحدي العصابات الدولية لتهريب «الماس» و كان يعطيه مقابل مهامه راتباً شهرياً كما وطد علاقته مع مدير مخابرات «حيفا» الذي كان زميله في أيام الدراسة. و جلب له بعض الهدايا الثمينة و الفاخرة من باريس و التي اشتراها ضابط المخابرات المصرية و أفاده ذلك في الحصول علي معلومات مهمة أرسلها في حينه الي قيادته في باريس عن طريق الرسائل و الخطابات المكتوبة بالحبر السري و ذهب معه في سيارته الجيب «التابعة للجيش الاسرائيلي» و تعرف علي معلومات عن الجبهة الشمالية في سوريا..
لكن أكثر المحطات إثارة هي التي تتعلق بموشيه ديان. الرجل الأكثر شعبية في اسرائيل، فقد طلبت المخابرات المصرية منه التعرف علي «ديان» و التقرب إليه.. و دبرت خطة لذلك. نفذها «عابد» بدقة متناهية.. اخبره ضابطه بأن ديان مولع بالآثار و اقتنائها و زوجته روث لديها محل لبيع و تجارة التحف و الأنتيكات و كانت الزوجة علاقتها متوترة بالزوج و «ديان» المولع أيضاً بالنساء الجميلات. فهجر زوجته و ارتبط بعلاقة مع «خياطة» يتباهي دائماً بأن زوجها شاهد السترة العسكرية لوزير الدفاع في منزله.
استطاع ضابط المخابرات ان يقنع «عابد» بالخطة التي وضعها فأحضر له «جرة» اثرية عمرها 3 آلاف سنة ليدفنها اسفل مصنع عصر الزيوت المهجور و القديم علي اطراف مزرعته مع خلط التربة بكبريتات النحاس. التي ارسلوها في صندوق و يساعد في تهريبها «توفيق فياض» الذي تم تجنيده في جمارك مطار «اللد» بمعرفة عابد.
و الخطة المرسومة له.. هي هدم المبني القديم الخاص بالمصنع و إنشاء «فيلا» في نفس المكان للإقامة علي اطراف مزرعته.. و البناء يلزمه حفر للأساسات و أثناء الحفر يعثر علي «الجرة» التي وضعها قبل شهر.. و بعدها ذهب الي «روث» فأرشدته بالذهاب الي موشيه ديان. و بعد يوم عاد إليها ليخبرها أنه لن يستطع الوصول إليه. فأجرت هي اتصالاً بزوجها الذي ذهب الي محل الأنتيكات.. و تعرف عليه عابد.. و اصطحبه الي المزرعة للتأكد من عملية الحفر و في هذا اليوم رأي فيه ديان وجهاً لوجه لأول مرة من حياته. و توطدت العلاقة بينهما و الاتصالات تتم يومياً بين مكتب ديان، و عابد للاطمئنان علي عمليات الحفر ظناً منه ان هناك المزيد من القطع الأثرية مدفونة تحت الأرض فهو لا يعلم أنها جاءت من مصر و تسلمها عابد لينفذ الخطة المتفق عليها.
الزيارات المتكررة لديان الي مزرعة عابد كرمان كان يرى فيها الفتاة «سالومي» التي تتردد يومياً إلي المكان أعجب بها وزير الدفاع و كانت تصده فأوعز إليها الجاسوس بمجاراته.. فكانت تلك العلاقة هي جواز المرور لدخول أي مكان في اسرائيل و جعله بعيداً عن الشبهات و وطد ذلك علاقاته بقيادات المجتمع و النخبة المسيطرة فيه.. و هيأ له ذلك الوصول الي تفاصيل عملية مقاولات لمنشآت عسكرية. أوهم أحد المسئولين في وزارة الدفاع بأنه سيحصل عليها من الباطن بعد ان تأخذها إحدي الشركات الكبري في إسرائيل.. و أن نفوذ ديان سيكون داعماً له.
و بازدياد علاقته بديان، ازداد بالتبعية نفوذ عابد كرمان في كل دوائر صناعة القرار الإسرائيلي، في الجيش و الحكومة و الموانئ التي لم يكن يحلم بالاقتراب منها، صار يدخلها، و تفتح له البوابات فهو محاط بالنفوذ و الثقة، فقد أتاحت له كل هذه الظروف التمكن من معرفة أن هناك وثائق مهمة تخص جيش الدفاع الإسرائيلي، و عملياته الإنشائية علي الجبهة الجنوبية، و هذه الوثائق في حوزة شخص «ليفي شموائيل» و هو من الأفراد القلائل الذين يستطيعون الإطلاع علي مثل هذه الوثائق، و ليفي كان حسب المعلومات التي حصلت عليها المخابرات المصرية لديه علاقة شاذة مع شاب صغير يدعي «إريك» يقيم في «ناتانيا»، و كان يتردد علي شقته كل يوم جمعة بعد غروب الشمس، و علي خلفية هذه المعلومات استدعاه ضابط المخابرات إلي باريس، و طلب منه شراء هذه الوثائق و أعطوه «50 ليرة»، و تم التوصل إليه بالفعل و تصوير ما لديه من وثائق، دون أن يعلم، فقط كان «ليفي» يعلم أن عابد سيحصل علي أعمال المقاولة من الباطن، و يريد معرفة تفاصيل العملية بهذا المقابل، و كانت هذه الوثائق، عبارة عن رسوم لتحصينات الجبهة، و بالحصول علي هذه الخبطة، أصبح عابد يتربع علي قمة العاملين في الحقل السري، و كان ذلك بمثابة التاج الذي توج به السنوات الخمس التي عمل فيها لصالح المخابرات المصرية فجعله ذلك مزهواً و منتشياً بما حققه، و بعدها حاول الحصول علي إجازة، و لكن الأحداث المتسارعة أثناء حرب الاستنزاف، جعلت «الثعلب» يرفض، و يطلب منه معرفة توقف إحدي شركات الملاحة «زيم» عن العمل.
و تبين أن الشركة منيت ببعض الخسائر، و هذا يشير إلي أن المتابعات في تلك الفترة كان مهمة للغاية بالنسبة للمخابرات في إطار الحرب الخفية التي كانت تدور علي قدم وساق بين الجانبين، ففي المقابل كانت هناك عملية استخباراتية من قبل الموساد، حيث تسلل بعض الجواسيس إلي إحدي شركات المقاولات المصرية «عثمان أحمد عثمان» التي كانت تتولي إنشاء بعض التحصينات العسكرية، و تمكنت المخابرات المصرية من القبض علي زعيم شبكة التجسس الإسرائيلية بهجت حمدان.
في تلك الأثناء التقي «عابد كرمان» بلدياته و زميل دراسته «خالد الزهر» الفلسطيني من عرب 1948، كان يعمل في إحدي المدارس الابتدائية القريبة من مزرعة عابد في «حيفا»، و تركها للالتحاق بإحدي شركات السفر «وكالة دوف جريفر» يملكها يهودي إسرائيلي، و كان اللقاء نقطة فارقة في عمل الجاسوس المحترف، و بداية لانهياره و الوقوع في كماشة «الموساد» لأن الزهو بالانتصارات يقود إلي الغرور الذي يقود إلي التهلكة، فأراد عباد أن يجعل من «الزهر» بديلاً لـ«ديانا مطر» التي لم تستطع الاستمرار في سرقة جوازات السفر، لكن الأخير يستطيع لأن شركته يعمل بها الكثير من الموظفين، و كان الزهر في حاجة ماسة للمال حسب ما عرف كرمان، أثناء حديثهما، فأوهمه بأنه يعمل في تجارة «الماس»، و يرغب في حاجة إلي جوازات سفر ليستخدمها أفراد شبكته الدولية في التنقل بين البلدان، للهرب من مطاردة البوليس الدولي «الإنتربول»، و كان أهم مطلب هو جواز سفر لم يستخدم من قبل لشاب في مقتبل العمر، فجري الاتفاق علي ألف ليرة، و في أعقاب موافقة بلدياته «الزهر» علي إمداده بجوازات السفر، عرض عليه التجنيد كاملاً أي إدخاله في شبكة الجاسوسية، و كان ذلك إساءة للتقدير منه، و أن هذا التصرف كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، و بعد تسلمه لجواز السفر بدأ يشعر بمراقبة في طريقه، و أمام منزله من خلال سيارة ميكروباص، لكنه لم يهتم، و من الغباء علي حد وصفه لنفسه أنه لم يربط بين حواره مع الزهر و سيارة الميكروباص لكن الأرجح أن شعوره بالزهو لحصوله علي وثائق خط بارليف، و صلته القوية بديان و جويرا زايد، ولدت في نفسه شعوراً بالقوة و التفوق، و أصبح أكثر استهتاراً بعملية تافهة مثل تجنيد مدرس فاشل «خالد الزهر».
نسي عابد كرمان القاعدة المهمة التي تقول إن الأشياء التافهة يجب أن تلقي عناية فائقة في عالم المخابرات، و أن الجاسوس عليه أ يتجاهل آراءه الشخصية، و نسي أيضاً أنه تدرب علي ذلك عملياً عندما كان يرسل معلومات مهمة عن سلاح المدفعية، كانت المخابرات المصرية تطلب منه معلومات كان يري أنها تافهة و ليست مهمة، مثل الأغنيات المشهورة في إسرائيل و ترتيبها حسب مستمعيها.
عمل عابد في العديد من الأعمال التي كلف بها إدارة مصنع بلجلومي في باريس، و مصدر للموالح و مقاول بغرض الدخول إلي إحدي أهم الشركات التي كانت تعمل في مجال إنشاء التحصينات العسكرية «اسوليل بونيه»، و ارتبط بصداقة قوية مع مديرها «بنيامين كافيناكي»، و أحد مؤسسيها دافيد هاكوجين صاحب النفوذ الواسع من إسرائيل.
الغريب أنه عندما أراد السفر في يناير، لم يدرك أن جواز السفر الذي حصل عليه سيكون الحلقة الأخيرة في نشاطه فألقي القبض عليه في مطار اللد في يناير عام 1970، و تعرض لأبشع عمليات التعذيب، فلم يعترف بأي شيء، و ساعدته علاقاته مع الوزراء و علي رأسهم ديان و مدير المخابرات في الإفلات من الاعترافات، لأنهم طلبوا منه عدم الإشارة إليهم في التحقيقات التي جرت معه، و استغل ذلك من كتمان ما بحوزته من معلومات كان قد سربها إلي مصر، و منها خرائط خط بارليف، و لم تتركه المخابرات المصرية، فأثناء مفاوضات فك الاشتباك، تمت مقايضته بأسري و حضر إلي القاهرة و روي قصته لماهر عبدالحميد و لازال فيها الكثير من المعلومات المثيرة، التي حدثت مشاهدها في فترة الستينيات، وقت أن كان الصراع علي أشده في عصر حكم عبدالناصر.
و من المفارقات العجيبة أنه خطط للهرب من السجون الإسرائيلية و صبيحة تنفيذه للمهمة، خرج و تسلمه ضابط مخابرات من الصليب الأحمر.

