عندما أراد القذافي شراء مصر بــ 300 مليون جنيه إسترليني
في عام ١٩٧٢م كان المجمع الصناعي الذي بني في مصر ليكون رافداً للاقتصاد يوشك على التوقف والإغلاق
ويعمل بأقل من طاقته بسبب مشاكل نقص في النقد الأجنبي
ويومها علم القذافي بالأمر
فعرض التبرع بثلاثمائة مليون جنيه إسترليني لحل المشكلة (وهو مبلغ الآن يتعدى المليارات)..
ويحكي محمد حسنين هيكل ما حدث بعدها
لأنه كان الشخص الذي عرض القذافي عرضه من خلاله فيقول:
بدا لي المبلغ وقتها هدية نزلت من السماء تستحق أن تُعْرض على الرئيس (السادات».
وتركت (القذافي)» وكاتم أسراره عبد السلام جلود في مكتبي
وذهبت إلى مكتب مجاور أطلب الرئيس «السادات)) فى بيته (وكان في الجيزة)
ورويت له ما حدث، وأحسست به (طائراً من الفرح» (كذلك قال)، ثم كان اقتراحه:
-((إنه لابد من تثبيت هذا العرض الآن)).
وكان طلبه:
- «هات معمر وجلود فوراً وتعالوا إلى عندي في الجيزة
وسأطلب من حجازي (الدكتور عبد العزيز حجازى وكان وزيراً للمالية) أن ينضم إلينا لنضع الترتيبات اللازمة،
تعالوا فوراً.
وكان تعليقه وقد كرره أكثر من مرة: ((خير ما عملت.. خير ما عملت))!
وجلسنا ثلاثتنا
الرئيس ((السادات)) ومعمر القذافى)) وأنا
ننتظر ونتحدث في بعض ما يجرى من الشئون.
وفجأة قال ((معمر القذافي)) موجهاً حديثه للرئيس ((السادات)»:
-(«يا ريس أنور أريد أن أشكو إليك (الأستاذ هيكل»
وأطلت علينا ابتسامة الرئيس (السادات، المشهورة وهو يقول برضى: ((خير يا معمر .. ما هى شكواك منه؟).
وكنت أنظر مستغرباً إلى سعمر القذافى)) الذى إستطرد يقول:
- «هل رأيت جريدة الأهرام اليوم .. فيها أربع صفحات عن منجزات الشيخ زايد في الإمارات"
وقاطعته شارحاً:
«هذه الصفحات الأربع إعلان، وقد كُتِب أعلى كل منها ما يفيد ذلك احتراما لتقاليد نلتزم بها
ثم إن هناك إطاراً بالخط يحيط بكل المنشور عن الإمارات بحيث يكون معزولاً وبوضوح عن تحرير الأهرام العادي».
ورد القذافى)):
- («هذا تمجيد في الرجعية، ولا يكفى أن يقال أنه إعلان».
وتدخل الرئيس ((السادات) يقول:
-معمر .. هذا إعلان واضح .. وليس فيه تمجيد .. ).
ولم يقبل ((معمر القذافى)) وإنما واصل حديثه:
-(«اليوم يُمَجِّدون في الشيخ زايد، وغدا يكون التمجيد في فيصل (يقصد الملك فيصل ملك السعودية)».
(وأضاف ((معمر القذافى))
وصفاً غير لائق للملك (فيصل»)
فبدا الضيق على وجه الرئيس ((السادات)
وقال:-
معمر .. لا تغلط في حق فيصل، هو صديقى؟)
ورد معمر القنافى) بحدة:
-((لا هو صديقك ولا شيء .. هو لا يحبك ولا يحب مصر)).
وقاطعه (السادات):
- («معمر .. الزم حَدّك ... قلت لك هو صديقي».
ورد (القذاقى»:
«ماذا جرى لك يا ريس أنور؟- هل فقدت ثوريتك ؟».
وكانت تلك هي الطامة الكبرى، فقد رد بالسادات):
- هل تعلمني الثورية يا معمر ..
اسمع، إذا كنت تتصور أنك تشترى سياساتي بأموالك فأنا في غنى عنها.
ثم راح الرئيس (السادات) ينادى على الدكتور ((عبد العزيز حجازى))
حيث كان يجلس فى غرفة المائدة مع ((عبد السلام جلود)- بأن يوقف المفاوضات
فهو (لا يريد شيئاً ما دام معمر يتصور أنه بأمواله يستطيع شراء مصر).
ثم نهض واقفاً يخرج من حيث كنا غاضبا ومتجهما.
ولحقت به أقول له: الرجل في بيتك - ضيف عليك».
وكان قصارى ما فعله كحل وسط أن التفت قائلاً للجميع:
البيت هنا ليس بيتي ولكنه بيتكم جميعاً.
اختلف مع السادات كما تحب
لكنه هنا كان مثالاً لرئيس دولة قوية يرفض أن يشتريها أحد بالمال رغم حاجة مصر وقتها لكل قرش
لأنه يعرف قيمة بلد
ولأنه رفض أن يهين أحد صديقاً له.
