البعض يستخف بالدعم العالمي المتزايد للقضية الفلسطينية، وهنا أتحدث عن دعم الشعوب، بل حتى بعض الحكومات بدأت تتأثر. ما يحدث الآن لم يحدث من قبل، إنه أمر استثنائي.
وهل هذا الدعم ساعد في وقف الحرب على قطاع غزة؟ هذا ما يردده كثيرون.
لم يساعد فعلاً في إيقافها، لكن هذا الدعم كان سبباً في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإن دخلت مساعدات إضافية قريباً فستكون أيضاً نتيجة لهذا الدعم. لكن تذكّر أيضاً أن ما وصلت إليه إسرائيل من دعم عالمي قوي، ومن تبرير لجرائمها وعدم محاسبتها، وحتى من تعزيز قوتها العسكرية، لم يكن مجانياً. لقد جاء نتيجة إيمان الكثيرين بسرديتها، واستغلالها لاضطهاد اليهود في أوروبا لتحقيق مصالحها. هذا كلّفها جهداً كبيراً، وأنفقت أموالاً طائلة من أجل زرع هذه الصورة “الضحية” في عقول أجيال متعاقبة، وهي اليوم تحصد نتائج ذلك، كما حصدتها بالأمس ومنذ احتلال فلسطين.
لكن كل ذلك الآن ينهار، والطاولة تنقلب تماماً. لا يحدث هذا لأننا أنفقنا مالاً أو بذلنا جهداً مماثلاً، بل يحدث من بين أشلاء أطفالنا، لأن حجم الإبادة هائل ويُبث على الهواء مباشرة أمام أنظار العالم. وإن لم نحصد نتائج هذا اليوم، فبالتأكيد سنحصدها غداً