تركيا تطورت كثيرًا في الصناعات الدفاعية خلال العقدين الماضيين، لكنها لا تزال تعتمد جزئيًا على الخارج في بعض الأنظمة الحساسة، مثل فيوزات القنابل والصواريخ (المفجّرات أو الصمامات). إليك الأسباب الرئيسية لذلك:
الفيوز (الصمام التفجيري) هو العنصر الذي يُحدد متى وكيف تنفجر القنبلة أو الرأس الحربي.
أنواعها تشمل: فيوزات تصادمية، تأخيرية، زمنية، برمجية، أو تعتمد على مستشعرات (رادار، ليزر، تقارب).
هي من أكثر المكوّنات العسكرية تعقيدًا ودقة وخطورة.
أسباب عدم امتلاك تركيا إنتاجًا كاملاً ومستقلاً لهذه الفيوزات (حتى الآن):
الحساسية التكنولوجية الشديدة
تقنيات الفيوزات تعد من الأسرار العسكرية المصنفة (مثل تقنيات التوجيه أو الرؤوس النووية).
الدول الغربية (وأيضًا روسيا) لا تصدّر تقنيات الفيوزات المتقدمة بسهولة.
حتى الدول التي تبيع ذخائر قد تسلّمها بفيوزات مبرمجة مسبقًا ولا تسمح بتعديلها.
الارتباط بتقنيات إلكترونية وميكانيكية دقيقة
تحتاج الفيوزات إلى:
دارات إلكترونية محمية من التشويش.
حساسات ضغط، حرارة، سرعة، أو إشعاع.
ميكانيكا دقيقة جدًا (micro-mechanics).
هذه الصناعات تتطلب استثمارات ضخمة وخبرة متراكمة لعقود.
العقوبات والقيود الغربية
بعد بعض العمليات التركية (مثل "درع الفرات"، "غصن الزيتون"، "نبع السلام")، فُرضت قيود على صادرات مكوّنات حساسة، منها الفيوزات.
هذا دفع تركيا لتسريع خططها للتصنيع المحلي، لكنها لا تزال في مراحل التطوير أو الإنتاج الجزئي.
أولوية التطوير في مجالات أخرى
تركيا ركزت أولًا على:
المسيّرات (بيرقدار، آقنجي).
المحركات.
أنظمة التوجيه.
الذخائر الذكية (MAM-L، SOM، HGK، وغيرها).
الفيوزات كانت تأتي غالبًا من الخارج أو تُركّب من مكوّنات مستوردة.
هل تركيا بدأت بصناعة الفيوزات محليًا؟
نعم، لكن بشكل محدود حتى الآن:
شركة TÜBİTAK-SAGE تعمل على تطوير فيوزات مبرمجة للقنابل الذكية.
شركة ASELSAN بدأت بتطوير أنظمة صمامات أمان وتحكم رقمي.
تركيا تسعى إلى دمج الفيوزات محليًا في ذخائر مثل:
HGK-84 (قنبلة ذكية موجهة GPS).
NEB (قنبلة اختراق خرسانات).
SOM (صاروخ كروز محلي).
لكن الوصول إلى مستوى "الاكتفاء الذاتي الكامل" لم يتحقق بعد، وهناك بعض الفيوزات تُستورد جزئيًا من دول مثل كوريا الجنوبية أو حتى من الأسواق الثانوية.
تركيا لا تُنتج جميع أنواع الفيوزات المتطورة بالكامل حتى الآن لأسباب تتعلق بالتكنولوجيا، الحظر، الأولويات، والصعوبات التقنية.
لكنها تعمل بجد على تطويرها محليًا كجزء من مشروع الاستقلال الدفاعي.
نتوقع خلال السنوات القادمة أن تُعلن تركيا عن إنتاج كلي أو جزئي لفيوزات أكثر تعقيدًا، خاصة مع دعم مشاريع مثل "Milli Füze Teknolojisi" (برنامج الصواريخ الوطنية).