بسم الله الرحمن الرحيم،
المشرق أولًا: عقيدة خليجية جديدة لإعادة هندسة ميزان القوى.. من دمشق لا من القاهرة "
في لحظة تعيد فيها المنطقة ترتيب خرائط النفوذ، باتت الضرورات القومية تفرض على دول الخليج أن تُعيد النظر جذريًا في بوصلة علاقاتها الخارجية، وفقاً اعقيدة استراتيجية جديدة تعيد تعريف معنى الجوار، وجدوى الشراكة، ومصدر التأثير، ومركز الثقل في المشرق العربي.
وفي قلب هذه المراجعة، تبرز سوريا الحرّة بوصفها الركيزة الأهم في معادلة الخليج المستقبلية، مقابل تراجع القيمة الاستراتيجية لمصر الحالية، التي باتت -رغم عمقها الرمزي- خارج هندسة النفوذ الفاعل.
آن أوان التصريح: (النفوذ الخليجي القادم يُعاد هندسته من دمشق، لا من القاهرة).
(الجغرافيا الوظيفية تتفوق على الجغرافيا العاطفية)
رغم غياب الحدود البرية المباشرة بين دول المجلس وسوريا، إلا أن الاتصال الجيوسياسي الفعلي يمر عبر محور الأنبار العراقي ومعبر الرويشد الأردني، ما يجعل سوريا متاخمة وظيفيًا للمجال الخليجي، خصوصًا مع الأردن الذي يُعد -وإن لم يُعلن- جزءًا من العمق الاستراتيجي للمجلس.
في المقابل، مصر -رغم عمقها التاريخي- مفصولة جغرافيًا عن الخليج بحاجز صلب اسمه إسرائيل، ما يقلص من قيمة مصر الوظيفية في أي مشروع تكامل جغرافي أو تحالف أمني فعلي.
(سوريا في قلب التوازن الأمني المشرقي)
سوريا، هي ساحة الحسم في معركة النفوذ بين الخليج وإيران.
من دونها يبقى العراق مكشوفًا، ولبنان مختطفًا، والخليج مهدَّدًا من خاصرته الشمالية.
أما معها، يُعاد تكوين المشرق، ويُعاد تشكيل ميزان الردع العربي/الإيراني من ضفاف الفرات، لا النيل.
بينما مصر اختارت الانكفاء عن الملفات الإيرانية واليمنية والسورية، مكتفية بسياسة (الحياد الحذر) التي لا تخدم أمن الخليج ولا تعزز مكانة مصر في معادلة المشرق.
• وهنا سؤال جوهري: في حال اندلعت حرب خليجية/إيرانية غدًا، من سيقاتل معنا، مصر أم سوريا؟
سوريا، وبحكم واقعها الجيو/أمني، واصطفافها الاستراتيجي الجديد، ستقاتل حتمًا مع دول المجلس ضد إيران.
بينما مصر -بطبيعة عقيدتها العسكرية ومحدداتها الجغرافية- لن تعتبر الخليج جزءًا من نطاق أمنها القومي العازل، وستحافظ على الحياد.
فجيش مصر لمصر، لا لغيرها، وتصريح (مسافة السكة) مجرد وهم غير قابل للتحقق ميدانيًا.
(الاقتصاد المنتج مقابل الاقتصاد الطارد)
سوريا، رغم الحرب، تفتح أبوابها لفرص إعادة إعمار طويلة المدى، وتحول قطاعها الزراعي إلى خزان غذائي مشرقي عربي، خاصةً مع وفرة المياه في الفرات وسهول الغاب وحوران.
أما مصر، فاقتصادها قائم على الاستدانة، يرزح تحت تضخم سكاني هائل، ويعتمد على الدعم الخارجي، مما يجعلها بيئة طاردة للاستثمار الاستراتيجي.
(الدولة المشرقية القابلة لإعادة البناء مقابل الدولة المنغلقة)
سوريا الحرة، مفتوحة على التشكيل السياسي والعقد الاجتماعي الجديد، ما يمنح الخليج فرصة غير مسبوقة للمساهمة التأسيسية في بناء نظام مشرقي متحالف.