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

الطفل المصري «صالح» أصغر جاسوس في العالم


قصة هذا الجاسوس قصة فريدة بالفعل فهي تجمع بين جنباتها الغرابة والطرافة والإثارة في وقت واحد.. هي قصة طفل مصري كان يرعى الأغنام ويقوم بتربية الدجاج في صحراء سيناء.. اندفع في طريق المخابرات العامة المصرية التي كانت وقتها تدير حربا من نوع خاص مع العدو الإسرائيلي بعد نكسة 1967حققت فيها انتصارات ساحقة لم يفق منها العدو إلا على انتصار اكبر في أكتوبر1973م..

الطفل صالح واحد من أبطال عالم الجاسوسية والمخابرات الذين خدموا وطنهم في الصغر والكبر فكما كان صالح وقتها اصغر جاسوس في العالم وأكبر من أذاق العدو الصهيوني مرارة الهزيمة، الآن هو يحتل موقعا حساسا في أحد الأجهزة الأمنية المصرية وكأنه أخذ على عاتقه خدمة الوطن وحمايته في الكبر والصغر.

في العام 1968 وبينما تلقي النكسة بظلالها على الجميع وتعيش إسرائيل في زهو بأنها ألحقت الهزيمة بالجيش المصري، واحتلت شبه جزيرة سيناء، وأقامت الحصون والمواقع المنيعة بطول القناة وداخل الأراضي المصرية التي سيطرت عليها كانت هناك بطولات على الجانب الآخر أسفرت عن نتائج باهرة كانت في طي الكتمان إلى وقت قريب حتى تم الكشف عنها ومنها قصة الطفل المصري «صالح» أصغر جاسوس في العالم… فبينما كان مكتب المخابرات المصرية في شغل لا ينقطع لجمع المزيد من المعلومات عن العدو، وعدد قواته، ونوعية الأسلحة التي يمتلكها وطبيعة معيشة جنوده، والحراسات الليلية، وطبيعة حصونهم، كان «صالح» يعمل في جو الصحراء المحرقة على رعي الأغنام وتربية الدجاج محاولا الاحتماء بظل الكوخ الصغير الذي يقطنه والده الشيخ «عطية» وأمه «مبروكة علم الدين» وذلك بالقرب من بئر قليل المياه داخل سيناء.
كان الطفل يداعب طفولته مع الأغنام والدجاج، ويتأمل الفضاء الواسع بخياله المتطلع إلى السماء، لم يسرح خياله إلى أن يكون علامة مضيئة أمام القوات المصرية وهي تعبر قناة السويس لتحقق النصر وترفع القامة العربية عاليا في كل مكان، ولم يفكر يوماً في أنه سيكون مساعدا للمخابرات المصرية خلف العدو الإسرائيلي، ويقوم بزرع أدق أجهزة للتصنت داخل مواقع الجيش الإسرائيلي ليصبح أصغر جاسوس عرفه التاريخ.