في عام ١٩٧٢م كان المجمع الصناعي الذي بني في مصر ليكون رافداً للاقتصاد يوشك على التوقف والإغلاق
ويعمل بأقل من طاقته بسبب مشاكل نقص في النقد الأجنبي
ويومها علم القذافي بالأمر
فعرض التبرع بثلاثمائة مليون جنيه إسترليني لحل المشكلة (وهو مبلغ الآن يتعدى المليارات)..
ويحكي محمد حسنين هيكل ما حدث بعدها
لأنه كان الشخص الذي عرض القذافي عرضه من خلاله فيقول:
بدا لي المبلغ وقتها هدية نزلت من السماء تستحق أن تُعْرض على الرئيس (السادات».
وتركت (القذافي)» وكاتم أسراره عبد السلام جلود في مكتبي
وذهبت إلى مكتب مجاور أطلب الرئيس «السادات)) فى بيته (وكان في الجيزة)
ورويت له ما حدث، وأحسست به (طائراً من الفرح» (كذلك قال)، ثم كان اقتراحه:
-((إنه لابد من تثبيت هذا العرض الآن)).
وكان طلبه:
- «هات معمر وجلود فوراً وتعالوا إلى عندي في الجيزة
وسأطلب من حجازي (الدكتور عبد العزيز حجازى وكان وزيراً للمالية) أن ينضم إلينا لنضع الترتيبات اللازمة،
تعالوا فوراً.
وكان تعليقه وقد كرره أكثر من مرة: ((خير ما عملت.. خير ما عملت))!
وجلسنا ثلاثتنا
الرئيس ((السادات)) ومعمر القذافى)) وأنا
ننتظر ونتحدث في بعض ما يجرى من الشئون.
وفجأة قال ((معمر القذافي)) موجهاً حديثه للرئيس ((السادات)»:
-(«يا ريس أنور أريد أن أشكو إليك (الأستاذ هيكل»
وأطلت علينا ابتسامة الرئيس (السادات، المشهورة وهو يقول برضى: ((خير يا معمر .. ما هى شكواك منه؟).
وكنت أنظر مستغرباً إلى سعمر القذافى)) الذى إستطرد يقول:
- «هل رأيت جريدة الأهرام اليوم .. فيها أربع صفحات عن منجزات الشيخ زايد في الإمارات"
وقاطعته شارحاً:
«هذه الصفحات الأربع إعلان، وقد كُتِب أعلى كل منها ما يفيد ذلك احتراما لتقاليد نلتزم بها
ثم إن هناك إطاراً بالخط يحيط بكل المنشور عن الإمارات بحيث يكون معزولاً وبوضوح عن تحرير الأهرام العادي».
ورد القذافى)):
- («هذا تمجيد في الرجعية، ولا يكفى أن يقال أنه إعلان».
وتدخل الرئيس ((السادات) يقول:
-معمر .. هذا إعلان واضح .. وليس فيه تمجيد .. ).
ولم يقبل ((معمر القذافى)) وإنما واصل حديثه:
-(«اليوم يُمَجِّدون في الشيخ زايد، وغدا يكون التمجيد في فيصل (يقصد الملك فيصل ملك السعودية)».
(وأضاف ((معمر القذافى))
وصفاً غير لائق للملك (فيصل»)
فبدا الضيق على وجه الرئيس ((السادات)
وقال:-
معمر .. لا تغلط في حق فيصل، هو صديقى؟)
ورد معمر القنافى) بحدة:
-((لا هو صديقك ولا شيء .. هو لا يحبك ولا يحب مصر)).
وقاطعه (السادات):
- («معمر .. الزم حَدّك ... قلت لك هو صديقي».
ورد (القذاقى»:
«ماذا جرى لك يا ريس أنور؟- هل فقدت ثوريتك ؟».
وكانت تلك هي الطامة الكبرى، فقد رد بالسادات):
- هل تعلمني الثورية يا معمر ..
اسمع، إذا كنت تتصور أنك تشترى سياساتي بأموالك فأنا في غنى عنها.
ثم راح الرئيس (السادات) ينادى على الدكتور ((عبد العزيز حجازى))
حيث كان يجلس فى غرفة المائدة مع ((عبد السلام جلود)- بأن يوقف المفاوضات
فهو (لا يريد شيئاً ما دام معمر يتصور أنه بأمواله يستطيع شراء مصر).
ثم نهض واقفاً يخرج من حيث كنا غاضبا ومتجهما.
ولحقت به أقول له: الرجل في بيتك - ضيف عليك».
وكان قصارى ما فعله كحل وسط أن التفت قائلاً للجميع:
البيت هنا ليس بيتي ولكنه بيتكم جميعاً.
اختلف مع السادات كما تحب
لكنه هنا كان مثالاً لرئيس دولة قوية يرفض أن يشتريها أحد بالمال رغم حاجة مصر وقتها لكل قرش
لأنه يعرف قيمة بلد
ولأنه رفض أن يهين أحد صديقاً له.