في المقابل، مصر تدار بمنطق الدولة الصلبة المغلقة، ويصعب التأثير البنيوي فيها، ما يضعف جدوى الرهان الاستراتيجي عليها
(محور الربط القاري مقابل الجزيرة المعزولة)
سوريا هي (العقدة الجيوسياسية الحيوية) لربط الخليج بتركيا وأوروبا، عبر ممر بري من البصرة إلى حلب، ما يجعلها جزءًا محوريًا من طريق الحرير
أما مصر، فهي جزيرة جيوسياسية مغلقة من الشرق بالعدو، ومن الجنوب بالبحر، ولا تملك بوابات ربط برّي سيادي نحو الخليج، مما يفقدها دورها في أي هندسة اقتصادية قارية شاملة
(المشابهة القيمية مع المشرق لا مع الوادي)
الهوية السورية، في تركيبها الشامي-السني-المشرقي، أقرب للنمط الاجتماعي الخليجي من حيث الدين، والوعي الجمعي
بينما تميل الهوية المصرية اليوم إلى الفردية المصرية، والتهكمية على ما سواها، ما يجعل الاندماج القيمي محدودًا، ويُضعف منسوب الشراكة الثقافية العميقة
(من الاستثمار في الأزمة إلى الاستثمار في الصعود)
الرهان على مصر رهان على دولة مأزومة تحتاج إلى الإنقاذ قبل أن تثمر، بينما الرهان على سوريا الحرة هو استثمار في مشروع نهوض قابل للتمكين والتفاعل الاستراتيجي العميق.
مصر غالية، نعم، لكن كسائر الأشقاء العرب.
أما سوريا، فهي ليست فقط غالية، وإنما ضرورية لبقاء الخليج واستقلاله.
(عقيدة "المشرق أولًا" كمرتكز استراتيجي جديد)
آن أوان أن نُعلن:
•أن النفوذ يُصنع من دمشق، لا من القاهرة.
•وأن المشرق هو الامتداد الطبيعي والأمني والسيادي للخليج.
•وأن سوريا الحرة شريك التأسيس للنظام العربي الجديد.
هذه ليست مقالة، بل بيان تأسيسي لعقيدة خارجية خليجية جديدة، تقول:
نحن نذهب حيث يُصنع الأمن، لا حيث يُستهلك الدعم.
نحن نبني مع من يشاركنا المعركة، لا مع من يراقبها.
(المشرق أولًا… ليس شعارًا بل قدرًا جيوسياسياً محتوماً)
المصدر
المشرق أولًا: عقيدة خليجية جديدة لإعادة هندسة ميزان القوى.. من دمشق لا من القاهرة "
في لحظة تعيد فيها المنطقة ترتيب خرائط النفوذ، باتت الضرورات القومية تفرض على دول الخليج أن تُعيد النظر جذريًا في بوصلة علاقاتها الخارجية، وفقاً اعقيدة استراتيجية جديدة تعيد تعريف معنى الجوار، وجدوى الشراكة، ومصدر التأثير، ومركز الثقل في المشرق العربي.
وفي قلب هذه المراجعة، تبرز سوريا الحرّة بوصفها الركيزة الأهم في معادلة الخليج المستقبلية، مقابل تراجع القيمة الاستراتيجية لمصر الحالية، التي باتت -رغم عمقها الرمزي- خارج هندسة النفوذ الفاعل.
آن أوان التصريح: (النفوذ الخليجي القادم يُعاد هندسته من دمشق، لا من القاهرة).
(الجغرافيا الوظيفية تتفوق على الجغرافيا العاطفية)
رغم غياب الحدود البرية المباشرة بين دول المجلس وسوريا، إلا أن الاتصال الجيوسياسي الفعلي يمر عبر محور الأنبار العراقي ومعبر الرويشد الأردني، ما يجعل سوريا متاخمة وظيفيًا للمجال الخليجي، خصوصًا مع الأردن الذي يُعد -وإن لم يُعلن- جزءًا من العمق الاستراتيجي للمجلس.
في المقابل، مصر -رغم عمقها التاريخي- مفصولة جغرافيًا عن الخليج بحاجز صلب اسمه إسرائيل، ما يقلص من قيمة مصر الوظيفية في أي مشروع تكامل جغرافي أو تحالف أمني فعلي.
(سوريا في قلب التوازن الأمني المشرقي)
سوريا، هي ساحة الحسم في معركة النفوذ بين الخليج وإيران.
من دونها يبقى العراق مكشوفًا، ولبنان مختطفًا، والخليج مهدَّدًا من خاصرته الشمالية.
أما معها، يُعاد تكوين المشرق، ويُعاد تشكيل ميزان الردع العربي/الإيراني من ضفاف الفرات، لا النيل.