تجنيد الطفل

ظلت المخابرات تفكر في كيفية الحصول على المعلومات من خلف وداخل مواقع العدو، وكيف تحقق درجة الأمان العالية لمن يؤد هذا الغرض؟ وفي ظلمات الليل الدامس والرياح الشديدة تسلل ضابط مخابرات في ذلك الوقت ويدعى «كيلاني» إلى أرض سيناء، وكان متنكرا في زي أعرابي يتاجر في المخدرات، تحدى الضابط صعوبات الصحراء حتى وصل إلى بئر المياه، وأخذ يتناول جرعات منه، وشاهده والد الطفل صالح، وكعادة العرب ضايفه في كوخه الصغير، ودار حوار بين الضابط المتنكر في زي تاجر، وعطية والد صالح انتهى بتكوين صداقة، أراد الضابط تجنيد الأب لصالح المخابرات المصرية ولكن حدث أثناء استضافة والد صالح للضابط الذي كان حريصا في معاملاته وسلوكه حتى يتعود الأب عليه أن أقنعه أنه بانتظار عودة شحنته التجارية، وفي اليوم التالي ترك الضابط مجلس الأب عطية وأخذ يتجول حول بيته يتأمل السماء حتى وصل إلى الطفل وأخذ يداعبه حتى لا يشك الأب في سلوكه، وإثناء ذلك خطر ببال ضابط المخابرات المصرية أغرب فكرة وهي تجنيد الطفل صالح بدلا من الأب وتعليمه وتلقينه دروسا في التخابر، وكيفية الحصول على المعلومات من العدو الصهيوني، وأخذ الضابط يدرس هذه الفكرة مع نفسه خاصة أنه من الصعوبة الشك في طفل، كما أن الطفل نفسه يحمل روحا وطنية وهذا ما لاحظه الضابط، الذي ظل أياما معدودة ينفرد بالطفل بحذر شديد حتى استطاع تجنيده، وعندما اطمأن إليه وإلى قدرته على استيعاب ما طلبه منه، وقدرته على تحمل المهمة الصعبة قرر الرحيل. وبعدها اجتمع مع والد الطفل على مائدة الطعام و شكره على استضافته ثم طلب الرحيل لتأخر قافلته التجارية، وعندما ذهب ليقبل الطفل اتفقا سويا على اللقاء عند صخرة بالقرب من الشاطئ.

السر في الدجاجة

كان اللقاء الأول عند الصخرة لقاء عاصفا فقد تأخر الطفل عن الموعد واعتقد الضابط أن جهده قد ضاع، ولكن من وقت لآخر كانت الآمال لا تفارق الضابط في الحصول على أسرار مواقع العدو، كانت الثواني تمر كأنها سنوات مملة حتى ظهر من بعيد جسد نحيف لقد كان الطفل «صالح» الذي جاء يبرر تأخيره بأنه اختار الوقت المناسب حتى لا يلمحه أحد، كان الطفل يعرف أن مهمته صعبة، ودوره خطير، وأن حياته معلقة على أستار أي خطأ يحدث، تلقى الطفل بعض التعليمات والإرشادات التي تجعله في مأمن وذهب ليترك الضابط وحيدا شارد الفكر يفكر في وسيلة تسمح «لصالح» بأن يتجول في مواقع الإسرائيليين بحرية كاملة حتى جاء اليوم التالي لموعد اللقاء مع الطفل صالح الذي كان يحمل معه بعض البيض من إنتاج الدجاج الذي يقوم بتربيته وما أن شاهد الضابط الطفل حتى صاح وجدتها أنها الدجاجة التي ستمكنك من الدخول إلى مواقع العدو بدون معاناة أو شك فيك، إنها الدجاجة مفتاح السر لم يع الطفل شيئا، واندهش لصراخ الضابط الذي كان دائما هادئا، وجلسا على قبة الصخرة ليشرح له الفكرة التي ستكون الوسيلة لدخوله مواقع العدو والحصول على المعلومات بدون صعوبة أو شك في سلوكه.

صداقاتتركزت الفكرة في قيام «صالح» ببيع البيض داخل المواقع للجنود الإسرائيليين، وبالفعل تمت الفكرة بنجاح وبدأ الطفل يحقق صداقات داخل المواقع ومع الجنود لقد كان صديقا مهذبا وبائعا في نفس الوقت، وكان يبيع ثلاث بيضات مقابل علبة من اللحوم المحفوظة أو المربى، وداومت المخابرات المصرية على الاتصال به وتزويده بما يحتاج من البيض لزيارة أكبر قدر من المواقع حتى يمكن جمع المعلومات منها.

وبعد شهر تقريبا بدأت مهمة الطفل في جمع المعلومات بطريقة تلقائية من خلال المشاهدة والملاحظة وبعد أشهر معدودة جذب عددا من الجنود لصداقته فكان يجمع المعلومات بطريقته البريئة من خلال الحديث معهم، كان في كل مرة يحمل مجموعة قليلة من البيض يبعها ثم يعود إلى منزله يحمل مجموعة أخرى إلى موقع آخر تعود على المكان وتعود عليه الجنود حتى أنهم كانوا يهللون فرحا حينما يظهر.

ومع الأيام تكونت الصداقات واستطاع الطفل التجول بحرية شديدة داخل مواقع العدو بدون أن يحمل معه البيض كان يتعامل بتلقائية شديدة وبذكاء مرتفع لم تكن أبدا ملامحه تظهر هذا الذكاء، وظل يداعب الجنود، ويمرح معهم ويمارس الألعاب معهم، يستمع لما يقولون وكأنه لا يفهم شيئا وما أن يصل إلى الضابط حتى يروي له بالتفاصيل ما سمعه من الجنود، وما شاهده في المواقع بدون ملل.

معلومات قيمة

وبعد أربعة أشهر بدأ حصاد الطفل يظهر في صورة معلومات لقد استطاع أن يقدم للمخابرات المصرية ما تعجز عنه الوسائل المتقدمة، وتكنولوجيا التجسس وقتذلك.

