غرد أحدهم يسمى "هنان" بهذا النص " أخي، كان بإمكان العرب أن يوافقوا على القرار 181، ولم يكن ليحدث شيء. كانوا سيحصلون على فلسطينهم “الثمينة” منذ 77 سنة "
القرار 181 هو قرار يمنح إسرائيل 57% من أرض فلسطين، فردّ عليه مغرد فيتنامي بإجابة مختزلة، تاريخية، وعميقة، قال فيها "دعيني أحكي لكِ قصة يا هنان.
أنا من فيتنام.
في عام 1954، قررت القوى الغربية، الخارجة لتوها من قرون من الغزو الاستعماري، أن تُقسّم فيتنام إلى نصفين.
ليس لأن الفيتناميين طلبوا ذلك.
وليس لأنه كان عادلاً.
بل لأنه خدم المصالح الإمبريالية.
الشمال كان من نصيبنا، نحن الذين نزفنا دماءنا لهزيمة الفرنسيين.
أما الجنوب، فسُلّم إلى نظام تدعمه الولايات المتحدة، لم نختره يوماً.
أسموه “تسوية”.
أسموه “حلًّا”.
قالوا لنا: اقبلوا به، وسيحلّ السلام.
قالوا إن نصف وطنٍ خيرٌ من لا شيء.
وأن المقاومة لن تجلب سوى المعاناة غير الضرورية.
لكننا رفضنا.
لأن فيتنام ليست ورقة تفاوض.
لسنا طردًا بريديًّا يُقسّمه الغرباء ثم يطلقون عليه اسم “حرّ”.
وعندما قاومنا، وصفونا بأننا غير عقلانيين.
سمّونا إرهابيين.
قالوا إننا نحن المشكلة.
هل يبدو لكِ هذا مألوفاً؟
ما قلتهِ عن الفلسطينيين — بأن عليهم قبول قرار الأمم المتحدة 181 وشكر العالم على “نصف وطن” — هو بالضبط ما قالوه لنا.
وقد أثبتنا أنهم مخطئون.
قاتلنا، لا لأننا نكره السلام.
بل لأن السلام الحقيقي لا يأتي من إملاءات أجنبية، ولا من عنف المستوطنين، ولا من تقسيم مفروض بالقوة.
قاتلنا لأن لا شعب يجب أن يُطلب منه أن يتنازل عن نصف كرامته ليشعر الآخرون بالراحة.
قاتلنا لأن فيتنام واحدة.
ليست شمالاً ولا جنوباً — بل كاملة.
وانتصرنا.
والآن، تتوقعون من الفلسطينيين أن يفعلوا ما لم نكن لنفعله نحن.
أن يقبلوا تقسيم وطنهم.
أن يُعاد كتابة تاريخهم.
أن يُسرق مستقبلهم.
أن يقولوا “نعم” لخطة لم يوافقوا عليها قط.
خطة كتبها أناس لم يعيشوا هناك.
يمنحون أرضًا لم تكن أبدًا ملكًا لهم.
أنتم تسمّون ذلك “فرصة ضائعة”.
ونحن نسمّيه مقاومةً للتقطيع.
قال الفلسطينيون “لا” لأنهم عرفوا ما عرفناه:
أن تقبل خريطة المستوطن، يعني أن تمحو خريطتك أنت.
فلا تحدثيني عن القرار 181.
حدّثيني عن القرى التي مُسحت من الخريطة.
عن المقابر الجماعية ومخيمات اللاجئين التي تلت ذلك.
عن العائلات التي لا تزال تحتفظ بمفاتيح منازل ممنوعة من العودة إليها.
فيتنام رفضت التقسيم. واليوم نحن موحدون.
وفلسطين فعلت الشيء نفسه. ولهذا لا تزال تُعاقب.
لكنهم كانوا محقّين في الرفض.
كما كنّا نحن.
كما كان الجزائريون.
كما كان الجنوب أفريقيون.
ويومًا ما، مثلنا، سيستعيدون كل ما سُرق منهم.
لأن الذاكرة أقوى من القوة.
ولأن الأرض لا تنسى أصحابها."