بينما مصر اختارت الانكفاء عن الملفات الإيرانية واليمنية والسورية، مكتفية بسياسة (الحياد الحذر) التي لا تخدم أمن الخليج ولا تعزز مكانة مصر في معادلة المشرق.
• وهنا سؤال جوهري: في حال اندلعت حرب خليجية/إيرانية غدًا، من سيقاتل معنا، مصر أم سوريا؟
سوريا، وبحكم واقعها الجيو/أمني، واصطفافها الاستراتيجي الجديد، ستقاتل حتمًا مع دول المجلس ضد إيران.
بينما مصر -بطبيعة عقيدتها العسكرية ومحدداتها الجغرافية- لن تعتبر الخليج جزءًا من نطاق أمنها القومي العازل، وستحافظ على الحياد.
فجيش مصر لمصر، لا لغيرها، وتصريح (مسافة السكة) مجرد وهم غير قابل للتحقق ميدانيًا.
(الاقتصاد المنتج مقابل الاقتصاد الطارد)
سوريا، رغم الحرب، تفتح أبوابها لفرص إعادة إعمار طويلة المدى، وتحول قطاعها الزراعي إلى خزان غذائي مشرقي عربي، خاصةً مع وفرة المياه في الفرات وسهول الغاب وحوران.
أما مصر، فاقتصادها قائم على الاستدانة، يرزح تحت تضخم سكاني هائل، ويعتمد على الدعم الخارجي، مما يجعلها بيئة طاردة للاستثمار الاستراتيجي.
(الدولة المشرقية القابلة لإعادة البناء مقابل الدولة المنغلقة)
سوريا الحرة، مفتوحة على التشكيل السياسي والعقد الاجتماعي الجديد، ما يمنح الخليج فرصة غير مسبوقة للمساهمة التأسيسية في بناء نظام مشرقي متحالف.
في المقابل، مصر تدار بمنطق الدولة الصلبة المغلقة، ويصعب التأثير البنيوي فيها، ما يضعف جدوى الرهان الاستراتيجي عليها
(محور الربط القاري مقابل الجزيرة المعزولة)
سوريا هي (العقدة الجيوسياسية الحيوية) لربط الخليج بتركيا وأوروبا، عبر ممر بري من البصرة إلى حلب، ما يجعلها جزءًا محوريًا من طريق الحرير
أما مصر، فهي جزيرة جيوسياسية مغلقة من الشرق بالعدو، ومن الجنوب بالبحر، ولا تملك بوابات ربط برّي سيادي نحو الخليج، مما يفقدها دورها في أي هندسة اقتصادية قارية شاملة
(المشابهة القيمية مع المشرق لا مع الوادي)
الهوية السورية، في تركيبها الشامي-السني-المشرقي، أقرب للنمط الاجتماعي الخليجي من حيث الدين، والوعي الجمعي
بينما تميل الهوية المصرية اليوم إلى الفردية المصرية، والتهكمية على ما سواها، ما يجعل الاندماج القيمي محدودًا، ويُضعف منسوب الشراكة الثقافية العميقة
(من الاستثمار في الأزمة إلى الاستثمار في الصعود)
الرهان على مصر رهان على دولة مأزومة تحتاج إلى الإنقاذ قبل أن تثمر، بينما الرهان على سوريا الحرة هو استثمار في مشروع نهوض قابل للتمكين والتفاعل الاستراتيجي العميق.
مصر غالية، نعم، لكن كسائر الأشقاء العرب.
أما سوريا، فهي ليست فقط غالية، وإنما ضرورية لبقاء الخليج واستقلاله.
(عقيدة "المشرق أولًا" كمرتكز استراتيجي جديد)
آن أوان أن نُعلن:
•أن النفوذ يُصنع من دمشق، لا من القاهرة.
•وأن المشرق هو الامتداد الطبيعي والأمني والسيادي للخليج.
•وأن سوريا الحرة شريك التأسيس للنظام العربي الجديد.
هذه ليست مقالة، بل بيان تأسيسي لعقيدة خارجية خليجية جديدة، تقول:
نحن نذهب حيث يُصنع الأمن، لا حيث يُستهلك الدعم.
نحن نبني مع من يشاركنا المعركة، لا مع من يراقبها.
(المشرق أولًا… ليس شعارًا بل قدرًا جيوسياسياً محتوماً)
المصدر