فقد نجح في التعرف على الثغرات في حقول الألغام المحيطة لأربعة مواقع مهمة بها المدافع الثقيلة بالإضافة إلى مولدات الكهرباء، ووضع خزانات المياه، وبيان تفصيلي عن غرف الضباط، وأماكن نوم الجنود وأعداد الحراسة الليلية، وكل التفاصيل الدقيقة حتى الأسلاك الشائكة، وكان يستطيع الطفل رسمها، ومع تعليمات ضابط المخابرات استطاع الطفل التمييز بين أنواع الأسلحة ظل الطفل يسرد للمخابرات ما يحدث داخل المواقع من كبيرة وصغيرة وبناء على ما تجمعه المخابرات من الطفل ترسم الخطط المستقبلية لكيفية الاستفادة القصوى من الطفل مع توفير أكبر قدر من الأمان والرعاية له.

مضايقاتكثيرا ما كان يتعرض الطفل أثناء احتكاكه بالجنود الصهاينة للمضايقات والشتائم وأحيانا الضرب من بعضهم لكن دون شك فيه، وكان ضابط المخابرات المصرية «كيلاني» يخفف عنه الآلام، ويبث فيه روح الصبر والبطولة وكان أصدقاؤه من الجنود الإسرائيليين أيضا يخففون عنه الآلام، وينقذونه من تحت أيدى وأقدام زملائهم، وكان من أبرز أصدقاء الطفل «صالح» ضابط يهودي من أصل يمني يدعى «جعفر درويش» من مواليد جيحانه في اليمن وكان قائداً للنقطة 158 المسماة بموقع الجباسات، ظل الطفل يتحمل مشقة المهمة حتى جاء شهر سبتمبر 1973 قبل الحرب بشهر واحد.

وبعد اختباره في عملية نفذها الطفل بدقة عالية قام ضابط المخابرات المصرية بتزويد الطفل بقطع معدنية صغيرة، وتم تدريبه على كيفية وضعها في غرف قادة المواقع التي يتردد عليها وطريقة لصقها من الوجه الممغنط في الأجزاء الحديدية المختفية كقوائم الأسرة وأسقف الدواليب الحديدية، وكانت هذه العملية مملوءة بالمخاطر والمحاذير، وكان هناك تردد من قيام الطفل بها حتى لا يتعرض للمخاطرة، ولكن الطفل رغب في القيام بهذه المهمة وذهب وترك الضابط في قلق شديد.

قلق وحيرة

كانت تراوده الظنون التي لا تنقطع، ظل الضابط ناظرا إلى السماء لا يستطيع الجلوس في مكان حتى قاربت الشمس على المغيب فزاد القلق والحيرة والتساؤل:

هل تم القبض على الطفل؟ لابد أنه يذوق ألوان العذاب الآن وما العمل؟ وكيف الخلاص إذا تم اكتشاف الطفل؟ كيف يمكن تخليصه من هذا العدو الصهيوني؟ ووسط هذه التساؤلات ظهر الطفل ليغمر وجه الضابط فرحة لا يمكن تصورها. لقد عاد بكامل صحته حاملا لعلامة النصر واستطاع إنجاز أصعب عملية في حياته ليسجل التاريخ اسمه، لقد مكنت العملية الأخيرة التي قام بها الطفل باقتدار المخابرات المصرية من الاستماع من خلال هذه القطع المعدنية التي بداخلها جهاز إرسال دقيق إلى كل ما يدور داخل حجرات القيادة من أحاديث وأوامر من كيفية التعامل مع هذه المواقع أثناء العبور، كما استطاع المصريون التعامل مباشرة أثناء المعركة مع هذه المواقع بتوجيه إنذارات إليهم للاستسلام.

كل هذا ولم يكشف الضابط في زيه الإعرابي عن شخصيته للطفل وقبل الحرب بعشرين يوما وصدرت الأوامر من المخابرات المصرية بنقل الطفل وأسرته إلى القاهرة، ولم يكن الأمر سهلا خاصة فقد نقل صالح وعائلته من الصحراء إلى القناة وتم عبورهم للقناة ومنها إلى «ميت أبو الكوم» حيث كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات في استقبالهم وبعد أيام من نصر أكتوبر أدرك الطفل صالح مدى أهمية ما قام به من أعمال خارقة ساهمت في انتصارات أكتوبر ودخل صالح مبنى المخابرات المصرية فوجد الإعرابي المهرب مرتديا زيا مدنيا لتملأ الدهشة وجه الصغير، ويقوم الضابط «كيلاني» برعايته في التعليم ويدور الزمان ليجلس الطفل مكان «الرائد كيلاني» على مقعده وفي غرفته.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

يعقوبيان “الأرميني” عمل “جاسوسًا” لمصر بإسرائيل

أوردت القناة السابعة الإسرائيلية تفاصيل قالت إنها تنشر لأول مرة عما أسمته بـ “جاسوس المخابرات المصرية” ويدعى كيبورك يعقوبيان، والذي تم اعتقاله في 19 ديسمبر 1963 قبل أن يتم إطلاق سراحه في إطار صفقة تبادل مع مصر.

وذكرت نقلاً عن مصادر بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، إن إسرائيل اعتقلت الجاسوس المزعوم على أنه مهاجر برازيلي يهودي يسكن بمدينة عسقلان جنوب إسرائيل وسماه يحمل اسم يتسحاق كوتشيك بتهمة التجسس لصالح المصريين، إلا أنه اتضح خلال التحقيقات أن اسمه الأصلي كيبورك يعقوبيان مصري من أصل أرميني أدخلته المخابرات المصرية إسرائيل قبل عامين من اعتقاله.

وأضافت أن الرسائل التي كان يرسلها ويستقبلها يعقوبيان من روما كانت بمثابة “نقطة الضعف” التي أوقعت به، فبعد أن فشلت المحاولات الأولى للتوصل إليه تم الإيقاع به من خلال رسائل أخرى حددت هويته، وكانت مكتوبة بالحبر السري وباللغة العربية.

وأشارت إلى أن يعقوبيان من مواليد 1938 في القاهرة لأبوين هربا من تركيا بعد مذابح الأرمن هناك وعمل في أستوديو للتصوير بالقاهرة، وفي عام 1959 اعتقلته الشرطة المصرية هو وصديقه بتهم منافية للأخلاق والآداب.

وأوضحت القناة الإسرائيلية أنه خلال فترة اعتقاله انتشرت شائعة في السجن بأن السلطات المصرية تبحث عن متحدثي لغات أجنبية، مما دفعه لعرض المساعدة وقام ضابط مخابرات مصري بعقد لقاء معه وحاول تجنيده لمهمة استخباراتية خارج مصر، لكنه رفض ثم قدم يعقوبيان طعنًا وتم إطلاق سراحه، ونظرًا لمروره بضائقة مالية بها قبل بالعمل لصالح المخابرات المصرية التي عرضت عليه الأمر مجددًا.

