“موسم حج بلا دماء… كيف أفشلت الاستخبارات السعودية خطة الموساد السوداء في الحج”
❖المقدمة❖
الحج… ملايين القلوب تهتف “لبيك اللهم لبيك” في صعيدٍ واحد ، أمواج بشرية تتدفق نحو البيت العتيق بينما العيون الساهرة تراقب السماء والأرض.
لكن خلف هذا المشهد الروحاني، كانت هناك معركة صامتة تدور في الخفاء ، في مكان آخر، وفي توقيتٍ مدروس، كان الموساد يرسم خيوط مؤامرة جريئة: إرسال عنصرين من داخل الخط الأخضر (إسرائيليان من أصل عربي) إلى قلب المملكة، بجوازات أردنية مزوّرة، وبخطة مزدوجة تجمع بين التجسس لصالح إسرائيل وتنفيذ عمل إرهابي تُنسب مسؤوليته لتنظيم داعش خلال موسم الحج 1435هـ (2014م)، وسط أعظم تجمع بشري على الأرض.
هدفهم لم يكن القتل فقط… بل ضرب سمعة المملكة أمام مليار ونصف مسلم، وإشعال فتنة إعلامية عالمية.
ما لم يعرفه المخطّطون أن دائرة الأمن السعودي أوسع بكثير من أن تُخترق بخدعة جواز سفر أو غطاء وهمي فقبل أن يلتقط الخيط أيّ طرف في مسرح الجريمة، كانت العيون الاستخباراتية قد التقطت التحركات، وحللت النوايا، وربطت الخيوط… حتى تحولت الخطة السرية إلى ملف اتهام مفتوح في قاعة محكمة الرياض.
❖الخطة الخبيثة – كما كشفتها لائحة الاتهام❖
• التجسس للموساد: جمع معلومات من داخل المملكة وإرسالها إلى الاستخبارات الإسرائيلية.
• عمل إرهابي تحت راية داعش: استهداف موسم الحج بهجوم صادم، يُلصق اسمه بالتنظيم الإرهابي، لتشويه أمن المملكة.
• تواصل مع متطرف داعشي: أحدهما أقام قنوات اتصال مع مناصر للتنظيم الإرهابي لتسهيل جزء من الخطة.
• التخفي بجوازات مزورة: دخول المملكة بجوازات سفر أردنية في محاولة لخداع الفحص الأمني وتجاوز الحدود.
❖المواجهة الاستخباراتية – كيف انكشفت الخدعة من الرصد إلى الضبط❖
❖ الرصد المبكر
في اللحظة التي وطأت فيها أقدامهم أرض المملكة، كانت أنظمة الفحص والتحليل الأمني قد رصدت الشذوذ في هوياتهم. لم يكن جواز السفر المزور أكثر من قناع ورقي هش أمام منظومة الأمن السعودي، تم تتبّع رحلتهم منذ لحظة الدخول، ومراقبة تحركاتهم واتصالاتهم.
❖ تتبع بلا هوادة
لم تُكتفَ المراقبة بالتحركات الميدانية، بل تم تحليل وسائط الاتصال واللقاءات المحتملة. كل معلومة تُربط بأخرى حتى تشكلت الصورة الكاملة: عميلان، مهمة تجسس، وخطة إرهابية.
❖ القبضة الصامتة
حين اكتمل ملف الإثبات، تحركت فرق الأمن الخاصة بهدوء ودقة. لم يكن هناك مجال لإثارة الهلع بين الحجاج، فتم إيقافهما في التوقيت الذهبي… قبل أن تتحول النوايا إلى فعل.
❖المحاكمة – رسالة ردع للعالم❖
في 30 أبريل 2018، فتحت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أبوابها لأول جلسة علنية.
الاتهامات كانت واضحة، الأدلة دامغة، والحضور الإعلامي محدود… لكن الرسالة وصلت: أي يد تمتد إلى أمن المملكة، تُقطع قبل أن تمس شعرة من رأس حاج واحد.
❖البُعد الاستخباراتي في العملية❖
• إحباط الهجوم قبل أن يولد:
إحباط العملية في طور التخطيط هو أعلى مستويات النجاح الاستخباري، لأنه يحافظ على أمن الهدف (موسم الحج) ويمنع أي أثر سلبي.
• ضرب خط إمداد الموساد:
العملية لم تكن فقط عن تفجير أو اعتداء، بل كانت جزءًا من نشاط أوسع لجمع معلومات وتغذية بنك الأهداف الإسرائيلي.
• التحكم في السرد الدولي:
بفضل سرعة الكشف، لم تُمنح الجهات المعادية فرصة لاستغلال الحادثة إعلاميًا أو سياسيًا.
❖رسالة الأمن السعودي للعالم❖
من بين الملايين الذين وفدوا إلى بيت الله الحرام، قد يتسلل أعداء متخفون في هيئة حجاج أو زوار. لكن “العيون التي لا تنام” تلتقطهم قبل أن يخطوا الخطوة الأولى وفي هذه القضية، فشلت خطة الموساد ليس فقط لأن عناصره كُشفوا، بل لأنهم كُشفوا في قلب أكبر عملية تأمين بشرية على الكوكب… الحج.
❖خط زمني موجز❖
التاريخ | الحدث |
---|---|
2014 (موسم حج 1435هـ) | وفق لائحة الاتهام، كانت الخطة تستهدف تنفيذ عمل إرهابي خلال هذا الموسم. |
قبل التنفيذ | الاستخبارات السعودية رصدت العناصر، وجمعت الأدلة، وأحبطت الخطة قبل وقوعها، وتم ضبط المتهمين. |
30 أبريل 2018 | بدء محاكمة المتهمين في المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، بحضور ممثلي الادعاء العام وتغطية إعلامية محدودة. |
❖أبرز المصادر❖
المصدر (المؤسسة الإعلامية) | الرابط |
---|---|
The Times of Israel | |
Reuters | |
The National | |
The New Arab | |
Anadolu Agency | |
i24news |
- النهاية -