احمد عبد الوهاب يكتب:
الهجوم الإسرائيلي على إيران.. تصعيد يُعيد رسم قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط
القاهرة – أحمد عبد الوهاب
في تطور مفاجئ وغير مسبوق، شنت إسرائيل هجومًا مباشرًا على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، ما اعتبره مراقبون "نقطة تحوّل خطيرة" في مسار الصراع الإقليمي المتصاعد بين الجانبين.
الهجوم، الذي وصفته بعض المصادر الغربية بأنه "جراحي ودقيق"، استهدف منشآت يُشتبه بارتباطها بالمنظومة الدفاعية والصاروخية الإيرانية. وعلى الرغم من تضارب الروايات بشأن حجم الخسائر، فإن الثابت حتى الآن أن الضربة حملت أبعادًا تتجاوز الميدان العسكري البحت.
بحسب تقارير دولية، نفذ الهجوم عبر طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى، واخترق الدفاعات الإيرانية على نحوٍ أثار تساؤلات حول قدرة طهران على التصدي لهجمات عالية التقنية.
ورغم أن الإعلام الرسمي الإيراني حاول التقليل من أهمية الهجوم، إلا أن مؤشرات التعبئة الجزئية في عدد من المدن الكبرى، وتعزيزات دفاعية حول مواقع استراتيجية، توحي بقلق داخلي متصاعد من تداعيات الضربة.
من جانبه، اكد المحلل العسكري "يوآف ليمور" في مقال له بصحيفة «يسرائيل هيوم»، أن "إسرائيل وجّهت رسالة واضحة: نحن مستعدون للعب على المكشوف".
في المقابل، يرى خبراء في الشأن الإيراني أن طهران الآن أمام تحدٍ مزدوج، يتمثل في الحفاظ على صورة "الدولة القوية التي لا تُضرب دون رد"، مقابل تجنّب الانزلاق في حرب شاملة قد تضر بموقفها الإقليمي والداخلي.
و في السياق ذاته، دعت الولايات المتحدة الأمريكية كافة الاطراف إلى "ضبط النفس"، كما حرصت على التأكيد أنها "لم تكن طرفًا في العملية".
بينما جاء الموقف الروسي أكثر برودًا، مكتفيًا بدعوة الطرفين إلى "تجنب التصعيد"، في وقت يُنظر فيه إلى موسكو كأحد أبرز حلفاء طهران العسكريين على الساحة السورية.
وعلي الصعيد الاقليمي تابعت العديد من العواصم العربية، لا سيما في الخليج، التطورات بقلق بالغ، وسط تخوفات من أن يتحول الرد الإيراني – إن حدث – إلى مواجهة تشمل وكلاء طهران في العراق واليمن وسوريا ولبنان.
كما عاد الحديث بقوة عن تهديدات محتملة لمضيق هرمز، الشريان النفطي الأهم عالميًا، ما قد ينعكس مباشرة على أسعار الطاقة وأسواق المال.
اما في القاهرة فقد اجرت الخارجية المصرية عدة اتصالات مع نظرائها من وزراء الخارجية العرب في السعودية و الاردن والامارات لتنسيق المواقف، وبحث تداعيات الوضع الحالي.
وحتى هذه اللحظة، لا يبدو أن الطرفين يرغبان في حرب شاملة. لكن كسر المحرمات العسكرية بهذه الصورة يعزز مناخًا إقليميًا مشحونًا، يعيد صياغة قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط.
وإن كان من شيء مؤكد، فهو أن الأيام القادمة ستشهد اختبارًا دقيقًا لأعصاب العواصم الكبرى، ولحدود ضبط النفس في عواصم الشرق.