وكانت المهمة الموكلة له الانضمام لسلاح المدرعات بالجيش الإسرائيلي إلا أن محاولاته للوصول لوظيفة هامة بالجيش فشلت، ولم يوفق في التطوع هناك والعمل كمصور في استخبارات قيادة المركز.

وفي مايو 1963 قدم طلبا لأخذ دورة تدريبية لكنه فشل وبعدها بشهور تم اعتقاله، وقال التقرير إنه بالرغم من ذلك نجح في إعطاء معلومات كثيرة للمصريين.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

موضوع رائع . لكن اين المصدر
 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

62070_509545969073082_2146913960_n.jpg

group73historians
 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

تهنئه لكل المصريين بهذا النصر العظيم
وتهنئه لكل المحبين لمصر
ورحم الله شهدائنا الابرار

photo1575.jpg

 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

صوره تلخص المشهد

554156_349586628467124_739061805_n.jpg
 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

"لا يحتاج شعبنا إلى توعية أو تعبئة، لأن شعبنا هو أبو التاريخ ومحرك التاريخ وصانع التاريخ.لا يمكن أن يكون هناك استقلال مع احتلال أراضينا، ولا يمكن أن يكون هناك إرادة مع التخلف."
محمد انور السادات

399742_507284182615331_184009245_n.jpg

 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

صوره عمران سالم.. ''ذئب سيناء''
548174_349322398493547_1344448174_n.jpg

 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

" فرحانة حسين سلامة .. 83 سنة "

كانت أول عملياتها هي تفجير القطار الاسرائيلي فى خط السكة الحديدية بالشيخ زويد فى سيناء
و أستمرت عملياتها العسكرية بتفجير سيارات الجيب للصهاينة
بالاضافة الي نقل الذخائر والرسائل من القاهرة إلي المجاهدين في سيناء حيث كانت تعمل تاجرة قماش .

311672_346821495399360_792165778_n.jpg

 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

الأخ إبراهيم إيجبت

تستاهل التقييم ,, على جهدك الرائع في تلخيص مجريات الحرب وقبلها حرب الإستنزاف

ومبارك للمصريين وجميع العرب النصر الذي حققناه في 73 .. وبإذن قريبا سينتهي السرطان اليهودي في جسم أمتنا الحبيبة ونعود امة عزيزة منتصرة ,,,
 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

الأخ إبراهيم إيجبت

تستاهل التقييم ,, على جهدك الرائع في تلخيص مجريات الحرب وقبلها حرب الإستنزاف

ومبارك للمصريين وجميع العرب النصر الذي حققناه في 73 .. وبإذن قريبا سينتهي السرطان اليهودي في جسم أمتنا الحبيبة ونعود امة عزيزة منتصرة ,,,

شكرا يا اخي الكريم
باءذن الله سينتهي هذا السرطان هذا وعد الله
والخير فى امه محمد الى يوم الدين

مهما اصابنا الضعف سنقدر علي العوده من جديد
بعون الله
 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

"لا يحتاج شعبنا إلى توعية أو تعبئة، لأن شعبنا هو أبو التاريخ ومحرك التاريخ وصانع التاريخ.لا يمكن أن يكون هناك استقلال مع احتلال أراضينا، ولا يمكن أن يكون هناك إرادة مع التخلف."
محمد انور السادات

399742_507284182615331_184009245_n.jpg




صدق السادات
مافيه شعب باالعالم
يرضى باالاحتلال
والشعوب المسلمه تتحرك تلقائي لانها لاتخاف الموت كبير وصغير
رجال ونساء
 
رد: الطريق لانتصارات أكتوبر.. المخابرات المصرية زلزلت تحصنيات الموساد .....

مشكور الاخ إبراهيم على مشاركاتك الطيبه والمفيدة

+++++ تقييم
 
عابد كرمان وباروخ زكى مزراحى

557565_401512059917433_1110391024_n.jpg


< عابد كرمان > الجاسوس المصرى الذى تم مبادلته مع باروخ زكى مزراحى . أخطر جواسيس مصر داخل إسرائيل .

في كواليس الحروب الخفية لأجهزة المخابرات.. لا توجد مساحة للصدفة أو الظروف في صناعة الجاسوس.. فكل شيء مدروس بعناية فائقة، احتمالات النجاح والفشل.. القدرات الشخصية والمهارات التي تجذب العلاقات.. التصرفات التي تقود الي تحقيق الأهداف والنتائج المثيرة، بدون أن تلفت الانتباه اليها، والقدرة علي توطيد الصداقات مع الشخصيات النافذة التي تمهد الطريق الي مغارات وخزائن المعلومات الثمينة، فجميعها تخضع لمعايير صارمة وحسابات دقيقة، حتي احتمالات الفشل في أي مهمة، لا يمكن أيضا إغفالها أو تجاهلها، فهي جزء من التوقعات في العمليات السرية التي يقوم بتنفيذها الجواسيس المدربون علي النفاذ الي المساحات الشائكة والدوائر المحظورة.
هؤلاء الجواسيس يتم وضعهم تحت الميكروسكوب قبل اختيارهم، وبعد الاطمئنان التام لتجنيدهم وتدريبهم لصالح أجهزة المخابرات، وذلك لحساسية المهام المكلفين بها وأهمية الأدوار التي يلعبونها في عالم الجاسوسية المليء بالغموض والمحاط بسياج متين من الحذر والسرية.. ففي دهاليز المخابرات يوجد الكثير من الملفات المثيرة، التي تحوي بداخلها تفاصيل أكثر إثارة لمعارك طويلة، وبطولات وانتصارات وإخفاقات أحيانا.. ساهم معظمها في تغيير الخطط والاستراتيجيات السياسية والعسكرية لكنها تظل في طي الكتمان.. ولا يخرج منها إلا القدر الضئيل أحيانا وهو الجزء المسموح، لأن طابع عمل تلك الأجهزة قائم في الأساس علي السرية غير المحدودة.


من بين تلك الملفات التي تحتوي علي تفاصيل مثيرة في الحرب الخفية بين المخابرات المصرية والموساد الإسرائيلي والتي تحرض علي تنشيط الخيال والرغبة في البحث عن التفاصيل الدقيقة.. هوالذي يخص واحدة من أهم وأخطر بل وأكثرها تعقيدا في عالم الجاسوسية ،باعتبارها إحدي محطات الصراع المتواصل والمعارك الذهنية المشوقة التي سبقت حربي يونيو 1967 وأكتوبر 1973.


بطل هذه المحطة في أعمال الجاسوسية التي لا تنتهي معاركها وحروبها الغامضة هو «عابد كرمان»، اللغز الذي حير ضباط الموساد وحكومات إسرائيل.. عمل لصالح المخابرات المصرية 6 سنوات كاملة في توقيت كانت فيه المعارك السرية بين مصر وإسرائيل تدور علي قدم وساق.


هذه الأيام ظهر علي السطح اسم عابد كرمان من خلال الدراما الرمضانية التي تقدمها القنوات الفضائية لتضاف الي سجل الأعمال التليفزيونية التي تتناول قصص الجاسوسية بشيء وافر من الخلطات المطلوبة والتشويق، لكننا سنكتشف التفاصيل الحقيقية عن قصته التي كان يقف وراءها ضباط رفيعو المستوي والخبرة في جهاز المخابرات العامة المصرية.. فقد التقاه داخل مبني المخابرات الكاتب المتخصص في الجاسوسية ماهر عبدالحميد وروي له قصته مع الجاسوسية وذلك عام 1974، ووردت في كتاب «كنت صديقا لديان» ولكن سرعان ما اختفي هذا الكتاب من الأسواق.. وتردد أن أزمة ما نشأت علي خلفية صدوره عام 1977.. ففي تلك الأثناء كانت تجري المفاوضات بين السادات ومناحيم بيجين بغرض اتفاق السلام.


القراءة المتأنية لما جاء في قصته التي وردت في الكتاب تذهب الي التأكيد بأن الكثير من المعلومات والأسرار جري حجبها، لأسباب تبدو محاطة بالحساسية المفرطة ومقبولة في ذات الوقت،. لما تحتويه مثل هذه الأمور الخطيرة من معلومات وأسرار وأسماء لا ترغب أجهزة المخابرات في إفشائها والإعلان عنها.


«عابد كرمان» من مواليد 1938 عمل في الجاسوسية منذ عام 1964 وبرع فيها بعد تدريبات علي أيدي ضباط محترفين لم يتركوا له شيئا للصدفة وجعله هذا يحتل مكانة متقدمة من الاهتمام.. لكن لا أحد لديه القدرة علي أن يجزم بمعرفة ظروف تجنيده وكيفية اختياره، فهو كان يقيم في «حيفا» داخل حدود الدولة العبرية.. وذهب الي السفارة المصرية مباشرة في باريس.


وفي سنوات قليلة استطاع الجاسوس الأسطورة أن يخترق المناطق الملغومة ويرتبط بعلاقات وطيدة مع أهم الشخصيات في المجتمع الإسرائيلي.. وجعلته هذه العلاقات بعيدا عن مواطن الشبهات وسهلت له دخول الأماكن الاستراتيجية والاطلاع علي مخازن الأسرار والوثائق. في مقدمة الذين ارتبط معهم بعلاقات موشيه ديان وزير الدفاع والرجل القوي والمحبوب في إسرائيل، وثلاثة وزراء آخرين، ارتبط معهم بصداقات متينة «شلومو هيلل - نحاس سابيرو - فيكتور شيمتوف» وصار واحدا من المقربين الي مدير مخابرات حيفا «جيورا زايد» الذي كان يحتفظ برقم تليفون عابد في جيبه ومكتبه، وشخصيات أخري من الوزن الثقيل في دوائر صناعة القرار الإسرائيلي. خدع «ديان» بطريقة متقنة وأقام علاقات نسائية فتحت له الطريق لتقديم خدمات ومعلومات في غاية الأهمية.


اسمه الحقيقي عبدالرحيم قرمان من أسرة فلسطينية تمتد جذورها الي قبيلة ابتين العربية.. ولد في إحدي قري حيفا التي دخلت في حدود الدولة العبرية، تعرضت قريته للاعتداء الإسرائيلي الوحشي، ولم تنج أسرته من هذه المذابح التي راح شقيقه واحدا من ضحاياها.. فنشأت بداخله رغبة الانتقام واتساع مساحة الكراهية لكل ما هو إسرائيلي.


أسرته ميسورة الحال لديها مزرعة للخضراوات والفاكهة أثناء دراسته فرضت عليه ظروف الاحتلال أن يكون زميلا لعدد من أبناء جيله من الإسرائيليين فيهم من تولي فيما بعد مناصب رفيعة في الجيش والمخابرات، وفي زهوة الشباب تعرف في مدينة تل أبيب علي فتاة فرنسية «جاكلين مولييه» كانت تعمل في مكتب للخطوط الجوية الفرنسية، وقع عابد كرمان في هواها وهي التي أطلقت عليه اسم عابد.. فهي كانت تنطق الجزء الأول من عبدالرحيم «ابد» وقرمان كانت تنطقها «كرمان: فصار الاسم محببا له.


لم يعلم عابد الذي يعيش حياته متنقلا من حضن امرأة الي أخري وساعده في ذلك وسامته وأناقته التي كانت لافتة للأنظار، أن هناك من يرصد تحركاته داخل إسرائيل تمهيدا لتجنيده وهو الجزء الذي سيظل غامضا في قصته المثيرة.


الصديق الذي دخل حياة عابد كرمان. وراح يهيئ الظروف ويمهد الطريق لدخوله عالم الجاسوسية.. سيظل لغزاً أيضاً. فهو كان دائم التردد علي مزرعته والحديث معه عن «جاكلين مولييه» التي عادت الي باريس بعد انتهاء فترة عملها في تل أبيب. وكان ذلك محرضاً له علي عدم نسيانها فقرر السفر الي فرنسا. وهناك توجه الي السفارة المصرية في باريس. وهو الأمر الذي لم يستطع احد فك شفرته.. لأن ذلك يشير بل يؤكد أن عملية التجنيد تمت في حيفا أو تل أبيب.. فالمفارقة هنا تبدو مدهشة. شاب فلسطيني يحمل جواز سفر إسرائيلي. يدخل السفارة المصرية.. ويجد من ينتظره.. علي أي حال.. تزوج عابد من «جاكي» كما كان يحب أن يناديها وخضع لتدريبات علي ايدي ضابط المخابرات المصرية.. وتنقل في العديد من العواصم الاوروبية.. وطلب منه ان يعود الي تل ابيب وسيجد في انتظاره شخصاً يهودياً سيطلب منه المشاركة في مصنع للحلاوة الطحينية.. وعليه أن يوافق بعد تردد حتي تتم العملية بإتقان شديد.. وبالفعل حدث هذا والتقي اسحاق رينا. الذي طلب منه المشاركة. وبعد تردد وافق «عابد».. وأغدقت عليه المخابرات من خلال أحد ضباطها البارعين في المعارك الذهنية بالأموال لكي يتم انشاء هذا المصنع في باريس. الذي لا تعلم عنه اسرائيل أية تفاصيل أو أسرار. فهذا المصنع كان ينتج 3 أطنان يومياً وكان ستاراً لنشاط عابد في باريس ودفعه هذا العمل لأن تتوسع دائرة علاقاته ويمتد نشاطه من الجمارك، الي الجيش، فالأموال كثيرة ولعاب الاسرائيليين دائماً يسيل أمامها.. والجاسوس المدرب يقوم بتنفيذ ما يوكل إليه من مهام ببراعة شديدة.


أثناء إقدامه علي السفر من تل أبيب بناءً علي تعليمات صادرة له. دخل «عابد» أحد مكاتب السفر والطيران التابع لشركة «أوليمبيك» اليونانية. وجد أمامه فتاة وصفها بأنها خلقت للحب والجنس. اسمها ديانا مطر.. استفاض في وصف جسدها وجمالها الي الحد الذي قال عنها، لو وضعت صورتها علي علم الأمم المتحدة، لعم السلام العالم.. هذه المخلوقة الخيالية علي حد وصفه، طلب منها بعض الخدمات، وذلك بعد ان توطدت العلاقات بينهما قدمتها له في ليلة ساخنة وهي عبارة عن جوازات سفر لشباب اسرائيليين. بناء علي تعليمات صادرة إليه من ضابط المخابرات المصرية الذي دربه ويسر عليه.. ووصفه كثيراً بـ«الثعلب» وتكررت هذه العملية حتي تم اكتشاف اختفاء الكثير من الباسبورات في مكتب السفريات فتوترت العلاقات بينهما الي حد ما فسرعان ما عادت مرة اخري.. وظل الجاسوس الأسطوري يتوسع في نشاطه، وعن طريق امرأة عاهرة، «يهودية من أصل يمني» تعرف عليها في إحدي الحانات المخصصة للمتعة مع الساقطات والعاهرات.. استطاع تجنيد أحد العاملين في سلاح الحدود «صول» ساعده دون ان يدري في تهريب بعض المعدات الصغيرة، ودخولها لإسرائيل وأوهمه بأنه يعمل مع إحدي العصابات الدولية لتهريب «الماس» وكان يعطيه مقابل مهامه راتباً شهرياً كما وطد علاقته مع مدير مخابرات «حيفا» الذي كان زميله في أيام الدراسة. وجلب له بعض الهدايا الثمينة والفاخرة من باريس والتي اشتراها ضابط المخابرات المصرية وأفاده ذلك في الحصول علي معلومات مهمة أرسلها في حينه الي قيادته في باريس عن طريق الرسائل والخطابات المكتوبة بالحبر السري وذهب معه في سيارته الجيب «التابعة للجيش الاسرائيلي» وتعرف علي معلومات عن الجبهة الشمالية في سوريا..


لكن أكثر المحطات إثارة هي التي تتعلق بموشيه ديان. الرجل الأكثر شعبية في اسرائيل، فقد طلبت المخابرات المصرية منه التعرف علي «ديان» والتقرب إليه.. ودبرت خطة لذلك. نفذها «عابد» بدقة متناهية.. اخبره ضابطه بأن ديان مولع بالآثار واقتنائها وزوجته روث لديها محل لبيع وتجارة التحف والأنتيكات وكانت الزوجة علاقتها متوترة بالزوج و«ديان» المولع أيضاً بالنساء الجميلات. فهجر زوجته وارتبط بعلاقة مع «خياطة» يتباهي دائماً بأن زوجها شاهد السترة العسكرية لوزير الدفاع في منزله.


استطاع ضابط المخابرات ان يقنع «عابد» بالخطة التي وضعها فأحضر له «جرة» اثرية عمرها 3 آلاف سنة ليدفنها اسفل مصنع عصر الزيوت المهجور والقديم علي اطراف مزرعته مع خلط التربة بكبريتات النحاس. التي ارسلوها في صندوق ويساعد في تهريبها «توفيق فياض» الذي تم تجنيده في جمارك مطار «اللد» بمعرفة عابد.


والخطة المرسومة له.. هي هدم المبني القديم الخاص بالمصنع وإنشاء «فيلا» في نفس المكان للإقامة علي اطراف مزرعته.. والبناء يلزمه حفر للأساسات وأثناء الحفر يعثر علي «الجرة» التي وضعها قبل شهر.. وبعدها ذهب الي «روث» فأرشدته بالذهاب الي موشيه ديان. وبعد يوم عاد إليها ليخبرها أنه لن يستطع الوصول إليه. فأجرت هي اتصالاً بزوجها الذي ذهب الي محل الأنتيكات.. وتعرف عليه عابد.. واصطحبه الي المزرعة للتأكد من عملية الحفر وفي هذا اليوم رأي فيه ديان وجهاً لوجه لأول مرة من حياته. وتوطدت العلاقة بينهما والاتصالات تتم يومياً بين مكتب ديان، وعابد للاطمئنان علي عمليات الحفر ظناً منه ان هناك المزيد من القطع الأثرية مدفونة تحت الأرض فهو لا يعلم أنها جاءت من مصر وتسلمها عابد لينفذ الخطة المتفق عليها.

الزيارات المتكررة لديان الي مزرعة عابد كرمان كان يجر فيها الفتاة «سالومي» التي تتردد يومياً إلي المكان أعجب بها وزير الدفاع وكانت تصده فأوعز إليها الجاسوس بمجاراته.. فكانت تلك العلاقة هي جواز المرور لدخول أي مكان في اسرائيل وجعله بعيداً عن الشبهات ووطد ذلك علاقاته بقيادات المجتمع والنخبة المسيطرة فيه.. وهيأ له ذلك الوصول الي تفاصيل عملية مقاولات لمنشآت عسكرية. أوهم أحد المسئولين في وزارة الدفاع بأنه سيحصل عليها من الباطن بعد ان تأخذها إحدي الشركات الكبري في إسرائيل.. وأن نفوذ ديان سيكون داعماً له.

وبازدياد علاقته بديان، ازداد بالتبعية نفوذ عابد كرمان في كل دوائر صناعة القرار الإسرائيلي، في الجيش والحكومة والموانئ التي لم يكن يحلم بالاقتراب منها، صار يدخلها، وتفتح له البوابات فهو محاط بالنفوذ والثقة، فقد أتاحت له كل هذه الظروف التمكن من معرفة أن هناك وثائق مهمة تخص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعملياته الإنشائية علي الجبهة الجنوبية، وهذه الوثائق في حوزة شخص «ليفي شموائيل» وهو من الأفراد القلائل الذين يستطيعون الإطلاع علي مثل هذه الوثائق، وليفي كان حسب المعلومات التي حصلت عليها المخابرات المصرية لديه علاقة شاذة مع شاب صغير يدعي «إريك» يقيم في «ناتانيا»، وكان يتردد علي شقته كل يوم جمعة بعد غروب الشمس، وعلي خلفية هذه المعلومات استدعاه ضابط المخابرات إلي باريس، وطلب منه شراء هذه الوثائق وأعطوه «50 ليرة»، وتم التوصل إليه بالفعل وتصوير ما لديه من وثائق، دون أن يعلم، فقط كان «ليفي» يعلم أن عابد سيحصل علي أعمال المقاولة من الباطن، ويريد معرفة تفاصيل العملية بهذا المقابل، وكانت هذه الوثائق، عبارة عن رسوم لتحصينات الجبهة، وبالحصول علي هذه الخبطة، أصبح عابد يتربع علي قمة العاملين في الحقل السري، وكان ذلك بمثابة التاج الذي توج به السنوات الخمس التي عمل فيها لصالح المخابرات المصرية فجعله ذلك مزهواً ومنتشياً بما حققه، وبعدها حاول الحصول علي إجازة، ولكن الأحداث المتسارعة أثناء حرب الاستنزاف، جعلت «الثعلب» يرفض، ويطلب منه معرفة توقف إحدي شركات الملاحة «زيم» عن العمل.

وتبين أن الشركة منيت ببعض الخسائر، وهذا يشير إلي أن المتابعات في تلك الفترة كان مهمة للغاية بالنسبة للمخابرات في إطار الحرب الخفية التي كانت تدور علي قدم وساق بين الجانبين، ففي المقابل كانت هناك عملية استخباراتية من قبل الموساد، حيث تسلل بعض الجواسيس إلي إحدي شركات المقاولات المصرية «عثمان أحمد عثمان» التي كانت تتولي إنشاء بعض التحصينات العسكرية، وتمكنت المخابرات المصرية من القبض علي زعيم شبكة التجسس الإسرائيلية بهجت حمدان.

في تلك الأثناء التقي «عابد كرمان» بلدياته وزميل دراسته «خالد الزهر» الفلسطيني من عرب 1948، كان يعمل في إحدي المدارس الابتدائية القريبة من مزرعة عابد في «حيفا»، وتركها للالتحاق بإحدي شركات السفر «وكالة دوف جريفر» يملكها يهودي إسرائيلي، وكان اللقاء نقطة فارقة في عمل الجاسوس المحترف، وبداية لانهياره والوقوع في كماشة «الموساد» لأن الزهو بالانتصارات يقود إلي الغرور الذي يقود إلي التهلكة، فأراد عباد أن يجعل من «الزهر» بديلاً لـ«ديانا مطر» التي لم تستطع الاستمرار في سرقة جوازات السفر، لكن الأخير يستطيع لأن شركته يعمل بها الكثير من الموظفين، وكان الزهر في حاجة ماسة للمال حسب ما عرف كرمان، أثناء حديثهما، فأوهمه بأنه يعمل في تجارة «الماس»، ويرغب في حاجة إلي جوازات سفر ليستخدمها أفراد شبكته الدولية في التنقل بين البلدان، للهرب من مطاردة البوليس الدولي «الإنتربول»، وكان أهم مطلب هو جواز سفر لم يستخدم من قبل لشاب في مقتبل العمر، فجري الاتفاق علي ألف ليرة، وفي أعقاب موافقة بلدياته «الزهر» علي إمداده بجوازات السفر، عرض عليه التجنيد كاملاً أي إدخاله في شبكة الجاسوسية، وكان ذلك إساءة للتقدير منه، وأن هذا التصرف كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وبعد تسلمه لجواز السفر بدأ يشعر بمراقبة في طريقه، وأمام منزله من خلال سيارة ميكروباص، لكنه لم يهتم، ومن الغباء علي حد وصفه لنفسه أنه لم يربط بين حواره مع الزهر وسيارة الميكروباص لكن الأرجح أن شعوره بالزهو لحصوله علي وثائق خط بارليف، وصلته القوية بديان وجويرا زايد، ولدت في نفسه شعوراً بالقوة والتفوق، وأصبح أكثر استهتاراً بعملية تافهة مثل تجنيد مدرس فاشل «خالد الزهر».

نسي عابد كرمان القاعدة المهمة التي تقول إن الأشياء التافهة يجب أن تلقي عناية فائقة في عالم المخابرات، وأن الجاسوس عليه أ يتجاهل آراءه الشخصية، ونسي أيضاً أنه تدرب علي ذلك عملياً عندما كان يرسل معلومات مهمة عن سلاح المدفعية، كانت المخابرات المصرية تطلب منه معلومات كان يري أنها تافهة وليست مهمة، مثل الأغنيات المشهورة في إسرائيل وترتيبها حسب مستمعيها.

عمل عابد في العديد من الأعمال التي كلف بها إدارة مصنع بلجلومي في باريس، ومصدر للموالح ومقاول بغرض الدخول إلي إحدي أهم الشركات التي كانت تعمل في مجال إنشاء التحصينات العسكرية «اسوليل بونيه»، وارتبط بصداقة قوية مع مديرها «بنيامين كافيناكي»، وأحد مؤسسيها دافيد هاكوجين صاحب النفوذ الواسع من إسرائيل.

الغريب أنه عندما أراد السفر في يناير، لم يدرك أن جواز السفر الذي حصل عليه سيكون الحلقة الأخيرة في نشاطه فألقي القبض عليه في مطار اللده في يناير عام 1970، وتعرض لأبشع عمليات التعذيب، فلم يعترف بأي شيء، وساعدته علاقاته مع الوزراء وعلي رأسهم ديان ومدير المخابرات في الإفلات من الاعترافات، لأنهم طلبوا منه عدم الإشارة إليهم في التحقيقات التي جرت معه، واستغل ذلك من كتمان ما بحوزته من معلومات كان قد سربها إلي مصر، ومنها خرائط خط بارليف، ولم تتركه المخابرات المصرية، فأثناء مفاوضات فك الاشتباك، تمت مقايضته بأسري وحضر إلي القاهرة وروي قصته لماهر عبدالحميد ولازال فيها الكثير من المعلومات المثيرة، التي حدثت مشاهدها في فترة الستينيات، وقت أن كان الصراع علي أشده في عصر حكم عبدالناصر.

ومن المفارقات العجيبة أنه خطط للهرب من السجون الإسرائيلية وصبيحة تنفيذه للمهمة، خرج وتسلمه ضابط مخابرات من الصليب الأحمر، واستفاضت الصحافة الإسرائيلية في وصف عابد كرمان، فأطلقت عليه الجاسوس الطائر، وأحياناً السمكة الثمينة.

المفاوضات حول استلامه تضمنت أيضاً الحديث عن جواسيس آخرين أدوا مهام رفيعة سقطوا في أشياء تافهة منهم كيبورك يعقوبيان، صاحب عمارة يعقوبيان الشهيرة، وزكي باروخ مزراحي، اليهودي المصري، الذي تناولته الدراما أيضاً في العميل 1001، وكان في المقابل سقوط عشرات الجواسيس في فخ المخابرات المصرية المليئة ملفاتها بقصص وحكايات وأسرار لن تنضب.

 
عودة
أعلى